الفرق بين المراجعتين لصفحة: «العنف ضد المسيحيين بمصر.. النفاذ إلى الجذور»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
(أنشأ الصفحة ب'أردوغان|left عبد الباري عطوان : يواصل السيد رجب طيب اردوغان اتخاذ مواقف اخلاقية…')
 
لا ملخص تعديل
 
(١١ مراجعة متوسطة بواسطة ٣ مستخدمين غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
[[ملف:اردوغان.jpg|أردوغان|left]]
'''<center>العنف ضد المسيحيين ب[[مصر]].. النفاذ إلى الجذور</center>'''


عبد الباري عطوان :
*'''بقلم / د.  [[عصام العريان]]'''


يواصل السيد رجب طيب اردوغان اتخاذ مواقف اخلاقية مشرفة تتصدى للاستكبار الاسرائيلي بقوة، وتفضح جرائم الحرب المستمرة في قطاع غزة، فلم يتردد قبل يومين وأثناء استقباله لنظيره اللبناني سعد الحريري في انقرة في شن حملة شرسة ضد الحكومة الاسرائيلية واختراقها اكثر من مئة قرار دولي، واستخدامها المفرط للقوة ضد شعب اعزل محاصر في قطاع غزة.


اردوغان ينتصر للضعفاء المجوّعين في وجه آلة الدمار الاسرائيلية، بينما يعمل زعماء دول الاعتدال على تشديد الحصار عليهم لاجبارهم على الركوع عند اقدام الاسرائيليين والامريكان، طلباً للمغفرة على جريمة الصمود التي ارتكبوها في حق نتنياهو وليبرمان، وتمسكهم بثقافة المقاومة.
[[ملف:العريان.png|تصغير|<center>'''د. [[عصام العريان]]''']]


الاعلام العربي الذي تهيمن عليه دول الاعتدال، مصر والمملكة العربية السعودية بالذات، لا يجرؤ على وصف اسرائيل بـ'العدو' ويتجنب في معظمه وصف القتلى الفلسطينيين بالشهداء، ويشجع قنوات الابتذال على تجهيل الاجيال الحالية والقادمة، بينما تنتج تركيا وشرفاؤها مسلسلات مثل 'وادي الذئاب' (اتحدى ان تبثه اي دولة عربية) يتحدث عن ذبح الاطفال الفلسطينيين على ايدي الجنود الاسرائيليين اثناء العدوان على قطاع غزة.
في لحظة صدق نادرة بسبب الغضب العارم ألقى الأنبا "[[كيرلس]]" أسقف نجع حمادي بالمسئولية على [[الحزب الوطني]] وقيادته في الحادث الإجرامي البشع الذي راح ضحيته إثر قداس عيد الميلاد يوم 7 يناير 8 مواطنين منهم جندي مسلم والبقية كلهم كانوا خارجين من الكنيسة بعد الصلاة قبيل منتصف الليل، ويتردد أن الأنبا عجَّل بالقداس؛ لأنه وصله تهديد وعلم بأن هناك تربصًا، وأن الرواية الشائعة تحتاج إلى تمحيص.


الأغاني الوطنية التي كانت تزدحم بها ارشيفات الاذاعة والتلفزيون المصريين اكلها الغبار ولم تخرج من الادراج الا اثناء معركة الخرطوم بين فريقي مصر والجزائر الكرويين لتصفيات كأس العالم.
كان للغضب ما يبرره وللصدق دواعيه الحقيقية، فالأنبا أكد قبل أن يتراجع عن تصريحاته في اتصالاتٍ هاتفيةٍ مع الإعلام أنه كان مستهدفًا شخصيًّا، والحادث إجرامي ليس له صلة بأي تنظيمات متطرفة، وليس له خلفية دينية، بل إن الدافعَ وراء الجريمة البشعة كان الانتقام بسبب حادث اغتصاب شاب مسيحي لطفلة مسلمة أو بسبب توزيع (CD) لنساء يرتكبن الفاحشة بأجر ومعظمهن من أُسر غضبت لهن، والجميع من فقراء البلد دون أن يتحرَّك الأمن أو المسئولون، ويسرعون لمحاكمة الجناة، ومنهم الشاب الذي اغتصب الطفلة الذي ثبتت عليه التهمة، وهو رهن الاحتجاز منذ شهور والنفوس مشحونة بالغضب القبلي والاجتماعي في بيئة تجعل لجرائم الشرف اعتبارًا خطيرًا لعله أشدُّ من الاعتبارات الدينية نفسها.
الحكومة الاسرائيلية استشاطت غضباً من السيد اردوغان ومواقفه ومسلسلاته هذه، واستدعت السفير التركي في تل ابيب احتجاجا، حيث عامله داني ايالون نائب وزير الخارجية بعجرفة غير مسبوقة.


