كلمة المستشار لقضاة مصر
بقلم:المستشار / محمود رضا الخضيري
رئيس نادي القضاة بالإسكندرية
" ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين "صدق الله العظيم
إخواني قضاة مصر الأجلاء ، يا من يشرف بكم كل مجلس ويسعي إلي لقائكم كل عظيم وينحني لحكمكم كل حاكم عادل.
يا من يقوي بكم الضعيف ويلوذ بعدلكم المظلوم ويخر أمام قوتكم الجبابرة وينهار أمام حصنكم المنيع الطغاة ، قفوا صفا واحدا خلف أمكم الكبرى مصر وشعبها العظيم الظامئ إلي الحرية والشفافية وسماع كلمة الحق من أفواهكم ومن أقدر علي قول كلمة الحق منكم.
ولا تسمحوا لأحد أن يفرق كلمتكم فإنها مصدر قوتكم ، واضربوا بيد من حديد كل من يحاول شق صفكم بالإغراء أو الوعيد وقولوا للناس جميعاً أنكم أرفع من أي إغراء وأقوي من كل تهديد.
واعلموا أيها الأخوة أن الحاكم يستمد شرعيته من الخضوع للقانون الذي تقولون انتم كلمته فانتم إذا الذين تضفون الشرعية علي حكمة.
ويا شعب مصر العظيم قف إلي جوار قضاتك فإنهم حراس حقوقك وحريتك من كل معتد لا يرعي حق الله فيك.
فيا كل أم مصرية قولي لابنك وهو متوجه للمشاركة في الإشراف علي الانتخابات ، " اتقي الله في أمك الكبرى مصر فإني لن أغفر لك تهاونك في حقها ".
ويا كل زوجة صالحة قولي لزوجك وهو متوجه للمشاركة في الإشراف علي الانتخابات " اتقي الله فينا فإنا نصبر علي الجوع ولا نصبر علي العار وعذاب النار ".
ويا كل طفل مصري برئ تعلق بأستار أبيك وقل له اتقي الله في يا أبت فإن كل جسم نبت من حرام فالنار أولي به.
يا شعب مصر العظيم إحسوا التراب في وجه المزورين ، احتقروهم وقاطعوهم ، لا تبيعوهم ولا تشتروا منهم ، لا تزوجوهم ولا تتزوجوا منهم ، فروا منهم كما يفر السليم من الأجرب واجعلوهم يشعرون بيننا بالذلة والمهانة وأنهم نجس ينبغي الابتعاد عنه.
وليعلم الجميع أن تزوير الانتخابات عمل من أعمال الإرهاب لا يقل خطورة عن قتل الأبرياء لأنه قتل لإرادة الشعب في اختيار حكامه يجب علينا جميعاً مقاومته ، وأعملوا يا من تعبثون بإرادة الشعب بتزييف إرادته في اختيار حكامه أنكم بذلك تنزعون عن الحكام الشرعية وهو ما يبيح الخروج عليهم ومقاومتهم.
فيا قضاة مصر لا تأخذكم شفقة ولا رحمة بمن يقوم بتزوير إرادة الشعب لأنهم خائنون لوطنهم وأمتهم ، وقفوا حراساً أقوياء علي الأمانة التي وضعها الشعب في أعناقكم ولا تستمعوا لأي تعليمات تخالف القانون ولا ترضي عنها ضمائركم مهما كان مصدرها لأنكم أنتم أولاً وأخيراً المسؤولون أمام الله والشعب عن نتائج الانتخابات. شنوها حملة ضارية علي تزوير الانتخابات في مصر الذي أصبح من الأمراض المتوطنة فيها والتي تسببت في وضعها في صفوف البلاد المتخلفة لأنها تأتي بأسوأ العناصر للحكم وتجعل أصحاب المبادئ والأكفاء يتوارون لأنهم يعلمون أنهم لا مكان لهم بين الغوغاء والمزورين وأعلموا أنكم إذا قضيتم علي تزوير الانتخابات في مصر فإنكم بذلك تقضون عليه في العالم العربي لأنكم أصحاب الريادة فيه وبذلك يستعيد العالم العربي مجده وقوته وكرامته ويسترد حقوقه المغتصبة.
يا سيادة رئيس مصر القادم احرص علي أن تكون الانتخابات التي تأتي بك إلي الحكم نزيهة حتى لا تبدأ حياتك مع شعبك بالسخرية منه بالقول بأن الانتخابات التي أتت بك نزيهة إذا لم تكن كذلك فتفقد ثقة الشعب فيك من أول لحظة.
ويا سيادة رئيس مصر القادم ، انك بالقول بأن الانتخابات التي أتت بك إلي الحكم نزيهة في حين أنها لم تكن كذلك ، إما أنك تكذب علي شعبك والكذب علي الشعب خيانة عظمي وإما أنك لا تدري أنها مزورة فتكون المصيبة أعظم.
