خيار المقاومة الإستراتيجي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٣:١٨، ١٢ يونيو ٢٠١٢ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (←‏مقدمة)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مقالة-مراجعة.gif
خيار المقاومة الإستراتيجي

رسالة من محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين

مقدمة

رسائل.gif

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، النبي الأمي الأمين، وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.. وبعد!!

فلا يستطيع عاقلٌ أن يختلفَ مع قول الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى: "إن عملية السلام قد ماتت" ولَئِن كان هذا الاعتراف قد جاء متأخرًا إلا أن الجميع يلتفُّ حولَه، فالكل يوقن أن العدوَّ لا يسعى لسلام، وأن مصَّاصَ الدماء لن يستحيل يومًا حملاً وديعًا تضع يديك في يده دون أن تلوِّثها- على الأقل- دماء ضحاياه من بني جلدتك.

ماتت عملية السلام التي هَرولت خلفَها الأنظمةُ سنواتٍ عديدة، وصار واجبًا على تلك الأنظمة أن تقدم اعتذارًا رسميًّا للشعوب التي عاشت تنتظر أن تَجني ثمارَ وهْم السلام الرسمي ﴿كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ (النور: من الآية 39) فما جنت إلا الفوضى والاحتلال لبعض أجزاء أمة الجسد الواحد، والتفكك والعزلة والديون لباقي أجزائها، وما قدمت إلا تطبيعًا حملت أجندته ثقافة الاستسلام تجاه العدو، والاستبداد علينا نحن الشعوب، حتى استحالت أوطاننا نهبًا لمُصَدِّري أوبئة الأخلاق والمزروعات والسياسات، ومرتعًا لزارعي الديكتاتورية وحائكي الدساتير وسدنة الطغيان ﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمْ الْعَدُو فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ (المنافقون: 4).

ماتت عملية السلام وصار لزامًا على ولاة الأمر في كل الأقطار العربية والإسلامية أن ينقِّبوا في قواميسهم عن مصطلحاتٍ جديدةٍ تُعيد القضية إلى ساحتها الأولى.. حظيرتها الرئيسة ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾ (المائدة: من الآية 82)، وتؤكد على طبيعة المرحلة القادمة للكيان الصهيوني بمباركة الإدارة الأمريكية- الراعي الرسمي للسياسيات والممارسات الصهيونية في المنطقة العربية- والملامح قديمة، والمناهج محفوظة، والجديد هو تكنولوجيا التطبيق التي لا تختلف في نتائجها ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ (المائدة: من الآية 64) إنها الآية الربانية التي صاغَها القرآنُ قبل أربعة عشر قرنًا وجسَّدتها تصريحات وزير الأمن الداخلي الصهيوني "آفي ديختر" لشبكة "فوكس نيوز"؛ حيث أكد "أنَّ إسرائيل سوف تُثِير الجحيم في لبنان، وعندما يُثار ذلك الجحيم ستصبح الحدود (الإسرائيلية- اللبنانية) جنَّة"!!

ماتت عملية السلام وماتت معها الشرعية الدولية، وانتحرت المنظمات الأممية، وسقطت كل أوراق التوت التي كانت تستر عورة المجتمع العالمي ونظامه الجديد، فلم يَعُد هناك مكانٌ لقواعد أو قوانين أو أعراف، طالما أنَّ الجاني يرفع النجمة السداسية علَمًا، وطالما أن الدم المسفوح هو دم عربي مسلم، وإلا فأين اتفاقيات جنيف الأربع لحقوق الإنسان؟!

وأين واقع الوحشية الصهيونية من نصوص هذه الاتفاقيات التي تؤكد مسئولية السلطات العسكرية عن أرواح وسلامة المدنيين في أماكن القتال، ومسئولية قوات الاحتلال عن سلامة المنشآت في المناطق التي تدور فيها العملياتُ العسكرية، وخاصةً المدارس والمستشفيات، والملاجئ الآمنة، والمسئولية القانونية اللازمة على قوات الاحتلال في الحفاظ على أرواح اللاجئين والنازحين؛ نتيجةً للعمليات العدائية، وكذلك سلامة الجرحى، وتسهيل وصولهم إلى الأماكن الآمنة ومناطق العلاج ومنشآته؟!

فلتُجب العدالة الأمريكية العوراء، ولْيتحدث الميزان الغربي الأخرق، أم أنَّ دعاوى الإنسانية الحديثة تستثني العرب والمسلمين من قوانينها؟! ﴿كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاً وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ* اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاً وَلا ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ﴾ (التوبة: 8- 10).

