تصنيف:الإخوان في سوريا
تاريخ الإخوان المسلمون في سوريا إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين تعتبر بلاد الشام امتداد استراتيجيا لشمال أفريقيا خاصة مصر، حيث كانت في القدم من أراد أن يغزو الشام لابد أن يبسط سيطرته على مصر، ومن أراد دخول مصر والتمكن منها كان لابد من إخضاع الشام لسيطرته، لتكتمل منظومة السيطرة على البلدين. ولا عجب إن كانت الشام ومصر مسرح لكثير من صراعات الحكام لبسط النفوذ عليهما، كما كانت ساحة للحروب العالمية التي توحدت فيها جهود البلدين للتصدي لما يجرى على أرضها كمعركة حطين وعين جالوت وغيرها من المعارك العالمية التي غيرت مجرى التاريخ وتوحدت فيها الإرادة المصرية بالإرادة الشامية. وهكذا ..فما أن ظهرت جماعة الإخوان المسلمين ووضعت الأطر العالمية لها حتى كانت بلاد الشام قبلتهم الأولى لنشر فكرتهم، والتي وجدوا فيها استجابة كبيرة من علمائها وشعوبها. جغرافية سورياالجمهورية العربية السورية، دولة مستقلة، تقع في جنوب غرب آسيا على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط في منطقة تعتبر صلة الوصل بين آسيا وأوروبا وإفريقيا، شهدت قيام حضارات عديدة مؤثرة في التاريخ البشري، وتعود أقدم الآثار البشرية في سوريا لمليون عام، وتتالت على أرضها عدد من الحضارات القديمة، بقيت ماثلة من خلال الآثار والأوابد التاريخية الماثلة إلى اليوم، منها حضارات السومريين والآشوريين والفينيقيين، فضلًا عن السلوقيين والرومان فالبيزنطيين والأمويين والعباسيين والصليبيين فالعثمانيين على ذلك. تقع سوريا في الجزء الجنوبي الغربي من قارة آسيا، وتتميز بتنوع تضاريسها. تطل سوريا على البحر الأبيض المتوسط ويبلغ طول الشريط الساحلي 193 كم، أما مجموع الحدود العام يبلغ 2253 كم، وهو موزع بين تركيا في الشمال، والعراق في الشرق والجنوب، والأردن في الجنوب، أما من ناحية الغرب فإلى جانب البحر الأبيض المتوسط يحد سوريا من لبنان وفلسطين المحتلة (1). بداية دعوة الإخوان في سورياكان من أهداف الإمام البنا الوصول بدعوة الإخوان للعالمية، ونشر هذه المفاهيم الشاملة في كل مكان على وجه الأرض، حيث تضافرت أسباب عدة جعلت من سوريا أول قطر عربي يستجيب لصيحة الإمام حسن البنا في ظهور دعوة الإخوان المسلمين في سوريا في وقت مبكر، ومنها:
صراع الهويةكان لسقوط الخلافة الإسلامية عام 1924م صدى عظيم على الشعوب الإسلامية التي شعرت بانتكاسة من جراء سقوطها، والتي كانت بداية الصراع العلني على الهوية، حيث ظهر بعض القوميين يعلنون تضامنهم مع سقوط الخلافة، وأنه لابد بوجوب الابتعاد عن الإسلام وعن قيمه وأحكامه، متأثرين في هذا بالنهج الغربي، والفكر العلماني، والطابع الكمالي. ومن هنا تنادى أهل الغيرة الإسلامية ممزوجة بالحمية الوطنية من رجال الإسلام وشيوخه وعلمائه ، ومن وجهاء البلد وزعمائه كي يلتفوا ويشكلوا جماعات وجمعيات إسلامية تنادي بالعودة إلى رحاب الإسلام ، وإلى التمسك بأهدابه ، ومباشرة الكفاح تحت رايته. ومن هنا كانت البداية ، بل البدايات في المدن السورية التي رافقها وسبقها تحركات في دمشق وحلب وحمص ، وأعقبتها تحركات مماثلة في اللاذقية والساحل ودير الزور والحسكة وحماة ، لتكون مقدمة التجمع الكبير والحوارات المستمرة بين رجال الدعوة في سوريا ، والتي أفضت في نهاية المطاف إلى تأسيس حركة الإخوان المسلمين في سوريا ولبنان والأردن والمدن الفلسطينية (3). بداية الدعوة بسورياكانت انطلاقته لذلك مع أول رحلة حج له عام 1936م، ولقد تفاوتت الشعوب والحكومات في تقبل هذه الدعوة، غير أنه من المعروف أنها أخذت طريقها لكثير من الدول العربية والإسلامية، ومنها سوريا، والتي حظيت بكوكبة كبيرة من رجال الدعوة والحركة الإسلامية أمثال الدكتور مصطفى السباعي، وبهاء الدين الأميري، والشيخ مصطفى الزرقا، وعبد الفتاح أبو غدة، وغيرهم الكثير. وقد تعددت الآراء حول التاريخ الموثق لنشأة دعوة الإخوان في سوريا، وأهمها رأيان:
وبالوقوف أمام الرأيين ندرك أن التوفيق بينهما ممكن، فمن الثابت أن جريدة الإخوان المسلمين في 21من فبراير 1935 نصت على أن للإخوان مندوبين في كثير من الأقطار الخارجية، وهم على صلة بمكتب الإرشاد العام، ويعملون معه على الوصول إلى الغاية التي تعمل لها جماعة الإخوان المسلمين، وذكرت من هذه الأقطار: الشام وفلسطين (6). ومن الثابت كذلك أن الشام استقبلت عضوي الإخوان الأستاذ/ عبد الرحمن الساعاتي والأستاذ محمد أسعد الحكيم موفدين من مكتب الإرشاد إلى سوريا ولبنان وفلسطين في 5أغسطس 1935م بهدف نشر الدعوة وتوضيح الفكرة الإخوانية في بلاد الشام (7). كذلك ورد في حصر شعب الإخوان الصادر في يونيو 1937م اعتماد الإخوان لأربع شعب في سوريا، وهي شعبة دمشق ومندوبها الشيخ عبد الحكيم المنير الحسيني، وشعبة دير الزور ومندوبها محمد سعيد العارفي، وشعبة حيفا ومندوبها محمود أفندي عزت النحلي، وشعبة حلب ومندوبها الشيخ محمد جميل العقاد (8). وعند استقراء هذه الأخبار نستنتج الآتي: بداية من عام 1933م كانت بداية ظهور الفكرة الإسلامية عامة، والتي غذتها الأفكار الإخوانية وعملت على نموها وازدهارها، ومرورًا بعام 1935 ذلك العام الذي حرصت فيه قيادة الإخوان على إرسال مندوب لها إلى الأراضي السورية واللبنانية والفلسطينية تأصيلًا لجذور الدعوة الإخوانية. أما بداية عام 1937 فقد استطاع الإخوان تأسيس أول مركز مرخص للجماعة في حلب تحت اسم: (دار الأرقم)، أي أن النشأة الرسمية للإخوان في سوريا كانت عام 1937م، وكان من أبرز المؤسسين: الأستاذ عمر الأميري، الأستاذ عبد القادر الحسيني، الأستاذ أحمد بنقسلي، الأستاذ فؤاد القطل، الشيخ عبد الوهاب الطوبجي، والأستاذ سامي الأصيل (9)....تابع القراءة |
تصنيفات فرعية
هذا التصنيف يحوي تصنيفين فرعيين، من إجمالي ٢.
أ
- أحداث الإخوان في سوريا ( ٥٦ ص)
- أعلام من سوريا ( ٨٤ ص)