لا نخشى على اردوغان من اسرائيل، وانما من حلفائها العرب، الذين يحرسون حدودها، وينفذون إملاءاتها، وينسقون امنيا معها ضد المقاومة، بل وضد تركيا وايران واي دولة تنتصر لأبناء الشعب الفلسطيني.
اشتدَّ الغضب في الجلسة المشتركة التي عقدتها اللجان المتخصصة ب[[مجلس الشعب]]، وتم استبعاد اللجنة الدينية لمناقشة الحادث والبحث في دواعيه إلى الدرجة التي هاجمت فيها النائبة المسيحية "[[جورجيت قلليني]]" المحافظ المسيحي لقنا "[[مجدي أيوب]]"، متهمةً إياه بالكذب وأنه سيدخل النار لأنه يُرضي النظام والأمن على حساب الحقيقة.
اردوغان اختار ان يتصدى لاسرائيل بشجاعة، وان يرفض مشاركتها في مناورات جوية فوق اراضي بلاده قرب الحدود الايرانية، مثلما اختار ايضا ان يدير ظهره كليا للولايات المتحدة، تمهيدا للانسحاب من حلف الناتو.


رئيس الوزراء التركي زعيم حزب العدالة والتنمية الاسلامي لم يقدم على هذا التحول اعتباطيا، او نتيجة لحظة مزاجية، وانما بناء على تخطيط مسبق، وبعد ان امتلك اسباب القوة، ويمكن ايجاز هذه الاسباب في النقاط التالية:
في نهاية الجلسة التي رأسها رئيس المجلس د. [[فتحي سرور]] بنفسه تقرر تشكيل لجنة لتقصي الحقائق استرشادًا بما تم عام [[1972م]] عندما تشكَّلت لجنة مماثلة تاريخيًّا عن حادث الخانكة والحوادث المشابهة له، ولكنه ظلَّ حبيس الأدراج، ولم يتم تنفيذ إلا أقل القليل من توصياته، وبذلك دخلت [[مصر]] عصرًا جديدًا في الشحن الطائفي وتوترات بين المسلمين والمسيحيين في إطار اجتماعي.


اولا: اردوغان فكك الاتاتوركية قطعة قطعة، واعاد تركيا الى محيطها المشرقي الاسلامي، وانهى ممارساتها السابقة المتعالية ضد الاسلام والمسلمين، وسياسات التذلل للغرب، وساعده على ذلك عنصرية الاوروبيين وعداء معظمهم للاسلام، من حيث رفض انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي، وهي التي قدمت لاوروبا الغربية خدمات جليلة كعضو في حلف الناتو في مواجهة الامبراطورية السوفييتية اثناء الحرب الباردة.
منذ ذلك التاريخ تواكبت مع اعتلاء البابا "[[شنودة الثالث]]" كرسي مرقس الرسول ليستمر إلى يومنا هذا قائدًا سياسيًّا طائفيًّا وليس مجرد مرشدٍ أو باب روحي.


ثانيا: عكف اردوغان وحزبه طوال السنوات العشر الماضية على ادخال اصلاحات داخلية، اقتصادية وسياسية واجتماعية هائلة، تحت غطاء الاستجابة لشروط الانضمام الى الاتحاد الاوروبي، وقد ادت هذه الاصلاحات الديمقراطية الى تقليص دور المؤسسة العسكرية الحامية لتراث الاتاتوركية لصالح المؤسسات المدنية التركية.
ظلَّ الاتهام معلقًا فوق رأس الحركات[[ الإسلام]]ية العنيفة التي مارست بالفعل إجرامًا ضد المسيحيين، خاصةً في الصعيد خلال السبعينيات، وصل إلى درجة القتل والتصفية الجسدية، لكن ذلك العنف الإجرامي كان له هدفان أساسيان:


*'''أولاً''': الضغط على الدولة والنظام لتحقيق هدف سياسي: سواء لتخفيف الضغط الأمني ضد [[الجماعة]] [[الإسلام]]ية بالصعيد أو الاستجابة لمطالب طلابية أو اجتماعية.


