الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حماس وأسرار التكالب عليها»
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
(١١ مراجعة متوسطة بواسطة ٦ مستخدمين غير معروضة) | |||
سطر ١: | سطر ١: | ||
{{مقالة مراجعة أحداث}} | |||
<center>'''[[حماس]].. وأسرار التكالب عليها...محاولة للفهم'''</center> | |||
طارق حسن السقا | '''طارق حسن السقا''' | ||
[[ملف:حماس واسرار التكالب عليها.jpg|تصغير|اطار|وأسرار التكالب عليها...محاولة للفهم]] | |||
إذا أردت أن تفهم سر هذه الحرب الشعواء على حركة [[حماس]] , وسر هذا الحصار الخانق على شعب [[غزة]] , فلا بد وأن تضع يدك على مجموعة من الحقائق لعلك بها تدرك سر كل هذا التكالب الدولي والمحلي على هذه الحركة , وتعي أبعاد هذا التقارب بين الدولة الصهيونية من ناحية وبين كل القوى الإقليمية المحيطة بحركة [[حماس]] من ناحية أخرى . لعلك بهذه الحقائق تعرف سر هذه الحرب اللاأخلاقية , لتحدد موقفك منها وهذا هو أضعف الإيمان . | |||
''''''أولاً :''' لابد أن نتفق مقدماً على أن الصراع الدائر بين حركة [[حماس]] وبين دولة [[إسرائيل]] ليس صراعاً محلياً أو صراعاً محدوداً , لكنه صراع كبير بين مشروعين كبيرين :''' | |||
'''أ- المشروع الأول :''' مشروع الحركة الصهيونية والذي يهدف إلى حشد اليهود في جميع أنحاء العالم بشتى السبل , وذلك من أجل توطينهم على أرض [[فلسطين]] , بعد تهجير أبناء البلد الأصليين من ديارهم , ليسهل عليهم تمزيق وحدة العالم العربي و تحجيم انطلاقة الإسلام والمسلمين . | |||
'''ب- المشروع الثاني :''' مشروع حركة [[المقاومة]] الإسلامية ( [[حماس]] ) والتي يهدف إلي الوقوف ضد هذا المد الصهيوني , والعمل على منازلة هذا الباطل وقهره ودحره ، ليسود الحق ، وتعود الأوطان المسلوبة إلى أصحابها الأصليين ، وينطلق من فوق مساجدها الأذان معلنًا قيام دولة الإسلام ، ليعود الناس والأشياء كلٌ إلى مكانه الصحيح. | |||
'''ثانياً : كل الدلائل تشير إلى أن المشروع الصهيوني يحظى بدعم كل القوى العظمى في العالم''' , بدءا من الدول الكبرى , مروراً بالعديد المنظمات الدولية الفاعلة , وصولاً إلى كثير من الشركات المتعددة الجنسيات في العالم , وذلك ليس إلا بسبب التقاء مصالح هذه الجهات المتنافرة مع أهداف الحركة الصهيونية , ولا غرابة في هذا فهذا شيء يتفهمه المراقب , ففي عالم المصالح كل شيء مباح . | |||
'''ثالثاً : نفس هذه الدلائل تشير إلى أن مشروع حركة المقاومة الإسلامية محروم كل الحرمان من التمتع بمثل هذا الدعم الرسمي حتى من أقرب المقربين من الحركة''' . فكثير من أشقاء الحركة أو جيرانها من العرب والمسلمين يعملون على إضعاف مشروع حركة [[حماس]] بطريقة مباشرة أو غير مباشرة , بعمدٍ أو بغير عمد , بعلمٍ أو بغير علم , المهم أن العديد من مواقف "حكومات " هذه الدول تعمل على إضعاف مشروع المقاومة الإسلامية وتقوية المشروع الصهيوني وهذا ما لا يتفهمه أي عقل على الإطلاق . | |||
'''رابعاً : كل المعطيات على الأرض تقول إن [[حماس]] العارية من كل دعم''' , والمكبلة بكمٍ هائلٍ من أغلال العديد من الدول الصديقة هي رقم صعب في معادلة هذا الصراع بين الطرفين , ولا يمكن تجاهله ولا تخطيه , وذلك باعتراف قادة المشروع الصهيوني أنفسهم . أولئك القادة الذين عجزوا جيلاً بعد جيل عن ترويض , أو هزيمة , أو اقتلاع حركةٍ لها من الثوابت والأدبيات ما جعلها نموذجا مختلفا من وجهة نظرهم عن تلك الجيوش العربية الضخمة والمهترئة والتي كانوا يواجهونها وهم يحتسون أكواب الشاي . | |||
