هل كان الدكتور عبد الكريم الخطيب واحدا من الإخوان المسلمين؟
ذ. عبد الله لعماري
(2012 هسبريس)
ليلة الثالث من يناير 1994 عند الإفراج عني بعد عشر سنوات من السجن، والتي كان قد قضى بها قضاء صوري في المحاكمة السياسية الأولى في تاريخ الإسلاميين بالمغرب، كان المرحوم الدكتور عبد الكريم الخطيب ورفيق دربه المرحوم عبد الله لوكوتي من أوائل الوافدين لزيارتي وحضور حفل الإفراج عني . الذي نظمه إخوان حركة الإصلاح والتجديد وغيرهم من الفصائل الإسلامية وأطره الدكتور المقرئ أبو زيد رفيق دربنا في السجون بالدعم والمساندة والرعاية، والدكتور سعد الدين العثماني زميلي القديم في كلية الطب، وفي التنظيم الطلابي الجامعي لحركة الشبيبة الإسلامية.
وفوجئت بالدكتور عبد الكريم الخطيب يمكث وإلى ساعة متأخرة من الليل، إلى جانب البسطاء من عامة الناس، مشاركا إياهم أهازيجهم وضحكاتهم، ومؤاكلا إياهم طعامهم العادي بيده، دون صلف ولا كبرياء، وملقيا فيهم كلمة مجلجلة، علق عليها الوالد المسكين بارتعاب أربكت سكرة الفرح لديه: إنها كلمة خطيرة تهاجم النظام، فطمأنته بأن الدكتور عبد الكريم الخطيب من ركائز هذا النظام.
وبعد هذا اللقاء التاريخي، ذي الصبغة الإنسانية، تطورت العلاقة بيننا إلى خصوصية تدرجت من الاستقبال الكريم لنا بصالة الضيوف المفتوحة في وجه الزوار إلى الاستقبال المرح بغرف الطابق العلوي المباح للخواص، حيث مكتبه ومكتبته الحافلة، وتحفه التاريخية النفيسة والنادرة، وفي صلب هذه الخصوصية كان العلم بأشياء جديدة على وعينا، والإحاطة بوقائع تاريخية غير معلنة،.
لقد كان هو وصفوة ملازميه عبد اللطيف هندي، محمد حراتي وسعيد سمين، وهم من قدماء نشطاء الشبيبة الإسلامية الذين التحقوا به ولازموه مبكرا سنوات الثمانينيات، كان شديد الاحتفاء بسابقي المعتقلين الإسلاميين، يحضنهم بأريحية، كأبطال عادوا من ساحة حرب، وكان يحلو له أن يغازل دواخلهم ليثير فيها نخوة البطولة.
فيكاشفهم عن بطولاته ومغامراته خلال الزمن الماجد ويحدثهم عن الكفاح الوطني المسلح، والعمل السياسي الرفيع المستوى، وعن مجالسته في نفس مكان جلوسنا لشخصيات من العالم الإسلامي من الطراز العالي، مثل ياسر عرفات منذ كان مغمورا، ونيلسون مانديلا قبل اعتقاله من طرف نظام الأبارتهايد، وكبار قيادات الإخوان المسلمين من الأقطار العربية.
عند وفاته في السابع والعشرين من رمضان من سنة 2008 نعاه السيد محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين منوها بقيمته ومصرحا بأن العالم الإسلامي يفتقد واحدا من الرعيل الأول للإخوان المسلمين الذي التحق بصفوفهم في فترات مبكرة. وكان هذا النعي بما تضمنه من أوصاف عن شخصية الدكتور عبد الكريم الخطيب وماضيه الدفين مثيرا للدهشة والاستغراب، إذ لم يسبق للدكتور عبد الكريم الخطيب أن نسب نفسه للإخوان المسلمين تصريحا، ولكن واقع الحال والأفعال والتاريخ والعلاقات والمبادرات تكاد ترسخ القناعة بما أعلن عنه وكشفه المرشد العام للإخوان المسلمين.
