(قدس برس): جنازة مليونية مهيبة للمستشار "الهضيبي"
شيَّع اليوم قرابة نصف مليون مصلٍّ جنازةَ المستشار "مأمون الهضيبي"- المرشد العام لجماعة (الإخوان المسلمين)- من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر بشرق القاهرة، الذي تحوَّل إلى ثكنة عسكرية بسبب حشود قوات الأمن الكبيرة، التي حضرت لتنظيم الجنازة وسط هدوءٍ تام غير عادي، رفع خلاله أنصارُ الجماعة المصاحِف، والتزموا الصمت وهم يسيرون خلف الجنازة في خشوعٍ تامٍ، باستثناءِ هتاف البعض: "لا الله إلا الله، محمد رسول الله".
تقدَّم الجنازةَ أعضاءُ مكتب الإرشاد، وحشدٌ كبيرٌ من أنصار الجماعة، الذين صلُّوا في المسجد، وأمَّ صلاة الجنازة د."خالد الهضيبي" نجل الفقيد، ثم صلَّى المصلون صلاةَ العصر قصرًا خلف الأستاذ "محمد هلال"؛ ليتوجَّهوا إلى قرية (عرب الصوالحة) بمدينة شبين القناطر، بمحافظة القليوبية شمال القاهرة؛ حيث سيتم دفن الفقيد مع والده الراحل المستشار "حسن الهضيبي"- المرشد العام الأسبق لجماعة (الإخوان المسلمين).
تحركت الجنازة بصعوبة بالغة وسط المشيعين، يتقدمها لافتات مكتوب عليها:
- "جنازة المستشار محمد مأمون الهضيبي"، وصوت مكبر الصوت في المسجد يعلن: "وفاة المستشار الهضيبي- مرشد جماعة (الإخوان المسلمين)"، رغم عدم اعتراف الحكومة المصرية رسميًّا بالجماعة، وسارت عدة أمتار قبل أن يُنقل الجثمان إلى سيارةٍ تبعتها عشراتُ السيارات الأخرى، منطلقةً إلى منطقة مقابر الأسرة بمحافظة القليوبية.
ورغم عدم تمكن الآلاف من أنصار الجماعة من حضور الجنازة بسبب الوفاة المفاجئة لـ"الهضيبي" فجر الجمعة، خصوصًا إخوان المحافظات المصرية المختلفة، فقد حضر الجنازة حشدٌ كبير من أنصار الجماعة ومحبيها، الذين تدفقوا على مسجد رابعة العدوية من كل حدب وصوب، على الرغم من إغلاق قوات الأمن المصرية العديدَ من الطرق الرئيسة حول المسجد.
وقد تفاوتت تقديراتُ الإعلاميين المشاركين في تغطية الجنازة حول عدد المشيعين؛ حيث قُدرت أعداد المصلين بين نصف مليون ومليون، وقد حرصت قوات الأمن على تطويق مكان الجنازة ومكان المقابر بشكل دقيق بآلاف الجنود والسيارات، وسار خلف حشود المشيعين عددٌ من فرق القوات الخاصة، الذين يلبسون الثيابَ المدنية وكبار قادة الشرطة المصرية تسبقُهم سيارات الشرطة، بَيد أنه لوحظ حرصُ الشرطة على عدم استفزاز المشيِّعين بالتواجد المكثف الظاهر.
على صعيد آخر أكد د. "عصام العريان"- أحد قياديي الجماعة- لـ(قدس برس) أن (الإخوان) ليس لديهم مشكلة في مسألة إدارة الجماعة؛ حيث إن لديهم نظامًا شاملاً يدير الجماعة، وهناك إجراءات لتنظيم الأمور، وانتخاب مرشد جديد وفق لائحة (الإخوان)، ونفى أن يكون هناك تنافسٌ بين ما تسميه بعض وسائل الإعلام "جيل الوسط" و"جيل الشيوخ" في الجماعة، بعدما تردد أن المنافسة- التي قيل إنها ثارت عقب وفاة المستشار الأسبق "مصطفى مشهور" بين جيل الشيوخ والشباب- سوف تتجدد عقب وفاة "الهضيبي"، خصوصًا أن الشخصيات التاريخية الشهيرة للجماعة توفي أغلبها.
وكان مكتب الإرشاد للجماعة قد قرر تكليف الأستاذ "محمد هلال"- أكبر الأعضاء سنًّا- للقيام بمهام المرشد العام لحين الانتهاء من إجراءات انتخاب المرشد العام الجديد.
المصدر
- خبر: (قدس برس): جنازة مليونية مهيبة للمستشار "الهضيبي" موقع إخوان أون لاين