صالح عشماوي

بقلم: محمد علي شاهين

الرجل الذي صمد كالطود الأشمّ للاضطهاد والسجن والقمع الفكري

(1328/1910 ـ 1404/1983)

داعية إسلامي كبير، رائد الصحافة الإسلاميّة في عصر الصحوة، كاتب إسلامي بارز.

ولد في القاهرة، حفظ القرآن في سنّ مبكّرة، أنهى المرحلة الثانويّة والتحق بكليّة التجارة في جامعة فؤاد الأوّل بالقاهرة، واشتغل بالأعمال الحرّة بعد تخرّجه سنة 1351/1936 اتصل بدعوة (الإخوان المسلمين) عام 1931، وبايع الإمام حسن البنا ، وعكف على قراءة كتب الأدب واللغة، واطّلع على مصادر الثقافة الإسلاميّة بعمق، وترأس تحرير (مجلّة النذير) سنة 1357/1938 السياسيّة الإسلاميّة، ثم (مجلّة الإخوان المسلمين) الأسبوعيّة سنة1362/1943 و(جريدة الإخوان المسلمين) اليوميّة سنة 1465/1946، ترأس إصدار (مجلّة المباحث القضائيّة) سنة 1369/1950.

و(مجلّة الدعوة) سنة 1470/1951 التي توقفت بعد صدام يوليو بجماعة الإخوان.

وكان قد تولى رئاسة النظام الخاص عام 1941 قبل أن يتولاه عبد الرحمن السندي.

واختير وكيلاً عامّاً للجماعة خلفاً لأحمد السكّري.

واعتقلته حكومة النقراشي عام 1948 بعد حلّ جماعة (الإخوان المسلمين).

وقاد عام 1951 مظاهرة كبرى نحو البرلمان المصري تطالب بإسقاط قانون الجمعيّات الذي يراد من ورائه تكبيل حركة (الإخوان المسلمين).

استغلّ عبد الناصر خلافه مع المرشد حسن الهضيبي ، وعمل على استقطابه مع مجموعة طيّبة من كبار الإخوان، لكنه تنبّه للمؤامرة على وحدة الجماعة، وأبى التعاون مع النظام الذي اغتال إخوانه، وتحمّل تبعات هذا الموقف.

وعندما خرج الإخوان من السجون.

أعاد إصدار (مجلّة الدعوة) سنة 1396/1976 عندما التقى بالشيخ عمر التلمساني ، ووضع المجلّة تحت تصرّف الإخوان، وعهد بتمويلها إلى شركة إسلاميّة، وقد أوضحت في عددها الأول يوليو 1976 أنها ستدعو إلى الإسلام، وتنادي بالقرآن، وتطالب بتطبيق الشريعة.

لكنّها عطّلت في عهد السادات عام 1981 بسبب موقفها الناقد لمعاهدة (كامب ديفد)، ورفضها التطبيع مع الدولة العبريّة.

ولم تزل (الدعوة) بعد هجرتها إلى لندن، تحمل لواء الدعوة والنضال السياسي والوطني داخل مصر والعالم الإسلامي.

ومن منطلق الإيمان بالإسلام ديناً ودولةً، ووطناً وجنسيّة، بذل العشماوي طاقته لتقديم الإسلام للناس كاملاً شاملاً، ودعا إلى عالميّته، وحارب الجاهليّة الجديدة، وصمد كالطود الأشمّ للاضطهاد والسجن والقمع الفكري، في عهد النقراشي، وعبد الناصر، وأنور السادات.

ونقد الأوضاع السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة التي سقطت فيها البلاد، ورفض الاستبداد والدكتاتوريّة والاستغلال.

أثنى عليه المستشار عبد الله العقيل في أعلامه، وتحدث عن دوره الصحفي الريادي فقال: لقد كان بحق رائد الصحافة الإسلاميّة حيث قام بتطويرها وبذل كل جهد مستطاع لتحويلها من صحافة تقليديّة إلى صحافة حديثة، ملتزمة بمنهج الإسلام ومستفيدة من الفن الصحفي المعاصر، الذي يعنى بالإخراج والخبر والتحقيق الصحافي، ويتابع الأحداث ويحللها ويعلّق عليها.

وأضاف العقيل قائلاً: التزم العشماوي الطابع الإسلامي المعاصر في عرض الخبر الصادق، بعيداً عن التهويل والمبالغة والتشويش والإثارة التي تلجأ إليها بعض الصحف متخذة الوسائل غير المشروعة للتسويق.

المراجع:

(1) وسائل الإعلام المطبوعة في دعوة الإخوان المسلمين ص 220 محمد فتحي شعير.

(2) حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه ص 60 جابر رزق.

(3) الصحافة العربية المهاجرة ص 149 فاروق أبو زيد.

(4) حوار مع صالح عشماوي مجلة الأمة ع 44.

(5) من أعلام الحركة والدعوة الإسلاميّة المعاصرة ص 425 عبد الله العقيل.

(6) صحافة الصحوة الإسلاميّة ص 21 محمد علي شاهين.

أعلام الصحوة الإسلاميّة............ م 2 ص 706 الشخصيّة 330 تأليف: محمد علي شاهين (مخطوط).

www.alghoraba.com مجلة الغرباء الإلكترونية [١]