ماتت عملية السلام وأمسى التخلف والجاهلية هما الدستور، وصار الحديث عن جرائم الحرب مجرد إجراء مَتحَفيّ يتم استدعاؤه أو استحضاره كلما دعَت الحاجة لمسوِّغٍ لمطاردة مَن تسري في عروقه الدماء العربية أو مَن يحمل كلمةَ مسلم في خانة الديانة بهويته.

أما في الحالة الصهيونية فالوضع مغاير، فلا يمكن أن يرى العالم في استهداف الطائرات الحربية الصهيونية حافلةً تحمل نازحي بلدة "مروحين" بلبنان قبل انتهاء المُهلَة التي حدَّدها الصهاينة أيةَ غضاضة تسري لها القشعريرة في البَدَن الدولي المتحضِّر.. أضف إلى ذلك جرائم الغارات الصهيونية التي طالت مناطق عيترون وعيتا الجبل وكفر شوبا والنبطية في الجنوب اللبناني وغيره، وكلها في نظر شريعة الغاب الأمريكية إجراءاتٌ احترازيةٌ طبيعيةٌ، يجب أن تتخذها الربيبة الصهيونية ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ (المائدة: 50).

ماتت عملية السلام وانقسم الخلقُ إزاءَها إلى فريقين: أولهما حكامُ يسيرون في جنازتها، ودموع مآقيهم تفضح عجزًا عن تقرير المصير بعد خيار إستراتيجي كان يمنِّيهم بالبقاء في كرسي يهتف ليل نهار "لو دام لغيرك لما وصل إليك"، وثانيهما شعوب أيقنت أن الجنازةَ زائفةٌ، وأن الشرف لا تدفنه تصريحاتٌ ولا يُذهِب بريق الذهب انفجاراتُ الدانات، بل يزداد تألقًا وجلاءً، فأعطى الجنازة ظهرَه وولَّى وجهَه شطرَ ساحِ المقاومة حسبه قول الحق: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ* الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج: 39- 40).

فيا منظمات العالم

من الأشرف لمسئوليك أن يبحثوا لهم عن عملٍ آخر بدلاً من اللهاث خلف الإمبراطور الأمريكي ورغباته، فالتاريخ لا يرحم الأذنابَ، كما أنه لا يغفل الرؤوس، وستشهد صفحاتُ التاريخ على أن كائنات تدَّعي الإنسانيةَ اجتمعَت تحت سقف مجلس الأمن لتستصدر قرارًا يُدين كوريا الشمالية ويفرض عليها عقوباتٍ بعدما أطلقت سلطات بيونج يانج صواريخها المتوسطة وبعيدة المدى إلى البحر، وفي الوقت نفسه فشل ذات المجتمعون- بفضل الدور الأمريكي- في استصدار قرارٍ يدين الكيان الصهيوني رغْم أن صواريخه لا توجَّه إلى البحر وإنما إلى صدور الأطفال والنساء والشيوخ والمساجد والكنائس ومحطات المياه والكهرباء.

تنحَّوا يا أعضاء الأمم المتحدة ويا مندوبي مجلس الأمن، طالما أنكم اكتفيتم بلعب الدور الثانوي للبطل الصهيوني في فيلمٍ أمريكي الإخراج، لكنَّ الجمهور يعلم تمام العلم أنه فيلم الخزي والعار ذلك الذي يحرِّك الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بسرعة فائقة للتحقيق في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وفي شهر واحد تكون القوات السورية خارج لبنان، في حين تكتفي ذات المؤسسات بالمشاهدة على وطن فلسطيني يُغتال وأرض لبنانية تَغرقها الدماء البريئة دون أن يكون هناك لجان تتقصَّي الحقائق.

ويا قادة الدول العربية والإسلامية

الفرق بين حسابات الشعوب وحساباتكم كبير؛ لذا ليس من الغريب أن تجد في البلدان العربية ألسنةً تلهج بالدعاء لربِّ البرية أن يسدِّد رميَ المقاومة، وأن يرحم الشهداء، وأن يحقن الدماء، بشرط أن تحيا أبدانها عزيزةً وحرةً، وفي ذات الوقت لا تتعجبوا- أيها الحكام- لو اجتمعتم فلم تسمعوا للكثير من أقرانكم صوتًا أو ترَوا لهم بيانًا يعلنون فيه رأيًا؛ لأن الهُوَّةَ بين ما تراه شعوبُهم وما يرونه شاسعةُ المسافة لدرجةٍ تتوه عبرَها الكلماتُ والأصواتُ والبياناتُ!!

