عرض مصدر وهل يبكي الرجال دمًا؟

'''<center> وهل يبكي الرجال دمًا؟ </center>'''

[[ملف:سالم الفلاحات 2.jpg|left|220px]]

'''بقلم: أ. [[سالم الفلاحات]] '''

رجل "مدني"، "جريح"، "كهل" في أحد "مساجد" الفلوجة "أعزل" أظهرته لنا بعض الفضائيات العربية، يبكي دمًا تتساقط قطرات الدم من عينيه، هذه حقيقة شاهدها الكثيرون، لم تشفع له هذه المسوغات الخمس أمام الأمريكي المتحضر الديمقراطي من القتل.

قلت: هل يبكي العراقيون الأشداء الذين عركتهم الحروب ما يربو على عقدين من الزمن؟ أم أن هذا "الفلوجي" لم يسمح للدمع أن ينزل من عينيه؛ لئلا يتشفى به العلج الكافر؟ وأراد أن يرسل للعالم رسالةً بالدم من العينين.. بعد أن قطع العالم اتصاله بهم إلا من خلال الصواريخ وقذائف المدافع العملاقة وأسلحة الدمار الشامل الأمريكية المرخصة دوليًا لها وللكيان [[الصهيوني]] ، لا لسواهما.

ولعل الفلوجي قال: بعد أن نفذت ذخيرتي، وأحاط بي المولَعون بقتل "المقتولين" الجرحى والأطفال والنساء استخدمت آخر سلاح عندي وهو أن ارميهم بدمٍِ من عيني لئلا يفرحوا بانكساري وهزيمتي، فدموعنا نحن دماء وليست ماء فانتظروا.

أو لعله أراد أن يرسل رسالةً لجموع القاعدين من العرب والمسلمين المتفرجين على انتهاك أعراضهم، وأطفالهم وكرامتهم ببلاهة؛ ماذا تنتظرون وما دهاكم؟ هاكم دماءنا علها توقظكم وهاتوا دموعكم فإنها لن تغني عنكم شيئًا.

أم لعله يقول نحن هنا في الفلوجة لم نغادرها، وسمحنا للأطفال والعجزة فقط بمغادرتها، اعتصمنا بالله ورابطنا فيها فما اعتصامنا من عواصمكم التي اعتصمت بالصمت وأغمضت عيونها عنا!! فعيوننا نحن مفتوحة تلفظ دمًا.

أم هو يقول من داخل مسجده أي المساجد أعظم؟!؛ مساجدنا المهدمة الشامخة المتعالية على أزيز الطائرات أم المساجد المليئة بالتمر والولائم والموائد والرقى، وفرعيات الفقه، وبعض المتدربين على نطق الحروف بلكنة عربية وبعقول مهجنة، أقل الفئات توكلاً على الله واعتصامًا منا إلا من رحم ربك.

أو لعله يقول: اسألوا مراجعكم ومرجعياتكم وعلماءكم وقادتكم أيها أحب إلى الله وأقرب إلى دين الله: طوافنا وسعينا من بيتٍ إلى بيت في الفلوجة والرمادي نحمل ما تيسر من مساعداتٍ ومن تصميم وإرادة ويقين وصبر، دفاعًا عن شرف الأمة؟ أم سعيكم وطوافكم حول أنفسكم ودنياكم وأضرحتكم ومساجدكم وكل ما تقدسون؟ أما خَطَبَكُم جدنا وجدكم عبدالله بن المبارك- رحمة الله- حين قال:
    
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ... لعلمت أنك بالعبادة تلعبُ!

فهِمنا قول الله تعالى عن أعدائنا "لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إلا وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ" (التوبة: 10)، وأنتم هل ترقبون فينا إلاّ وذمة؟! وأين عهد الله الذي قطعه عليكم بحقنا وأين حقوق الأخوة والإنسانية والعروبة والجوار والاسلام؟!

أم لعله يقول لهذا العلج المتترس بدبابته المتسربل بواقيات الرصاص والمتفجرات وأشعة الليزر وأجهزة الاتصال والطائرات والرغاليين من البشمرقة وأشباههم يقول: ستمضون وتندحرون كما مرت من هنا جحافل الغزاة، وستبكون بكاء الثكالى كما قال جدكم هرقل وداعًا يا سوريا وداعًا لا لقاء بعده، وكما بكى التتار والصليبيون فما هي إلا أيام معدودة وسترون.

إنها رسالة مطولة حملتها دموع الدم الفلوجية، بل إنها رسائل متلاحقة، تُرى هل يلتقط العرب والمسلمون الرسالة ويجيبون عليها؟، أم أننا سنطويها ونغلفها بعجزنا ونربطها بحبال ذلِّنا وندفنها مع رؤوسنا في الرمال؟.

== المصدر ==
*'''مقال:'''[http://www.ikhwanonline.com/new/Article.aspx?ArtID=9489&SecID=0 وهل يبكي الرجال دمًا؟]'''إخوان أون لاين'''

{{روابط سالم الفلاحات}} 

[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:روابط سالم الفلاحات]]