الهضيبى والوصاية على الثورة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

فهرس الكتاب


الهضيبى والوصاية على الثورة

وفى أحد لقاءات عبد الناصر بمنير دلة رحمهما الله قال عبد الناصر : إنى أريد أن أقيم لحكمى نظاما فريدا بأزرار كهربائية فإذا ضغطت على زر قام الشعب وإذا ضغطت على زر آخر قعد الشعب . فقال له الأستاذ منير " والله طيب يا سى جمال !! كأنك تريد أن تحكم منفردا ! إن هذا لن يكون فى إمكانك " فسكت ولكنه لم ينسها له فلما بدأ فى تعذيب الاخوان كان تعذيب منير دلة مضاعفا . وليس هذا رأى الاخوان فى عبد الناصر بل إن خليفته السادات ذكر فى كتابة " البحث عن الذات " ما معناه أن عبد الناصر ما كان يطيق أن يناقشه أحد فيما يراه . ولعل هذه الدكتاتورية كانت من بين الأسباب التى أثارت حقد ( الدكتاتور ) على المرشد أولا ... أى أنه مسلم ويعرف حق الرعية على الراعى كما يعرف واجباتها إزاءه ولأنه رجل قانون يعرف ما له وما عليه إزاء الحاكم طبقا للقوانين الوضعية بعد السماوية ولأنه رجل مجتمع يعرف ما يليق وما لا يليق ما كان له أبدا أن يطلب من عبد الناصر كرئيس للوزارة أن يعرض عليه قرار أو إجراء يتخذه إنها إذن ليست حكومة وإنها من جانب الهضيبى إذن وصاية علىالحكومة وهذا مالا يخطر للأستاذ الهضيبى على بال بأية حال من الأحوال بدليل أن عبد الناصر أختار الباقورى وزيرا للأوقاف دون ان يخطر المرشد ودون أن يسـتأذن الباقورى مرشده رغم ما كانت فى عنقه من بيعة ولعلها شهوة الحكم سيطرت على الشيخ فلم يستطع إفلاتا من قبضتها الزبرجدية ! مع علمه بأن طاعة المرشد فيما يحب أو يكره أمر مقرر يوم أن وضع يده فى يد المرشد يبايعه وما أظن إلا أن فضيلة الشيخ الباقورى أحس بخطورة نقض البيعة وخاصة بعد ما أصابه معنويا من دخول وزارة عبد الناصر بلا إذن أو استئذان من المرشد وما هذه الفرية فرية إطلاع المرشد على قرارات عبد الناصر قبل إصدارها إلا صورة من الاتهامات الباطلة التى ألصقها عبد الناصر وحواريوه وكتابه بالمرشد تبريرا لما فعله بالمرشد والاخوان . إن عبد الناصر لم يندم يوما على شىء فعله ولم يبك مرة رقة ورأفة ورحمة على أية ضحية من ضحاياه وما أكثر عدد الضحايا .


فهرس الكتاب