خلال سنوات الفترة ما بين 1945 و 1951 كان الدكتور عبد الكريم الخطيب يتابع دراسته وتخصصه العلمي كجراح في كلية الطب بجامعة السوربون بباريس وكان معه بنفس الجامعة الدكتور المهدي بنعبود والدكتور عبد اللطيف بنجلون، والدكاترة الأطباء الثلاث اشتهروا بلا منازع خلال فترة الكفاح الوطني، وما بعد الاستقلال، بكونهم إسلاميين بامتياز.
وأثناء قيادتهم معا لجيش التحرير المغربي، كانوا متشبعين بوازع الجهاد الإسلامي إلى جانب الوازع الوطني إذ كانوا ومن صميم مهامهم القيادية لجيش التحرير، تأطيرهم للجنود والضباط التأطير الإيديولوجي الجهادي من معين العقيدة الإسلامية. ورغم تفرق ولاءاتهم السياسية في مغرب الاستقلال، إلا أنهم ظلوا أوفياء للتوجه الإسلامي، وانتصبوا عناوين بارزة للمرجعية الإسلامية، حتى ولو كتب لبعضهم أن يتزعم أحزابا تمتح من ثقافات وإيديولوجية علمانية، فالاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ومن بعده الاتحاد الاشتراكي، ما أكثر ما فاخر بإسلامية أبرز زعاماته التاريخية: الدكتور عبد اللطيف بنجلون.
في جامعة السوربون، رسخ الدكاترة الثلاث قناعاتهم الإسلامية إيديولوجيا ونضاليا، بعد أن كانوا قد تشربوا مبادئها الأولى تقليديا في المحيط المتدين لأسرهم العريقة. وجامعة السوربون كانت قاعدة مركزية للإخوان المسلمين، تلتف حولها النخب الوطنية اللاجئة من شمال أفريقيا إلى بلدان أوروبا، للتعلم، ولقيادة الكفاح الوطني في أقطارها، وهي النخب ذاتها التي اتخذت لها أشكالا عديدة للانتظام والعمل في أوروبا، أبرزها جمعية الطلبة المسلمين لشمال أفريقيا التي ترأسها الدكتور عبد الكريم الخطيب .
في قلب السوربون كان هناك واحد من أبرز عقول وأعلام الإخوان المسلمين يؤدي دوره بتفان وإخلاص، في توجيه كل أشكال الدعم والمساندة والتأطير للنخب الوطنية، ولقضايا تحرير الأوطان الإسلامية، إذ استطاع الدكتور توفيق الشاوي أن يكتسب علاقات غاية في المتانة والعمق مع قادة الكفاح الوطني المغاربيين المتواجدين بفرنسا، من بورقيبة التونسي إلى بنبلة الجزائري ومصالي الحاج إلى عبد الكريم الخطيب وعبد الله ابراهيم وعبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمان اليوسفي وغير.
إذ لم يكن توفيق الشاوي سوى ذلك الرجل الذي ابتعثه الشيخ حسن البنا مرشد الإخوان المسلمين إلى فرنسا لإتمام دراسته، وإتمام العمل الذي كان قد بدأه الأمير شكيب أرسلان الزعيم والمفكر السوري والذي اشتهر بكونه الأب الروحي والإيديولوجي للقادة الوطنيين المغاربة حينما تصدى بكتاباته وخطاباته معلنا الحرب على المخطط الصليبي الفرنسي بسن الظهير البربري السيء الذكر، فكان أن تفجرت ينابيع الحركة الوطنية من وقع هذه التعبئة الفكرية.
كان توفيق الشاوي المتخصص في صناعة القوانين والدساتير على شاكلة تخصص صهره عبد الرزاق السنهوري، شيخ القانونيين العرب، كان يهيئ رفقة الزعماء الوطنين المغاربيين، مشاريع الأنظمة القانونية والدستورية والسياسية لما بعد استقلال الأقطار الوطنية بتونس والجزائر والمغرب.
وقيمته العلمية والنضالية النفيسة، هي التي جعلت الزعماء الوطنيين المغاربيين يتدخلون متشفعين له عند جمال عبد الناصر للإفراج عنه بعد أن شملته الاعتقالات عند عودته إلى مصر سنة 1954، فأسقط عنه هذا الأخير حكما بالسجن 10 سنوات هدية منه إلى قادة المغرب العربي لحاجتهم الشديدة إلى تخطيطه الاستراتيجى في وضع القوانين والدساتير.
