زبالة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٣:٣٣، ٢ يوليو ٢٠١١ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (حمى "زبالة" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
زبالة
علم فلسطين.jpg


بقلم : معتصم حمادة

فليعذرنا القراء الأعزاء على هذا العنوان النافر، الذي لجأنا إليه في هذه المقالة.

وعذرنا، أن هذا العنوان ليس من بنات أفكارنا ولا من صبيانها.. بل هو استعارة من وزير سابق للسياحة في إحدى الحكومات اللبنانية، لن نذكر اسمه، كان قد تطرق إلى وجود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فوصفهم بأنهم مجرد <<زبالة>>، وعلى لبنان أن يتخلص من هذه الزبالة بأن يرمي بها خارج حدوده.

ولا يحتاج المرء لأن يكون عبقرياً، وأن يكون ضليعاً في القانون الدولي، أو في القوانين الأخرى، وكذلك لا يحتاج المرء لأن يكون خبيراً سياسياً، يجيد التحليل على المستويات كافة ليشتم في تصريحات هذا الوزير وتوصيفاته، رائحة التمييز العنصري، والعنجهية، ونزعة التطاول على الذات الإنسانية لشعب <<شقيق>> (كما يقولون) نكب في وطنه، وذهب ضحية سياسات دولية، وتواطؤ عربي مع هذه السياسات كان أبطال هذا التواطؤ ملوك ورؤساء وقادة، يقدمهم تاريخ بلادهم، على أنهم أبطال، رغم أنهم ارتكبوا بحق بلادهم، وبحق فلسطين وشعبها جرائم فظيعة، وشديدة البشاعة، ما زالت شعوب المنطقة تعيش تداعياتها حتى الآن.

ولو كان الفلسطينيون في لبنان، في حال تسمح لهم، لرفعوا دعوى ضد هذا الوزير الوقح، وطلبوا محاكمته على طول لسانه.

ولو كان القضاء في وضع مريح، لأحيل هذا الوزير إلى المحكمة، ولنال جزاءه.

غير أن الوضع اللبناني، المرتبك آنذاك، والغارق في تداعيات الحرب الأهلية اللبنانية، شكل فرصة لهذا الوزير لينجو بجلده.

ومع ذلك فإن سجله في التاريخ سيبقى يذكر له أنه وصف شعباً مناضلاً، هو شعب فلسطين ، شعب الشهداء، بأنه زبالة.

نستعيد هذه الذكر، ونحن نتابع ما قاله وزير السياحة في الحكومة اللبنانية الحالية، في إحدى جلساتها، وقد نشرت إحدى الصحف اللبنانية، ذات المصداقية العالية محضر هذا الاجتماع.

الوزير طالب بعدم إعادة إعمار مخيم نهر البارد في شمال لبنان .

وحجته في ذلك أن المخيم سوف يتحول مرة أخرى بؤرة لتولد فيها ظاهرة جديدة شبيهة بظاهرة شاكر العبسي وجماعته.

ويقترح الوزير ـ لا فض فوه ـ بنقل اللاجئين الفلسطينيين، من سكان مخيم نهر البارد إلى الضفة الفلسطينية.

كما يقترح أن تتبرع الدولة اللبنانية بالأموال المخصصة لإعادة إعمار نهر البارد على السلطة الفلسطينية لتتولى هي بناء قرية أو بلدة، في الضفة، يطلق عليها اسم نهر البارد (شكراً) ليسكنها نازحو المخيم.

ويقول المحضر إن رئيس الحكومة والوزراء أعجبوا بالفكرة العبقرية للوزير المتحدث، لكنهم توقفوا أمام مشكلة صغيرة هي: كيف يمكن أن نعيد حوالي أربعين ألف فلسطيني إلى الضفة دون موافقة إسرائيل.

عبقرية الوزير صاحب الاقتراح تفتقت عن <<حل>> لهذه المعضلة حين رأى أن تلجأ الحكومة اللبنانية إلى الولايات المتحدة لتقوم هي بالضغط على إسرائيل للسماح لسكان نهر البارد بالانتقال إلى الضفة الفلسطينية.

رئيس الوزراء اللبناني ـ صاحب الباع الطويل في المناورة والتكتيك ـ أحال إلى صاحب الاقتراح، وزير السياحة المحترم، مهمة الاتصال بالسفير الأميركي في بيروت <<لإقناعه>> بصوابية اقتراحه والتمني عليه التدخل لدى السيدة كوندوليزا رايس، لتتولى هي بدورها التدخل لدى إيهود أولمرت، ليقبل بفكرة نقل أربعين ألفاً من نازحي البارد إلى الضفة.

طبعاً، نشكر للوزير اقتراحه، وإن كنا نلومه على خلفيته المعادية للفلسطينيين، فاقتراحه لا ينطلق من حرصه على حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم، بل من حرصه على إلغاء المخيمات في لبنان، لأنها، برأيه مصدر للإرهاب.

وهذا الموقف يحمل في طياته سياسة خطرة، ليس من المستبعد أن تطل برأسها في وقت لاحق، بحيث تتهم بعض الأطراف اللبنانية المخيمات (كل المخيمات) بأنها بؤرة للإرهاب، وتكفي هذه الشهادة الولايات المتحدة ـ مثلاً ـ لتوقف تمويل وكالة الغوث، لأنها توزع مساعداتها على بؤر الإرهاب.

وتكفي هذه الشهادة إسرائيل، لتشن حروبها ضد المخيمات، في إطار حربها ضد ما تسميه بالإرهاب الفلسطيني. ومن حقنا أن نسأل الوزير صاحب الاقتراع لماذا لم يطالب بإعادة نازحي البارد إلى أملاكهم وديارهم في المناطق التي هجروا منها منذ العام 48.

الجواب واضح: هم لا يريدون أن يغضبوا إسرائيل، حتى ولو كان ذلك على حساب إغضاب الشعب الفلسطيني. وزير آخر، يعامل الفلسطينيين على أنهم زبالة وإرهاب، ويجب رميهم في الضفة.

ولا تقف الأمور عند هذه الحدود. وليست هذه هي الصورة الوحيدة لسياسة التمييز العنصري التي تمارس ضد الفلسطينيين في لبنان .

في المقال القادم صورة أخرى

المصدر

  • مقال:زبالةالمركز الفلسطينى للتوثيق والمعلومات