علي نويتو وذكريات عن الإمام الشهيد "حسن البنا"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


"علي نويتو" وذكريات عن الإمام الشهيد "حسن البنا"

الأستاذ على نويتو

الأستاذ "علي نويتو" من مواليد 1928م، وانضم إلى (الإخوان) مبكرًا، وكان له شرفُ مقابلة الإمام الشهيد "حسن البنا".. التقيتا به في ذكرى الشهيد؛ ليحكي لنا بعض ما عرفه وتعلمه من الإمام الشهيد "حسن البنا"، كما ألقى لنا الضوء على ظلال اغتيال الإمام الشهيد والظروف الدولية المحيطة.

بدأ الأستاذ "علي نويتو" حديثه عن ذكرياته عن الإمام الشهيد "حسن البنا" يقول: "إن الله- سبحانه وتعالى- اصطفى آدم ونوحًا وإبراهيم ومريم، واصطفى من أمة سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- الكثيرين؛ لأنها خير أمة أخرجت للناس، ومن هؤلاء الإمام الشهيد "حسن البنا"، الذي جاء في وقت كانت الدنيا كلها في أمس الحاجة إليه، وكانت مصر- على وجه الخصوص- في حاجة شديدة له، فقد تربَّع الاستعمار الإنجليزي، وبدأ صبغ المجتمع المصري بالصورة التي سعى إليها فاختزل الإسلام في (الدراويش)، وتعالت مقولات (الله حي عباس جاي)، وساد منطق (اللي يتجوز أمي أقول له يا عمي).

وأصبح الناس ساهين لاهين إلى أن جاء الإمام الشهيد "حسن البنا"، وأنشأ (جماعة الإخوان المسلمون) عام 1928م بالإسماعيلية؛ حيث كان لابد أن يظهر من يجدد لهذه الأمة أمر دينها، وبدأ الإمام الشهيد في تغيير كل المفاهيم السيئة التي سادت في المجتمع من جراء الاحتلال.

تعرفت على (الإخوان)

ويقول الأستاذ "علي نويتو": "تعرفت على جماعة (الإخوان المسلمون) من عدة روافد، كان منها أنني نشأت نشأةً صوفية، ثم تحولت إلى جمعية شرعية، وتعلمت على يد الشيخ "عبد الحليم موسى"، الذي علمنا العبادات، وفي يوم خميس من عام 1948م قال لنا: "يا أولاد.. غدًا نصلي الجمعة في مسجد (حسن باشا نشأت) في جزيرة (الزمالك)؛ لأن "حسن البنا" سوف يخطب الجمعة هناك"، وكان أول لقاء لي مع الإمام الشهيد "حسن البنا".

رأيته بعباءته المعروفة ونظرته الثاقبة، وكانت خطبته (صناعة الموت)، وقد كان لهذه الخطبة دورٌ كبيرٌ في إحياء هذه الأمة، بعد ذلك سمعته في حديث الثلاثاء وصليت خلفه عدة مرات.

الاغتيال:

وعن استقباله نبأ اغتيال الإمام "البنا" قال "نويتو": "كنت وقتها في رحلة التخرج من الكلية، وكنت في أسوان، وأذكر أن (الإخوان) قد حزِنوا حزنًا شديدًا، وكان من بينهم أخٌ من إخوان (بنها) خرج إلى الشارع عقب عملية اغتيال الإمام الشهيد يقول: "الله أكبر ولله الحمد"، ويهتف بصوتٍ عالٍ ضد مقتل الشهيد، فلم يتحمَّل هذا الحدث فما كان من أخيه إلا أن ضربه بـ(سيخ محميٍّ) على رأسه؛ حتى يقلل من هيجانه واستمر هادئًا بعد ذلك حتى آخر عهدي به.

ولم يهتز هذا الأخ فقط، بل اهتزت مصر كلها، واهتز كثيرٌ من البلدان العربية والإسلامية، وكان موقف العرب وموقف المؤسسات الدولية كموقفها هذه الأيام، حيث تدور مع موقف القوى العظمى فدارت جميعها مع بريطانيا حينها، وأذكر أنني عندما كنت في سجن (ليمان طرة) عام 1954م قابلنا من قتلوا الإمام الشهيد، وقد وضعوهم معنا حتى نقتلهم، كما فعل السادات بعد ذلك حيث سجن معنا "علي صبري" و"صلاح نصر" و"شمس بدران"، إلا أن إسلامنا وديننا يحول دون الإجهاز على جريح.

