جمعية الشبان المسلمين وجمعية الطلبة الجزائريين الزيتونيين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٢:٠٤، ٥ يناير ٢٠١٢ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
جمعية الشبان المسلمين وجمعية الطلبة الجزائريين الزيتونيين

بقلم: رغداء زيدان


مقدمة

تعتبر جمعية الشبان المسلمين من أوائل التّنظيمات الإسلاميّة، الّتي هدفت إلى تنظيم الشّباب المسلم وتجميعه للمحافظة عليه والاستفادة من طاقاته وتنميتها، من أجل القيام بالنّهضة المطلوبة، دون التّأثّر بدعايات التّغريب الّتي لا تدعو إلى تجديد حقيقي.

وكانت جمعيّة الطلبة الجزائريين الزيتونيين، من الجمعيّات المهمّة الّتي قامت في تونس، وأعطت مثالاً جيداً عن العمل الطلابي ومدى فعاليته في خدمة قضايا الأمة، ومساهمته في نهضة المجتمع.

وفي هذا البحث القصير، سنلقي الضوء على تاريخ ونشاطات هاتين الجمعيتين، وأوجه الشبه والاختلاف بينهما، في محاولة للاستفادة من مثل هذه التجارب، وتجاوز أخطائها.


جمعية الشبان المسلمين

تأسست جمعية الشبان المسلمين، ردّاً على موجة الإلحاد الّتي كانت تهدد البلاد العربيّة والإسلاميّة عامّة، ومصر خاصّة، بعد انهيار السلطنة العثمانيّة، وشيوع الأفكار الّتي تنادي بالاقتداء بالغرب، واللحاق بركب الحضارة الغربيّة. وكتب محب الدين الخطيب (1) عن ذلك فقال: " كان أحمد تيمور باشا (2) هو الوجه المصري الأوّل، الّذي شعر بالخطر الأعظم على مصر، والوطن العربيّ والعالم الإسلاميّ، وأشفق من أن يتمّ فيه، ولو بالتّدريج، ما تمّ في تركيا، وكان لا ينقطع عن زيارة المطبعة السّلفيّة يوميّاً إلّا لمرض أو سفر ..... فانعقدت فيها اجتماعات، حضرها أحمد تيمور باشا وعبد الرحمن قراعة (3) ، ومحمد الخضر حسين (4) ، وعلي جلال الحسيني (5) ، ونحو عشرة آخرين من هذه الطّبقة، تذاكروا موجة الإلحاد القويّة الّتي طغت على العالم الإسلاميّ وهو على غير استعداد لدفعها، لأنّ أمره ليس في يده، وانتهت هذه الإجتماعات بتقرير تأليف جمعيّة لمقاومة الإلحاد، والتّعاون على ذلك.......وحينئذٍ فكرّنا في تأسيس جمعية الشبان المسلمين ،.. وقد استعنّا على النّجاح في تأسيسها باثني عشر شابّاً (6) فانتشروا في الكليّات والمدارس والوزارات والأندية، وفي كلّ مكان. وبعد أن صار للجمعيّة ثلاثمائة عضو يليقون بها، وتليق بهم..... أُعلن للمرّة الأولى في الصّحف عن تأسيس الجمعيّة، عقب انتخاب مجلس إدارتها الأوّل، يوم غرّة جمادى الآخرة 1346/ 25 نوفمبر 1927م" (7) .

قامت هذه الجمعيّة بفكرة من السّيّد محب الدّين، حيث كان يتعاون مع أصحاب دور النّشر في القاهرة، من أجل إنشاء رابطة بشكل نقابة، وقد عقدوا اجتماعهم في دار جمعيّة الشّبّان المسيحيين، الّتي كانت قائمةً في ذلك الوقت، وهي شكل من أشكال التّجمّع للشّباب المسيحيّ، وقد أٌعجب محب الدّين بهذا التّجمّع، وأراد أن يكون للشّبّان المسلمين تجمّع مثله، فسعى لعرض هذه الفكرة على محمد الخضر حسين، وأحمد تيمور باشا، وعمل الجميع على تحقيقها (8) .

وكان معظم المنتسبين إليها من طلبة الجامعة المصريّة في كليّاتها المختلفة. وفي وقت قصير جدّاً زاد عدد أعضائها كثيراً. وكان ميثاق الجمعيّة يبدأ بهذه الكلمات " علّي عهد اللّه وميثاقه، لأقومنّ بقدر طاقتي أوّلاً، بإحياء هداية الإسلام في عقائده وآدابه وأوامره ونواهيه ولغته. ومقاومة تيار الإلحاد والإباحيّة، المهددين لهذه الهداية...." (9) .

انعقدت الجمعيّة العموميّة، يوم الجمعة منتصف شهر جمادى الثّانية (من عام 1346هـ)، وجرى انتخاب مجلس الإدارة، فكان الأستاذ عبد الحميد سعيد عضو مجلس النّوّاب رئيساً (10) ، والأستاذ الشّيخ عبد العزيز جاويش (11) ، وكيل رئيس، وأحمد تيمور باشا أميناً للصندوق، ومحب الدّين الخطيب كاتماً للسرّ العامّ (12) . تألّف قانون الجمعيّة الأساسي من خمسة وعشرين مادّة. وقد جاء في المادّة الثّانية من قانونها أنّها لا تتعرّض لشؤون السّياسة بأيّ حال. وجاء في المادة الثّالثة أنّ أعمال الجمعيّة تنحصر بـ:

1- بث الآداب الإسلاميّة والأخلاق الفاضلة.
2- السّعي لإنارة الأفكار بالمعارف العامّة على طريقة تناسب العصر.
3- العمل لإزالة الاختلاف أو الجفاء بين الطّوائف والفرق الإسلاميّة.
4- الأخذ من حضارتي الشّرق والغرب بمحاسنهما جميعاً، وترك ما فيهما من مساوئ.

أما المادّة الرّابعة، فتنصّ على أنّ الجمعيّة تصل إلى تحقيق غاياتها بالطّرق الأدبيّة، فتنشء نادياً لإلقاء محاضرات، أدبيّة علميّة اجتماعية، وتنشر ما تدعو المصلحة على نشره بأيّ لغة تمسّ الحاجة إلى استعمالها.

وتنص المادة السادسة بأنه يشترط في العضو العامل أن يكون مسلماً حسن السيرة طيب السمعة وأن لا يكون معروفاً بنزعة تخالف أصل العقيدة الإسلامية.

وتنص المادة الثامنة عشر أنه تتكون مالية الجمعية من الاشتراكات التي يدفعها الأعضاء العاملون ومن إعانات أهل الخير والغيرة من الأعضاء أو غيرهم ومن ريع المطبوعات التي تصدرها الجمعية.

ولمجلس الإدارة أن يوسع موارد الجمعية بالطرق الشريفة المشروعة متى كانت متفقة مع روح الجمعية وغير منافية لأغراضها أي لا مما يتجمع من حفلات المراقص والتمثيل مثلاً.

وتنص المادة الثالثة والعشرون: أن الجمعية أن تنشئ فروعاً داخلية في القطر المصري وشعباً في الأقطار الأخرى، وتتكفل اللائحة الداخلية بتحديد الصلة بين المركز وهذه الشعب والفروع (13) .

وقام أعضاء الجمعيّة باختيار نشيدٍ يكون شعاراً للجمعيّة، وضعه الأديب مصطفى صادق الرّافعي (14) ، وقال فيه:

ربّنا إياك ندعو ربّنا
إنّنا نبغي رضاك إنّنا

آتنا النّصــر الّذي واعدتنا

ما ارتضينا غير ما ترضى لنا

أنفساً طاهرةً طهر الحرمْ

تملأ التّاريخ مجداً وكرم

وافيـاتٍ بالعهود والذّممْ

راقياتٍ للمعالي والهممْ

العلا إنّ العلا

خير عالمٍ خلا

للعلا فإنّنـا

للعلا و ها أنا

واجبات المسلم

كان فينا ينتمي

أمّة التّقــدّم

بحياتي ودمي...

