لطفا إمامنا الأكبر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لطفا إمامنا الأكبر .. فلن أصافحك بعد اليوم إلا


بقلم:المستشار/ محمود الخضيري


صدمت صدمة شديدة وصدم كثيرون غيري من القراء عند مشاهدة الصورة التي نشرتها جريدة الدستور الصادرة يوم الأحد 30 نوفمبر في صدر صفحتها الأولى لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وهو يصافح في حميمية شديدة رئيس الكيان الصهيوني شيمون بيريز ويطبق بكلتا يديه على يدي هذا السفاح الملوثتان بدماء إخواننا في فلسطين المحتلة ولبنان وسوريا، سألت نفسي ترى هل حقاً هذه الحميمية الظاهرة في الصورة صادرة من قلب فضيلة الإمام الأكبر وهل هذا القلب العامر بآيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وأقوال الصحابة رضوان الله عليهم والفقهاء العظام رحمهم الله يمكن أن يكن هذه الحميمية لهذا السفاح وتصورت موقف إمامنا الأكبر بين يدي الله سبحانه وتعالى وهو يسأله عن هذا التصرف وقد شهدت عليه يده أمام الله قائلة يا رب إن هذا الشيخ أمرني بذلك طاعة لرئيسه الذي يملك زمام أمره مع أنه يعلم يا ربي أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، كيف طاوعتك نفسك يا شيخنا الجليل وكيف قبل ضميرك أن تصافح هذا المجرم الذي يفاخر بسفك دماء إخوانك ويفرض عليهم الحصار القاتل ويهتك عرض أخواتك وبناتك ويهلك حرث ونسل المسلمين في الأرض المحتلة وغيرها من بلاد المسلمين، وسألت نفسي سؤالاً أخر ترى هل لو قدم إلى مصر السيد الجليل حسن نصر الله أو الأخ الفاضل خالد مشعل أو رئيس الوزراء المنتخب إسماعيل هنية ترى هل سيستقبل فضيلة الإمام الأكبر أيا منهم ويصافحه بذات الحرارة والحميمية أم أنه سيمتنع عن لقائه استجابة لأوامر ولي الأمر، في الحقيقة أننا لم نسمع أو نشاهدك تستقبل وتصافح أحد هؤلاء والسبب في ذلك معروف هو أن ولي أمرك يطلب منك ذلك كما طلب منك لقاء هذا السفاح، وإذا كان متصورا أن ولي أمرك أمرك بلقاء هذا السفاح ولكنه بكل تأكيد لم يأمرك بهذه الحميمية التي قابلته بها بل كان هذا زيادة من عندك إمعاناً في كرم الضيافة ومبالغة في إرضاء ولي الأمر.

تقول الجريدة تعليقاً على هذه الصورة أن مدير العلاقات العامة بالأزهر علق عليها قائلاً: الرئيس مبارك يقابل شيمون بيريز فما المانع أن يصافحه فضيلة الإمام وأقول رداً على ذلك أنه إذا كان للرئيس مبارك حجج في لقاء هذا السفاح وغيره من قادة إسرائيل وهي حجج غير مقنعة وتقوم على أسبابا شخصية غير معلنة ولكن معروفة للكافة فإن شيخ الأزهر ليس لديه هذه الحجج كما أن شيخ الأزهر لا يمثل المسلمين في مصر فقط ولكن يمكن القول بأنه يمثل المسلمين في جميع أنحاء العالم الذين صدمتهم بلا شك هذه الصورة عندما يشاهدون شيخهم وقدوتهم وإمامهم الأكبر يضع يده الطاهرة في يد هذا السفاح الملوثة بالدماء الزكية لإخوانهم المسلمين والمسيحيين، لماذا لم يقابل البابا شنودة هذا السفاح وهل يا ترى لو طُلب من قداسة البابا مقابلة هذا السفاح كان سيقبل ذلك، أشك كثيراً في أن يقبل قداسته هذا اللقاء وهو الذي يمنع المسيحيين من الحج في بيت المقدس مادام تحت الاحتلال الإسرائيلي، يا شيخنا الجليل إنك بهذا اللقاء المشئوم وهذه المصافحة الحميمة قد ارتكبت كبيرة من الكبائر وصدمت مشاعر المسلمين في كل مكان وأنت في سن ومكانة لا تسمح لك بارتكاب الكبائر ولا حتى الصغائر فما بالك بكبيرة من الكبائر وهي موالاه العدو وتشجيعه على المضي في سفك دماء المسلمين وهتك أعراضهم والاستيلاء على ممتلكاتهم بدلا من أن تقف في وجهه وتحرص على قتاله ومقاطعته وتعلن أمام الناس كافة أن إسرائيل هي العدو وقادتها سفاحون لا يعرفون إلا لغة القوة وأن دماءهم وأموالهم حلال ماداموا يحتلون أرضنا ويشردون إخواننا في فلسطين المحتلة.

