محمد حبيب
مولدة ونشأته
ولد الدكتور محمد السيد أحمد حبيب في 9/3/1943م بمحافظة دمياط – مصر،
تخرج في كلية العلوم جامعة أسيوط بامتيازٍ مع مرتبة الشرف عام 1964م،
وعُين مُعيدًا بقسم الجيولوجيا بالكلية نفسها في 5/9/1964م، حصل على الماجستير عام 1968م،
والدكتوراه في فلسفة العلوم (جيولوجيا) من جامعة أسيوط عام 1972م،
ثم عُيِّن مدرسًا بالكلية نفسها في العام ذاته، سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1978م،
حيث درس علم (الاستشعار عن بُعد) وتطبيقاته، خاصةً في مجال الثروة المعدنية، حصل على درجة أستاذ مساعد عام 1979م، ثم درجة أستاذ عام 1988م،
أشرف على عشرات من رسائل الماجيستير والدكتوراه، وله بحوث كثيرة في مجال تخصصه وهو الصخور والاستشعار عن بُعد، وهو الآن أستاذ متفرغ بقسم الجيولوجيا– كلية العلوم- جامعة أسيوط- مصر، متزوج، وله أربع بنات وولدان وثلاثة أحفاد.
تاريخه السياسي
أسس مع آخرين الجمعية الاسلامية للدعوة و تنمية المجتمع بأسيوط عام 1977م كان ضمن الـ 1536 شخصًا الذين اعتقلهم "السادات" في 2/9/1981م،
وأُفرج عنهم في 27/1/1982م، فُصل من الجامعة بقرار من "السادات" في 5/9/1981م، وعاد إليها مرةً أخرى عن طريق القضاء في أكتوبر عام 1982م،
انتخب رئيسا لمجلس إدارة نادى أعضاء هيئة تدريس أسيوط للفترة من 85-1989
أعيد انتخابه رئيسا لمجلس إدارة نادى أعضاء هيئة تدريس أسيوط للفترة من 89-1993
تم انتخابه للمرة الثالثة رئيسا لمجلس إدارة نادى أعضاء هيئة تدريس أسيوط للفترة من 93-1997
، ثم بعد ذلك انتُخب عضوًا بمجلس الشعب المصري عن (الإخوان المسلمين) في الفترة من 1987م إلى 1990م، وانتُخب أيضا عضوًا بمجلس نقابة العلميين منذ عام 1994م،
وحاليًا رئيس شعبة الجيولوجيا بالنقابة، والأمين العام المساعد للنشاط، تم اختياره عضوًا بمكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1995م.
اعتقل في 2/9/1981 ضمن 1536 المتحفظ عليهم من مختلف الاتجاهات السياسية في مصر و فصل من الجامعة و عين كمستشار بوزارة الصناعة أثناء فترة الاعتقال، وعاد إلى الجامعة عن طريق القضاء 1982م.
أحيل مع آخرين في 18/7/1995 إلى نيابة أمن الدولة العليا بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين و حكم عليه في القضية 8 لسنة 95 عسكرية عليا بخمس سنوات.،وفي 15/5/2001قُدم لنيابة أمن الدولة العليا للتهمة نفسها، وتعرَّض للحبس الاحتياطي لمدة عام وثلاثة أشهر، وأُخلِي سبيله في21/8/2002م.
قال عن المحكمة العسكرية التاسعة للإخوان المسلمين
إن أحكام المحكمة العسكرية بحق 40 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين هي أحكامٌ جائرةٌ وظالمةٌ وبالغةُ الغرابة بكل المقاييس، وهي أحكامٌ سياسيةٌ بالدرجة الأولى، صادرةٌ من محكمة استثنائية عسكرية غير مختصة، وقد ثبت من خلال سير القضية أنها متهافتة وهشة وليس لها سند من قانون؛ حيث إن القضاء العادي برَّأ أصحابها
- هذه الأحكام تعبِّر عن مدى القسوة والعنف التي تتعامل بها السلطة القمعية مع جماعة الإخوان المسلمين؛ ذات المنهج السلمي والوسطي، وكردِّ فعل على نجاح الإخوان في الانتخابات التشريعية عام 2005م،
والتي فازوا فيها بعدد 88 مقعدًا، ولا شك أن الهدف من هذه الأحكام هو ليس فقط جماعة الإخوان المسلمين من حيث تحجيمها والتضييق عليها وتهميش دورها في الحياة السياسية المصرية، ولكن أيضًا الشعب المصري؛ بقصد تخويفه وإرهابه
- ولا شك أن هذا الحكم سوف يزيد من الاحتقان والغليان الموجود في المجتمع؛ نتيجةً للأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تسبَّبت فيها السلطة وفشلت في التعامل معها
- أما الحكم بمصادرة أموال وأنصبة بعض ممتلكات رجال الأعمال ففيه ظلمٌ فادحٌ، ولا شكَّ أنه يضرُّ بالاقتصاد المصري ضررًا بالغًا، ويشوِّه وجْهَ مصر أمام العالم» (من تقرير المعارضة المستباحة
ذكريات لا تنسي
ربما لا يعلم الكثيرون أني رافقت الأستاذ المرشد العام الراحل الأستاذ/ محمد المأمون الهضيبي سنوات طويلة، وكنت قريبًا منه لمُدَدٍ ولسنوات كثيرة، وقد عرفت عنه الكثير والكثير مما لا يتسع له المقام.
