حماس تكشف بالوثائق تجسس أجهزة أمن السلطة على المقاومة
غزة- ضياء خليل
كشف سعيد صيام- القيادي البارز في حركة حماس ورئيس كتلتها البرلمانية- أدلةً جديدةً ووثائقَ رسميةً على تجسُّس الأجهزة الأمنية الفلسطينية (التي كانت في قطاع غزة) على المقاومة الفلسطينية وقادتها العسكريين والسياسيين بالتنسيق مع جهاز المخابرات والشرطة الفيدرالية الأمريكيَين.
وأظهر صيام- في مؤتمر صحفي بمدينة غزة- رزمةً كبيرةً من الوثائق تؤكد التنسيق الكامل والشامل والمباشر بين الأجهزة الأمنية وجهات استخبارية معادية "إسرائيلية وأمريكية" وتبادل المعلومات حول قيادات فلسطينية ومطلوبين، ودول عربية.
وعرض صيام محاضر لاجتماعات قيادات جهازَي المخابرات العامة والأمن الوقائي مع الـ"سي آي إيه" والـ"إف بي آي" للتخطيط لضرب حركة حماس؛ "بحجة محاربة الإرهاب".
وتكشف محاضر هذه الاجتماعات كيفية التخطيط والتنفيذ لضرب واغتيال القيادات الدعوية لحركة حماس، والتجسُّس على الحركة ومكتبها الواقع غرب غزة، والتخطيط لزرع أجهزة تجسس داخله.
وأكد تورُّط الأجهزة الأمنية- التي تتلقَّى أوامرها من الرئيس محمود عباس- في علاقات جنسية وابتزاز لا أخلاقي لوزراء ونواب وقادة أجهزة ومسئولين في أعلى دوائر صنع القرار، بالإضافة إلى فساد مالي وأخلاقي لعدد من مسئولي فتح والمخابرات العامة وسفراء السلطة.
وأوضح صيام أن هذه الأجهزة كانت تعمل في الساحات العربية والإسلامية ضد مصالح هذه الدول، وقال: "سيتم وضْع هذه الدول في الصورة وإرسال الوثائق للخارج وكل دولة بما يعنيها، وقد بدأ ذلك فعلاً من خلال قيادة حركة حماس بالخارج".
ولفت القيادي بحماس أنه تم الاستماع إلى عدد من الضباط الأمنين قبل أسابيع بقطاع غزة من قبل الحركة، وفسَّروا معلومات عديدة ودقيقة في وثائق الفساد التي سيطرت عليها الحركة في منتصف يونيو الماضي.
وقال صيام: "التقينا عددًا من الضباط الأمنيين، وفي يدنا خيوطٌ تجاه عمليات تصفية واغتيالات في الساحة الفلسطينية، بعض أطرافها في الضفة موجود الآن، مثل اغتيال خليل الزين، وإطلاق النار على محاضر جامعي، ونعيم أبو سيف القيادي الفتحاوي".
وأضاف: "أخبرونا (الضباط) عن عملاء في المخابرات العامة، وهناك تسجيلات صوتية لهم، وتسابقوا لتزويد الاحتلال بالمعلومة، وتسجيلات صوتية في جهاز الأمن الوقائي لشخصيات رفيعة المستوى، كانت ملاصقةً للرئيس أبو عمار ومقرَّبةً الآن من عباس، وقد زودت ضابطَي مخابرات من الاحتلال بالمعلومات حول عرفات وأنشطته وتحركاته وجدول أعماله".
وعرض صيام في المؤتمر فيديو يُظهر الرئيس عباس في اجتماع لضباط المخابرات العامة، يعطيهم فيها الإذن بقتل كل من يحمل صاروخًا من رجال المقاومة.
بالإضافة إلى لقاءات في قطاع غزة بين المخابرات الأمريكية وقيادات الأجهزة الأمنية جاءوا لوضع آلية للتنصُّت على محمد الضيف- القائد في كتائب القسام- والمطلوب الأول لقوات الاحتلال ووضع جهاز تنصُّت في سيارته وجهازه النقال وأماكن تنقله.
وعرض صيام فحوى المكالمة بين القيادات الأمنية الأمريكية ومحمد دحلان، وكيفية استهزاء دحلان بالشعب الفلسطيني بعد استقباله بحفاوة الرئيسَ الأمريكيَّ "بيل كلينتون" وزوجته خلال زيارتهما في غزة، ومن ثم عرض ما تم التوصل إليه في مراقبة الضيف.
وبيَّن صيام بالأدلة كيف راقب جهاز المخابرات العامة القائد البارز في كتائب القسام وائل طلب نصار؛ حيث استمرت متابعته عامًا كاملاً حتى تم استهدافه من قبل طائرات الاحتلال وتم اغتياله.
وأظهر كيف تابعت المخابرات الشهيد القائد البارز في كتائب القسام عدنان الغول، وأماكن وجوده، وأسماء عناصر كتائب القسام ومنازلهم، وأماكن عامة يتردد عليها أفراد الكتائب، رموز حماس في المنطقة ورموز في الكتائب ومخازن السلاح التابعة لحماس.
وعرض وثيقة تبين متابعة المخابرات للقائد الميداني في كتائب القسام تامر حلس الذي اغتاله الاحتلال بعدها.
وكشف صيام متابعة المخابرات لكتائب القسام بعد عملية أسر الجندي الصهيوني "جلعاد شاليت" وتكثيف أنشطتها بخصوص مواقع التدريب التابعة لحماس، وعرض أمام الصحفيين وثيقةً للمخابرات العامة بطلب تزويد قاعدة بيانات بمواقع التدريب؛ حيث تم استهدافها فيما بعد.
وأكد بالوثائق كيف تابع جهاز المخابرات مواقع القوة التنفيذية وحددوها بدقة وبوصف كامل لنشاطات أفراد القوة، والتي استُهدفت فيما بعد من قبل قوات الاحتلال.
كما أظهر صيام وثائق تؤكد متابعة المخابرات لنشاطات وعناصر كتائب القسام وأذرع عسكرية فلسطينية أخرى، وكيف كانوا يتتبعون السيارات التي تستخدمها كتائب القسام، بنوعها وأرقامها وكل تفاصيلها، وكشف أسماء مقاومين ضربوا صواريخ قسام على سديروت خلال أحد اجتياحات الاحتلال في بيت حانون.
وشدد صيام على أن هذه الأجهزة مارست عمليات الإسقاط الجنسي وأوقعت ببعض الناس بسبب أخطاء ارتكبوها، وكان يحمل في يديه أسطوانات قال إنها تحوي تصوير عمليات إسقاط لقائد جهاز أمني ونائب عام وابنة وزير ومسئول فتحاوي الآن ومعادٍ لحماس ويحاصر غزة، مؤكدًا أن هذه الأدلة غيضٌ من الفيض الذي بيد حماس.
وقال خلال المؤتمر إنه سيعرض هذه الأسطوانات أمام عدد محدود من الصحفيين للتأكد من الحقيقة؛ بسبب تعرضها لأعراض الناس.
ويأتي مؤتمر صيام بعد أسابيع من مؤتمر صحفي للقيادي بحماس د. محمود الزهار، كشف خلاله رزمةً من الوثائق التي تدين قادة الأجهزة الأمنية ومسئولين ووزراء بقضايا فساد مالي وأخلاقي.
المصدر
- خبر: حماس تكشف بالوثائق تجسس أجهزة أمن السلطة على المقاومة موقع اخوان اون لاين