يا شــباب العالم المحمّدي

فـــأروه دينكم ليقتدي

يا شــباب العزمات المبرمة

عرّفوا الكون الهدى و المرحمة

ينقص الكون شبابٌ مهتدي

دين عقلٍ و ضمـيرٍ و يـدِ

عرّفوا الكون العلا و المكرمة

عرّفوا الكون النّفوس المسلمة

كان للجمعيّة فروع منتشرة في كثير من البلاد العربيّة والإسلاميّة، "ومنذ العام 1928م شهدت فلسطين إنشاء فروع لجمعيّة الشّبّان المسلمين. وبالرّغم من أنّ القانون الأساسيّ للجمعيّة.. يستبعد اشتغالها بالشّؤون السّياسيّة، إلّا أنّها لعبت دوراً مهمّاً في الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة" (15) .

وكان لها فروع في اثنتي عشرة مدينة ومنطقة، وقد ارتفع العدد فيما بعد إلى عشرين، وذلك في فلسطين وحدها، حيث كان لها فروع في يافا، وحيفا، وصفد، والقدس، وغيرها من مدن فلسطين (16) ، وامتدّت فروع الجمعيّة إلى سوريا، والعراق، بالإضافة إلى فروعها في مصر، وفي تونس، وكان لها في مدن هذه البلدان فروع متعددة أيضاً، فكان لها فروع في سلوان، وسوهاج، والإسكندريّة، وأسيوط، وفي معظم المدن المصريّة، وكان لها فروع في الرّملة، ودمشق، وغيرها من البلاد والمدن العربيّة. "وقد نمت الجمعيّة نموّاً سريعاً، وأنشأت فروعاً في مختلف أنحاء العالم الإسلاميّ، وزاد أعضاؤها على المليون، وأصبحت قبلة عشرات العلماء والكتّاب والزّعماء من مختلف أنحاء الأقطار الإسلاميّة، يردون مصر ويحيطون بها ويتحدّثون إلى شبابها" (17) . وكان لها فروع في الهند، والبوسنة، والباكستان، وداغستان، وأوروبّا، وأمريكا، حتّى غدت من أكبر الجمعيّات الإسلاميّة في العالم. وكان أعضاؤها ذوي ثقافة عالية "جامعة لميراث الشّرق وتعاليم أوروبّا، شبّان في عنفوان شبابهم، ذوي إرادة يغذّونها بالنّشاط الّذي ينبع من الخُلق المتين، الّذي يتلخّص في حبّ الوطن. والغاية الّتي يسعون إليها هي وضع الدّعائم الّتي يقوم عليها وحدها كلّ إصلاح وتجديد ليصلوا إلى العقيدة الخالصة والأخلاق الصّحيحة، والتّعليم التّامّ بما يلائم حاجات بلادهم" (18) .

أمّا عن نشاطات هذه الجمعيّة، فقد كانت متعددة وكثيرة. وقد أوضحنا أنّ هذه الجمعيّة كان لها أهداف واضحة، سعت لتحقيقها، في وقت انتشرت فيه الآراء والأفكار والدّعوات الّتي كانت تريد إبعاد الشّباب المسلم عن دينهم وحضارتهم. ومن هذه النشاطات نذكر:

1- شُغلت الجمعيّة بأحداث فلسطين الّتي تتصل بحائط المبكى في سنتي 1929 ـ 1930م، ففي فرع الجمعيّة في حيفا أقامت الجمعيّة مهرجاناًًً كبيراً حضره "خمسة آلاف توافدوا للاستماع إلى أكبر عدد من خطباء الحزب والكتّاب العرب الّذين أرسلوا الكلمات والقصائد من ديارهم" (19) .
2- وقامت الجمعيّة أيضاً بنشاطات عديدة في البلاد العربيّة الأخرى، مثل المغرب، وليبيا، فقامت بمقاومة "فرنسا، فيما يتّصل بالبربر بمرّاكش سنة 1930م، وبمهاجمة جرائم الاحتلال الإيطالي بطرابلس في العام نفسه" (20) .
3- وطالب أعضاء الجمعيّة بقيام الوحدة العربيّة، "وكانت أول مطالبة صريحة لهم بالوحدة العربيّة عام 1933م في ذكرى معركة حطّين، وقام الشّبان بحملة من أجل توجيه الثّقافة المصريّة توجيهاً شرقيّاً إسلاميّاً وعربيّاً، وذلك سنة 1936م" (21) .

وكانت جمعيّة الشّبّان المسلمين تهتمّ بهذه القضايا، عن طريق إلقاء المحاضرات في مقّر الجمعيّة، ونشر هذه المحاضرات لتصل إلى أكبر عدد ممكن من المسلمين في العالم الإسلاميّ، وكان لهذه المحاضرات أثرها في إلقاء الضّوء على قضايا تهمّ المسلمين، وتمسّ حياتهم ودينهم وقوميّتهم، وتنبّه إلى أعمال الاستعمار في البلاد الإسلاميّة، وتساهم في تعبئة الرّأي العام ضدّ هذه الأعمال. فهذه الجمعيّة، كما نلاحظ، كان لها نشاط يتجاوز حدود مصر، البلد الّذي تأسست فيه، فكانت تهتمّ بمشاكل المسلمين أينما كانوا، وكانت تحارب أعداء الأمّة والمحتلّين في كلّ بلاد الإسلام، العربيّة وغيرها. لذلك فقد أعدّت برامج لا تقتصر على مصر وحدها، بل تتعدّى ذلك إلى كافّة البلاد الإسلاميّة والعربيّة، من هذه البرامج، مثلاً:

1- درس مشروع تأسيس بنكٍ إسلاميٍّ، وجمعيّات تعاونيّة إسلاميّة.
2- تأسيس صحيفة إسلاميّة يوميّة.
3- تعميم اللّغة العربيّة في البلاد الشّرقيّة.
4- تكوين عصبة أممٍ إسلاميّة لحلّ المنازعات الإسلاميّة.
5- تشجيع المسلمين على إعادة الخلافة، وإنشاء مدرسة تعلّم القرآن في كلّ جمعيّة، واتحاد الكشّافة الإسلاميّة، ونشر أحاديث النّبي صلّى اللّه عليه و سلّم الصّحيحة" (22) .

وأصدرت الجمعيّة مجلّة خاصّة بها، كانت تهتمّ بأمور المسلمين في كلّ البلاد الإسلاميّة، وتنبّه إلى ما يجري من وراء الظّهور من أعمال التّغريبيين والمبشّرين، وتحاول أن تستحثّ النّفوس والهمم على خدمة الدّين، والعودة إلى مصادره الأولى، والأخذ بها لإصلاح ما فسد من الأخلاق الّتي هي عماد الأمم وتقدّمها. وصدر العدد الأوّل منها في جمادى الأوّل سنة 1348 الموافق أكتوبر سنة 1929م. وكتب يحيى الدّرديري (23) المقالة الافتتاحيّة لهذا العدد، وأشار فيه إلى ما ينشره دعاة الإلحاد من سموم باسم التّجديد والتّقدّم، ودعا إلى الرّجوع للقرآن، واتخّاذه أساساً ومرشداً ومرجعاً لنهضتنا الخُلقيّة، الّتي بدونها لا تصلح أيّ نهضة أخرى إجتماعيّة أو إقتصاديّة أو غيرها. وطالب بجعل القرآن المرجع الأوّل والأخير في تمييز ما يصلح اقتباسه، مما ينبغي تركه من المدنيّة الغربيّة الحديثة (24) .