من الذي اغتال "البنا"؟!:

وعن "مَنْ الذي اغتال الإمام الشهيد؟" قال "نويتو" إن التخطيط كان إنجليزيًّا تم عن طريق المخابرات الإنجليزية الموجودة في الإسماعيلية، وكانت الأداة هي "الملك"، وكل ذلك كان بإيعاز من العدو الصهيوني، الذي وجد مقاومةً قويةً من كنائب (الإخوان المسلمون) في حرب فلسطين 1948م؛ حيث اعتقدوا أنه بقتل "البنا" تنهار هذه الجماعة التي تصدَّت لمطامعهم، خاصةً إذا وضعنا في الاعتبار أن من سمات اليهود إشعَال الحروب، ورغم ذلك فإن اغتيال "البنا" لم يؤدِّ إلى انهيار الجماعة؛ لأنه كان يربي رجالاً أوضح لهم أنه سيتم التضيق عليهم، وأنهم سيُبلَون في أموالهم وأنفسهم.

وحول ما قيل عن ظهور خلافات بعد اغتيال الإمام قال الأستاذ "علي نويتو"- الذي ولد عام 1928م عام ظهور دعوة (الإخوان المسلمون)-: "إن مجتمع (الإخوان) مثله مثل أي مجتمع، فمجتمع الصحابة- على سبيل المثال- قد حدثت به بعض الخلافات، وليس منطقيًا أن يحدث إجماع على شيء؛ فالله- سبحانه وتعالى- ليس هناك إجماعٌ عليه، ومن ثمَّ لابد أن يكون هناك خلاف، وإذا وجد هذا الخلاف فلابد أن يكون هناك إصلاحٌ، والإخلاص لله- سبحانه وتعالى- هو الذي يجعلنا نتحمل أي عقبات.

ويضيف: "وبالطبع كان هناك عدة أمور أفرزت هذه الخلافات، في مقدمتها الشيطان الذي دخل بين الإخوة وأن البعض ممن لم يتربوا جيدًا قد أخذتهم العزَّة فضلاً عن ظهور "الأنا"، التي لم تمت؛ ولذلك الدعوة تطلب دائمًا الأتقياء الأخفياء.

عودة الدعوة:

وعن سير الدعوة عقب اغتيال الإمام الشهيد قال "نويتو": بدأت ركائز (الإخوان)، الذين تربوا على أيدي الإمام الشهيد على كل المعاني الفاضلة لإحياء العمل الإخواني من جديد، وكان من بين هؤلاء الذين عرفتهم "مصطفى الورداني"، الذي هزَّ (إمبابة) و(المنيرة) و(مدينة العمال)، فقد تحرك- كما تحركت مصر كلها- لإعادة النشاط الدعوي في كافة الشُّعَب والمناطق والمحافظات.

ويقول "نويتو" إن "البنا" ربَّى (الإخوان) على القوَّة والجندية والتحمُّل؛ ولذلك أذكر موقفًا يميز (الإخوان) عن غيرهم في تحمُّلهم لتعلم الجندية والعسكرية، فذات يوم ذهبنا في أول معسكرات تدريب ضباط الاحتياط في (سيدي بشر) بالإ سكندرية، وأول يوم لنا في المعسكر أراد أحد ضباط المعسكر أن يرسل رسالةً إلى الطلاب الجُدد بأنهم الآن في عسكرية، وسبَّ المعسكر سِبابًا فاحشًا بأعلى صوته، وكانت لهذه الجملة الفاحشة أثر كبير؛ حيث تهرَّب ثلث المعسكر من التدريب، ولم يبقَّ سوى (الإخوان المسلمون).

مواقف محترمة:

ويروى الأستاذ "علي نويتو" أحد المواقف التي وصفها بأنها "محترمة"، فعلها الإمام الشهيد "حسن البنا"، وهو أنه كان لوالد المرشد السابع (الحالي)- الأستاذ "محمد مهدي عاكف"- سرايا في العباسية، وكان يغلق باب السرايا في تمام الساعة التاسعة، وذات يوم تأخَّر الأستاذ "محمد مهدي عاكف" عن الساعة التاسعة، فقال له والده: "أين كنت؟؟" فقال: "كنت في درس للشيخ حسن البنا"، فذهب والد الأستاذ "محمد مهدي عاكف" إلى الإمام الشهيد "حسن البناوقال له: "أنا والد فلان، وأريد أن يأتيَني ابني قبل التاسعة"، فاحترم الإمام الشهيد رغبته، وقال له: "لك هذا"، وكان الأستاذ "البنا" أثناء إلقاء حديث الثلاثاء يقول: "الأخ "مهدي" يتفضَّل يمشي

المصدر :إخوان اون لاين