لماذا أسس عبد الناصر تنظيمات؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

ترجع أهمية دراسة فترة حكم عبد الناصر، الى انه في هذه الفترة تم تأسيس أوضاعا سياسية وامنية استقرت بعده لعقود ليس في مصر وحدها بل في كثير من (الدكتاتوريات) العربية ..

ففي عهده تم اختزال الدولة في شخص (الزعيم) ، فتحولت مصر الملكية الى  جمهورية (عبد الناصر) ، وتحول الشعب الى قطيع يُساق بدل ان يكون سيد الدولة وصاحب القرار!

فحكم الدولة المصرية من خلال تنظيم مخابراتي صارم متغلغل في كل أجهزة السلطة يحكمها ويديرها ويوجهها !!

كيف حدث هذا ، وماذا كان رد فعل الشعب وقواه الحية ؟

جزء من الإجابة على هذا السؤال هو في التعرف على ماعرف بــ (التنظيم الطليعى) الذى حكم به عبد الناصر مصر منذ 1962 نشأة ووظيفة واثرا .

لماذا أسس عبد الناصر تنظيمات؟

فمن اجل تثبيت اركان نظامه في مواجهة خصومه لجأ عبد الناصر الى حل كل التنظيمات الموجودة وتفكيك بنيتها ، ثم إعادة ادماج (الصالح) منها الى تنظيماته التي أنشأها .. وعزل الاخريين عن الساحة السياسية تماما ..

حاجة عبد الناصر اليها

لقد كان (الاتحاد الاشتراكي والتنظيم الطليعي ومنظمة الشباب ...) وسيلة عبد الناصر للسيطرة على الشعب ومواجهة خصومه

1) احتاج اليها لمواجهة عبد الحكيم عامر اثناء الصراع بينهما ، فاذا كان الجيش في يد عامر .. ففي يد عبد الناصر (تنظيمات) الشعب !

2) احتاج اليها لمواجهة خصومه السياسيين خاصة الاخوان المسلمين ، فرغم سجن عبد الناصر للاخوان المسلمين وتسليط اعلامه عليهم لتشويههم امام الراى العام ، الا انه كان يدرك شعبيتهم في الشارع المصرى .. وقد أسهمت بالفعل تقارير عناصر (التنظيم الطليعى) في محافظة الدقهلية في الكشف عن محاولة إحياء تنظيم الإخوان المسلمين عام 1965

3) احتاج اليها بعد هزيمة 1967 وخاصة بعد اندلاع مظاهرات الطلبة في فبراير 1968 ومناداتهم بالتغيير والديمقراطية والقضاء على دولة المباحث وحتى يتم من خلالهم وبهم السيطرة على الحركة الطلابية .. حيث استطاع عبد الناصر فعلا تجنيد عناصر من الطلبة لاجهاض الحركة الطلابية آنذاك .

4) احتاج اليها في الاطمئنان على ولاء اتباعه له ، فقد كانت تقارير هذه التنظيمات (خاصة التنظيم الطليعى) يكتبها الجميع عن الجميع حتى اركان نظامه .. فهناك تقارير يكتبها هيكل عن على صبرى وأخرى يكتبها على صبرى عن هيكل ... وكلها يلخصها سامى شرف لعبد الناصر في تقرير !!

موقف القوى السياسية منها

لم تستطع القوى الحزبية والنقابية مقاومة خطة عبد الناصر في بناء تنظيم وحيد يجمع الجميع ، فتحللت الأولى مع قيام الانقلاب وانهارت الثانية بعد إعدام عمال المحلة .

بقى الشيوعيون والاخوان المسلمون هم التحدى الحقيقى امام عبد الناصر

موقف الشيوعيين

بعد قليل من ممانعة الشيوعيين في حل تنظيمهم ، صاروا في النهاية جزء من سلطة عبد الناصر وتنظيماتهم ..