ثالثا: فتح اسواقا جديدة في الشرق الاوسط وشمالي افريقيا للبضائع التركية. فقد اقام مناطق حرة مع سورية، والغى التأشيرات مع معظم الدول العربية، ونفذت الشركات التركية مشاريع بنى تحتية ومطارات في كل من مصر وتونس وليبيا وقطر والامارات، وتم توقيع معاهدات واتفاقيات تفضيلية تجارية مع معظم العرب، بحيث بلغ حجم التجارة التركية مع هذه الدول 32 مليار دولار يمكن ان تتضاعف في غضون خمس سنوات.
*'''ثانيًا''': الحصول على أموال بنهب محلات الذهب التي في الغالب يملكها تجار مسيحيون، وإذا اضطروا إلى القتل فالدم مستباح لأسباب دينية خاطئة.


رابعا: عيّن اردوغان البروفسور داوود اوغلو وزيرا للخارجية، وهو من اكبر دهاة تركيا، ويوصف بانه 'عثماني متطرف'، واصبح اوغلو مهندس الانفتاح على المشرق، بزياراته المتواصلة لايران والعراق وكردستان العراق، ونجح في حل جميع النزاعات تقريبا بين تركيا وهذه الدول.
كان [[الإخوان المسلمون]] منذ نشأتهم يحتفظون بعلاقةٍ طبيعية مع المسيحيين الذين كان البعض من رموزهم يشاركون في أنشطة [[الإخوان]] كمستشارين سياسيين للمرشد العام أو يحضرون حفلات [[الإخوان]] في كافة المحافظات، والصور القديمة شاهدة على ذلك، ويكفي أن شارك في تشييع [[البنا]] مكرم عبيد وإبراهيم هلال الذي أصبح فيما بعد زعيم جماعة الأمة القبطية، وكان [[الإخوان]] يعلمون أن أحد أهم العقبات في طريق مشروعهم [[الإسلام]]ي للنهضة والإصلاح عقبتان: داخلية وهي الموقف من غير المسلمين، وخارجية وهي العلاقة مع الغرب، والآن هناك تحالف واضح بين فريقٍ من المسيحيين بالداخل والخارج والقوى الاستعمارية الأمريكية للضغط على النظام المصري الذي يقول للخارج باستمرار إنه علماني، ويقول للداخل بإصرار إنه يُرسي أسس المواطنة كأساسٍ لعلاقة ال[[مصر]]ي بحكومته، وهو في كلاهما مدَّعٍ يحتاج إلى إثبات صدقه، وهيهات.. هيهات.


خامسا: انفتاح اردوغان على الاكراد سواء داخل تركيا او خارجها، جاء في توقيت ذكي جدا، فقد سحب من ايدي الامريكان ورقة قوية استخدموها دائما ضد تركيا والعراق، وذلك عندما اعترف باللغة والثقافة الكرديتين، وزاد من الاستثمارات في المناطق الكردية. في المقابل وجد الاكراد ان الحليف الامريكي لا يمكن الاعتماد عليه في ظل انحسار نفوذه، وهزائمه شبه المؤكدة في افغانستان والعراق، وبروز قوى عظمى جديدة مثل الهند والصين والبرازيل وروسيا الاتحادية.
اليوم وبعد أن تصاعد غضب المسيحيين شبابًا ضد رموز الدولة والنظام عندما حطموا قسم الشرطة والمستشفى وهاجموا رجال الأمن أنفسهم، وقيادات دينية وجهت الاتهام للقيادات الشعبية و[[الحزب الوطني]] الحاكم، وقيادات سياسية هاجمت القيادات التنفيذية ممثلةً في محافظ [[قنا]] المسيحي الذي اتهمته جورجيت قلليني النائبة المعينة بأن المسلمين يحبونه والمسيحيين يكرهونه، وهو اتهام عجيب جدًّا؛ لأن معناه أن أغلبية جماهير محافظته راضية عن أدائه، وأن المسيحيين الغاضبين في الغالب كانوا ينتظرون منه انحيازًا لهم بسبب ديانته المسيحية؛ مما أثار كراهيتهم له، ودافع عنه النائب [[مصطفى بكري]] القناوي الذي يعرف البلد أكثر.