اختار الدكتور توفيق الشاوي المغرب موطنا للقيام برسالته، استجابة لإلحاح رفيقه الدكتور عبد الكريم الخطيب، والذي كان قد فاوض جمال عبد الناصر على الإفراج عنه عند زيارته له سنة 1955 قصد تنظيم الدعم بالمال والسلاح لجيش التحرير الناشئ، وكان جمال عبد الناصر قد اشترط على القادة المغاربة تنصيب الدكتور عبد الكريم الخطيب على رأس جيش التحرير مقابل الدعم بالسلاح والمال.
وأيضا كان اختيار توفيق الشاوي المغرب موطنا له، تلبية لرغبة الملك محمد الخامس الذي بوأه مكانة كريمة، وقلده وظائف تنظيم القضاء، وترأس المجلس الأعلى للنقض، ووضع القوانين والمدونات والتدريس بالجامعة المغربية الناشئة، وقد حظي توفيق الشاوي بعناية خاصة وحماية من طرف الملك محمد الخامس بعدما علم أن تواجده بالمغرب لا يروق للبعض وعلى رأسهم الجنرال أوفقير الذي كان يتآمر من أجل اغتياله.
وما كان اختيار الدكتور الشاوي خدمة المغرب إلى جانب الملك محمد الخامس، لولا أن حركة الإخوان المسلمين، ومنذ زمن حسن البنا لم تفتأ تولي الملك مكانة مرموقة وتوقيرا خاصا، وتتوخى في ملكه استعادة الرمزية الدينية والروحية للخلافة الإسلامية المضيعة ببلاد الأناضول، وتلك أمنية حسن البنا مرشد الإخوان المسلمين والتي تضمنتها رسالته إلى الملك محمد الخامس حين تولى نقلها إليه سعيد رمضان أحد القياديين المقربين منه خلال الزيارة الملكية التاريخية إلى مدينة طنجة سنة 1947.
وانسجاما مع ذلك حرص الدكتور عبد الكريم الخطيب بكل ما أوتي من قوة على تضمين الدستور المغربي مؤسسة إسلامية الدولة ومؤسسة إمارة المؤمنين كنسق سياسي لابتعاث الإمامة العظمى. وفي سبيل تعضيده لإسلامية الدولة وترسيخه لمؤسسة إمارة المؤمنين كامتداد لنظام الإمامة العظمى وحتى تكون هذه المؤسسة تخطيطا لتحقيق الدعامة الروحية والسياسية للنظام الملكي بالمغرب، كي تلبي حاجة العالم الإسلامي إلى رابطة روحية رمزية جامعة، عمل الدكتور عبد الكريم الخطيب بوساطاته على أن يكون المغرب قبلة تجتذب كبار العلماء والمفكرين الإسلاميين.
ونجح بالفعل في أن يحتضن المغرب كبار قياديي الإخوان المسلمين من طراز عمر بهاء الدين الأميري نائب المرشد العام للإخوان المسلمين بسوريا والرجل الذي أرسى قواعد التنظيم الدولي للإخوان خلال الخمسينيات من القرن الماضي وكان مؤهلا لشغل منصب المرشد العام للإخوان المسلمين لو انتقلت الخلافة إلى سوريا ، لولا أن تقلبات الظروف السياسية بالقطر السوري صارت نحو تمكن حزب البعث من الانقضاض على السلطة.
خلال الستينيات من القرن الماضي، شكل الدكتور عبد الكريم الخطيب وإلى جانب كبار قادة الإخوان المسلمين، الدكتور بهاء الدين الأميري والدكتور محمود أبو السعود عضو الهيئة التأسيسية للإخوان وعضو مكتب الإرشاد في عهد حسن البنا، والعقل الاقتصادي الإسلامي وكذا الدكتور حسن العشماوي والذي كان مقربا من جمال عبد الناصر ومكلفا من قبل مكتب الإرشاد بالتنسيق مع الضباط الأحرار من أجل التخطيط لثورة 23 يوليو .
