اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل
علم فلسطين.jpg


بقلم : عصام عرابي

اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل عنوان لافت للنظر ، لو أدخلنا هذا العنوان في إحدى محركات البحث لوجدنا عشرات الصفحات له ، ولو ذهبنا إلى الواقع لن نرى لهذا العنوان وجود ،لقد تم مسح وجودنا في البرازيل ، مسح هويتنا ومن الممكن مستقبلاً أن يتم مسحنا كأشخاص كأشخاص فلسطينيين من هذا الوجود ، وسوف يصفق الجميع لذلك ، بكل بساطة لأن اللاجئين الفلسطينيين ليس من داعم لهم الكل دون إستثناء يقفون مكتوفي الأيدي موقف المتفرج ....لم يكن نقل الفلسطينيين إلى البرازيل إلا سلسلة مكملة لسلسلة العذاب التي بدأت من قديم الزمان بدايةً بإحتلال فلسطين وإستضافة العراق لهم ليعانوا ويلات الحروب ورعب الميليشيات المسلحة ليكون للاجيئ الفلسطيني نصيب كبير من هذه الأعمال فطالته يد الغدر والقتل والخطف فلم يعد يعرف من عدوه وفي أي مكان يتربص فيه ، في طريق العمل أو في السوق أو يدخلون عليه إلى البيت وإلخ حتى أصبح الفلسطيني مهدداً بكل لحظة تمر عليه فأصبح العيش لا يطاق ، لتبدأ مرحلة نزوح جديدة تشبه سابقتها ، فخلفة الكثير من الأسماء منها الرويشيد والوليد والتنف في دول جوار العراق ، عدا من ذهب لأبعد من ذلك ...

رحلة العذاب هذه في غاية المشقة ينتج عنها فقدان الأحبة والأعزاء على قلوبنا من أطفال ومرضى ومسنين وحتى أشخاص بكامل صحتهم بهذه الظروف القاسية لأنها أقوى من أي إرادة ليس من فلسطيني من فلسطينيوا العراق إلا وشاهد الموت هناك بأًم عينه العديد من المرات ولولا لطف من الله على البعض لكانوا ضحايا ، ومن جهة أُخرى كان العديد من أُخوتنا فعلاً ضحايا في العراق وفي المخيمات التي لجأوا لها فقدنا أعزاء علينا كانوا جزءً منا لكن الظروف وأية ظروف ؟ ظروف عوقة منا الكثير وقظت على الكثير منا .....جميع الفلسطينيين يقاسون في شتى بقاع الأرض ، وذلك نتيجة المؤمرات التي تحاك ضدهم في كل وقت وفي كل مكان !!!

لتنتهي رحلة البداية في البرازيل فقد طُويت صفحة مخيم الرويشيد من جهة وفُتحت صفحات لعذاب جديد من جهة أخرى ، فقد إستبشر اللاجئون خيراً بداية دخولهم البرازيل وكانت السعادة غامرة ، إلى أن بدأت الأمور تتوضح من كل الجوانب ( بطالة + نقص فرص العمل + انفلات أمني ، يكمن في العصابات والقتل والخطف وقطاع طريق وأعمال النشل ) ......

هرب الفلسطينيين من العراق بسبب ( البطالة + نقص العمل + إنفلات أمني يكمن في الميليشيات والقتل والخطف وقطاع طريق واعمال النشل والتسليب )........

ما هو الفارق بين هنا وهناك ؟

وما تم ذكره من البلدين الأسباب الرئيسية ولم نأتي على ذكر الأسباب المتفرقة

وإذا كان الفلسطيني في العراق يملك مسكناً يأويه في بلد ترعرع فيها يعرف كل شيئ فيها من طرق وأُناس ، الفلسطيني مهدد بالبرازيل بمصير مجهول كالعائم في بحر لا يعرف له نهاية وعندما يتعب تكون نهايته فيه ..

أيها الأخوة الكرام لايحق للاجيئ شيئ في بلد أصلاً ليس فيه حقوق ،لايحق للاجيئ رفض شيئ ، لايحق له أن يطالب شيئ ،حتى لو فعل لن يكون هناك مهتم أو مجيب لما يقول ، وبالتالي عليه قبول كل شيئ شاء أم آبى ...

هكذا يكون الوضع في البرازيل .. وإذا رفض اللاجيئ البرازيل لضروفها المشابهة للعراق بعد أن مزقته الحروب والميليشيات يكون ذنبه كبيراً جداً وكأنه أجرم ، سيعاديه الجميع لموقفه ، كيف ؟!

بأي حق ! كيف يرفض البرازيل ؟

يجب أن يدوس على نفسه وعلى مستقبل أطفاله ليصبح اللاجيئ النموذجي الذي جاء إلى البرازيل لاجئاً وأصبح المثل الأعلى في التأقلم والإنخراط في مجتمع ببلد ليس له فيها إلا الضياع والمصير الأسود ..

الجميع لا يشعرون بمعاناة اللاجئين فلا يؤلم الجرح إلا صاحبه ، فعند الوهلة الأولى من النظر وبشكل ضاهري سيرون أن اللاجيئ مرتاح جداً شقة وُضع فيها اللاجيئ أعجبته أم لم تعجبه وأثاث لايهم إذا كان جيداً أم سيئاً هذا لايهم وفعلاً أنا أقول هذا لايهم ،لأن هناك ماهو أهم ....

