الأستاذ محمد عباس مشفق إخوان أفغانستان
من هو
الأستاذ محمد عباس مشفق نجل الشهيد الأستاذ تاج محمد خان الملقب بمحمد أنور خان، ولد عام 1947م في قرية مريم قوره عاصمة ولاية لغمان بأفغانستان في أسرة متدينة تحب العلم والدين معا.
فوالده هو العالم الجليل المرحوم الشهيد الأستاذ تاج محمد خان، الذي كان من عباقرة العصر وأساتذة علوم عصره، حيث قام بتربية ابنه على حب الدين والعلم.
في عام 1954م، عندما بلغ سن الدراسة، ألحقه والده بالمدرسة الأولى، حيث كان والده نفسه معلماً فيها.
كان مشفق يتمتع بموهبة فكرية استثنائية منذ طفولته المبكرة، ولذا كان دائمًا محط اهتمام معلميه وزملائه في الفصل، وحصل على درجات عالية.
تخرج المرحوم مشفق من المدرسة الابتدائية في عام 1959م والتحق بمدرسة روشن الثانوية في ولاية لغمان لمواصلة تعليمه الثانوي.
أكمل دراسته الثانوية بنجاح، ومن خلال امتحان القبول في مارس 1966 هـ التحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة كابول لمواصلة التعليم العالي والمهني.
محاربة الفكر الشيوعي
في الوقت الذي كان فيه في الجامعة كانت الالتحديات تزايد والاقبال على الأفكار اليسارية والماركسية في أفغانستان يجذب كثير من الشباب، وكان البعض يريدون تضليل الشباب والطبقة المثقفة وغرس الأفكار غير الإسلامية والمادية في عقول شبابنا الفارغة.
حارب مشفق هذا الفكر التغريبي الشيوعي وعمد إلى غرس الإيمان والتدين الإسلامي في أعماق عقله وخلايا جسده بوعي وإدراك أولا وفي حضن والده الجليل قبل أن يعمد إلى الشباب لتوعيتهم، هذا النوع من التفكير.
وسط حركة الإخوان
منذ الأيام الأولى لتأسيس الحركة الإسلامية والحركة الدينية، انضم إلى صفوف تلك الحركة، وجنباً إلى جنب مع إخوانه المسلمين الآخرين، قام بتدريب وتنوير عقول الشباب، وانضم إلى عدد كبير من الشباب في صفوف الحركة الإسلامية، كما لعب دوراً فعالاً في النضال ضد الأفكار غير الإسلامية والإلحادية في ذلك الوقت في جامعة كابول.
رحلة عمله
تخرج المرحوم مشفق صاحب بمرتبة الشرف من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة كابول عام 1971. وبعد تخرجه وفي عام 1972، تم تقديمه كمدرس في مدرسة روشان الثانوية. وبعد أن أمضى سنة في مدرسة روشن جبرا الثانوية، انتقل إلى كلية المعلمين في قندهار، ومن هناك إلى كلية المعلمين في كرديز، ومن هناك إلى قندوز، وتنقل مراراً وتكراراً. وكان سبب النقل المبكر والمتكرر للأستاذ هو ببساطة أن الحكومة في ذلك الوقت، والتي باعت شعبها للمؤامرات والشيوعيين، لم يكن لديها الصبر للسماح للأستاذ المكافح بالاستفادة من التعاليم الإسلامية المباركة للشباب.
نضاله
بعد الانقلاب المشؤوم في أبريل 1978م وفي سبتمبر 1978، اتخذ الأستاذ مشفق طريق الهجرة وهاجر إلى دولة مجاورة. غير إن الحكومة الشيوعية، اعتقلت بوحشية وقتلت سراً والده الشجاع والنبيل، المرحوم الأستاذ تاج محمد خان، الذي، مثل الآلاف من مواطنينا المسلمين.
كان المرحوم الأستاذ مشفق يعمل في مكاتب الدعوة والتنظيم في الجمعية الإسلامية في فترة الهجرة، ومن أجل فتح معاقل الجهاد أسس مع إخوانه مركزاً للجهاد في منطقة تورغار في ولاية لغمان. كان يبذل دائماً جهوداً كبيرة لتوحيد كل منظمات الجهاد، وكان يكره الانقسام كثيراً.
لقد قدم الأستاذ الراحل، باعتباره عالماً وكادراً مهنياً في البلاد، خدمات جليلة في مجال التربية والتعليم للشباب في جامعة الدعوة والجهاد وأم المؤمنين، واستفاد الكثيرون من علمه وفضله.
كان الأستاذ الراحل يفضل دائمًا التدريس على المهام الأخرى. ورغم تعليمه العالي ومؤهلاته المهنية، وفرصة تولي مناصب حكومية عليا، إلا أنه رفض قبول أي نوع من المناصب. ومؤخراً عمل الأستاذ الراحل أستاذاً ومدرباً لعدة سنوات في مناطق نائية من أفغانستان، وكان هدفه الرئيسي الدعوة ونشر الأفكار الإسلامية.
وفاته
في 14 نوفمبر 2010، بين صلاة العشاء وصلاة الفجر يوم الجمعة، استجاب الأستاذ الراحل لنداء الموت وودّع هذه الدنيا الفانية عن عمر ناهز الستين عاماً 63 عاما تقريبا.
ولقد احتسب الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد السابق للإخوان المسلمين عند الله تعالى محمد عباس مشفق أحد قيادات الإخوان في أفغانستان، والذي قضى حياته مجاهدًا، ووافته المنية يوم الجمعة الماضي عن عمرٍ يناهز 63 عامًا.
للمزيد
- الأستاذ الدكتور محمد إسماعيل لبيب بلخي
- المرشد العام السابق الاستاذ محمد مهدي عاكف ينعي الأستاذ محمد عباس مشفق.