لكنّ علي الطنطاوي (25) : ذكر أنّ هذه الجمعيّة كانت مشغولةً بالرّياضة وإقامة الحفلات ولم يكن لها عمل جديّ في مقاومة التّغريب والاستعمار، ولم تكن تملك فكرة جديدة في فهم الإسلام أرادت إيصالها إلى جموع النّاس وخصوصاً الشّباب منهم. وهناك من قال: "جمعيّة الشّبّان المسلمين بالقاهرة هي تقليد لجمعيات الشّباب المعروفة من قبل عند غيرنا في جانب وابتعاد عنها في أهمّ جانب من جوانب رسالتها؛ تقلّدها في ممارسة الرّياضة ولكنّها لا تقلّدها في جعل الرّياضة وسيلة من وسائل التّربية والإيمان، كما تفعل جمعيات الشّباب الأخرى. أمّا ما يُلقى فيها من محاضرات، أو يُعقد فيها من ندوات فينقص هذه وتلك عنصر الجديّة وحرارة الإيمان" (26) . وقد عَرضتُ هذا القول على حفيد السّيّد محب الدّين، فاعتبر أنّ هذا القول لا أساس لـه من الصّحّة وأنّ نشاط هذه الجمعيّة وأعمالها يشهد بغير ذلك (27) .

وفي الحقيقة وجدت أنّ الّذين سعوا لايجادها كانت لهم غاية أساسيّة وهي محاربة أو مواجهة الّتيار التّغريبي والتّبشيري الّذي انتشر في مصر والبلاد الإسلاميّة، وكتب محب الدين قائلاً: "كنت أنا وأحمد تيمور باشا، رحمه اللّه، والسّيّد محمد الخضر حسين حريصين على أن تكون هذه المؤسسة الأولى للإسلام في مصر قائمةً على تقوى من اللّه وإخلاص وكنّا حريصين على أن يتولّى إدارتها رجالٌ يعرفون كيف يصمدون لتيار الإلحاد الجارف، بعد أن استولى على أدوات الثّقافة والنّشر في العالم الإسلاميّ وفي مصر" (28) . لذلك فلا يعقل أن يتركوا هذه الجمعيّة تنحرف عن طريقها الّذي تأسست لأجله دون أن يتصرّفوا تجاه ذلك.

بالإضافة إلى هذا فإنّ هذه الجمعيّة كان لها نشاط كبير في البلاد الّتي كان لها فروع فيها حيث كانت تنشر المحاضرات وتُلقى فيها الكلمات الّتي تبيّن أغراض المبشّرين والتّغريبيين، وتحاول أن تكشف خططهم وتفنّد آراءهم وأفكارهم، أو تنبّه إلى أخطاء كانت تقع في المجتمع الإسلاميّ. وفيما بعد قال محب الدّين عنها: "بينما كانت الجمعيّات الإسلاميّة الأخرى تتحوّل بالتّدريج إلى أندية رياضيّة، كانت هذه النّواة تبشّر بأنّها الأمل الّذي كان يرجوه شيوخ الملّة..... يوم اجتمعوا في دار المطبعة السّلفيّة" (29) . فمن الظّلم إذاً بعد كلّ ما عرضناه من نشاطات هذه الجمعيّة أن نصفها بأنّها كانت نادياً رياضيّاً، أو أنّها كانت تنشغل بالحفلات عن عملها الأساسيّ. وإذا أراد البعض تحميلها أكثر من طاقتها في ذلك الوقت، فمعظم هؤلاء انتقدوا هذه الجمعيّة بعد فترة طويلة من تأسيسها، ولم يراعوا الظّروف الّتي كانت تحيط بها، وكأنّهم نسوا أنّ فكرتها كانت مبتكرة، ولم تكن ناضجة النّضوج المطلوب، لذلك فقد نظروا إليها عن بُعدٍ، ولم يدرسوها ضمن الإطار التّاريخيّ والمرحليّ الّذي كانت تمرّ فيه الأمّة.

ولئن وصفها البعض بما تقّدم، فإنّ آخرين قد اعتبروها جمعيّة مهمّةً قامت بنشاطات كبيرة وهامّة، وكان لها أثرها الواضح في تلك الأيام. فهذا المجاهد المعروف أحمد توفيق المدني (30) يصف هذه الجمعيّة قائلاً: " لا أعرف في مصر جماعة استطاعت أن تحي في قلوب الناشئة والكهول عاطفة الإيمان والتقوى والصلاح والإندفاع الإسلامي البنّاء كهذه الهيئة الصالحة" (31) .

"وقد أشار الدّكتور عبد الحميد سعيد (رئيس الجمعيّة) إلى أنّ جمعية الشبان المسلمين تكوّنت في ظلّ تحدي خطير، هو خطر التّبشير والجمعيّات الإلحاديّة والتّغريبيّة، وقال: رأينا الخطر المحدق بتلاميذنا وشبابنا وخفنا أن يستهدف شبابنا لما فيه من شرور، ورأت جماعتنا أنّ الملحدين وأنصارهم كثروا، وأنّ النّزعات اللّادينيّة والعاملين على نشر بذورها وتعميم أذاها قد كثروا، وأنّ وسائل تقويض أركان الفضيلة وبثّ جراثيم الرّذيلة قد اتسع نطاقها، وأنّ الجمعيّة جاءت لتردّ الأمور إلى أصولها" (32) .


جمعية الطلبة الجزائريين الزيتونيين

الشيخ المجاهد عبد الحميد بن باديس

كان جامع الزيتونة (33) منهل العلوم، تُشدّ إليه الرحال لطلب المعرفة. وكان يقوم فيه مجموعة من كبار العلماء الّذين أوقدوا شعلة الإصلاح في النفوس، فانطلقت إلى كل أرجاء المغرب العربي. فكان قاعدة للتحرّر والتحرير من خلال إعداد الزعامات الوطنية وترسيخ الوعي بالهوية العربية الإسلامية.

وكان الطلبة يفدون إليه من الجزائر طلباً للعلم والمعرفة، وقد تميّزت هجرات الطلاب العلميّة المبكّرة بأنها كانت نتيجة رغبة شخصيّة، أو مبادرة فردية. وتخرّج من هذا الجامع كثير من رجال الحركة الاصلاحيّة الجزائرية، وعلى رأسهم الشيخ المجاهد عبد الحميد بن باديس (34) ، الّذي عمل بعد عودته من تونس وحصوله على الشهادة العلمية، على تشجيع طلابه على السفر إلى هذا الجامع ومتابعة التحصيل العلمي فيه، بهدف إعادة الجسور الثقافية بين تونس والجزائر، والّتي سعى المستعمر بكل وسائله الخسيسة لهدمها (35) .

وهكذا بدأت الرحلات الجزائرية العلمية إلى الزيتونة، وكثر الطلاب الجزائريون هناك، وغدت الحاجة ملحة لتكوين تجمّع يلم شتاتهم، ويعتني بحاجاتهم، فكانت جمعيّة الطلبة الجزائريين الزيتونيين.

زار الشيخ محمد البشير الإبراهيمي (36) تونس في بداية الثلاثينات، واجتمع بالطلبة والعمال الجزائريين هناك، وحثّهم على رصّ صفوفهم، ورأى أنّ عدد الطلبة الجزائريين وقتها يربو عن المئتين، وهو عدد غير قليل، ويحتاج إلى تنظيم قانوني يكفل له حريّة العمل، ويمكّنه من جمع شتاته، وتوحيد كلمته، وقد حثّ الطلبة على إنشاء جمعيّة تجمعهم، وتوحّد كلمتهم، وتلبّي حاجاتهم، فتحمّس الطلبة لذلك أشدّ الحماس، إلا أنّ العمل في سبيل تحقيق هذه الغاية كان بطيئاً وسريّاً، خشية من السلطات الاستعمارية، الّتي كانت تمنع أي نشاط أو تجمّع يلوح في الأفق (37) .

