عندما تكون مراحل العدو للحرب تكتيكات في خطط المقاومة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٣:٢٢، ٢٤ أبريل ٢٠١٠ بواسطة ابو نضال (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

عندما تكون مراحل العدو للحرب تكتيكات في خطط المقاومة


اليوم السابع عشر لحرب شرسة وعنيفة على قطاع غزة ، يشنها جيش الإرهاب الصهيوني مستخدماً كل ما أوتي من أسلحة ومدمرة وقنابل محرمة دولياً، كان باعتقاده أن حرب تستخدم فيه هذه القوة من أطنان المتفجرات وآلاف القذائف تضرب كل مناطق غزة على مدار الساعة، ستجعل الشعب الفلسطيني يندم على أنه حمل سلاحاً ليواجه محتلاً اغتصب أرضه.

إلا أن ظنون الاحتلال ومن عاونه من الأنظمة الدولية والعربية خابت، مع اشتداد عود المقاومة وتشبث الناس فيها كخيار وحيد أمام عنجهية المحتل، الذي بات لا يفرق بين صغيراً وكبيراً وبين طفل وشاب، فأعد هذا الغاصب مراحله وخططه المتخبطة، ولكن المقاومة رغم ببساطتها أعدت ما استطاعت للدفاع عن شعبها أمام عنجهية المحتل الغاصب.



المرحلة الأولى .. " الصمود ولملمة الجراح"

منذ أن بدء الاحتلال الصهيوني المجرم بتنفيذ حربه الجوية على قطاع غزة في السابع والعشرين من ديسمبر المنصرم، زعم الاحتلال المتخبط من جراء صواريخ المقاومة التي لم تهدأ حتى بعد مرور سبعة عشراً يوماً على الحرب أنه جهز عدة مراحل لإنهاء إطلاق الصواريخ وللقضاء على حركة "حماس" وإنهاء حكمها على قطاع غزة .

فبدأ الاحتلال بحربه الجوية بضرب أطنان من المتفجرات على اللحوم البشرية الحية من مقرات أمنية ومنازل ومؤسسات مدنية فيما أسماها بـ"ضربة الصدمة"، متأملاً أن تصدم هذه الضربات التي أوقعت خلال ساعات أكثر من 300 شهيد المقاومة وأنها سترفع الراية البيضاء أمام هذه الحرب الضروس، واستمرت الضربات الجوية للمنازل والمساجد والمؤسسات المدنية والحكومية وتجمعات المواطنين العزل على مدار أسبوع كامل، ولكن في المقابل ظل "القسام" ومعه كل أذرع المقاومة العسكرية شامخاً يرفض الاستسلام يضرب الصواريخ في ظل تحليق مكثف لجميع أنواع الطائرات الحربية الصهيونية على مدار الساعة.



المرحلة الثانية .." احتضان الناس للمقاومة أكثر فأكثر"

ظل قادة الحرب الصهاينة ينتظروا اللحظة التي يخرج فيها قادة "حماس" ومن خلفهم الآلاف من مناصريهم خالعي ملابسهم ورافعين أيديهم معلنين الاستسلام أمام هذه الحرب الضروس، ولكن آمال قادة الحرب خابت في ظل مؤازرة الناس في غزة لبضعهم البعض واحتضانهم للمقاومة، وبقيت المقاومة تضرب الصواريخ وترفع من مداهاً يوماً بعد يوماً وتصيب أهدافاً إستراتيجية للعدو الصهيوني الذي لم يتوقع بأن تصل الأمور لهذا الحد.

فاتجه لأن يقول بأن هناك مرحلة ثانية وهي الدخول إلى قطاع غزة، ظن الكثير من الناس في غزة أن العدو الصهيوني ينوي في هذه المرحلة أن يسحق غزة بدباباته وأن يصل لأهدافه بسرعة، وأن ينفذ ما يحلو له في شوارع القطاع، ولكن العدو قبل أن يدخل هذه المرحلة فكر بعمق وادعى أنه سيرهب المقاومة وتقدمت الآليات الصهيونية في محاور مختلفة من القطاع لتقسمه إلى ثلاثة أقسام الجنوب والشمال والوسط، وادعى الإعلام الصهيوني حينها أنه سيطر على مناطق واسعة في القطاع لكن ذلك لم ينطلي على المقاومة والشعب فالمناطق التي دخلتها الدبابات الصهيونية فارغة ومفتوحة وساقطة أمنياً – بحسب تقديرات المقاومة-، وظلت الدبابات الصهيونية تراوح مكانها في تلك المنطقة وتضرب قذائفها على المدنيين العزل، معتقدة بذلك أنها ستستدرج المقاومين لضربها ومن ثم تقوم الطائرات بقصفهم.



تأهب وهمي لجنود جبان يحتمون في الدبابات

يروي أحد مجاهدي "كتائب القسام" لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" من منطقة شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، أن جنود العدو الصهيوني لا يتجرؤوا أن ينزلوا من دباباتهم المصفحة ولا حتى لقضاء الحاجة.

