الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإخوان المصريون .. بقلم الإمام حسن البنا»
لا ملخص تعديل |
لا ملخص تعديل |
||
سطر ٦: | سطر ٦: | ||
'''وقد نقلنا هذا الاقتراح إلى فضيلته. فكتب إلينا ما يلى:''' يعتقد [[الإخوان المسلمون]] أن الحياة الإنسانية السعيدة لن تقوم بغير المعانى الروحية، وأن أية نهضة تخلو من هذه المشاعر تكون نهضة ناقصة؛ ذلك لأنه لا الفكرة القومية وحدها، ولا الوطنية المجردة، ولا الأفكار الاقتصادية البحتة بقادرة على أن تدفع الحياة الإنسانية إلى الكمال المنشود. | '''وقد نقلنا هذا الاقتراح إلى فضيلته. فكتب إلينا ما يلى:''' يعتقد [[الإخوان المسلمون]] أن الحياة الإنسانية السعيدة لن تقوم بغير المعانى الروحية، وأن أية نهضة تخلو من هذه المشاعر تكون نهضة ناقصة؛ ذلك لأنه لا الفكرة القومية وحدها، ولا الوطنية المجردة، ولا الأفكار الاقتصادية البحتة بقادرة على أن تدفع الحياة الإنسانية إلى الكمال المنشود. | ||
كما أن [[الإخوان المسلمين]] يودون أن تكون فكرتهم أوسع من أن تظل إقليمية عنصرية، ولهذه الأسباب استندوا فى حركتهم إلى تعاليم الإسلام وروحه وأطلقوا على هيئتهم اسم "[[الإخوان المسلمين]]". | كما أن [[الإخوان المسلمين]] يودون أن تكون فكرتهم أوسع من أن تظل إقليمية عنصرية، ولهذه الأسباب استندوا فى حركتهم إلى تعاليم [[الإسلام]] وروحه وأطلقوا على هيئتهم اسم "[[الإخوان المسلمين]]". | ||
أما شبهة الطائفية ونحوها فهى مدفوعة | أما شبهة الطائفية ونحوها فهى مدفوعة ب[[الإسلام]] نفسه الذى جاء شريعة إنسانية، توصى بالرحمة والعدل بين الناس جميعا، وفى هذا يقول القرآن الكريم '''﴿لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾'''[الممتحنة:8]. | ||
وما كان التمسك ب[[الإسلام]] فى يوم من الأيام مصدر خصومة بين أبناء الوطن الواحد. ولعل من العوامل التى تجعل [[الإخوان]] يحرصون كل الحرص على التمسك بهذه التسمية أن يظهروا للناس هذه الحقيقة فى شريعة الإسلام. | وما كان التمسك ب[[الإسلام]] فى يوم من الأيام مصدر خصومة بين أبناء الوطن الواحد. ولعل من العوامل التى تجعل [[الإخوان]] يحرصون كل الحرص على التمسك بهذه التسمية أن يظهروا للناس هذه الحقيقة فى شريعة [[الإسلام]]. | ||
'''المصدر: | '''المصدر: روز اليوسف العدد 927 ، 21/3/[[1946]]، ص10.''' | ||
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]] | [[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]] |
مراجعة ٠٤:١٥، ١٢ ديسمبر ٢٠١٠
طلب إلينا كبير أن نقترح على فضيلة الأستاذ حسن البنا أن يغير اسم جماعته من "الإخوان المسلمين" إلى "الإخوان المصريين" حتى يبعد بهذا عن جماعته شبهة الطائفية والتفريق بين أبناء الوطن الواحد..
وقد نقلنا هذا الاقتراح إلى فضيلته. فكتب إلينا ما يلى: يعتقد الإخوان المسلمون أن الحياة الإنسانية السعيدة لن تقوم بغير المعانى الروحية، وأن أية نهضة تخلو من هذه المشاعر تكون نهضة ناقصة؛ ذلك لأنه لا الفكرة القومية وحدها، ولا الوطنية المجردة، ولا الأفكار الاقتصادية البحتة بقادرة على أن تدفع الحياة الإنسانية إلى الكمال المنشود.
كما أن الإخوان المسلمين يودون أن تكون فكرتهم أوسع من أن تظل إقليمية عنصرية، ولهذه الأسباب استندوا فى حركتهم إلى تعاليم الإسلام وروحه وأطلقوا على هيئتهم اسم "الإخوان المسلمين".
أما شبهة الطائفية ونحوها فهى مدفوعة بالإسلام نفسه الذى جاء شريعة إنسانية، توصى بالرحمة والعدل بين الناس جميعا، وفى هذا يقول القرآن الكريم ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾[الممتحنة:8].
وما كان التمسك بالإسلام فى يوم من الأيام مصدر خصومة بين أبناء الوطن الواحد. ولعل من العوامل التى تجعل الإخوان يحرصون كل الحرص على التمسك بهذه التسمية أن يظهروا للناس هذه الحقيقة فى شريعة الإسلام.
المصدر: روز اليوسف العدد 927 ، 21/3/1946، ص10.