وبعد سنتين استطاعت الجمعيّة أن تعلن نفسها، وذلك سنة 1934م، وعقد الطلبة اجتماعاً انتخبوا خلاله هيئة لجمعيتهم، واتخذوا اسماً لها وهو "جمعيّة الطلبة الزيتونيين الجزائريين"، واختاروا رئيساً لها تركها بعد أشهر قليلة، ثمّ خلفه آخر أكمل رئاستها حتى نهاية عام 1934م (38) . وأسندوا رئاستها الشرفية إلى الشيخ المختار بن محمود (39) . واستطاع أعضاؤها في وقت قصير التعريف بالجمعيّة وإشهارها (40) .

ومع حلول عام 1935 أُجريت في الجمعيّة انتخابات عامّة، تمّ على إثرها انتخاب الشيخ الشاذلي المكي (41) رئيساً، هذا الشيخ الّذي استطاع بجهوده المميزة أن يرتقي بالجمعيّة ارتقاءً كبيراً، واستمرّت رئاسته للجمعيّة أربع سنوات، نشطت الجمعيّة خلالها نشاطاً مهمّاً، ويمكننا عرض هذا النشاط بصورة مختصرة كما يلي (42) :

1- تمرين الطلاب على الخطابة والإرتجال، لسدّ حاجة الجزائر من الخطباء، الّذين لن تقتصر مهمّتهم على مجرد إلقاء الخطابات والمواعظ فقط، بل إنّهم سيكونون الساعين إلى ايقاظ الأمة من غفوتها، والمكافحين للضلالات المنتشرة بين الناس، والباعثين للنهضة المرجوّة، والمذكّرين بتاريخ الأمة وهويتها.
2- استقبال العلماء والخطباء، ورجال الجزائر الفضلاء، وعلى رأسهم الشيخ عبد الحميد بن باديس، الّذي زار الجمعيّة ثلاث مرات، فيما بين سنتي 19361937م، ألقى خلالها محاضرات بعثت الحميّة في النفوس.
3- إصدار أول نشريّة، تجسّم أعمال الجمعيّة، وتعرّف بنشاطاتها لدى القارئ في أرجاء المغرب العربي، وجعلت اسم هذه النشريّة " الثمرة الأولى"، وقد صدرت سنة 1937م في تونس. واشتملت هذه النشرة على ملف حافل بالدراسات الدينية، الّتي ألقيت على منبر الجمعيّة، عند الإحتفال بذكرى الهجرة النبوية لسنة 1936م، وتضمّن الملف مشاركة ثلّة من رجال الإصلاح والوطنية (43) ، من تونس والجزائر، بالإضافة إلى نشر كلمات لبعض الطلبة، وكان في ذلك تشجيعاً كبيراً لهم، حيث كانت كلماتهم جنباً إلى جنب مع كلمات أساتذتهم (44) .
4- نشرت الجمعيّة بياناً موجّهاً إلى الشعب الجزائري من خلال شخصية الداعية الشيخ الطيب العقبي (45) ، وذلك في 20 نوفمبر 1936م، في جريدة البصائر (46) ، طالب فيه الطلبة جمعيّة العلماء المسلمين (47) بأن تعيرهم التفاتاً وعناية، لأنّ الطلبة هم مادتها الأوليّة، وناصروها الأوفياء، وهم الّذين ينشرون مبادئها، ويرفعون لواءها عالياً. وبيّنوا في بيانهم هذا الأسس الّتي قامت عليها جمعيّتهم، ومنطلقاتها الوطنية، الساعية إلى نصرة الجزائر (48) .
5- كان للجمعيّة نشيد خاص، وضعه الشاعر محمد الأخضر السائحي (49) ، أحد أعضائها، وفيه من المعاني الجليلة ما يكشف عن أهدافها السامية، يقول فيه:
سندرأ بالسيف عنك العذاب
فمن للجزائر غير الشـباب

يتوق إلى العيش حرّاً مهاب

فإنّا بنــو الفاتحين الأول

لنا نهجوا إسـوة في العمل

غــداً يتحقق ذاك الأمل

ونـــرفع بالعلم منك العلم

يجـــاهد بالسيف أو بالقلم

يرى الحرب مستعراً كالسلم

بلادي وأشبال تلك الأسـود

سيرضيك منّا ويرضي الجدود

لديك وليـس غـد ببعيد (50)

ولكنّ الجمعيّة شهدت فترة ركود في نشاطها بسبب ظروف الحرب العالميّة الثانية، إلّا أنّها استأنفت نشاطها بعد الحرب، وذلك بمساعدة من جمعية العلماء، غير أنّ نشاطها في هذه الفترة اتخذ سمة أدبيّة، واستمرّت كذلك إلى أن جرت فيها انتخابات جديدة، أسفرت عن فوز الشيخ عبد الرحمن شيبان ((51) برئاسة الجمعيّة، وذلك في سنة 1946م، وفي عهده استطاعت الجمعيّة أن تحصل على مدرسة لاسكان الطلبة الجزائريين، ومقرّاً لهيئة الطلبة (52) .

ثمّ تغيّرت رئاسة الجمعيّة من جديد سنة 1947م، وخلال ذلك صدرت " الثمرة الثانيّة"، وكما في الثمرة الأولى فقد كتب بعض المفكرين والمصلحين فيها، وكان على رأسهم الزعيم مصالي الحاج (53) ، الّذي كتب مقدمة هذه الثمرة وكانت بعنوان "دور الشبيبة المثقفة في تكوين الحركة الوطنية بغربنا" (54) .

وقد كشفت هذه الثمرة عن تطور الوعي الطلابي، فالأحداث السياسية، والتطورات الدولية، جعلت الوعي العام يتنبّه إلى أمور كثيرة، وساهمت في تنمية الحس الثوري لدى الطلبة الجزائريين والشعب عامة. ونستطيع تلمّس ذلك من خلال الكلمات والمواضيع الّتي نُشرت في هذه النشريّة.

ولكّن الجمعية واجهت عقبات وصعوبات، وشهدت فترات من الركود والجمود والإنقسامات، وبسبب الظروف المحيطة، وبسبب كثرة عدد أعضائها، ظهر إلى الوجود نوع من الإنقسام واختلاف الآراء بين الطلبة، مما انعكس على نشاط الجمعية وتعاون أعضائها، ولم نجد للجمعيّة نشاطاً حقيقياً خلال هذه الفترة، سوى إصدارها لنشرية صغيرة، واستمّر الوضع هكذا حتى جاءت سنة 1957م، حيث جمّدت جبهة التحرير الوطني نشاط جميع الجمعيات والفروع الطلابيّة، وأعادت بعثها من جديد في شكل تنظيم يجمع كل الطلبة، ويرتفع بهم فوق الخلافات والنازعات (55) ، وهكذا انتهت جمعيّة الطلبة الزيتونيين الجزائريين، بعد أن رسمت صورة مشرقة للعمل الطلابي الجزائري، في فترة هامة من تاريخ الجزائر.


