"أحمد فهمى" يكتب : كيف نقرأ تصريحات وزير الدفاع؟..

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
"أحمد فهمى" يكتب : كيف نقرأ تصريحات وزير الدفاع؟..

بتاريخ : الاثنين 24 يونيو 2013

كيف نقرأ تصريحات وزير الدفاع؟..

يمكن تلمس عدد من الدلالات المهمة في تصريحات الفريق السيسي عصر اليوم..

ومنها/

1- التأكيد على تحرك القوات المسلحة وفق "إرادة الشعب".. وهذه الإرادة من الناحية الدستورية لا يوجد مسار لها إلا من خلال صناديق الانتخابات، ومن المعروف أن الرئيس مرسي قد مر بثلاث جولات تصويتية منذ مايو الماضي، انتهاءا بالاستفتاء على الدستور، ونتائجها كلها تدعم شرعيته وتعبر عن إرادة الأغلبية ناحيته..

أما محاولة التعبير عن إرادة الشعب بأنها تكون في الشارع عن طريق التظاهرات، فهذا مستبعد، لأنه أولا لم يثبت أن المعارضة نجحت في أي وقت من الأوقات أن تحشد الشعب خلفها، فضلا عن أن التصريحات تأتي على خلفية مليونية "لا للعنف" التي كشفت عن إرادة شعبية واضحة داعمة للرئيس..

2- تركيز التصريحات على مواجهة الاعتداءات، تسلب المتمردين سلاحا رئيسا، ولا شك في كونها موجهة أساسا لهم، لأن الإسلاميين يدركون جيدا أن استخدام العنف ليس لصالحهم، وأن مبادرتهم بالاعتداء ستنقلب عليهم سياسيا..

3- الصياغة المفتوحة – المقصودة- للتصريحات تحقق فائدتين، الأولى: أنها تحتوي النقد الناتج في حالة ميل التصريحات إلى جانب دون الآخر، وبدلا منه تحظى بإجماع كافة الأطراف، الثانية، أنها تربك حسابات من يضعون العنف ضمن وسائلهم الأساسية، لأنهم لا يدركون توقيت- أو حدود- تدخل الجيش لمواجهة العنف، سواء ضد المنشآت، أو ضد الأفراد..

4- اقتران الخطاب بالممارسة يعطي دلالة أكثر دقة، لذلك فإن ذهاب الفريق السيسي إلى قصر الرئاسة بعد التصريحات مباشرة، واجتماعه مع الرئيس، يبعث رسالة تفسيرية واضحة لموقف الجيش من الشرعية الشعبية..

5- الدعوة إلى الحوار تشكل ضغطا واضحا على جبهة الإنقاذ، لأن الرئاسة تدعو إليه بصورة ثابتة دون سقف محدد، وبالتالي فإن إصراراهم على رفض الحوار، أو وضع شروط مسبقة، سيضاعف من تحملهم المسئولية السياسية عن تدهور الأوضاع ..

6- لابد أن نكون واقعيين، لا يمكن لبلد ظل محكوما لأكثر من ستين عاما من نخبة عسكرية، أن ينقلب ليصبح مدنيا بنسبة 100% في أشهر قليلة..

من الطبيعي أن يظل الجيش محتفظا بنفوذ قوي في دوائر معينة، وفي مجالات معينة، ولأننا في مرحلة انتقالية، فلابد أن نكون حريصين على تقليص الظروف التي تدفع بالجيش من جديد إلى العمل السياسي المباشر، خاصة وأن قياداته تحرص على التأكيد على رغبتهم في تجنب ذلك بصورة مستمرة..

7- لا يقدم المتمردون أي سيناريوهات مشجعة يمكن أن تدفع الجيش للتخلي عن وضعه الحالي..

فهم لم يُثبتوا أنهم مؤيدون من الشعب، وخياراتهم لا تدعم الاستقرار السياسي أو الاقتصادي، كما أنها تُلقي بوضع الجيش إلى المجهول، بينما هو قد نال وضعا مستقرا في الدستور الجديد..

باختصار، ما الذي يدفع الجيش للمغامرة مع هؤلاء والبدء من أول الطريق، مع ما يكتنفه ذلك من تورط ظاهري في السياسة، واشتباك حتمي مع مجموعات ثورية ترفض حكم العسكر؟..

أي أن الجيش سيكون عرضة: إما للانغماس في مشكلات حكم لدولة تعاني من اقتصاد مترهل وتفكك مجتمعي، وإما لمواجهات مع قوى ثورية سوف تبلور نشاطاتها من جديد تحت شعار: يسقط حكم العسكر، وإما لكليهما معا..

المصدر