'''خامساً : أدركت إسرائيل - كرأس حربة للمشروع الصهيوني العالمي - قدرة وقوة وصلابة [[حركة المقاومة الإسلامية]] ( [[حماس]] )''' , فلجأت إلى حصار وخنق وتجويع شعب غزة بالكامل ( مليون ونصف المليون ) عقاباً له وتأديباً على احتضانه وتأييده وتقديمه الدعم اللوجستي المؤيد والمشجع للحركة . | |||
'''سادساً : أدرك قادة المشروع الصهيوني عدداً من الحقائق جعلتهم لا يتورعون عن فعل أي شيء ( حتى لو وصل الأمر إلى إبادة شعب بأكمله ) من أجل تجفيف منابع [[المقاومة]] ليس على أرض فلسطين فحسب , إنما في أي مكان آخر فيه بؤر صراع ملتهبة من هذه الحقائق :''' | |||
'''ا-أن ثقافة المقاومة''' أصبحت روحاً تسري في بدن الأمة رغماً عن أنف النظم الرسمية , والقوى الاستعمارية الكبرى في العالم . | |||
'''ب- ارتفاع تكاليف المواجهات مع " فكر [[المقاومة]] "''' في أي مكان في العالم . فمن المعروف أن مواجهة فكر [[المقاومة]] يختلف تماماً عن مواجهة الجيوش النظامية . فعلى الرغم من أن الجيش الأمريكي العملاق - مثلاً - كان يواجه فرق مقاومة بدائية في [[العراق]] و [[أفغانستان]] إلا أن تكاليف الحرب فاقت الـ 15 مليار دولار شهرياً على الجبهتين العراقية والأفغانية , وهذه أرقامٌ ضخمةٌ إذا ما قورنت بتكاليف الحروب النظامية التقليدية . | |||
'''ت- أن [[المقاومة]] ليس لها ميدان محدد تعمل فيه''' , ولا أرضٌ معينة تتحرك فيها , باستطاعتها الوصول إلى أي مكان حتى إلى داخل الغرفات الآمنة . | |||
'''ث-[/color] نجاح [[حركات المقاومة الإسلامية]]''' في كل مكان في تحقيق العديد من الأهداف الكبرى والتي لا تتناسب مع إمكاناتها بأي حال من الأحوال . | |||
كل هذه الحقائق - وغيرها - جعلت القادة الصهيونيين لا يكلون ولا يملون في العمل الدؤوب ليس فقط من أجل تجفيف منابع [[المقاومة]] الإسلامية ومحاربتها , بل والعمل على حذف مصطلح [[المقاومة]] من قاموس شعوبنا العربية والإسلامية في كل مكان , وبكل الوسائل . | |||
'''سابعاً : أدرك قادة المشروع الصهيوني أن استمرار تنامي ثقافة [[المقاومة]] الإسلامية هو أخطر ما يهدد بقاء هذا المشروع الصهيوني الغاصب خاصة بعد نجاح المقاومة الإسلامية في هزيمة المشروع الأمريكي''' . فلا أحد ينكر أن المقاومة الإسلامية على أرض [[العراق]] و [[أفغانستان]] نجحتا في هزيمة المشروع الأمريكي ، من خلال حرب استنزاف طاحنة أدت إلى خسائر مادية فاقت الثلاثة تريليونات دولار أدت إلى إفلاس العالم الغربي بالكامل . ومما يؤكد هذا اقتناع الشعب الأمريكي بهذه الحقيقة , والتي ظهر مردودها بجلاء في نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة ( نوفمبر [[2008]] م ) . فلا احد ينكر أن هزيمة الجمهوريين المشينة في هذه الانتخابات بدأت من شوارع بغداد , وحواري الموصل وأربيل , وأسطح منازل الفلوجة , وجبال وزيراستان و تورا بورا . | |||
لعل هذه الشواهد - وغيرها - تفسر لنا حقيقة هذه الحرب المفتوحة مع حركة [[حماس]] , و سر هذا التقارب بين الدولة الصهيونية وكل القوى الإقليمية المحيطة بحماس , ولعله يفسر سر هذا التكالب الدولي على هذه الحركة , ولعله يبين جهل الكثيرين منا بحقيقة وطبيعة الصراع الدائر على أرض فلسطين , ولعل هذا الطرح يعيدنا إلى جادة الصواب , يجعلنا نعمل على إعادة تحديد مواقفنا من هذا الصراع دولاً وأفراداً , أمماً وجماعات . | |||