سادسا: وجه اردوغان ضربة قاصمة الى اسرائيل باقدامه على المصالحة مع ارمينيا، فلطالما استخدمت اسرائيل هذا الخلاف لابتزاز تركيا من خلال الادعاء بتوظيف اللوبي اليهودي في امريكا لتحييد العداء للاتراك، ومواجهة اللوبي الارمني القوي المحرض ضدهم.
تحرَّك أمين التنظيم في [[الحزب الوطني]] المهندس "أحمد عز" بسرعة، وهو الرجل القوي الذي يعمل من وراء ستار، وهو مهندس إعادة مؤسسة [[الحزب]]، وداعية الفكر الجديد والماكينة التي تعمل بهمة ونشاط من أجل التوريث، فقام بزيارةٍ لتقديم واجب العزاء شخصيًّا باسم الحزب ولتهدئة خاطر الأنبا كيرلس، ولعله لم يذهب لأسر الضحايا المساكين، وبعدها تغيَّرت لهجة الأنبا، وبدأ يراجع أقواله للإعلام ويتراجع عن اتهاماته الخطيرة للحزب الوطني والحكومة.


سابعا: ادراك اردوغان وحزبه للتغييرات الكبرى داخل المجتمع التركي، من حيث تزايد العداء لامريكا واسرائيل، وزيادة المد الاسلامي، وظهر ذلك بوضوح اثناء العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة.
كان موقف نواب [[الحزب الوطني]] ب[[مجلس الشعب]] والشورى مخزيًا، يكررون نفس الأسطوانة المشروخة التي دأب النظام وأعلامه ومؤسساته ورجالته على ترديدها طوال 40 سنة متواصلة، يدافعون عن الأمن ورجاله الذين هم في الحقيقة ضحية سياسات النظام ويسقطون ضحايا أيضًا في الهجمات الإجرامية قديمًا وحديثًا، ويدافعون عن الحزب واختياراته التي لا ترشح مرشحًا مسيحيًّا واحدًا خلال العقود السابقة، بينما رشح [[الإخوان المسلمون]] والتحالف [[الإسلام]]ي الأستاذ جمال أسعد عبد الملاك في دائرة القوصية ب[[أسيوط]] على رأس قائمتهم لينجح ويفوز بإرادة شعبية بأصوات المسلمين قبل المسيحيين الذين يصوتون للحزب الوطني بأمر الكنيسة والبابا والأساقفة، والحزب يضمن الفوز بالتزوير الفاضح؛ بمعنى أنه يُعيِّن مَن يشاء في [[مجلسي الشعب]] والشورى، ولا ينافسه أحد إذا أراد حسم المنافسة أو إلغاءها ب[[القانون]] أو بالأمن.


الآن، وفي هذا الحادث الذي أدانه الجميع وفي مقدمتهم [[الإخوان المسلمون]] ولأول مرة [[الجماعة]] [[الإسلام]]ية التي راجعت مواقفها السابقة في شجاعة محمودة منذ عام [[1997م]] وجميع النقابات المهنية كالأطباء والصحفيين والمحامين والصيادلة، وطبعًا [[الحزب الوطني]] وقياداته وإعلامه الذي كان اهتمامه الأكبر والأشد بالشهيد الذي سقط على الحدود مع [[غزة]] في [[رفح]] برصاصٍ مجهولٍ حتى الآن، وترك النفاذ إلى الجذور في الحادث الذي سقط فيه 7 ضحايا برصاص معلوم ولأسباب معلومة ولتردي سياسات [[الحزب الوطني]] الذي يُسيطر على الإعلام ال[[مصر]]ي تمامًا العام والخاص، ويتكرر سنويًّا ويتسبب في احتقانٍ مجتمعي بالغ الخطر ويؤدي إلى تدخلٍ خارجي وصل اليوم إلى إدانةٍ صريحة من بابا الفاتيكان شخصيًّا الذي ضمَّ [[مصر]] إلى [[العراق]] إلى غيرها من الدول التي لا يتمتع فيها المسيحيون بحماية كافية بسبب دياناتهم، وهو ما يخالف الحقيقة؛ لأن ملايين المسيحيين يعيشون في [[مصر]] منذ قرون وعقود بصورة طبيعية، ولم تتفاقم الأحداث إلا في السنوات الأخيرة في عهدي [[السادات]] و[[مبارك]] بسبب جوهري، وهو فشل النظام في التحول السياسي الحقيقي نحو [[الديمقراطية]] والتعددية السياسية الحقيقية التي تحتوى كافة التناقضات الموجودة في المجتمع وتساعد على إدماج الجميع بمن فيهم المسيحيين والمسلمين في الحياة السياسية والاجتماعية؛ مما يخلق مناخًا صحيًّا للإصلاح والتغيير وحل المشكلات التي لا بد منها في أي مجتمع، وتداول سلطة حقيقي عندما تفشل الحكومة في تحقيق إنجازات ملموسة أو تنفيذ برنامجها.