وهو الذي كان قد أودعه جمال عبد الناصر خزائن السلاح ثم انقلب عليه بعد اعتقالات 1954، شكل هؤلاء جميعا خلية نشيطة في العمل بالمغرب على التحصين العقائدي والديني للمجتمع المغربي من خلال العطاء الأكاديمي الجامعي كأساتذة بالجامعة المغربية ومن خلال الأنشطة الدعوية و المحاضرات، ومن خلال الحملات الدعائية في العالم الإسلامي لإسناد الإشعاع الروحي للمغرب بصفته القطر العربي الإسلامي المتفرد باحتضانه للرمزية التاريخية للخلافة الإسلامية، ولتبنيه دستوريا المرجعية الدينية للنظام السياسي بإعلانه الملك أميرا للمؤمنين، في تعاون غير معلن مع الملك الحسن الثاني الذي كان يحف هؤلاء القيادات بكامل الرعاية والعطف.
وكان من أبرز تجليات هذا التعاون ورعاية هذه الدينامية الدعوية، إطلاق قطار الدروس الحسنية الدينية والتي كان افتتاحها بأول درس ألقاه المرشد العام للإخوان المسلمين بسوريا الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في غرة رمضان 1963 ، وتلاه أيضا درس المرشد العام للإخوان المسلمين بالعراق محمود الصواف ، وقد تعاطف الإخوان المسلمون بالعراق وقياداتهم وعلماؤهم بهذا الإنجاز العظيم بإحداث الدروس الحسنية الرمضانية.
وهم الذين كانوا قد راسلوا من قبل الملك محمد الخامس للإشادة بالمضامين الإسلامية والجهادية التي رشحت بها وصيته لابنه أثناء تنصيبه وليا للعهد سنة 1957 ، في رسالة تاريخية وقعها كل من العلماء: محمد القزلجي، محمد فؤاد الألوسي، نجم الدين الواعظ، أمجد الزهاوي، عبد القادر الخطيب، عبد الرحمن خضر ومحمد محمود الصواف .
وقد كان الدكتور بهاء الدين الأميري صاحب المساهمة الفعالة في تطوير تفاعلات وتراكمات سياق الدروس الحسنية وما أفضت به إلى تأسيس دار الحديث الحسنية لتخريج الأجيال الجديدة من العلماء والمراجع الدينية، وأسندت مهام تسييرها وتأطيرها إلى كفاءات علمية كان من أبرزها الكفاءات التي استجلبت من سوريا وكان على رأسهم الدكتور فاروق النبهان المنحدر من عائلة عريقة في أوساط الإخوان المسلمين.
وقد ساهم الدكتور عبد الكريم الخطيب بالإشراف على تعزيز قطاع التربية والتعليم بالبعثات الوافدة من مصر وسوريا والأردن والمؤثثة بكثير من أطر الإخوان المسلمين.
وعندما تأسست حركة التحرير الفلسطينية فتح، وكان معظم قادتها ومؤسسيها من الإخوان المسلمين بمن فيهم ياسر عرفات – الذي كان يومها مغمورا – وكانت محدودة العدد والعدة، وغير ذائعة الصيت، مثلما أصبح عليه حالها من بعد، كان المدخل لبلوغ ياسر عرفات إلى الاتصال والحظوة لدى الملك الحسن الثاني، هو التنسيق بين الإخوان المسلمين في الشرق عبر قناة الدكتور توفيق الشاوي والدكتور عبد الكريم الخطيب حيث تم تقديمه إليهما بصفته من الإخوان، وأن حركة فتح إنتاج إخواني صرف.