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]] | |||
[[تصنيف:أحداث الإخوان في فلسطين]] | |||
المراجعة الحالية بتاريخ ١٥:٤٣، ١٥ أغسطس ٢٠١٠
طارق حسن السقا
إذا أردت أن تفهم سر هذه الحرب الشعواء على حركة حماس , وسر هذا الحصار الخانق على شعب غزة , فلا بد وأن تضع يدك على مجموعة من الحقائق لعلك بها تدرك سر كل هذا التكالب الدولي والمحلي على هذه الحركة , وتعي أبعاد هذا التقارب بين الدولة الصهيونية من ناحية وبين كل القوى الإقليمية المحيطة بحركة حماس من ناحية أخرى . لعلك بهذه الحقائق تعرف سر هذه الحرب اللاأخلاقية , لتحدد موقفك منها وهذا هو أضعف الإيمان .
'أولاً :' لابد أن نتفق مقدماً على أن الصراع الدائر بين حركة حماس وبين دولة إسرائيل ليس صراعاً محلياً أو صراعاً محدوداً , لكنه صراع كبير بين مشروعين كبيرين :
أ- المشروع الأول : مشروع الحركة الصهيونية والذي يهدف إلى حشد اليهود في جميع أنحاء العالم بشتى السبل , وذلك من أجل توطينهم على أرض فلسطين , بعد تهجير أبناء البلد الأصليين من ديارهم , ليسهل عليهم تمزيق وحدة العالم العربي و تحجيم انطلاقة الإسلام والمسلمين . ب- المشروع الثاني : مشروع حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) والتي يهدف إلي الوقوف ضد هذا المد الصهيوني , والعمل على منازلة هذا الباطل وقهره ودحره ، ليسود الحق ، وتعود الأوطان المسلوبة إلى أصحابها الأصليين ، وينطلق من فوق مساجدها الأذان معلنًا قيام دولة الإسلام ، ليعود الناس والأشياء كلٌ إلى مكانه الصحيح.
ثانياً : كل الدلائل تشير إلى أن المشروع الصهيوني يحظى بدعم كل القوى العظمى في العالم , بدءا من الدول الكبرى , مروراً بالعديد المنظمات الدولية الفاعلة , وصولاً إلى كثير من الشركات المتعددة الجنسيات في العالم , وذلك ليس إلا بسبب التقاء مصالح هذه الجهات المتنافرة مع أهداف الحركة الصهيونية , ولا غرابة في هذا فهذا شيء يتفهمه المراقب , ففي عالم المصالح كل شيء مباح .
ثالثاً : نفس هذه الدلائل تشير إلى أن مشروع حركة المقاومة الإسلامية محروم كل الحرمان من التمتع بمثل هذا الدعم الرسمي حتى من أقرب المقربين من الحركة . فكثير من أشقاء الحركة أو جيرانها من العرب والمسلمين يعملون على إضعاف مشروع حركة حماس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة , بعمدٍ أو بغير عمد , بعلمٍ أو بغير علم , المهم أن العديد من مواقف "حكومات " هذه الدول تعمل على إضعاف مشروع المقاومة الإسلامية وتقوية المشروع الصهيوني وهذا ما لا يتفهمه أي عقل على الإطلاق .
رابعاً : كل المعطيات على الأرض تقول إن حماس العارية من كل دعم , والمكبلة بكمٍ هائلٍ من أغلال العديد من الدول الصديقة هي رقم صعب في معادلة هذا الصراع بين الطرفين , ولا يمكن تجاهله ولا تخطيه , وذلك باعتراف قادة المشروع الصهيوني أنفسهم . أولئك القادة الذين عجزوا جيلاً بعد جيل عن ترويض , أو هزيمة , أو اقتلاع حركةٍ لها من الثوابت والأدبيات ما جعلها نموذجا مختلفا من وجهة نظرهم عن تلك الجيوش العربية الضخمة والمهترئة والتي كانوا يواجهونها وهم يحتسون أكواب الشاي .
