حيدر!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حيدر!
علم فلسطين.jpg


بقلم : عبد القادر ياسين

فقدت فلسطين ـ بل الوطن العربي كله ـ شخصية وطنية ديمقراطية وازنة، عز هذا الزمان عن أن يجوز بمثلها.

فقد رحل عنا، في مدينة غزة، ليلة الثلاثاء ـ الأربعاء 25 ـ 26 أيلول (سبتمبر) الجاري الزعيم الاستثنائي حيدر عبد الشافي.

إنه استثنائي في أخلاقه، وفي أدائه الوطني التقدمي، ما جعله ـ بحق ـ رجل إجماع وطني، اتفقت عليه كل أطياف الحركة الوطنية الفلسطينية، من يسارها إلى يمينها، الأمر الذي يندر في زماننا العربي الرديء!

إلى ذلك، ليس صدفة أن تتحمس له الفصائل الفلسطينية المحسوبة على اليسار، في مطلع 2006، مرشحاً لها جميعاً لرئاسة السلطة الفلسطينية، لكن الرجل اعتذر، بعد أن كاد يبلغ السابعة والثمانين من عمره.

منذ عرف قطاع غزة الانتخابات (الاتحاد القومي/ المجلس التشريعي) والرجل يحصد أعلى الأصوات في مدينة غزة، دون أن يبذل جهداً يذكر في الدعاية الانتخابية، مكتفياً برصيده الشعبي الهائل، الذي راكمه على مدى السنين، غير متكئ على نفاق المرشحين، أو مالهم!

حين يكتب تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، سيحتل فقيدنا موقعه اللائق كقائد لم يعتمد على عشيرته، أو جاه عائلته، رجل عصامي، لم يرخِ شراع نضاله يوماً، بسبب الأنواء التي لطالما عصفت بسفينة الحركة الوطنية الفلسطينية.

لذلك أرادوا توريطه في مؤتمر مدريد، قبل نحو ستة عشر عاماً، لكنه أصر على المشاركة، علّه يمنعهم من التفريط، لكنهم غافلوه ودلفوا إلى سراديب أوسلو، فيما كان حيدر قد قام بواجبه، خير قيام، وعاد من مأموريته مرفوع الرأس، بعد أن أفلت مما دبروه له.

مصابنا بحيدر كبير، ونشك في أننا سنعوضه في قريب الأيام، فمثله لا يجود الزمان به، إلا بعد عقود، وربما قرون.

المصدر

  • مقال:حيدر!المركز الفلسطينى للتوثيق والمعلومات