ثامنا: بناء اقتصاد تركي قوي يرتكز على خطط تنمية مدروسة في مجالات انتاجية صلبة مثل الاستثمار في مجالات الزراعة والصناعة، وتصدير الخبرات التركية الى دول الجوار. وهذه السياسة الذكية جعلت تركيا تحتل المرتبة 17 على قائمة الاقتصاديات الكبرى في العالم، والعضو في تكتل الدول الاقتصادية العشرين، وهذا كله رغم عدم وجود نفط لديها او غاز، وانما عقول خلاقة.
الحادث الذي وقع ليس طائفيًّا وليس له خلفية دينية ولم يتم استهداف المسيحيين بسبب دياناتهم، ولكنه حادث إجرامي خلفيته وقعة الاغتصاب السابقة، وقام به مجرمون محترفون يتم التحقيق معهم الآن.
الجديد والخطير أن حوادث التوتر بين المسلمين والمسيحين خلال العقد الأخير انتشرت من [[أبو قرقاص]] إلى [[المنيا]] و[[بني سويف]]، ووصلت إلى [[الإسكندرية]] ووقعت في [[قنا]] و[[سوهاج]] بالكشح، أي تنتقل من مكانٍ إلى مكان بوتيرةٍ متسارعة، وإن خلفيتها ليست جماعات متطرفة، بل مواطنون عاديون أو مجرمون محترفون، وأسبابها متنوعة بسبب شائعات تنتشر أو قصص حب أو فضائح أخلاقية أو تهم بالتنصير والتبشير أو اختطاف فتيات.. إلخ، أسباب اجتماعية وخلقية ينفخ النار فيها مناخ اجتماعي محتقن، وانسداد سياسي وثقافة متخلفة، وتعصب ديني وشعور بالاضطهاد لدى المسيحيين.
الجديد هو إحساس بدأ يظهر لدى المسيحيين أن انحيازهم إلى الاستبداد والفساد والنظام الفاشل الذي لم ينجح في إصلاحٍ سياسي أو مجتمعي حقيقي لم يُسفر عن أي أمن أو أمان لهم.
هل أدرك المواطنون جميعًا أن استمرار تلك الأوضاع سيؤدي إلى فوضى عارمة وفتنة لا تبقي ولا تذر، وأن المخرج هو الالتفاف حول برنامج وطني للإصلاح يضمن للمسلمين حقهم في تطبيق شريعتهم دون اعتراضٍ مسيحي، ويضمن للمسيحيين حقوقهم كاملةً كمواطنين ومساواة في الحقوق والواجبات أمام القانون؟


تاسعا: ادرك اردوغان ان هناك فراغا استراتيجيا في الشرق الاوسط، فالعراق انهار، ومصر ضعيفة بسبب قيادتها المتكلسة الذليلة، والنفوذ الامريكي ينحسر اقليميا وعالميا بسبب خسائر حرب العراق. فالنظام العربي الآن مثل تركيا المريضة قبيل الحرب العالمية الاولى، ولذلك هرعت تركيا لملء هذا الفراغ قبل ان تملأه اسرائيل او ايران.
نحن جميعًا في مركبٍ واحد إذا غرق غرقنا جميعًا، وإذا نجا نجونا جميعًا.


عاشرا: موقف تركيا اردوغان من البرنامج النووي الايراني مشرف، فقد ايد حق ايران في امتلاك هذه البرامج، وقال صراحة، وفوق رؤوس الاشهاد 'من لا يريد البرامج النووية الايرانية عليه ان يتخلى عن برامجه المماثلة اولا'. وقال هذه التصريحات في وقت يتواطأ فيه زعماء عرب مع اسرائيل سرا ضد ايران.
لطفك اللهم ب[[مصر]].


نغبط الشعب التركي لان لديه قيادة ذكية وطنية اسلامية واعية مثل السيد اردوغان والمجموعة المحيطة به التي اعادت تركيا الى الواجهة مجددا، واعادت اليها هويتها الاسلامية على اسس العدالة والديمقراطية والمساواة والانتصار للضعفاء.
*'''المصدر : نافذة [[مصر]]'''


هذه القيادة النموذج غير موجودة في بلداننا العربية، ولا يلوح في الافق انها ستوجد في المستقبل القريب، حيث تعم الديكتاتوريات وافرازاتها النتنة من فساد وقمع ومصادرة الحريات، ونهب المال العام، والغرق في الملذات والامور الهامشية والثانوية.
{{روابط الإخوان والأقباط}}
 