ملاحظات

من خلال عرضنا المختصر للجمعيتين ونشاطهما نستطيع أن نلاحظ ما يلي:

محب-الدين.gif
1- وجدنا أنّ جمعية الشبان المسلمين قامت بفكرة من السيد محب الدين الخطيب، وكذلك جمعية الطلبة الزيتونيين الجزائريين فقد قامت بتشجيع من الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، وهذا إن دلّ على شيء فإنّه يدلّ على ضرورة وجود الشخصيّة القياديّة، الّتي تستطيع تنظيم جهود الشباب المبعثرة، ورصّ صفوفهم المتفرقة. ويدلّ على قابليّة الشباب للعمل المفيد بشرط وجود القيادة الصالحة، فالشباب طاقة وقوّة، يمكن توجيهها إمّا إلى الخير أو الشرّ. وهذا يجعلنا نلاحظ أنّ الشباب لا يملكون روح المبادرة بأنفسهم، لعدة أسباب، أهمها نقص الخبرة، لذلك فإنّ الاهتمام بالشباب كفئة مهمة من فئات المجتمع أمر مهم جداً في أي محاولة للنهوض أو الإصلاح.
2- كلا الجمعيتين قامت من أجل غاية أساسية، وهي تجميع الشباب، وتنظيم جهودهم، للاستفادة منها في بناء المجتمع، ومحاربة كلّ ما يمسّ كيانه وهويته. وكلا الجمعيتين كانت تهدف إلى المحافظة على الشباب، وتلبية حاجاتهم، وتنمية وعيهم، وتبصيرهم بما يجري حولهم من أحداث وحوادث. فالشبان المسلمون هدفها مقاومة الإلحاد، والأفكار التغريبية الّتي تهدد كيان الأمة وشخصيّتها، وجمعيّة الطلبة الجزائريين وُجدت لتنظيم الطلبة، وتهيئتهم لمقاومة الإستعمار، الّذي كان يسعى بكلّ قواه لطمس هويّة الجزائر وفرنستها.
والشباب هم مادة النضال، وهم درع الأمة، وبناة مستقبلها، فإذا كانوا مؤمنين بها، معتّزين بهويتها، فسيكون الوطن محصّناً ضدّ أي خطر يهدد كيانه وشخصيته، فلا يجوز إهمالهم، أو إهمال حاجاتهم، أو عدم الإلتفات إليهم، وتوعيتهم التوعية الصحيحة، وإلا فإنهم سيصبحون مصدر فوضى في المجتمع.
3- عانت الجمعيتان من ظروف صعبة، بسبب نقص التمويل المالي، مما انعكس على نشاطاتهما بشكل عام، وإن كان بعض الكتّاب قد انتقد جمعيّة الشبان، واتهمها بأنها تحولت إلى نادٍ رياضي، فإنّ هذه النشاطات كانت تساهم في ايجاد دخل مادي للجمعيّة. وكذلك بالنسبة لجمعيّة الطلبة الجزائريين الزيتونيين، حيث قام الطلاب بتمثيل بعض المسرحيات (56) من أجل تمويل الجمعية، لمساعدتها من أجل القيام بمهمتها الّتي قامت لأجلها.
4- نلاحظ أن العمل الإجتماعي عامة، والطلابي خاصّة، كان يتم بمبادرات شخصية وليس برعاية حكوميّة، ولا يمكن أن نصف هذا بالجيد أو بالسيء، فهو من جهة يدلّ على نشاط المجتمع المدني، ومن جهة أخرى يجعل هذه الجمعيات عرضة لمصاعب كثيرة، وهذا ما حدث للجمعيتين. وكما نلاحظ فإن الإشراف الحكومي غالباً ما يحوّل مثل هذه الجمعيات والنشاطات إلى مجرد واجهات لا فائدة منها، بسبب سيطرة المحسوبيات، وتدخل السياسة.
5- جمعية الشبان المسلمين كانت أوسع وأكثر نشاطاً من جمعيّة الطلبة، وهذا يعود إلى الظروف العامة، فظروف مصر على صعوبتها في تلك الفترة، تختلف اختلافاً كبيراً عن ظروف الجزائر، الّذي كان يواجه خطراً كبيراً، وعدواً شرساً، حارب كلّ نشاط، وضيّق على كلّ بادرة للعمل الناهض، ولكنّ جمعيّة الطلبة الجزائريين استطاعت أن تصمد رغم كلّ الظروف الصعبة الّتي مرّت بها، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على روح النضال والمقاومة الجزائرية الّتي قهرت الاستعمار الفرنسي الشرس.
6- هناك ملاحظة عامة نجدها عند دراستنا لمثل هذه النشاطات، سواء كانت جمعيات أو أحزاب، وهي مسألة التفرق والانشقاق. ففي جمعية الطلبة الزيتونيين وجدنا أن نشاط الجمعية قد تأثر تأثراً كبيراً بتغير قناعات أعضائها، فقد وجدنا كيف دخل الإنقسام وعدم الإنسجام بين الأعضاء عندما تعددت توجهاتهم، على الرغم من وجود الأهداف المشتركة، والغايات الواحدة، وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على عدم تقبل الإختلاف، وعدم تقبل الرأي الآخر، حتى لو كانت الغاية واحدة. وما تعدد الأسماء، وكثرة الإنشقاقات والإنقسامات في الأحزاب والجماعات إلا مظهر سيء لهذا الأمر. مع ما يؤدي إليه من تفرّق، وضياع للجهود، وغياب للتنسيق المثمر، حتى على مستوى الجماعة نفسها.
7- والملاحظة الأهم هي غياب التخطيط، والإرتجال في الأفعال، الّذي يرافق معظم الأعمال الّتي قامت وتقوم في مجتمعاتنا، مما يجعل مثل هذه النشاطات محدودة الفعالية والفائدة. فعندما قامت جمعية الشبان قامت لمحاربة الإلحاد، ولكن كيف حاربته؟ هل كانت تسير وفق خطة واضحة؟ أو وفق تصوّر معين؟ صحيح أن التجريب مهم جداً، ولكننا لا نجد مراجعات ودراسات تقييم للأداء من أجل تحسين العمل وتجاوز الأخطاء، وهذا الأمر نجده في مجتمعاتنا في كل المجالات تقريباً، وليس في مجال العمل الطلابي فقط، وبعبارة قصيرة نحن أمة لا تعتبر من التجارب مع أنّ القرآن الكريم الّذي هو دستور حياتنا كأمة مسلمة مليء بالآيات الّتي تدعو للنظر والإعتبار ومراجعة الذات، ولكن للأسف فإننا لا نجد هذا مطبّقاً بيننا.
وأخيراً، فإننا ومن خلال هذه الدراسة البسيطة يمكن أن نؤكّد على ضرورة العمل المدني، وضرورة استثمار الطاقات الموجودة بين الشباب بما يعود على أمتنا بالخير، وضرورة تمكين الشباب من التعبير عن أنفسهم، وتعويدهم على العمل الجماعي المنظّم المثمر، البعيد عن المشاحنات والإنقسامات، وبمعنى آخر تنمية روح التعاون بينهم لتحيق الأهداف المشتركة، مع احترام الرأي المخالف.


الهوامش

(1) محب الدين الخطيب،(1303 - 1389 / 1886 - 1969) كاتب، محقق، صحفي. عمل في تحرير المؤيد، واشتغل في الأهرام، ورأس تحرير مجلة الأزهر، وحرر في جريدة القبلة، وتولى إدارة جريدة العاصمة. شارك في الثورة العربية الكبرى، وفي اللجنة الوطنية العليا. استقر في مصر، وأصدر مجلتيه الزهراء و الفتح وكان من أوائل مؤسسي جمعية الشبان المسلمين. وأنشأ المطبعة السلفية ومكتبتها، فأشرف على نشر عدد كبير من كتب التراث وغيرها. من مؤلفاته: "تاريخ مدينة الزهراء بالأندلس" و "الأزهر، ماضيه وحاضره " و "الرعيل الأول" و "الحديقة" وغيرها؛ انظر، محمّد مطيع الحافظ ونزار أباظة، تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري، دمشق، دار الفكر، 1406 / 1986، 2، 847وما بعدها.