  • وفي مشاهدات له بالمكان يقول المجاهد القسامي:
"إنّ تلك الآليات الصهيونية تحاول طوال الليل تشغيل وتدوير محركاتها، موحية بذلك للمجاهدين بأنها تنوي التقدم ولكنها لا تلبث إلا أن تبقى في مكانها ولا تتقدم متراً واحداً".
  • وأضاف قائلاً:
"ولا تكف الدبابات طوال فترة الليل من إطلاق القذائف عشوائياً وبشكل كثيف على المناطق الفارغة شرق وشمال ووسط مدينة غزة ، وذلك بهدف بث الرعب في نفوس المواطنين وإعطاء إشارة للمجاهدين بأن جيش الاحتلال على أهبة الاستعداد".
  • ويتابع المجاهد الفلسطيني:
"إن رجال المقاومة أصبحوا يفهمون تكتيكات المعركة العسكرية، ولا يندفعوا لضرب الدبابات في المناطق المفتوحة، حتى لا يصبحوا فريسة سهلة للطائرات لكي تقصفهم".



الصف الأول ما زال يقاتل والمتطوعين على استعداد

وكشفت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أنها لم تستبدل بعد الصف الأول من مقاتليها الذين يتصدون لتقدم قوات الاحتلال في عدة محاور من قطاع غزة منذ عشرة أيام، مؤكدة أنها تمتلك عدة صفوف وألوية أخرى جاهزون، مستبعدة أن تستعين بالمتطوعين الذين لا تقل جاهزيتهم عن مقاتليها الأساسيين.

وقال أحد قادة كتائب القسام، إنه منذ بدء العدوان البري مساء السبت قبل الماضي، وتقدم قوات الاحتلال في عدة محاور من قطاع غزة "بدأ مقاتلونا بالتصدي لتلك القوات ولكن بتكتيك جديد وغير معروف للاحتلال، ولم يتقدم في أي منطقة لم نرغب في التقدم فيها، بل كان كل تمركزه في المناطق المفتوحة والمكشوفة أملا منه أن يأتي له المقاتلون لصيدهم إلا أن ذلك لم يحدث وان طال هذا التوغل فإن تقدم الاحتلال سيكون صعبا".

وأضاف القائد الميداني في "القسام" إن قيادة كتائبه "قرأت الخطة الصهيونية في التقدم وتعاملت معها بشكل ميداني جيد دون أن تبذل جهدا كبيرا، وفي المقابل نفذنا عدة هجمات وكمائن مباغتة أوقعت عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف جنود الاحتلال تكتم عليها بشكل كبير، كما ستشهد الأيام القليلة القادمة المزيد من الكمائن والعمليات بعد اكتمالها وستكون مزلزلة للاحتلال".

وأوضح "أبو معاذ" أن مقاتليه الذين يتصدون الآن في الميدان "هم الصف الأول من الصفوف التي أعدت لهذا التوغل وهو قادر على الصمود لأسابيع أخرى" مؤكدا أنه لم يستبدل هذا الصف "لأنه لم يمس رغم القصف الجوي والمدفعي المكثف على الرغم من استبدال قوات الاحتلال لعدة صفوف"، مؤكدا أنهم يمتلكون "عدة صفوف أخرى للقتال".

واستبعد القائد في"كتائب القسام" أن يتم استدعاء "المتطوعون" في الكتائب "والذين لا تقل جاهزيتهم عن المقاتلين الأساسيين وهم رهن الإشارة".


المقاومون على أحر من الجمر لـ"المرحلة الثالثة"

يدعي قادة الصهاينة أنهم ينون الدخول في مرحلة ثالثة للحرب على قطاع غزة ، والمتمثلة في الالتحام مع المقاومة داخل الأحياء السكنية، فيما تستعد المقاومة لهذه المرحلة بقوة وتنتظرها لتحقق رغباتها وتوقع أكبر عدد من القتلى والأسرى في صفوف جنود الاحتلال الجبناء.

"إن المجاهدين من كتائب القسام وأذرع المقاومة، أصبحوا يتلهفون للالتحام مع قوات العدو الصهيوني، ولديهم الخطط والتكتيكات الجاهزة لضرب العدو في مقتل وإيقاع جنود أسرى في معركة ستكون الأشد على الاحتلال وجنوده إذا ما فكر فيها".
  • ويوضح المجاهد القسامي:
"أن كل أجهزة كتائب القسام لا زالت بخير، وتحتفظ بالكثير من المفاجآت والخطط التكتيكية التي ستفاجئ العدو ببراعة جنود القسام وتفانيهم في أرض المعركة"، متوعداً بأنه إذا ما فكر الاحتلال بهذه العملية فإن عدداً ليس بالقليل من جنود الاحتلال سيكون ضيوفاً لدى زميلهم شاليط.



المصدر:كتائب الشهيد عز الدين القسام-المكتب الإعلامي