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
اننا نناشد السيد اردوغان وزملاءه ان يصدّروا الينا هذه التجربة، وليس فقط منتوجاتهم الصناعية، وشركات المقاولات، لان المساعدة في بناء الانسان العربي الجديد وفق الاسس والاصول الاسلامية المعتدلة، اهم من المساعدة في بناء المطارات والطرق والموانئ، او فلتسر العمليتان جنبا الى جنب.
[[تصنيف:أراء وأفكار]]
 
[[تصنيف:أراء وأفكار سياسية]]
ـــــــــــــــــــــ
 
رئيس تحرير القدس العربي

المراجعة الحالية بتاريخ ١٤:٣٥، ٢٦ نوفمبر ٢٠١١

العنف ضد المسيحيين بمصر.. النفاذ إلى الجذور


في لحظة صدق نادرة بسبب الغضب العارم ألقى الأنبا "كيرلس" أسقف نجع حمادي بالمسئولية على الحزب الوطني وقيادته في الحادث الإجرامي البشع الذي راح ضحيته إثر قداس عيد الميلاد يوم 7 يناير 8 مواطنين منهم جندي مسلم والبقية كلهم كانوا خارجين من الكنيسة بعد الصلاة قبيل منتصف الليل، ويتردد أن الأنبا عجَّل بالقداس؛ لأنه وصله تهديد وعلم بأن هناك تربصًا، وأن الرواية الشائعة تحتاج إلى تمحيص.

كان للغضب ما يبرره وللصدق دواعيه الحقيقية، فالأنبا أكد قبل أن يتراجع عن تصريحاته في اتصالاتٍ هاتفيةٍ مع الإعلام أنه كان مستهدفًا شخصيًّا، والحادث إجرامي ليس له صلة بأي تنظيمات متطرفة، وليس له خلفية دينية، بل إن الدافعَ وراء الجريمة البشعة كان الانتقام بسبب حادث اغتصاب شاب مسيحي لطفلة مسلمة أو بسبب توزيع (CD) لنساء يرتكبن الفاحشة بأجر ومعظمهن من أُسر غضبت لهن، والجميع من فقراء البلد دون أن يتحرَّك الأمن أو المسئولون، ويسرعون لمحاكمة الجناة، ومنهم الشاب الذي اغتصب الطفلة الذي ثبتت عليه التهمة، وهو رهن الاحتجاز منذ شهور والنفوس مشحونة بالغضب القبلي والاجتماعي في بيئة تجعل لجرائم الشرف اعتبارًا خطيرًا لعله أشدُّ من الاعتبارات الدينية نفسها.

اشتدَّ الغضب في الجلسة المشتركة التي عقدتها اللجان المتخصصة بمجلس الشعب، وتم استبعاد اللجنة الدينية لمناقشة الحادث والبحث في دواعيه إلى الدرجة التي هاجمت فيها النائبة المسيحية "جورجيت قلليني" المحافظ المسيحي لقنا "مجدي أيوب"، متهمةً إياه بالكذب وأنه سيدخل النار لأنه يُرضي النظام والأمن على حساب الحقيقة.

في نهاية الجلسة التي رأسها رئيس المجلس د. فتحي سرور بنفسه تقرر تشكيل لجنة لتقصي الحقائق استرشادًا بما تم عام 1972م عندما تشكَّلت لجنة مماثلة تاريخيًّا عن حادث الخانكة والحوادث المشابهة له، ولكنه ظلَّ حبيس الأدراج، ولم يتم تنفيذ إلا أقل القليل من توصياته، وبذلك دخلت مصر عصرًا جديدًا في الشحن الطائفي وتوترات بين المسلمين والمسيحيين في إطار اجتماعي.

منذ ذلك التاريخ تواكبت مع اعتلاء البابا "شنودة الثالث" كرسي مرقس الرسول ليستمر إلى يومنا هذا قائدًا سياسيًّا طائفيًّا وليس مجرد مرشدٍ أو باب روحي.

ظلَّ الاتهام معلقًا فوق رأس الحركاتالإسلامية العنيفة التي مارست بالفعل إجرامًا ضد المسيحيين، خاصةً في الصعيد خلال السبعينيات، وصل إلى درجة القتل والتصفية الجسدية، لكن ذلك العنف الإجرامي كان له هدفان أساسيان:

  • أولاً: الضغط على الدولة والنظام لتحقيق هدف سياسي: سواء لتخفيف الضغط الأمني ضد الجماعة الإسلامية بالصعيد أو الاستجابة لمطالب طلابية أو اجتماعية.
  • ثانيًا: الحصول على أموال بنهب محلات الذهب التي في الغالب يملكها تجار مسيحيون، وإذا اضطروا إلى القتل فالدم مستباح لأسباب دينية خاطئة.

