عاصم محمود المرسي.. شجاعة وثبات أمام جحافل الأمن المركزي
كتبت- سالي مشالي
ضرب الطفل عاصم محمود المرسي - 12 سنةً- مثالاً في الرجولة رغم حداثة سنه أثناء وجوده أمام مجلس الدولة يوم 3/4/ 2007 م لحضور جلسة طعن والده أمام القضاء الإداري على إحالة الإخوان إلى المحاكمة العسكرية، بصحبة أحد أقاربه.
وكان عاصم يرتدي "تي شيرت" يحمل صورة والده وعبارة "الحرية للشرفاء"، ويبدو أن الصورة والعبارة قد أثارت حفيظة ضباط أمن الدولة الواقفين أمام باب مجلس الدولة؛ حيث توجه إليه أحد الضباط وأمره أن يخلع الـ"تي شيرت" ويسلمه لأحد العساكر لأن الدخول به ممنوع على حد قوله!!
ورغم أن عاصم شرح للضابط أنه لا يرتدي شيئًا آخر تحته إلا أن الضابط أصر على أوامره مما اضطر الصبي إلى أن يخضع للتعليمات، وبالفعل خلع الـ"تي شيرت" وسلمه للعسكري وظل واقفًا "بفانلة" داخلية كان يرتديها تحت الـ"تي شيرت،" ولكنه شعر بعد قليلٍ ببرودةٍ شديدةٍ فتوجه إلى الضابط وطلب منه الـ"تي شيرت"، وأخبره أنه سيرتديه على ظهره بحيث لا تظهر الصورة، ولكنه وجد إصرارًا من الضابط على الرفض، فاستسلم وقال له: "فقط أعطني الـ"تي شيرت" وسوف أغادر المحكمة لأني أشعر أنني سأمرض".. فاستفز هدوء الطفل وعدم خوفه الضابط، فما كان منه إلا أن جره بعنف إلى أحد أركان القاعة وبدأ في سؤاله عن اسمه وسبب وجوده واسم ابيه ومَن الذي بصحبته؟.. فرد الصبي بثباتٍ قائلاً: "أنت عارف اسمي وعارف اسم بابايا، وعارف أنا هنا ليه، وأنت مش محتاج تسألني الأسئلة دي".
أدرك الضابط شجاعة الطفل وثباته، فقرر إرهابه وتفزيعه وبث الرعب في قلبه فاستدعى اثنين من رجال المهمات الخاصة من ذوي الأجسام الضخمة فقاما بـ"تكتيف" عاصم من ذراعيه ووضعاه أمام إحدى عربات الأمن المركزي، ثم أصدر الضابط أوامره للعساكر لينزلوا بأعدادهم الغفيرة ودروعهم وعصيهم من السيارة ليتكتلوا على الصبي الوحيد ويحيطوا به من كل جانب فيحاصروه "ويزنوقوه" في الحائط.
ورغم كل هذا ظل الصبي على ثباته ولم يبكِ أو يرتعد أو يستغيث، وإنما نظر إليهم باستهانة قاتلة، وظل الصبي على هذا الحال لمدة تزيد على النصف ساعة، ولم يكن يعلم ماذا حدث لمرافقه الذي تعرَّض هو الآخر لمضايقات من نفس النوع وتم احتجاز تليفونه المحمول والكاميرا التي كانت معه، وفي النهاية أعاد إليه الضابط الـ"تي شيرت" وأمره بالانصراف.
المصدر
- خبر:عاصم محمود المرسي.. شجاعة وثبات أمام جحافل الأمن المركزيإخوان أون لاين