خامساً : أدركت إسرائيل - كرأس حربة للمشروع الصهيوني العالمي - قدرة وقوة وصلابة حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) , فلجأت إلى حصار وخنق وتجويع شعب غزة بالكامل ( مليون ونصف المليون ) عقاباً له وتأديباً على احتضانه وتأييده وتقديمه الدعم اللوجستي المؤيد والمشجع للحركة .
سادساً : أدرك قادة المشروع الصهيوني عدداً من الحقائق جعلتهم لا يتورعون عن فعل أي شيء ( حتى لو وصل الأمر إلى إبادة شعب بأكمله ) من أجل تجفيف منابع المقاومة ليس على أرض فلسطين فحسب , إنما في أي مكان آخر فيه بؤر صراع ملتهبة من هذه الحقائق :
ا-أن ثقافة المقاومة أصبحت روحاً تسري في بدن الأمة رغماً عن أنف النظم الرسمية , والقوى الاستعمارية الكبرى في العالم .
ب- ارتفاع تكاليف المواجهات مع " فكر المقاومة " في أي مكان في العالم . فمن المعروف أن مواجهة فكر المقاومة يختلف تماماً عن مواجهة الجيوش النظامية . فعلى الرغم من أن الجيش الأمريكي العملاق - مثلاً - كان يواجه فرق مقاومة بدائية في العراق و أفغانستان إلا أن تكاليف الحرب فاقت الـ 15 مليار دولار شهرياً على الجبهتين العراقية والأفغانية , وهذه أرقامٌ ضخمةٌ إذا ما قورنت بتكاليف الحروب النظامية التقليدية .
ت- أن المقاومة ليس لها ميدان محدد تعمل فيه , ولا أرضٌ معينة تتحرك فيها , باستطاعتها الوصول إلى أي مكان حتى إلى داخل الغرفات الآمنة .
ث-[/color] نجاح حركات المقاومة الإسلامية في كل مكان في تحقيق العديد من الأهداف الكبرى والتي لا تتناسب مع إمكاناتها بأي حال من الأحوال .
كل هذه الحقائق - وغيرها - جعلت القادة الصهيونيين لا يكلون ولا يملون في العمل الدؤوب ليس فقط من أجل تجفيف منابع المقاومة الإسلامية ومحاربتها , بل والعمل على حذف مصطلح المقاومة من قاموس شعوبنا العربية والإسلامية في كل مكان , وبكل الوسائل .
سابعاً : أدرك قادة المشروع الصهيوني أن استمرار تنامي ثقافة المقاومة الإسلامية هو أخطر ما يهدد بقاء هذا المشروع الصهيوني الغاصب خاصة بعد نجاح المقاومة الإسلامية في هزيمة المشروع الأمريكي . فلا أحد ينكر أن المقاومة الإسلامية على أرض العراق و أفغانستان نجحتا في هزيمة المشروع الأمريكي ، من خلال حرب استنزاف طاحنة أدت إلى خسائر مادية فاقت الثلاثة تريليونات دولار أدت إلى إفلاس العالم الغربي بالكامل . ومما يؤكد هذا اقتناع الشعب الأمريكي بهذه الحقيقة , والتي ظهر مردودها بجلاء في نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة ( نوفمبر 2008 م ) . فلا احد ينكر أن هزيمة الجمهوريين المشينة في هذه الانتخابات بدأت من شوارع بغداد , وحواري الموصل وأربيل , وأسطح منازل الفلوجة , وجبال وزيراستان و تورا بورا .
لعل هذه الشواهد - وغيرها - تفسر لنا حقيقة هذه الحرب المفتوحة مع حركة حماس , و سر هذا التقارب بين الدولة الصهيونية وكل القوى الإقليمية المحيطة بحماس , ولعله يفسر سر هذا التكالب الدولي على هذه الحركة , ولعله يبين جهل الكثيرين منا بحقيقة وطبيعة الصراع الدائر على أرض فلسطين , ولعل هذا الطرح يعيدنا إلى جادة الصواب , يجعلنا نعمل على إعادة تحديد مواقفنا من هذا الصراع دولاً وأفراداً , أمماً وجماعات .