إمامنا الأكبر إن الكبيرة التي اقترفتها لا يكفرها كما تعلم الاستغفار ولو ظللت ما بقى لك من العمر تستغفر، ولا التوبة ولو ظللت ساجدا طوال حياتك لأنك تعلم أكثر منا إن ما يتعلق بحقوق العباد لابد أن يرد حتى يكون للتوبة معنى وتقبل عند الله سبحانه وتعالى، وطريق قبول هذه التوبة يا شيخنا الجليل هو أن تقف من موقعك وتعلنها صريحة مدوية تخرق أذن الصم من حكامنا أن إسرائيل هي عدو العرب والمسلمين الأول وأن قتالها واجب على كل مسلم قادر ومسلمة مادامت تحتل جزاءا عزيزا من وطننا العربي وتقتل أبناءهم وأطفالهم ونساءهم وتستولي على أرضهم وتنهب ثرواتهم وهي الخطر الحقيقي لا حظر غيره وإن جهود جميع المسلمين يجب أن تتوحد تجاه هذا العدو الغادر وإن التعامل مع إسرائيل حرام شرعا وخيانة عظمى يستحق من يرتكبها الإعدام لأنه يفرط في حق العرب والمسلمين وأشد أنوا التعامل مع إسرائيل هو إمدادها بالغاز الطبيعي تلك - الثروة التي منحها الله للشعب المصري والعربي - فإنه خيانة عظمى وتفريط في حق المسلمين والمصريين بصفة عامة يجب أن يوقف بكل سرعة وأن يحاكم من قام به، وأن حصار إخواننا في غزة جريمة في حق الإنسانية يستحق مرتكبها أشد العقاب وعمل شائن يجب أن يقف بأقصى سرعة ممكنة وإلا جاز كسره والتغلب عليه بالقوة حتى نتمكن من إنقاذ إخواننا المحاصرين ونقدم لهم العون الإنساني الذي أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال ليس منا من بات شبعان وجاره جائع، تلك هي الوسيلة الوحيدة يا إمامنا الأكبر للتكفير عن ذنب مصافحة هذا العدو الغادر أما غير ذلك عن أعذار وتبريرات ولا حتى استغفار فلن يجدي نفعا في محو هذا الذنب الكبير.

إمامنا الأكبر قف إلى جوار إخوانك في حرب إسرائيل فأنت في موقف قوة كبير لا يستهان به وتذكر يا شيخنا الجليل أن الجنة عروس مهرها غالي وأن المنصب والجاه والسلطان كل ذلك يهون أمام جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين المجاهدين في سبيله المضحين بأموالهم وأنفسهم في سبيل مرضاته. يا شيخنا الجليل هل لمثلي أن يذكر مثلك بأن العمر قصير والقبر ضيق وعذابه شديد والموقف بين يدي الله أشد، وأنها جنة أبدا أو نار أبدا وقاك الله شرها وباعد بينك وبينها بالعمل الصالح الذي ترضي به الله ولو أغضبت الحاكم وتعيد به الحقوق إلى أصحابها وترفع به الظلم عن المظلومين.

إمامنا الأكبر في مصر فئة نذرت نفسها لمساعدة إخوانها المستضعفين في كل مكان وهم في حاجة على قوتك لمساعدتهم في مهمتهم الصعبة فكن لهم بمكانتك عوناً على تحقيق مهمتهم في كسر الحصار عن إخوانهم في فلسطين المحتلة، وهم يطلبون منك إلم تستطع أن تكون معهم لظروف تحول بينك وبين ذلك أن تكون معهم بالتشجيع والعون والطلب من الدولة ألا تقف أمامهم وتحول بينهم وبين أداء مهمتهم الإنسانية في غوث إخوانهم في غزة وأن تعلن على الملأ أن إغلاق المعابر بيننا وبينهم عمل غير إنساني أو شرعي خاصة وأننا نعيش في أيام يستحب فيها العمل الصالح وما من عمل صالح أكثر من قول كلمة الحق في وقت الشدة، ولتكن لك يا شيخنا الجليل في العز بن عبد السلام سلطان العلماء قدوة حسنة حيث كان السلطان يقف أمامه صاغرا من فرط هيبته، هل تعرف يا شيخنا لماذا ؟ لأنه نزع من قلبه حب الدنيا وكراهية الموت، فوضع الموت دائما نصب عينيه في كل وقت فصار الحاكم أمامه مثل القط الصغير كما قال، عند ذلك يا شيخنا الجليل أصافحك بعد أن تطهرت يدك من دنس هذا السفاح وأقبل رأسك وأنحني تقديراً وإجلالاً لعلمك ومنصبك الذي وضعته في خدمة المسلمين.