كان الإخوان المسلمون منذ نشأتهم يحتفظون بعلاقةٍ طبيعية مع المسيحيين الذين كان البعض من رموزهم يشاركون في أنشطة الإخوان كمستشارين سياسيين للمرشد العام أو يحضرون حفلات الإخوان في كافة المحافظات، والصور القديمة شاهدة على ذلك، ويكفي أن شارك في تشييع البنا مكرم عبيد وإبراهيم هلال الذي أصبح فيما بعد زعيم جماعة الأمة القبطية، وكان الإخوان يعلمون أن أحد أهم العقبات في طريق مشروعهم الإسلامي للنهضة والإصلاح عقبتان: داخلية وهي الموقف من غير المسلمين، وخارجية وهي العلاقة مع الغرب، والآن هناك تحالف واضح بين فريقٍ من المسيحيين بالداخل والخارج والقوى الاستعمارية الأمريكية للضغط على النظام المصري الذي يقول للخارج باستمرار إنه علماني، ويقول للداخل بإصرار إنه يُرسي أسس المواطنة كأساسٍ لعلاقة المصري بحكومته، وهو في كلاهما مدَّعٍ يحتاج إلى إثبات صدقه، وهيهات.. هيهات.

اليوم وبعد أن تصاعد غضب المسيحيين شبابًا ضد رموز الدولة والنظام عندما حطموا قسم الشرطة والمستشفى وهاجموا رجال الأمن أنفسهم، وقيادات دينية وجهت الاتهام للقيادات الشعبية والحزب الوطني الحاكم، وقيادات سياسية هاجمت القيادات التنفيذية ممثلةً في محافظ قنا المسيحي الذي اتهمته جورجيت قلليني النائبة المعينة بأن المسلمين يحبونه والمسيحيين يكرهونه، وهو اتهام عجيب جدًّا؛ لأن معناه أن أغلبية جماهير محافظته راضية عن أدائه، وأن المسيحيين الغاضبين في الغالب كانوا ينتظرون منه انحيازًا لهم بسبب ديانته المسيحية؛ مما أثار كراهيتهم له، ودافع عنه النائب مصطفى بكري القناوي الذي يعرف البلد أكثر.

تحرَّك أمين التنظيم في الحزب الوطني المهندس "أحمد عز" بسرعة، وهو الرجل القوي الذي يعمل من وراء ستار، وهو مهندس إعادة مؤسسة الحزب، وداعية الفكر الجديد والماكينة التي تعمل بهمة ونشاط من أجل التوريث، فقام بزيارةٍ لتقديم واجب العزاء شخصيًّا باسم الحزب ولتهدئة خاطر الأنبا كيرلس، ولعله لم يذهب لأسر الضحايا المساكين، وبعدها تغيَّرت لهجة الأنبا، وبدأ يراجع أقواله للإعلام ويتراجع عن اتهاماته الخطيرة للحزب الوطني والحكومة.

كان موقف نواب الحزب الوطني بمجلس الشعب والشورى مخزيًا، يكررون نفس الأسطوانة المشروخة التي دأب النظام وأعلامه ومؤسساته ورجالته على ترديدها طوال 40 سنة متواصلة، يدافعون عن الأمن ورجاله الذين هم في الحقيقة ضحية سياسات النظام ويسقطون ضحايا أيضًا في الهجمات الإجرامية قديمًا وحديثًا، ويدافعون عن الحزب واختياراته التي لا ترشح مرشحًا مسيحيًّا واحدًا خلال العقود السابقة، بينما رشح الإخوان المسلمون والتحالف الإسلامي الأستاذ جمال أسعد عبد الملاك في دائرة القوصية بأسيوط على رأس قائمتهم لينجح ويفوز بإرادة شعبية بأصوات المسلمين قبل المسيحيين الذين يصوتون للحزب الوطني بأمر الكنيسة والبابا والأساقفة، والحزب يضمن الفوز بالتزوير الفاضح؛ بمعنى أنه يُعيِّن مَن يشاء في مجلسي الشعب والشورى، ولا ينافسه أحد إذا أراد حسم المنافسة أو إلغاءها بالقانون أو بالأمن.