وقد انبهر أبو عمار بعد أن قدمه الدكتور عبد الكريم الخطيب إلى الملك الحسن الثاني، بما أغدقه عليه هذا الأخير من السخاء الواسع، مما لم يكن له في الحسبان وبما لم يكن يفكر حتى في طلبه من الملك، فقد كان أول لقاء له بحاكم عربي، وحظي منه باستقبال لا يليق إلا برؤساء الدول، و كانت تلك خطوته الأولى لكي يصبح زعيما معروفا، إذ يرجع الفضل إلى الملك الحسن الثاني في تعبيد الطريق له من المغرب لكي يصبح رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وفي سنة 1966 كان المغرب في مقدمة الأقطار العربية والإسلامية التي تحرك قادتها ونخبها السياسية للتضامن مع المفكر الإسلامي سيد قطب أثناء محاكمته من طرف نظام جمال عبد الناصر، حيث استطاع الدكتور عبد الكريم الخطيب ومعه علال الفاسي أن يجمعا عرائض توقيعات لأغلب الشخصيات السياسية الوطنية من أجل حماية سيد قطب من حكم الإعدام ومن اجل مناشدة الرئيس جمال عبد الناصر للعفو عنه، وكان الشعب المغربي وشخصياته الوطنية وقياداته السياسية من أكثر من غمرته مشاعر الحزن والتأثر والبكاء أسى على سيد قطب بعد إعدامه.
وفي سنة 1969 وعند حريق المسجد الأقصى من طرف الصهاينة، وبعد هبة العالم الإسلامي، لحماية المقدسات الإسلامية، دعا الدكتور عبد الكريم الخطيب إلى حركة تضامنية واسعة مع القضية الفلسطينية، وساند الإخوان المسلمون هذه الدعوة التضامنية في عموم العالم الإسلامي بما هيأ المجال لتأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي واتخاذ المغرب موطنا لانعقاد أول اجتماع قمة لمنظمة المؤتمر الإسلامي حضره غالبية الرؤساء والملوك من جميع أقطار العالم الإسلامي برئاسة الملك الحسن الثاني.
وفي سنة 1974 وبعد ما أفرج عن قيادات الإخوان المسلمين من السجون المصرية بعد قضائهم 20 سنة رهن الاعتقال، كان للدكتور عبد الكريم الخطيب الفضل في فتح أبواب المغرب لاحتضان من يرغب منهم في اتخاذه وطنا ثانيا لهم، وقد حل على رأس هؤلاء، الأستاذ صالح أبو رقيق، عضو مكتب الإرشاد، والرجل الثاني في هرم الإخوان بعد حسن البنا والذي كان نفوذه ظاهرا في كل القرارات والمحطات التاريخية الإخوانية بدءا باحتضان ودعم كفاح الحركات الوطنية بتونس والجزائر والمغرب خلال أربعينات القرن الماضي .
عندما كان مساعدا للأمين العام الأول للجامعة العربية الدكتور عبد الرحمن عزام، ومرورا في المساهمة بتهريب الأمير عبد الكريم الخطابي واحتضانه وتكريمه، وكذا الإشراف على تدبير عمليات الجهاد ضد الإنجليز وقتال الإخوان للصهاينة في فلسطين ، وقد كان المشرف على التنسيق مع الضباط الأحرار والإعداد لثورة 23 يوليو 1952.
وكانت آخر إنجازاته التاريخية أن حضر اللقاء التاريخي قائما بدور التنسيق وتوثيق العرى وأخذ العهود بين الدكتور عبد الكريم الخطيب ، والمجموعة القيادية لحركة الإصلاح والتجديد بما أنتج احتضان حزب عبد الكريم الخطيب للحركة نحو تأسيس حزب العدالة والتنمية كامتداد لتراكمات تواجد الإخوان المسلمين بالمغرب.
وهذا غيض من فيض الأعمال والمواقف والمبادرات التي صدرت عن الدكتور عبد الكريم الخطيب مبديا فيها فقط عاطفته الإسلامية ومخفيا فيها شخصيته المشبعة بالولاء للإخوان المسلمين الذين كانوا طيلة حياته رفاق دربه وخواص صحبه ومرجع استشاراته وتنسيقاته، وكانت آخر وصاياه لأتباعه الجدد في حزب العدالة والتنمية أن يحرصوا كل الحرص على عدم التفريط في إسلامية الدولة ودستورية إمارة المؤمنين والتي كان يحرص على تسميتها بنظام الإمامة العظمى.