أنا الثورة.. والثورة أنا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٩:٥٤، ٧ ديسمبر ٢٠١١ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أنا الثورة.. والثورة أنا
الاربعاء 23 فبراير 2011
أنا الثورة.jpeg

كعادتنا فى السنوات الأخيرة وفى أى موضوع يدور النقاش حوله تتحول الأطراف المتناقشة إلى أطراف متشابكة ثم متصارعة ثم يحل كل طرف دماء الطرف الآخر.

وكنا نظن ــ وبعض الظن إثم ــ أن ما حدث يوم ثورة 25 يناير وبعده من تداعيات ونجاح غير مسبوق وإشادة من العالم أجمع بروعة وخُلق وأداء المصريين أثناء وبعد الثورة سوف يغيّر من تلك العادة وسوف نكون على قدر ما حدث، ولكن ما أن نجحت الثورة التى أخرجت أجمل ما فينا، حتى عدنا إلى ما كنا فيه.. علقنا المشانق لبعضنا البعض وبدأت نغمة التخوين وتقسيم المصريين لفصائل.. الأنقى والأقل نقاء والعادى.. ونصف الخائن والخائن وصولا لمرحلة الجاسوس الذى يجب أن يُعدم فى ميدان عام.

كلنا كنا نريد التغيير وكلنا تحدثنا عن الفساد لأنه كان فوق مستوى التغاضى حتى عن الفاسدين أنفسهم ولكن ليس معقولا أن يكون كل من تكلم عن الفساد مرة ــ حتى لو كان يتكلم عن أكلة سمك فاسدة ــ من الذين بشروا بالثورة وعرفوا إرهاصاتها وكان اسمه وائل غنيم وغيرّه فى آخر لحظة من أجل دواعى التمويه والخداع الاستراتيجى.

فأصبحنا جميعا أبطالا ومنظرين ومبشرين وأصبح كلٌ منا يحاول إثبات أنه كان فى التحرير. الأكثر بطولة من نزل يوم 25 يناير وتقل درجات تلك البطولة حسب يوم النزول كأنها صلاة الجمعة وهناك أجر على التبكير.

هناك أساتذة من الكتاب حملوا بلا شك أرواحهم على أيديهم هجوما مباشرا وفعالا ضد النظام ورمزه المتمثل فى الرئيس شخصيا وأخص بالذكر د.عبدالحليم قنديل وإبراهيم عيسى والراحل مجدى مهنى والصديق بلال فضل والروائى علاء الأسواني وهو موقف شجاع وعظيم يحسب لهم ولكن من لم يكتب مثلهم سواء عن عدم اقتناع أو قلة شجاعة ليس خائنا، ولا يجب أن يُرجم بالحجارة.. لقد تحول المشهد المصرى إلى سمك لبن تمر هندى.. والحالة التى نحن عليها تحتاج إلى أشياء أخرى تماما.

نحن فعلا فى حالة فوضى تحتاج إلى عملٍ كثير وكلامٍ قليل.

إيقاع العمل شبه متوقف فى معظم مرافق الدولة.. هناك عدد رهيب من الفارين من السجون وكميات مهولة من الأسلحة والأمن المصرى متمثلا فى الشرطة لم يستعد عافيته بعد.. والقوات المسلحة قامت وتقوم بما يفوق طاقة البشر من أجل مستقبل هذا الوطن. ولكن فعلا الحالة ليست على ما يرام.. فعندما تغيب الشرطة فلا أمن ولا أمان.. وإذا كان فى الشرطة قيادات فاسدة فبالتأكيد هناك من ليسوا كذلك.

فلا تضعوا الجميع فى سلة واحدة.. عاملوهم كإخوة لكم لأننا لن نعيش بغير الشرطة. لقد احتفلنا بالثورة يوم الجمعة الماضى رغم اعتراضى على اختيار الشيخ يوسف القرضاوى ــ لست أعلم من اختاره ــ خطيبا للثورة واعتراضى ليس شخصيا فأنا أجلّه كعالم وفقيه، ولكن لدلالة المشهد التى لا تُخفى على أحد.

هناك من كان موجودا كالشيخ المحلاوى عاصر الأحداث واشترك فيها اشتراكا حقيقيا معرضا نفسه وأهله للخطر والموت لو ــ لا قدر الله ــ فشلت تلك الثورة.

أما كان أجدر أن يكون هو الخطيب يوم الاحتفال بالنصر، ما علينا.. انتبهوا أيها السادة ولا تجعلوا هذا الجيل العظيم من أولادنا وبناتنا ينظرون لنا نظرة غير جديرة بالاحترام ونحن نتشاحن من أجل قطعة من التورتة التى صنعوها بدمائهم.

إنهم ينظفون الميادين والشوارع وقد وجدوا الوطن الذى ضاع وعاد إليهم فلا تجعلوا الإحباط يتسلل إلى نفوسهم البريئة بمعارك عفى عليها الزمن، أرجوكم أوقفوا هذا السيرك فورا إذا أردتم بمصر خيرا.. وإذا استشعرتهم ــ فعلا ــ دماء الشهداء الذين ماتوا دفاعا عن حريتنا وحقنا الكريم فى الحياة.

المصدر