عبد الله الاربيلي
ولادته ونشأته
- هو عبد الله محمد عمر يوسف سليمان علي احمد خليل النقشي الأربيلي .
- ولد في أربيل سنة 1905 . نشأ نشأة دينية خالصة وترعرع في أحضان أبوين صالحين لا يعرفان إلا تقوى الله والاعتزاز بالإسلام.فزرعا فيه حب الله ورسوله .والجهاد في سبيل الله ورفع شأن الإسلام والمسلمين.
- في سن السادسة أدخله والده المدرسة الدينية ليتعلم القرآن الكريم حسب المنهج المتبع آنذاك، فتعلمه في مدة ستة أشهر.
دراسته
في 1922م رحل والداه إلى الموصل، وكان في كنفهما ، فواصل التحصيل الدراسي في المدارس الأهلية الدينية . على أيدي الشيوخ الأجلاء في الموصل رحمهم الله ، مثل الشيخ (طاهر الاتروشي) حيث تلقى على يديه فن التصريف؛
ثم درس فن التفسير والحديث ومصطلحاته وأصول الفقه الحنبلي على يد الشيخ عبد الله أفندي الحسو المدرس في مدرسة محمد أفندي الرضواني رحمه الله ، إضافة الى الفقه الشافعي والنحو والعقيدة.
درس على يد الشيخ المرحوم أحمد حمدي آل القطب بمدرسة الحاج زكر النحو والمنطق والبلاغة وفن الوضع وعلم الكلام أخذ علم الفرائض وفن التصريف من الشيخ قاسم الجليلي؛وفي مدرسة الحاج زكر درس على يد الشيخ المرحوم (عبد الله أفندي النعمة) الذي كان في حينه مديرا في مدرسة الإرشاد الديني في مدرسة حسن باشا في الموصل؛
في 1947م درس على يد الشيخ المرحوم بشير الصقال وتلقى دروسا في النحو والبلاغة والمنطق وميزان الشعر وأصول الفقه الحنفي في 1954 منحه الشيخ (عبدالله الحسو) الإجازة العلمية . ثم منحه الشيخ المرحوم (احمد حمدي القطب) إجازة ثانية في اللغة النحو . فأصبح بعدها مؤهلا ليكون احد شيوخ الموصل من العلماء
نشاطه الدعوي
عرف الشيخ الأربيلي رحمه الله بعقيدته السلفية المبنية على القرآن والسنة وعدم المغالاة ، وسار على نهج السلف الصالح ، لم تنل منه السنون وحوادثها . وكان رحمه الله عالما من علماء الموصل الأتقياء وشيخ من شيوخها الأصفياء ، كانت نشأته نشأة دينية وأخلاقية ، وغدا موضع احترام وثقة وتقدير كرجل تقي عرف الله في قلبه فغشاه .
وعبده شاكرا لعظمته وقدرته ولكونه هداه ، سيرته حسنة يزينها الخلق القويم والسلوك المستقيم. تأثر الشيخ الأربيلي بدعوة الإخوان المسلمين فكان أحد الخطباء الذين انطلقوا يعرفون بالدعوة من منابرهم .
أسست جمعية الأخوة الاسلامية حتى قبل إجازتها واختار أعضاء فرع الجمعية في الموصل الأخ عبد الحافظ سليمان أول رئيس مؤقت للجمعية وكانوا يمارسون الدعوة والأنشطة حتى قبل حصولها على الإجازة الرسمية.
وقد أقام الإخوان احتفالا افتتاحيا في 20 تشرين الأول 1952 ألقيت فيه الكلمات والخطب الحماسية تناوب على إلقائها كلا من أحمد المسدي الخطيب وعبد الله الأربيلي وعبد المنعم الزرري و محمد سالم زيدان وأحمد عبد الله الحسو .
وفي 5 من تشرين الأول 1953، اختير عبد الله محمد الأربيلي رئيساً لجمعية الأخوة الإسلامية فرع الموصل ، إذ عقدت الجمعية اجتماعها الأول في مقرها، ، تمثل نشاط جمعية الأخوة الإسلامية في الموصل بنشاط علني، تكفل به أعضاء الهيئة الإدارية للجمعية وبرئاسة عبد الله الأربيلي.
وكان أول نشاط للجمعية بعد إجازتها الدعوة إلى اجتماع يعقد في الجامع النوري الكبير، إذ خطب فيـه (عبد الله الأربيلي)، وأعضاء الهيئة الإدارية، بينوا، وأعلنوا في خطبهم، وكلماتهم مبادئ وأهداف جمعية الأخوة الإسلامية في الموصل، داعين الناس إلى الانتساب إليها. ويذكر ان الجوامع والمساجد كانت من أهم الأماكن التي مارست فيها الجمعية نشاطها.