(2) أحمد تيمور باشا: (1288 ـ 1348/ 1871 ـ 1930) أصله من الموصل، درس مبادئ العربيّة والفرنسيّة والتّركيّة والفارسيّة، ولازم الشّيخ طاهر الجزائري ثلاث عشرة سنة، ترك في خزانته ثلاثة عشر ألف مجلّد نصفها مخطوط. كان عضواً في المجمع العلمي بدمشق والقاهرة، من كتبه معجم الألفاظ العاميّة المصريّة، وتصحيح أغلاط لسان العرب، وغيرها؛ انظر، محمّد كرد علي، المعاصرون، بيروت، دار صادر، ط2، 1413/ 1993، 37.

(3) عبد الرحمن قراعة: (1863 ـ 1939) مفتي الدّيار المصريّة عام 1921م، من مواليد أسيوط، عمل بالتّدريس في الأزهر، ثمّ عُيّن مفتياً بمديريّة سوهاج، وقاضياً بأسوان، ورئيساً لمحكمةبني سويف، وعضواً بالمحكمة الشّرعيّة العليا، وعضواً بجماعة كبار العلماء؛ انظر، مصطفى نجيب، أعلام مصر في القرن العشرين، القاهرة، وكالة أنباء الشّرق الأوسط، 1996، 301.

(4) محمد الخضر حسين: (1293 ـ 1377/ 1876 ـ 1958) عالم إسلامي، باحث أديب، تولّى مشيخة الأزهر، انتقل من تونس قاصداً بلاد الشّام ودرّس في الجامع الأمويّ. سُجن في عهد جمال باشا، وترك دمشق بعد دخول الفرنسيين واستقرّ في مصر هارباً من حكم الإعدام الّذي أصدره الفرنسيون عليه. أسس جمعيّة الهداية الإسلاميّة، وتولّى تحرير مجلّة نور الإسلام، ولواء الإسلام، ترك كتباً كثيرة، منها: نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم، ونقض كتاب في الشّعر الجاهلي، ودراسات في العربيّة وتاريخها، وغيرها؛ انظر، عبد الله العقيل، من أعلام الحركة والدّعوة الإسلاميّة المعاصرة، حولي، الكويت، مكتبة المنار الإسلاميّة، 1422 / 2001، 633.

(5) علي جلال الحسيني، من القضاة المشتغلين بالعلم والأدب والشّعر والتّاريخ، تخرّج بمدرسة الحقوق، وولي مناصب في القضاء. من تصانيفه: محاسن آثار الأوّلين فيما للنساء وما عليهن في قوانين قدماء المصريين. توفّي 1351 / 1932؛ انظر ، عمر رضا كحّالة، معجم المؤلّفين، بيروت، دار إحياء التّراث العربيّ، د.ت، 7، 53.

(6) ومن هؤلاء الشّباب: محمود محمد شاكر، عبد المنعم خلاف، عبد السّلام هارون، محمود الخضيري، كمال اللبان، عبد الفتاح كرشاه، وغيرهم.

(7) محب الدين الخطيب: "ذكريات شاهد عيان"، في الفتح، 861 (ذو القعدة ، 1367)، 265.

(8) محب الدين الخطيب: حياته بقلمه، دمشق، مطبوعات جمعيّة التّمدن الإسلاميّ، 1399/ 1979، 76 ـ 77.

(9) محمد محمد حسين: الإتجاهات الوطنيّة في الأدب المعاصر، بيروت، دار النّهضة العربيّة، ط3، 1392/ 1972، 2، 323.

(10) وقد ذكر محب الدّين أنّ عبد الحميد سعيد درس في المدرسة التّوفيقيّة في القاهرة، وانتقل إلى باريس ليتعلّم الحقوق في جامعتها، والتحق بوزارة الحربيّة، وكان من أعضاء مجلس النّوّاب في مصر؛ انظر محب الدين الخطيب، حياته بقلمه، 80؛ ومحب الدين الخطيب، " عبد الحميد سعيد " في الفتح، 551 (ربيع الأوّل، 1365)، 20.

(11) عبد العزيز جاويش: ولد في [الإسكندرية] 1876م، طلب العلم في الأزهر، ثمّ انتقل إلى دار العلوم، عمل مدرّساً في جامعة اكسفورد للّغة العربيّة، رئس تحرير جريدة اللّواء، والهداية، والهلال العثمّاني، والعالم الإسلاميّ، وكان لـه نشاطات كثيرة لخدمة الإسلام، توفّي في القاهرة سنة 1929م؛ انظر، مصطفى نجيب، "أعلام مصر في القرن العشرين"، 305.

(12) محب الدين الخطيب: باب أنباء اجتماعيّة، في الزّهراء، 4 (جمادى الثّانية، 1346)، 253. وكان مجلس الإدارة يتألّف من الأعضاء: محمد الخضر حسين، وأحمد إبراهيم، وأحمد الغمراوي، ويحيى الدرديري، وعلي مظهر، ومحمود علي فضلي، ومحمد الهيهاوي، وعلي شوقي.

(13) قام السّيّد محب الدّين بنشر ما يتعلّق بالجمعيّة في مجلّة الزّهراء والفتح، وذلك في أعداد كثيرة ومتنوّعة، وكان ينشر أخبارها باستمرار. وانظر، محمّد صالح ناصر، " مختارات من صحف أبي اليقظان جريدة وادي ميزاب، جمعيّة الشّبان المسلمين بمصر "، الجزائر، مكتبة الرّيام، 1424/2004، 96. وقد نشرت هذه المقالة في جريدة وادي ميزاب، 69، ( 18، 8، 1346/ 10 ، 2 ، 1928).

(14) مصطفى صادق الرافعي: أديب كاتب وشاعر، أصله من طرابلس الشّام، ولد في القليوبية 1297 / 1880، عيّن كاتباً في محكمة طنطا الأهليّة، وأصيب بصمم، من آثاره ديوان شعر، وتاريخ آداب العرب، واعجاز القرآن؛ انظر، عمر رضا كحّالة، معجم المؤلفين، 12، 256.

(15) أنور عبد الهادي أبو طه، حركة الجهاد الإسلاميّ في فلسطين الأصول، الأيدلوجيا، التّحوّلات، رسالة لنيل دبلوم دراسات عليا، 1999، 13. وقد ذكر الكاتب أنّ الجمعيّة كان لها نشاط هامّ في فلسطين، وفي مؤتمر الجمعيّة السّنوي الثّاني في يافا المنعقد في أيّار (مايو) 1929م اتّخذ المؤتمرون قرارات ذات أبعاد سياسيّة كتشجيع الصّناعة الوطنيّة. وتعزز دور الجمعيّة الوطني مع هبّة البراق سنة 1929م، حيث ساهمت في تعبئة المشاعر الإسلاميّة ضد المؤامرة اليهوديّة واتسع دورها الوطني بالتّدريج وأخذت تتحدث في صيف 1931م عن التّأكيد على انّ القوّة المسلّحة هي الّتي تحقق أهداف العرب في فلسطين، ودعت الى سياسة عدم دفع الضّرائب للحكومة.

(16) بيان نويهض الحوت: القيادات والمؤسسات السّياسيّة في فلسطين 1917 ـ 1948م، بيروت، مؤسسة الدّراسات الفلسطنيّة، ط3، 1986، 188.

(17) أنور الجندي: يقظة الفكر العربيّ: حركة اليقظة في مواجهة التغريب (مرحلة ما بين الحربين)، القاهرة، مطبعة زهران، 1970، 67.

(18) المصدر نفسه، 69.