ولكن أذكر- في عجالة- ما كان يتمتع به الرجل من ربَّانيةٍ في الفِكرِ وفي الخلُق وفي السلوك وفي الأدب مع الله- سبحانه وتعالى- ومع رسول الله- صلى الله عليه وسلم-ومع المرشدين السابقين، بل وكنت ألحظ وألمَس أدَبه الجمَّ مع إخوانه أعضاء مكتب الإرشاد وبقية الإخوان؛ مما يدل على قلبٍ موصول بالله- سبحانه وتعالى- وإخلاص وصدق شديد في التعامل مع الدعوة.
وكان- رحمه الله- ذا جندية عالية، وفي الثمانينيات كان حريصًا على أن يمر بالأستاذ المرشد "محمد حامد أبو النصر" والأستاذ "مصطفى مشهور" نائبه والمرشد من بعده؛ لكي يستجلي آراءهم ويأخذ بنصائحهم، ويحيطهم علمًا بما سوف يتم من أمور داخل مجلس الشعب، هذه الجندية الشديدة، رغم فقهه وعلمه الواسع، ونظره الثاقب، وحكمته في تناول الأمور، لكنه كان يعلمنا ما ينبغي عمله إذا كُلف الإنسان بمسئولية لابد أن يكون:
1- أهلاً لها.
2- أن يأخذ رأي قيادته، ويحاول أن يشركهم في المشورة، وهكذا كان مع إخوانه..
الأستاذ "الهضيبي"- رحمه الله- رغم أنه في كثير من الأحيان يتحمس لرأيه، لكنه كان يعطي الفرصة كاملةً لإخوانه من أعضاء مكتب الإرشاد وغير أعضاء مكتب الإرشاد، يأخذ رأيهم، وينصت إليهم، ويستمع في اهتمام بالغ لما يقولون كان- رحمه الله- حريصًا على كل ما يفكر فيه (الإخوان)، وكل ما يدور في أذهانهم وعقولهم حريص على أن يستفيد به لا لشخصه ولكن- بطبيعة الحال- للدعوة.
الأستاذ "الهضيبي"- رحمة الله عليه- كان حريصًا على كيان الإخوان حرصًا شديدًا، وطبعًا حرصه على الدعوة، من حيث العقيدة، من حيث الفكر من حيث المنهج، من حيث الهدف، من حيث الأداب والأخلاق والسلوك..
وهذا ما جعله طوال الفترة التي كان فيها نائبًا- وأيضًا الفترة التي تحمل فيها مسئولية الإرشاد- موقعًا لكثير من السهام التي كانت توجَّه ضده، والأستاذ "الهضيبي"- رحمة الله عليه- ما كان يرد على هذه السهام التي كانت تصوَّب إليه، ليس استخفافًا بها، ولا تحقيرًا من شأنها، ولكن كان الرجل حريصًا أن يستغل الوقت فيما يفيد..
وهو يعلم- كما يقول الإمام "البنا"- أن الواجبات أكثر من الأوقات؛ فكان حريصًا على أن لا ينشغل بهذه الحملات، وألا تُؤثر على فكره، ولا على أدائه، ولا على انشغاله بقضايا كثيرة قضايا محلية وقضايا إقليمية وقضايا عالمية، خاصةً وأن الأستاذ "الهضيبي" تولى مسئولية الإرشاد العام في ظل ظروف عالمية صعبة، وكان الرجل شجاعًا مقدامًا لا يهاب أي موقف أو أي وضعٍ يَفرض عليه تراجعًا، ولكن كان الرجل ثابتًا صلبًا حاسمًا في الوقت ذاته كان مرنًا.
لا يُحابي أحدًا، وكان رحمه الله أمةً في حد ذاته، وكان خير خلف لخير سلف، نسأل الله تعالى أن يلحقه بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
وإن كان الأستاذ "الهضيبي" قد رحل عنا، فما زال علمه وفكره وجهاده وأيضًا وقفاته البطولية هديًا ونورًا للأجيال المقبلة، إن شاء الله وهذه الدعوة الربانية يهيئ الله- سبحانه وتعالى- لها من الرجال ومن الظروف ومن الأحوال ما سيمكن لها- إن شاء الله- في أرضه.
نسأل الله- سبحانه وتعالى- أن يتقبل مرشدنا في الصالحين، وأن ينصر دعوتنا، وأن يفتح لها قلوب الناس.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم..