بل شعب مصر كله شرفاء إلا ...
عجيب أمر من يربط بين مطلب الشعب بالإشراف القضائي الكامل على الانتخابات وتوافر النزاهة والشرف مدعياً أن من يقول ذلك يتهم باقي فئات الشعب بعدم النزاهة وانعدام الشرف ، فهذا المطلب ليس له أي صلة بتوافر النزاهة والشرف وعدم توافرهما ، بل له صلة بالحيدة والمقدرة على مقاومة جبروت من يحاول العبث بهذه الانتخابات سواء من السلطة التنفيذية أو من تدعمه بسلاح السلطة والمال ، وأعتقد أنه لا يمكن لعاقل مجرب أن يقول غير ذلك ، فلاشك أن القضاة هم أقدر الناس على التعامل مع السلطة العامة لما تعودوا عليه من كيفية التعامل معها ولما يحتمون به من استقلال وحصانة وأن غيرهم لا يتمتع بهذه المقدرة والتجارب تقول ذلك ، فقد شاهدنا أثناء إشرافنا على الانتخابات بعض اللجان الفرعية التي يرأسها موظفون على قدر كبير من الثقافة والوعي والشرف يدخل عليهم رجال الأمن ويأمرونهم بترك الصناديق وكافة المعدات والتنحي جانباً حتى ينتهي رجال السلطة من عمل اللازم وإلا تم اعتقال من يقاوم هذه الرغبة .
وأعتقد إن من يعارض الإشراف القضائي لا يستطيع أن ينكر أن رجال الأمن لا يستطيعون عمل ذلك مع القضاة ولهذا لجأت السلطة التنفيذية لمحاصرة اللجان من الخارج لمنع الدخول لأنها لا تستطيع مع وجود القضاة العبث من الداخل ، أما من ناحية عدم الاستجابة لمطالب القضاة التي ينكرها البعض عليهم فما يجب أن يعلمه الجميع أنه ليس للقضاة مطالب خاصة بهم فلم يسبق لهم أن طالبوا بميزة مادية أو معنوية خاصة ولكن مطلبهم هو استقلال القضاء ونزاهة الانتخابات واعتقد أنه لا يوجد في مصر إنسان شريف يستطيع أن يطلب عدم الاستجابة لذلك ولهذا فإني أقولها بصوت مرتفع أن شعب مصر كله شرفاء إلا من يطلب عدم الاستجابة لاستقلال القضاء ونزاهة الانتخابات .