(19) بيان نويهض الحوت: القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917-1948م، 272.

(20) محمد محمد حسين: الإتجاهات الوطنيّة في الأدب المعاصر، 129.

(21) أنور الجندي: يقظة الفكر العربيّ، 68.

(22) المصدر نفسه، 66.

(23) يحيى الدرديري فاضل مصري، من مؤسسي جمعية الشبان المسلمين وتولّى رئاسة الاتحاد التّعاونيّ العام، وتوفّي في القاهرة سنة 1375/1956؛ انظر، عمر رضا كحّالة، معجم المؤلّفين، 13، 183.

(24) محمد محمد حسين: الإتجاهات الوطنيّة في الأدب المعاصر، 323.

(25) علي الطنطاوي: ولد في دمشق عام 1327/1909م، تخرّج من كليّة الحقوق والآداب، تدرّج في الوظائف التّعليميّة والقضائيّة، غادر إلى السعودية وحصل على جنسيّها، ودرّس في جامعاتها، له مؤلّفات كثيرة، منها: أبو بكر الصّديق، وذكريات علي الطّنطاوي، وحلم في نجد، وغيرها. توفّي في 4 ربيع الأول 1420/ 18 حزيران 1999؛ انظر ، عبد الغني العطري، عبقريات وأعلام، دمشق، دار البشائر، 1417/ 1996، 281.

(26) ذكر السّيّد علي الطنطاوي في مذكّراته أنّ" جمعية الشبان المسلمين لم تكن تجديداً في فهم الإسلام، ولم يكن لها عمل جديّ في الدّعوة إليه، ولا كانت تصحيحاً لمعتقدات العوام، ولا محاربة لبدعٍ كانوا يتوهّمون أنّها من الإسلام، وإنّما كانت تنظيماً ظاهريّاً فقط، ولعل اشتغال أعضائها بالرّياضة وإقامة الحفلات كان أكثر من اشتغالهم بالعلم والمعرفة"؛ انظر علي الطنطاوي، ذكريات علي الطنطاوي، جدّة، دار المنارة، 1405 / 1985، 1، 261. وقد كرر هذا السّيّد عبد الغني الطّنطاوي في مقابلتي معه. وكما هو معلوم فإن السّيّدان علي وعبد الغني هم أولاد أخت السّيّد محب الدين الخطيب؛ وانظر، محمّد البهي، الفكر الإسلاميّ وصلته بالاستعمار الغربي، القاهرة، مكتبة وهبة، ط12، 1411 / 1991، 419.

(27) من رسالة لؤي الخطيب الّتي أرسلها لي ردّاً على أسئلتي لـه، والّتي تحمل تاريخ 10 رمضان 1423/ 14 تشرين الثّاني 2002م.

(28) محب الدين الخطيب،محمد محمد حسين، الإتجاهات الوطنيّة في الأدب المعاصر، 324.

(29) محب الدين الخطيب، " ذكريات شاهد عيان "، في الفتح، 861 (ذو القعدة، 1367)، 265.

(30) أحمد توفيق المدني: ولد بتونس، وتخرّج من جامع الزيتونة. ذو ثقافة واسعة بالعربية والفرنسية، ومن أبرز أعضاء جمعية العلماء، شغل عدة مناصب سياسية قبل وبعد الاستقلال. من أشهر كتبه: كتاب الجزائر، والمسلمون في جزيرة صقلية، وحياة كفاح، وغيرها؛ انظر، مجموعة مؤلفين، الموسوعة الصحفية العربية، تونس، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1995، 4، 85.

(31) أحمد توفيق المدني: حياة كفاح، الجزائر، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، 1982، 3، 147.

(32) أنور الجندي: يقظة الفكر العربيّ، 67.

(33) جامع الزّيتونة، جامع شهير في تونس، بني نحو 732م، وجدّد بناءه بنو الأغلب نحو 840م؛ انظر، مجموعة مؤلّفين، المنجد في الأعلام، بيروت، دار الشّرق، ط23، 1421/ 2001، 282.

(34) عبد الحميد بن باديس، رئيس جمعيّة العلماء المسلمين في الجزائر منذ قيامها سنة 1931م حتّى وفاته. ولد في قسنطينة عام 1308/ 1889، وتعلم بمسقط رأسه، ثمّ في جامع الزّيتونة بتونس، عاد إلى بلده ودرّس بالجامع الكبير، أصدر جريدة المنتقد، والشّهاب، وأصدر الشريعة والسنّة المحمّديّة والصّراط، أمضى حياته عاملاً لخدمة بلده، وسعى لنشر العلم، وقامت جمعيته بافتتاح كثير من المدارس في كل أنحاء الجزائر، توفّي بقسنطينة عام 1359/ 1940م؛ انظر، عادل نويهض، معجم أعلام الجزائر، بيروت، مؤسسة نويهض الثّقافيّة، ط2، 1400/ 1980، 28.

(35) محمد صالح الجابري، النشاط العلمي والفكري للمهاجرين الجزائريين بتونس، الجزائر، الدار العربية للكتاب، 1983، 36. وانظر، أحمد الخطيب، جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأثرها الإصلاحي في الجزائر، الجزائر، المؤسسة الوطنية للكتاب، 1985م، 217وما بعدها.

(36) محمد البشير الابراهيمي، من كبار العلماء والمجاهدين، ولد في بلدة سطيف عام 1306هـ، وبها نشأ وتعلم، رحل إلى المشرق وأقام في المدينة المنورة ودمشق، عاد إلى الجزائر عام 1921م، وكان من مؤسسي جمعية العلماء الجزائريين، وتولى رئاستها خلفاً للشيخ ابن باديس، وبسبب نشاطه أُبعد إلى صحراء وهران عام 1940م، وبقي في المعتقل إلى سنة 1943م، وسجن مرة أخرى عام 1945م، ساهم في نشر العلم عن طريق افتتاح المدارس، وساند الثورة الجزائرية، ترك شعراً كثيراً، ومن مؤلفاته: عيون البصائر، وشعب الايمان، والثلاثة، وغيرها، توفي رحمه الله وهو رهن الإقامة الجبرية في الجزائر عام 1965م، انظر، عبد الله العقيل، من أعلام الحركة والدعوة الإعلامية المعاصرة، الكويت، مكتبة المنار الإسلاميّة، 1422/2001، 83 وما بعدها.

(37) محمد صالح الجابري، النشاط العلمي والفكري للمهاجرين الجزائريين بتونس، 102- 103.

(38) كان رئيسها الأول هو المهدي البجائي، وخلفه عبد المجيد حيرش؛ المصدر نفسه، 104.

(39) المختار بن محمود، ولد سنة 1909م، وهو من كبار علماء جامع الزيتونة، عُرف بصلاته الوطيبدة مع رموز الحركة الإصلاحيّة الجزائرية، توفي سنة 1976م؛ انظر، المصدر نفسه، 104.

(40) المصدر نفسه، 104.

(41) الشاذلي المكي، داعية مجاهد، ولد بمدينة سيدي ناجي بولاية تبسة الجزائرية، انضم إلى جبهة التحرير الوطني فكان عضواً بارزاً فيها، وشارك بتمثيلها في مؤتمر باندونغ عام 1955م، عمل بعد الإستقلال في التعليم، ثمّ عيّن مدير الشؤون الدينية، توفي سنة 1988م؛ انظر، نزار أباظة ومحمد رياض المالح، إتمام الأعلام، دمشق، دار الفكر، 1999م، 184.

(42) محمد صالح الجابري، النشاط العلمي والفكري للمهاجرين الجزائريين بتونس، 105 وما بعدها.