الآن، وفي هذا الحادث الذي أدانه الجميع وفي مقدمتهم الإخوان المسلمون ولأول مرة الجماعة الإسلامية التي راجعت مواقفها السابقة في شجاعة محمودة منذ عام 1997م وجميع النقابات المهنية كالأطباء والصحفيين والمحامين والصيادلة، وطبعًا الحزب الوطني وقياداته وإعلامه الذي كان اهتمامه الأكبر والأشد بالشهيد الذي سقط على الحدود مع غزة في رفح برصاصٍ مجهولٍ حتى الآن، وترك النفاذ إلى الجذور في الحادث الذي سقط فيه 7 ضحايا برصاص معلوم ولأسباب معلومة ولتردي سياسات الحزب الوطني الذي يُسيطر على الإعلام المصري تمامًا العام والخاص، ويتكرر سنويًّا ويتسبب في احتقانٍ مجتمعي بالغ الخطر ويؤدي إلى تدخلٍ خارجي وصل اليوم إلى إدانةٍ صريحة من بابا الفاتيكان شخصيًّا الذي ضمَّ مصر إلى العراق إلى غيرها من الدول التي لا يتمتع فيها المسيحيون بحماية كافية بسبب دياناتهم، وهو ما يخالف الحقيقة؛ لأن ملايين المسيحيين يعيشون في مصر منذ قرون وعقود بصورة طبيعية، ولم تتفاقم الأحداث إلا في السنوات الأخيرة في عهدي السادات ومبارك بسبب جوهري، وهو فشل النظام في التحول السياسي الحقيقي نحو الديمقراطية والتعددية السياسية الحقيقية التي تحتوى كافة التناقضات الموجودة في المجتمع وتساعد على إدماج الجميع بمن فيهم المسيحيين والمسلمين في الحياة السياسية والاجتماعية؛ مما يخلق مناخًا صحيًّا للإصلاح والتغيير وحل المشكلات التي لا بد منها في أي مجتمع، وتداول سلطة حقيقي عندما تفشل الحكومة في تحقيق إنجازات ملموسة أو تنفيذ برنامجها.

الحادث الذي وقع ليس طائفيًّا وليس له خلفية دينية ولم يتم استهداف المسيحيين بسبب دياناتهم، ولكنه حادث إجرامي خلفيته وقعة الاغتصاب السابقة، وقام به مجرمون محترفون يتم التحقيق معهم الآن.

الجديد والخطير أن حوادث التوتر بين المسلمين والمسيحين خلال العقد الأخير انتشرت من أبو قرقاص إلى المنيا وبني سويف، ووصلت إلى الإسكندرية ووقعت في قنا وسوهاج بالكشح، أي تنتقل من مكانٍ إلى مكان بوتيرةٍ متسارعة، وإن خلفيتها ليست جماعات متطرفة، بل مواطنون عاديون أو مجرمون محترفون، وأسبابها متنوعة بسبب شائعات تنتشر أو قصص حب أو فضائح أخلاقية أو تهم بالتنصير والتبشير أو اختطاف فتيات.. إلخ، أسباب اجتماعية وخلقية ينفخ النار فيها مناخ اجتماعي محتقن، وانسداد سياسي وثقافة متخلفة، وتعصب ديني وشعور بالاضطهاد لدى المسيحيين.

الجديد هو إحساس بدأ يظهر لدى المسيحيين أن انحيازهم إلى الاستبداد والفساد والنظام الفاشل الذي لم ينجح في إصلاحٍ سياسي أو مجتمعي حقيقي لم يُسفر عن أي أمن أو أمان لهم.

هل أدرك المواطنون جميعًا أن استمرار تلك الأوضاع سيؤدي إلى فوضى عارمة وفتنة لا تبقي ولا تذر، وأن المخرج هو الالتفاف حول برنامج وطني للإصلاح يضمن للمسلمين حقهم في تطبيق شريعتهم دون اعتراضٍ مسيحي، ويضمن للمسيحيين حقوقهم كاملةً كمواطنين ومساواة في الحقوق والواجبات أمام القانون؟

نحن جميعًا في مركبٍ واحد إذا غرق غرقنا جميعًا، وإذا نجا نجونا جميعًا.

لطفك اللهم بمصر.

  • المصدر : نافذة مصر

للمزيد عن الإخوان والأقباط

كتب متعلقة

مقالات وأبحاث متعلقة

أحداث في صور

أخبار متعلقة

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

تابع مقالات خارجية

وصلات فيديو

.