يعيبون علينا أننا نكشف المنحرفين منا وأنا أقول لهم إن كشف المنحرفين نوع من النقد الذاتي لا يمارسه إلا الأقوياء الواثقون من أنفسهم ، والقاضي المنحرف مثل النقطة السوداء في الثوب ناصع البياض ، تشوه الثوب كله. فلابد من كشفة وسرعة الخلاص منه حتى يحتفظ الثوب بنقائه ورونقه. ومن هذا المنطق ، فإننا سنقوم بتتبع كل من تسول له نفسه تزييف إرادة الشعب وفضحه أيا كان موقعة ما دام صناع القرار يحمونه ويشجعونه ويكافئونه لأن من واجبنا أن نحافظ علي نقاء الثوب الذي نشرف جميعاً بارتدائه.
أستميحكم عذراً في أن أوجه خطابي لشيوخنا أعضاء مجلس القضاء الأعلى فأقول لهم ما لكم إذا قلنا تعالوا اغضبوا معنا في سبيل نصرة الحق وهل ما رستم يا شيوخنا حفكم القانوني في مراقبة ندب القضاة في انتخابات الرئاسة أم تركتم الحبل علي الغارب للجنة الحق إلا لا هي التي لا يقبل قرارها طعنا ولا تأويلاً ولا وقف تنفيذ فانه تنزيل من التنزيل أو قبس من نور الذكر الحكيم لا قول بشر يرد عليه الصواب والخطأ ففعلت بالقضاة ما فعلت فأنها تصفي حسابات وهو ما يلقي فضلا كثيفة من الشك علي الانتخابات الرئاسة قبل أن تبدأ.
وإعلاء كلمته اثاقلتم إلي الأرض وحرصتم علي الحياة الدنيا وبدلاً من أن تنصروا زملاءكم وتقفوا إلي جوارهم وصفتوهم بالقلة والمروق عن الحق والله أعلم من منا الساكت عن قول كلمة الحق الذي باع آخرته بدنياه ، هل الذي أعلن قبول الإشراف علي الانتخابات بلا قيد أو شرط أم الذي طالب بالضمانات التي تمكنه من الإشراف الكامل والحقيقي عليها والتي تمت الاستجابة لطلبة ولم يبق إلا قانون السلطة القضائية الذي تسببتم عامدين في تعطيل إصدارة بحجة استطلاع رأي الجمعيات العمومية للمحاكم والتي لم يسبق لكم استطلاع رأيها عندما هرولتم لإقرار التعديل لرفع السن ثلاث مرات.
اتقوا الله فينا يا شيوخنا وكونا عونا لنا في قول كلمة الحق تحظوا برضاء الله واحترام الناس.
إخواني إني أدعوكم لأن تقفوا دقيقة احتجاجاً علي موقف مجلس القضاء الأعلى في تأخير إصدار قانون السلطة القضائية واقترح عليكم تصعيد هذا الاحتجاج بعد انتخابات الرئاسة برفع الجلسات لمدة خمس دقائق وإثبات احتجاجكم علي موقف المجلس في محاضر الجلسات والاستمرار في ذلك حتى يثوب المجلس إلي رشده ويرسل القانون إلي جهات الاختصاص لاتخاذ إجراءات إصداره. وها أنتم ترون تسابق مرشحي الرئاسة في إعلاء مكانة القضاة اعترافاً منهم بفضلهم في إعلاء كلمة الحق ورفع رايته.
وأخيراً إخواني إذ استقرا عزمكم علي المشاركة في انتخابات الرئاسة لكفاية الضمانات التي حصلتم عليها لتحقيق بعض مطالبكم في الإشراف الكامل حتى تكون هذه الانتخابات تجربة لصدق نية السلطة التنفيذية في وضع هذه الضمانات موضع التنفيذ فليكن همكم الأول مراقبة أي انحرافات أو تجاوزات تؤثر علي الانتخابات والحيلولة دون وقوعها أو أثبتيها وإبلاغها إلي لجان مراقبة الانتخابات حتى يمكنها إعداد تقرير بذلك يعلن فيه القضاة رأيهم فيها لأنه ليس معني أن يشرف القضاة علي الانتخابات أنه لن يحدث فيها ما ينال من نزاهتها لأن أساليب التزوير لا تقع تحت حصر ومنها ما لا يمكن للقضاة منعه ونحن نعلن من الآن أنه ما لم ترفع السلطة التنفيذية يدها تماماً عن الانتخابات ولا تتدخل فيها إلا بأمر السلطة القضائية المسئولة وحدها عن نتائجها فلن تكون الانتخابات نزيه لأن السلطة التنفيذية هي الأداء التي عن طريقها تنفذ السلطة القضائية أوامرها في الإشراف علي الانتخابات ولأنه ليس معني وجود الضمانات في القانون أن الانتخابات ستكون نزيهة ما لم توضع هذه الضمانات موضع التنفيذ.
وافقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.