كان من العلماء الدعاة العاملين الذين لا يتكسبون من دعوتهم فكان صاحب مطعم يبيع الشواء متميزا بخدماته لراحة رواده ومحبيه، ذا محيا باسم وصورة هادئة تنم عن ورعه وخوفه من الله. ويذكر الأستاذ علي الطنطاوي (رحمه الله) عنه عندما زار الموصل سنة 1954 للتعريف بقضية فلسطين مع الشيخ أمجد الزهاوي والشيخ محمد محمود الصواف فيقول ( إن الصواف أخذني لأحاضر في ناديهم ، وقد صار للإخوان المسلمين بسعي الصواف نادٍ في الموصل (يقصد دار فرع جمعية الأخوة الإسلامية) ، كما صار لهم نادٍ في بغداد والبصرة )
وبعد أن ألقى خطبته قام يخطب الشيخ عبد الله الأربيلي فيقول عنه الشيخ الطنطاوي:
- ( وقام يخطب في هذا الاجتماع شيخ بعمامة بيضاء، عرفت بعد أنه رئيس هذا النادي . تكلم فأجاد ، ونمَّ ما قال عن علم وفضل وإخلاص، وأعجبت به وأثنيت عليه ، فلما كان من الغد ، وكان الشيخ الصواف يمر بي في سوق مزدحمة ، بقيت في نفسي صورتها ، وذهب مني اسمها ، فوجدت محلا لشواء اللحم والشَّوَّاء بمئزره الأحمر ، قائم في مدخله ، يقطع اللحم للزبائن. وهم مزدحمون عليه . ... إلى حيث يشوى قطعا أو كباباً، ثم يأتون به فيأكلونه .
فقال لي الصواف:
- هل تحب أن ندخل فنأكل ؟ قلت أفي هذا المكان؟ ووسط هذا الزحام ؟ لا، يا عم. قال انك تعرف صاحب هذا المحل، قلت وأنى لي معرفته؟ قال انظر إليه تذكره. قلت وأين هو حتى أنظر إليه ؟ قال: ها هو ذا! وإذا هو يشير الى الرجل ذي المئزر الأحمر ، فأمعنت النظر إليه وهو يقطع اللحم من الخرفان المعلقة بين يديه ، فإذا هو صاحبنا بالأمس ، وإذا هو الشيخ الذي خطب في الاجتماع.)
ألغيت إجازة جمعية الإخوة الإسلامية عام 1954 ثم ألغي فرع الموصل وصفيت موجوداته عام 1955 . ورغم إلغاء فرع الجمعية وإغلاق مقرها في الموصل إلا أن الإخوان استمروا في نشر أفكارهم ودعوتهم بالشكل العلني ، وشاركوا في معظم الأحداث السياسية التي شهدتها المنطقة وكانت اجتماعاتهم تعقد في البساتين والجوامع الصغيرة بعيدا عن أعين عيون الأمن لتتوسع الحركة حتى عام 1958 .
وللدور الأساسي للإخوان المسلمين في مواجهة المد الشيوعي سنة 1959 في مدينة الموصل ، فقد اعتقل بتهمة المشاركة ثورة الشواف عام 1959 مع إخوانه غانم حمودات و عبد الحافظ سليمان وهاشم عبد السلام وغيرهم ، وتعرض الإخوان في الموصل الى أبشع وسائل التعذيب والقتل من الشيوعيين ولم تطل مدة اعتقاله كباقي إخوانه فقد أطلق سراحه بتأثير إذاعتي دمشق وصوت العرب اللتين أخذتا تكشفان المعاملة الوحشية التي يتعرض إليها علماء الدين في العراق داخل السجون.
الوظائف والحرف التي شغلها
نسب للإمامة والخطابة في جامع عمر الأسود في شهر السوق من عام 1959م لغاية 1976م
عمل في التدريس بمدرسة الحاج زكر من عام 1952 ـ 1974م ودرس على يديه العديد من طلاب العلم الذين شغفوا بالعلم والارتواء من معين الشريعة المستندة للكتاب والسنة.
نسب كواعظ سيار حسب أمر أوقاف نينوى للفترة من عام 1963 لغاية 1974م وعند بلوغه السن القانوني ، تقاعد من العمل الوظيفي لدى الأوقاف.
استمر بعد تقاعده على مزاولة مهنة (بيع الكباب) في منطقة باب الطوب في محله المشهور بالكباب الجيد الخالي من الغش وبنكهته المميزة , وكان رواد المطعم يفدون إليه أفواجا ، وخاصة عند الظهيرة . إلا ان ذلك لم يمنعه من مواصلة واجبه الديني في البحث والتدريس والإرشاد طيلة حياته العلمية.
مؤلفاته
- مقالة في مجلة الاخوة الاسلامية
- نشر بعض المقالات الدينية في جريدة التعاون الموصلية بعنوان (الجهاد في الإسلام) وذلك في 1968م
- لديه مخطوط تحت اسم (توحيد المسلم وأسس عقيدته) في أربعمائة صفحة تقريبا
- رسالة صغيرة بعنوان (أقوال أئمة الإسلام في قراءة الفاتحة) وراء الإمام
- نشر كتاب رسالة في الزكاة، مطبعة سليمان ، 1957 ، 570ص.
وفاته
- توفي عام 1983 بعد حياة حافلة بطلب العلم وتعليمه والدعوة الى الله رحمه الله وأسكنه الفردوس الاعلى.
المصادر
- كتاب جمعية الأخوة الاسلامية في العراق (1949- 1954) دراسة (ماجستير) عن نشأة حركة الإخوان المسلمين في العراق ، للباحثة (إيمان عبد الحميد الدباغ )
- كتاب ذكريات الشيخ علي الطنطاوي (رحمه الله) الجزء الخامس.