لو تركنا النظرة الأولى وأمعنا النظر قليلاً ستظهر المشاكل والمعاناة الحقيقية للاجئين المكونين من عوائل ومرضى ومسنين وأطفال ما هو المصير وإلى أين المطاف بعد وماهي النهاية ؟

هل خرجنا من القتل في العراق للموت البطيئ في البرازيل ؟

هل يخرج الإنسان من نارليقع في بركان يذوب فيه؟

ألم تفكر المفوظية بمصير من جلبتهم لمثل هذا البلد؟

أم أن هذه الناس ليس لها من مغيث فلا يهم ما يحدث بهم؟

ويجب إخماد أي صوت يعلو بشكل مباشر أو غير مباشر لأنه على عكس رغبة البعض هنا ....

ودليل على سوء الوضع ومايعانيه اللاجئين الفلسطينيين والتأمر عليهم مع بعض الجهات التصرف الأهوج المجنون الذي قامت به المفوظية حين شعرت بالظغط ما كان من مسؤولين المكتب إلا الفرار ألا يبدو الوضع أشبه بعملية نصب وإحتيال أم أن المفوظية إظطرت للتسريع بخطة كانت ستنفذ بعد إنتهاء مدة العامين لو حاول الفلسطينيين الإعتصام ! تتركهم وليس من أثر لمن جلبكم !!!!

ليرى العالم كله كيف كان رد المفوظية على اللاجئين الذين كانت هي سبب مآساتهم ..

هل المفوظية متعودة على تلك الأساليب أم أن هذه التصرفات الطائشة المنافية للأخلاق لم تصدر إلا من مكتب البرازيل لعدم إرتقاء مسؤوليه للحكمة في التصرف ؟

أم أنها معركة مع اللاجئين الفلسطينيين مباح فيها إستخدام كل الأساليب الجبانة لحسم الموقف بشكل قاطع لصالح المفوظية ؟

وإلى متى سيبقى مكتب المفوظية لا يعلن عن عنوانه مخافة من اللاجئين ؟

هل سيبقى مكتب المفوظية متخفياً حتى إنقضاء مدة العامين ؟

هل سيتابعون أعمالهم بشكل سري مثل العصابات واللصوص ؟

أم سيكون العنوان لدى أُناس وأُناس ؟

ما كل هذا النعيم الذي يعيشه اللاجيئ الفلسطيني في البرازيل ؟

أوضاع سيئة ومفوظية هاربة ومؤسسات رفعت يدها من أغلب الأمور وعند ما تتكلم للمؤسسة تقول المفوظية وبدورها المفوظية تقول المؤسسة واللاجيئ ضائع بنصف الموضوع يصول ويجول بدائرة لايعرف أين بدايتها وأين نهايتها !!!!

وهناك موضوع لافت للنظر أن أي شخص يذهب ليعتصم ويتم الكذب عليه ويعود خائباً يتم الإنتقام منه بعد عودته ، أيها الأخوة ، إن تصرف المفوظية بغاية الخطورة من كل الجوانب ولن يُهدء من الوضع الراهن شيئ فإن المفوظية تصرفت بمكر وخباثة فقد أصبح اللاجئون المعتصمون عرضة للعديد من الهجمات من قبل الشرطة البرازيلية التي تحاول قمعهم بين الحين والآخر لأن حقهم بالإعتصام سقط وبذلك تكون قد حققت المفوظية هدفها المنشود بتدمير ونسف هذا الإعتصام الذي أكدت المفوظية عبر فرارها بأنه كان في غاية الحرج لها وكان يكتم على أنفاسها ...

ماذا تعتقد المفوظية أنها حتى لو ضلت مجهولة العنوان لنهاية المدة فليست هذه نهاية المطاف سيكون للاجئين رد على ذلك فلن نقف مكتوفي الأيدي ننتظر لحظة فقدان حياتنا وكرامتنا وعوائلنا وأطفالنا ولن نرضخ للعيش حياة نحن غير راضين عنها شائت المفوظية وغيرها أم أبت ، الوضع الراهن يتطلب توحيد كلمة كل الأخوة اللاجئين الرافضين لذلك الوضع لحسم هذا الموقف الذي تضعنا فيه المفوظية وإتخاذ خطوات جديدة للرد على هذه المهزلة فقد أصبح الوضع يدعوا للسخرية والإستهزاء....

من العار أن تتصرف منظمة تتدعي الإنسانية مثل هذا التصرف اللامسؤول تصرف فيه سخرية وتلاعب بمصير مسنين ومرضى إضافة لعوائل تبحث عن مستقبل لأطفال ليس لهم ذنب في واقع لم يختاروه بيدهم ذنبهم الوحيد أنهم ولدوا فلسطينيين ، ختاماً أود القول أننا مثل الذي يصرخ في صحراء لا من سامع ولا من مجيب وليس لنا إلارحمة من الله تشملنا وتشمل عوائلنا وأطفالنا والمسنين والمرضى منا .....

- عصام عرابي - البرازيل

المصدر