وحدة القوى الوطنية الديمقراطية ضرورة تاريخية وواجب وطني
بقلم : فريد مرة
في الوقت الذي بدأ فيه الحوار ب القاهرة بين القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية وفي الوقت الذي تلاقى هذه الخطوة التأييد الشعبي الكامل، وينتظرها شعبنا بحذر وأمل، حذر من انتاج اتفاق مكة جديد يكرس المحاصصة ويكون له ما بعده من نتائج مأساوية ما زالت حية في أذهاننا وما زلنا ندفع ثمنها على جميع الصعد، وأمل في يكون العامين الماضيين بكل ما حملاه من احداث عصفت او كادت بالقضية الوطنية برمتها، وفي ان يكون العدوان الأخير على غزة باحداثه وتدعاياته بما فيها فوز اليمين في الانتخابات الاسرائيلية، قد اسس لاعادة حسابات قادة القوى المتحاورة في التوصل لوحدة حقيقية.
أن شعبنا يدرك ان الوحدة الوطنية الحقيقية ليست صلحة عشائرية، ولا تقاسم حصص، ولا هي هدنة بين طرفين عناصر الاختلاف بينهما لازالت كثيرة وان حقول الألغام لم تنظف بعد.
ان لسان حال شعبنا يطالب بوحدة حقيقية قادرة على اعادة الاعتبار للقضية الوطنية وبما يمكننا من انجاز اهدافه وتحقيق حقوقه الوطنية التي طالما سعى اليها.
وحتى تتحول هذه الآمال إلى واقع وهذه الرغبات إلى حقيقة، ومن أجل ضمان ديمومة أي وفاق او اتفاق يتم التوصل اليه، ومن أجل أن لا نسير على أهواء الاجندات الإقليمية لهذه الدولة أو تلك او لهذا المحور أو ذاك، لا بد لنا من الاعتماد على قوانا وامكاناتنا الذاتية واستثمار جميع نقاط قوتنا وبأقصى درجة باتجاه تحقيق الأهداف.
إن الخطوة الأولى من أجل ذلك هو استثمار العمل الجاد والمخلص والمتواصل من أجل توحيد الحالة الوطنية الديمقراطية بجميع مكوناتها والتي تمتاز بوجودها الواسع ونشاطاتها المتنوعة والمتعددة ولم تغادر مواقعها الوطنية والديمقراطية ولكن عملها مشتت ومجزأ وغير متكامل وبالتالي غير فاعل وغير مؤثر.
إن نتائج انتخابات التشريعي عام 2006 وضعت قوى هذا التيار على هوامش صفحة القرار الفلسطيني، وها هي الآن تأخذ موقع ضيف الشرف أو موقع التابع لهذه القوة أو تلك في الحوار، وهذه نتيجة حتمية لتشتتها وضعفها.
أليس الأهم والأحرى والأجدى لها ومن اجل استعادة ثقة الجماهير بها ومن اجل أن تأخذ دورها الوطني الديمقراطي الحقيقي، أن تعمل على توحيد نفسها أولاً.
لماذا تصر على توحيد فتح وحماس وبنفس الوقت تصر على تشتتها وضعفها وهامشيتها وتبعيتها ، ماذا يعني هذا ؟
يقر الجميع أن توحيد الحالة الوطنية الديمقراطية بجميع مكوناتها من قوى وأحزاب وشخصيات ومؤسسات وتجمعات، هي ضرورة تاريخية ووطنية وديمقراطية، وأنها الضمانه الأساسية لحماية المشروع الوطني ببعده الديمقراطي.
ويدرك الجميع أنه بغياب الوحدة، لن يبقى أثر للقوى الديمقراطية، فبين الحركتين الأكبر" فتح و حماس " إما حركة ثالثة كبيرة ومؤثرة وإما النهاية لجميع القوى الصغيرة، فماذا نريد ؟.
سؤال مفتوح موجه إلى كل من يعتبر نفسه وطنيا وديمقراطياً وحريصاً على قضيتنا الوطنية، وموجه الى كل عناصر التيار او الحالة الوطنية الديمقراطية وخاصة من يقف بسلبية الناقد من اجل النقد، او الحكم في خارج الملعب.
أما اجبتي على هذا التساؤل فألخصها بشعار يجب تجسيده قبل فوات الأوان: يا كل الوطنيين الديمقراطيين اتحدوا. فريد مرة
التيار الوطني الديمقراطي.
المصدر
- مقال:وحدة القوى الوطنية الديمقراطية ضرورة تاريخية وواجب وطنيالمركز الفلسطينى للتوثيق والمعلومات