لكن يا ولاةَ الأمر.. احذروا أن تُسلموا المجاهدين فإن خذلانهم- والله- عظيم، كما أخبر المصطفى عليه الصلاة والسلام، وليس ولي الأمر- مهما بلغ حدُّ الحسابات السياسية منه مبلغها- بالذي يقف على الملأ معلنًا تهوُّر المجاهد واندفاع المقاوم، وحسبكم سياستكم تلك التي فتحت للعدوِّ أبوابَ الأوطان ليبني القواعدَ العسكرية ويرخِّص لجنده فيكم القتلَ والسلبَ، وما جنودنا الشهداء من حرس الحدود ورجال الشرطة على الحدود المصرية الفلسطينية من سياستكم الحكيمة ببعيد.

ويا ولاة الأمر إن دوائر الصراع محسومةٌ وكذا دوائر المقامات، فلتضعوا نصْبَ أعينكم دومًا قولَ ملك الملوك ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَو أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ (المائدة: 52).

ويا أيها المقاومون المجاهدون في فلسطين ولبنان

يا حاملي لواء الشرف في عصر العار، ويا شامات العزِّ في بدَن يئنُّ من الخزي، ويا راياتِ الحقيقة في أتونٍ مِن تصريحاتِ وبياناتِ الزيف، ويا مَن يمتطون ذروة سنام هذا الدين.. ما أشرف ما تسعون إليه!! عيش في عزٍّ أو موت في عزٍّ، وما ألمُكم من ألمِ عدوكم بشيء ﴿وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنْ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ (النساء: 104).

فلا يغرنكم جبروتٌ يدَّعونه؛ فإنهم الجبن يمشي على الأرض ﴿لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ* لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَومِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ﴾ (الحشر: 13- 14)، ولقد رَكَّزَتْ تقارير المراسلين بالكيان الصهيوني على حالةِ الرعب التي يعيشها سكانُ المُدُنِ المُستهدفة من صواريخ حزب الله، أنَّ المئات من "الإسرائيليين" كانوا يُعالَجون من الهستيريا؛ نتيجةَ سقوط الصواريخ في ضواحيهم، ويقول "يوسي كلين هالفي"- وهو باحث بمركز شالم بالقدس-: "عندما يسقط أحد أعضاء حزب الله أو حركة حماس يجعله الفلسطينيون شهيدًا، ولكن عندنا في إسرائيل عندما يسقط جندي إسرائيلي نحزَن عليه كطفلٍ فقيد"!!

فاصبروا وصابروا ورابطوا، فثمَنُ الحرية كريحِ الجنة غالٍ، وعزُّ العيش كالطير الخُضر التي تسرح عند العرش لا ينالها إلا كل مشمِّر.

ويا جموع المسلمين

أجمع علماءُ المسلمين على أنه إذا وقعَ اعتداءٌ على شبرٍ من أراضي المسلمين صار الجهاد فرضَ عينٍ، فلئن كانت لأنظمتنا الرسمية حساباتُها التي تحُول دون أن تعلنها رايةَ تعبئةٍ عامةٍ، فليكن جهادكم بما تملكون ولا تملكه الأنظمة.. الدعاء للمجاهدين المرابطين في فلسطين ولبنان، والتبرع للثكالَى واليتامى والجرحى والمشرَّدين، ومقاطعة سلع العدو، فلا يقتلون إخواننا بمدَد أموالنا، ولنعلن في كل ساحٍ أن المقاومةَ حقٌّ للشعوب في وجه كلِّ باغٍ معتدٍ أثيمٍ، وما لِصُّ الأوطان والحقوق والأعراض والنفط إلا إرهابيٌّ معتد أثيم يجب رده ودحره.

ويا أيها الإخوان

الحرب الإعلامية على المقاومة والمقاومين مستعرة، وحملات تسفيه وازدراء المجاهدين تسير على كافة الأصعدة؛ لتتهمهم بالتهوُّر والتسرُّع، وربما تصل لحدِّ التخوين، فردُّوا غيبةَ المجاهدين ، واحملوا عنهم تبعة الحجة في الغياب على كل ساحٍ مرئيٍّ ومسموعٍ ومقروءٍ، وكونوا لسانَ صدقٍ لمقاومة الصهاينة والأمريكان؛ فإن المشروع الإسلامي الحضاري هو غايةُ رميهم الذي يسعَون لتدميره ليحلَّ محلَّه مشروعُهم الاستعماريّ، حتى وإن بدا في ظاهره الرحمة، فلا تنخدعوا في دعاوَى الاستسلام والتبعية وجنِّبوا شعوبَكم شرَّ هذه الشراك ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ (المجادلة: 14) واحملوا مشاعل الأمل في حركتكم؛ حتى لا يخبوَ نورُ الفجر القادم في أفقِ النفوس بفعل المحبِطين والمثبِّطين والمتقاعِسِين، وعايشوا معنى ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ﴾ (القصص: 5)؛ لكي يتحقق فيكم وعد الله بالنصر.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.