لماذا تطالب أوروبا الآن بالحوار مع الإسلاميين؟!
كتب-ياسر هادي
- العريان: نعتمد على التأييد الشعبي ولا ننتظر اعترافًا من أوروبا
- أسامة حمدان: الغرب أدرك أنه لا استقرار بالمنطقة إلا بالتحاور مع أبنائها
- حمزة منصور: لدى الإسلاميين برامج قابلة للتنفيذ لتحقيق الاستقرار العالمي
طالب الدكتور عصام العريان- القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين- الاتحاد الأوروبي بضرورة التحاور مع الشعوب في العالمين العربي والإسلامي، وألا يقتصر حواره "المقترح" على الحركات الإسلامية وحدها، مؤكدًا أن تلك الحركات لا تستمد شرعيتها من الخارج، بل من الشعوب التي تثق فيها وتعتبرها الأمل في الوصول إلى حياة أفضل.
جاء ذلك خلال الحلقة التي أذاعها- الإثنين 18/4/2005م- راديو هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) من برنامج (حديث الساعة)، والتي ناقشت إعلان الاتحاد الأوروبي رغبته في الحوار مع الحركات الإسلامية "المعتدلة" في المنقطة.
ورفض العريان اعتبار تلك المحاولات الأوروبية صفقةً مع الحركات الإسلامية، مؤكدًا أنه إذا كانت هناك نية لدى أمريكا والاتحاد الأوروبي لبدء حوار مع الشعوب الإسلامية يقوم على الاحترام المتبادل فيجب أن يشمل الحوار كل الملفات وأهمها عودة مشاركة المسلمين في الحضارة الإنسانية، مشددًا على أن العالم الإسلامي- رغم إصابته بالأمراض التي أدت إلى انحطاطه- لم يمت.
واعتبر أن أهم أدوات الإسلاميين في الحوار هي الرؤية الواضحة التي يمتلكونها، والتي تتعدى إلى حدود الدائرة الإنسانية، موضحًا أنه يجب التحاور مع الغرب حول وقف نهب الثروات المسلمة، واحترام الأديان في أوروبا والبلاد الإسلامية.
وحول المكاسب التي يسعى إليها الاتحاد الأوروبي من الحوار قال العريان إنه يسعى إلى أن تصبح المنطقة العربية آمنةً، تتمتع بالاستقرار، وتحقق شعوبُها تنميةً اقتصاديةً حتى تستغني عن الغرب، فضلاً عن توفير فرص عمل في البلاد الإسلامية تمنع الهجرة إلى الدول الغربية.
وقال إن البحث عن المصالح المشتركة على المستوى العالمي هو الذي يحدد نتيجة الحوار، مطالبًا الاتحاد الأوروبي وأمريكا باحترام إرادة الشعوب، ووقف الاعتداءات اليومية على المسلمين في فلسطين والعراق والتحرش بلبنان وسوريا وإيران، رافضًا أن يكون الحوار مجرد إملاء للشروط من جانب الغرب.
وأضاف أن الاستعمار الأوروبي للدول العربية سلَّم مقدَّرات البلاد إلى نُخُب يرضى عنها، فكانت النتائج المأساوية على الشعوب وأمريكا في نفس الوقت.
واختتم العريان حديثه مؤكدًا أن الحركات الإسلامية سوف تخوض هذا الحوار، مستندةً إلى التأييد الشعبي لها، ولوفاق الوطني مع باقي الحركات السياسية.
وأشار إلى أن الإخوان المسلمين يسعون إلى التصدي للخطر الداهم الذي يهدد مصر، والذي يتمثل في الضغوط الخارجية وتأخر الإصلاح السياسي الداخلي.. الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى فوضى عارمة.
أما أسامة حمدان- رئيس المكتب السياسي لحماس فيلبنان- فأكد أنه من ناحية المبدأ لا يوجد اعتراض على الحوار مع الأمريكان؛ لأن حماس أعلنت منذ إنشائها أنها ترغب في التحاور مع الجميع.. إلا أن أوروبا التي تبحث عن استعادة نفوذها المفقود كانت لغتها تعتمد على السيطرة والنفوذ، بعيدًا عن الحوار، مشيرًا إلى أن تلك الدعوة للحوار ربما تكون إدراكًا من الغرب أن استقرار المنطقة لن يتحقق إلا بالتحاور مع أبناء المنطقة.
مؤكدًا أن حركات المقاومة الإسلامية لن تلقي السلاح حتى في حالة الحوار مع الغرب، الذي طالبه حمدان بعدم التدخل لصالح الاحتلال، وشدد على أن الحوار لا يقلق حماس؛ لأنها لن تقدم تنازلات؛ حيث إنها تدافع عن قضية عادلة تقرها الشرائع الدولية والمجتمع الدولي، قائلاً: (إذا كان هناك حرص أوروبي على استمرار العلاقة مع المنطقة فهذا شيء إيجابي مفيد للجميع، أما إذا لم يحدث ذلك فلن يضر ذلك الحركات الإسلامية؛ لأنها تدافع دائمًا عن مصالح شعوبها.
ومن جانبه اعتبر حمزة منصور- الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الأردني- أن المناخ السائد حاليًا لا يشجِّع على الحوار؛ لأن الغربيين اعتادوا على البحث عن عملاء وليس عن أنداد، وأن الغرب ما زال منحازًا ضد قضايا العرب والمسلمين، متمنيًا أن تنجح فكرة الحوار؛ لأن فيها مصلحة العالم كله، وإن الإقصاء لا يفيد أحدًا.
وطالب بضرورة الاعتراف بأن الإسلاميين لديهم برامج قابلة للتنفيذ، ويمكن أن تسهم في تحقيق الإصلاح والسلم العالميَّين، وأضاف: نحن لسنا مضطرين للحوار مع الغرب، ولدينا رؤيتنا الإصلاحية، ونمضي في تطبيقها، إلا أنه إذا كان الحوار بشرط الموقف العادل من القضية الفلسطينية والانسحاب من العراق واحترام الخصوصية الإسلامية فإن هذه مقدمات تشجع على الحوار.
المصدر
- خبر:لماذا تطالب أوروبا الآن بالحوار مع الإسلاميين؟!إخوان أون لاين