(43) من هؤلاء الأفاضل: الشيخ ابن باديس الّذي أرسل كلمة عن معاني الهجرة، وربط المناسبة بالواقع المعاصر، فحثّ الطلبة على العمل للوصول إلى مكة الجديدة بمعنى انقاذ الجزائر. ومن الّذين أرسلوا كلماتهم، الشيخ أبو يعلى الزواوي، وكان مقاله بعنوان (حول الهجرة)، والشيخ علي رحومة بمقال عنوانه ( أثر الهجرة في الإسلام). ومنهم الشيخ محمد الصادق بسيس بمقاله (ذكرى هجرة منقذ الكون وسر الوجود)، والشاعر عبد الله الزريبي بقصيدته (ذكرى الهجرة)، ولم يتمكّن الشيخ مبارك الميلي والشاعر مفدي زكرياء من المشاركة فأرسلا رسالة اعتذار؛ انظر، المصدر نفسه، 109 وما بعدها.

(44) ومن هؤلاء الطلبة: الأخضر السائحي، وعثمان الصائغي، ومحمد الشبوكي، ومصطفى الجيجلي وآخرون؛ المصدر نفسه، 117.

(45) الطيب العقبي، عالم إصلاحي، ولد في بلدة سيدي عقبة سنة 1307/ 1890، نشأ في المدينة المنوّرة، ودرّس في الحرم النبوي، نفي إلى تركيا بتهمة المشاركة في الثورة العربية الكبرى، عاد إلى مكّة سنة 1919م، تولّى رئاسة تحرير جريدة القبلة، ثمّ عاد إلى الجزائر، وأصدر جريدة الإصلاح، ورأس تحرير جريدة البصائر، وشارك في تأسيس جمعيّة العلماء المسلمين، توفّي سنة 1379/1960؛ انظر، عادل نويهض، معجم أعلام الجزائر، 238.

(46) البصائر، صدرت في الجزائرفي 12/5/1935م، وهي الصحيفة الرابعة الّتي أصدرتها جمعية العلماء، وقد اهتمّت بالمواضيع الإجتماعية والدينية والسياسية والأدبية من وجهة نظر إسلاميّة، وكان رئيس تحريرها الشيخ الطيب العقبي، حتى سنة 1939 حيث توقّفت، ثم عادت للظهور سنة 1947م، وتطورت برئاسة الشيخ البشير الابراهيمي تطوراً كبيراً حتى سنة 1956، وهي تعتبر من أهم الصحف الجزائرية مضموناً وشكلاً؛ انظر، مجموعة مؤلفين، الموسوعة الصحفية العربية، 80.

(47) جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أنشئت في 16 ذي الحجة 1350/5 من مايو 1931م، بجهود مجموعة من العلماء، وفي مقدمتهم الشيخ عبد الحميد بن باديس رئيسها، ونائبه الشيخ البشير الإبراهيمي. وكانت تهدف إلى تطهير الإسلام من البدع والخرافات، وإحياء الثقافة العربية، واستقلال الجزائر،. أسست عدداً من المدارس والمساجد والنوادي في أهم المدن والقرى الجزائرية التي وصلت إليها دعوتها. وامتد نشاطها إلى فرنسا بقيادة الشيخ الفضيل الورتلاني ومن معه من العلماء للعناية بأبناء الجالية الجزائرية في فرنسا. تعرضت الجمعية لصعوبات كثيرة بسبب محاربة المستعمر لها وتضيقه على علمائها، لكنها نجحت في تكوين أجيال جزائرية تؤمن بعروبتها وإسلامها وتحافظ على هويتها وانتمائها إلى عالمها العربي والإسلامي؛ انظر، عبد الله العقيل، من أعلام الحركة والدعوة الإعلاميّة المعاصرة، 159و 167.

(48) محمد صالح الجابري، النشاط العلمي والفكري للمهاجرين الجزائريين بتونس، 121.

(49) محمد الأخضر السائحي، ولد في أكتوبر 1918 بقرية العلية، بولاية ورقلة، تتلمذ على الشيخ البيوض مدة سنتين. وتوجه إلى الزيتونة سنة 1939، وعاد إلى بلده بعدها فأسس جمعية الأمل للفن والتمثيل و فوج للكشافة و مدرسة الفلاح ومدرسة النجاح. مارس التعليم لبعض الوقت بمدينة باتنة، ثم انتقل إلى العاصمة في 1952، والتحق بالإذاعة إلى جانب مزاولته مهنة التدريس. خلف عدداً من المؤلفات منها «همسات وصرخات» و«جمر ورماد» و«ألوان بلا تلوين» وعرف كتابه للنكت «ألوان بلا تلوين» رواجا كبيراً، كما ترك السائحي ديواناً للأطفال، وكتاب إسلاميات، وكان ضمن الأعضاء المؤسسين لاتحاد الكتاب الجزائريين سنة 1964. وشغل منصب الأمين العام المساعد في الهيئة الثالثة ؛ في الرياض اليومية، أبو النكتة في الثقافة الجزائرية، الشاعر محمد الأخضر السائحي في ذمة الله، 13536 ( السبت 10 جمادى الآخرة 1426/ 16 يوليو 2005).

(50) محمد صالح الجابري، النشاط العلمي والفكري للمهاجرين الجزائريين بتونس، 122.

(51) عبد الرحمن شيبان، ولد في قرية الشرفة التابعة لولاية البويرة بمنطقة القبائل الكبرى عام 1918 م، تعلم في مسقط رأسه ، وتتلمذ على يد الشيخ عبد الحميد بن باديس، و استكمل دراسته في جامع الزيتونة. ولما عاد إلى الجزائر انخرط في مهنة التعليم بمعهد الشيخ عبد الحميد بن باديس ولما اندلعت الثورة التحريرية في الجزائر سنة 1954 م التحق بها وأصبح عضوا في المجلس التأسيسي (أول برلمان جزائري) وفيه شارك في اللجان التي عكفت على صياغة الدستور الجزائري. بعد ذلك اختير ليشغل منصب المفتش العام للتربية الوطنية قبل أن يعين وزيرا للشؤون الدينية. وهو اليوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين؛ مأخوذ عن موقع الشهاب

(52) محمد صالح الجابري، النشاط العلمي والفكري للمهاجرين الجزائريين بتونس، 124.

(53) مصالي الحاج، زعيم شعبي، من أبرز رجال السياسة، ولد بتلمسان عام 1316/ 1898م، التحق بالجيش، وانضم إلى الحزب الشيوعي، أنشأ حزب نجم شمال إفريقيا سنة 1926م في باريس، اتصل بالأمير شكيب أرسلان فأثّر عليه وجعله يزيد اتصاله بحركة الاصلاح الإسلامية في الجزائر، وبعد أن حلت فرنسا حزبه أنشأ حزب الشعب 1937م، سجن عدة مرات ونفي إلى برازافيل، أنشأ حزب حركة الانتصار للحريات الديمقراطية، نُقل إلى فرنسا وفُرضت عليه الإقامة الجبرية، توفي في باريس بعد عام 1973م؛ انظر، عادل نويهض، معجم أعلام الجزائر، 305.

(54) لقد تناول معظم المساهمين في هذه النشريّة قضيّة الجزائر ومحنتها، واستعداد أبنائها للنضال والتضحية في سبيل استقلالها، ومن الّذين ساهموا في هذه الثمرة: محمّد مزارقة وكان رئيس الجمعيّة في ذلك الوقت، والطاهر ابراهمية، وثابت الأزهري، وغيرهم؛ انظر،محمد صالح الجابري، النشاط العلمي والفكري للمهاجرين الجزائريين بتونس، 125.

(55) المصدر نفسه، 138.

(56) المصدر نفسه، 137.



أقرأ-أيضًا.png
الإخوان المسلمون وعلاقتهم بجمعية الشبان المسلمين

.