1) حرص الشيوعيون منذ الافراج المشروط عنهم عام 1964 على الالتحاق بالتنظيم الطليعى .. الا ان عبد الناصر لم يأخذهم كلهم رغم حرصهم (وتُرك الباقون عبثا يدقون باب الاتحاد الاشتراكي العربي. بل ورفض الاتحاد قبول بعضهم)

2) لكن وضمن سياسة عبد الناصر في الاستفادة من الاخريين لدعم نظامه سمح لليساريين خلال النصف الثاني من الستينيات بالانتشار في اجهزة اعلام وثقافة النظام ..

3) ومع ذلك .. ظلت العلاقة بين اليسار الناصري واليسار الماركسي اقرب الى العلاقة بين قطبين متنافرين وبين مواطنين من الدرجة الاولى ومواطنين من الدرجة الثانية !

4) وبالجملة سمح عبد الناصر للشيوعيين بالتواجد لكن .. (من دون ان يكون لها الحق في الاتصال المباشر بالجماهير أو في التنظيم لأن (التنظيم) يعني سلطة) .

عبدالناصر والماركسيون المستقلون , أوهام الحزب الاشتراكي الموحد

https://bit.ly/2CMi1iH

موقف الاخوان المسلمين

على عكس الشيوعيين ، رفض الاخوان المسلمين الانخراط في تنظيمات عبد الناصر ، بل وعارضوا سياساته التي استهدفت الانفراد بالحكم

وهكذا بقي الاخوان المسلمون وحدهم مستمرون في مقاومة استبداد عبد الناصر ورفض سياساته

لم يتحمل عبد الناصر وجود احد خارج منظومته ، فدبر لهم حادثة المنشية مما أدى الى زجهم جميعا في السجون خلال عامي 1954 ، 1965 ليظلوا طوال مدة حكم عبد الناصر في محن لاتنقطع .. لكنهم في ذات الوقت لم يتورطوا في تأييد سياساته وقراراته ..

1) فقد رفض الاخوان المسلمون الانضمام الى هيئة التحرير مما اجهضها مبكرا .. فقام عبد الناصر بشن حملة عليهم واتهامهم بالعمالة للانجليز في عام 1954 وحل جماعتهم .. الا انه اضطر لاحقا الى الافراج عنهم بل والاعتذار اليهم بزيارة المرشد العام في بيته .

2) حتى والاخوان المسلمون في السجون عرض عبد الناصر من خلال زكريا محيى الدين على أفراد من "الإخوان المسلمين" - المسجونين وقتها – الانضمام إلى التنظيم الطليعي .. ذكر هذا الأستاذ سيد قطب في اعترافاته

التنظيم الذى حكم مصر

أنشأ عبد الناصر أربعة تنظيمات خلال فترة حكمه :

- ثلاث سياسية (هيئة التحرير ؛ ثم الإتحاد القومي ؛ ثم الإتحاد الإشتراكي)

- واحد أمنية (التنظيم الطليعي) وهو الذى من خلاله حكم مصر منذ 1962

تنظيمات عبد الناصر (السياسية)

خلال سنوات ثلاث (1952 – 1956) استطاع عبد الناصر ان يُجهِز على القوى المدنية في مصر ..

1) فقد تم حسم الصراع داخل الجيش مع محمد نجيب والضباط الذين انحازوا اليه ، ثم جعل عبد الحكيم عامر المقرب منه في قيادة الجيش (اختلف معه لاحقا)

2) تم حل جميع الأحزاب ، بل وتجريم العمل الحزبى والسياسى بالكامل في مصر ..

3) تم الاجهاز على مؤسسات العمل المدنى تماما ، سواء قوى نقابية او جمعيات خيرية

4) تم التخلص من الخصم الأكبر لعبد الناصر (الاخوان المسلمون) من خلال تمثيلية المنشية 1954 ..

ثم اعلن عبد الناصر انتهاء الفترة الانتقالية ، فحل مجلس قيادة الثورة ، واعلن الاستفتاء على الدستور الثوري ..

بعد ذلك سعى عبد الناصر الى اكتساب شرعية جماهيرية لمواجهة خصومه ، من خلال تكوين تنظيم (سياسى) لايمارس فعليا السياسة ! اذ كان أداة تعبئة وحشد أكثر من كونه قناة للمشاركة الشعبية في عملية صنع القرار . فكانت الهيئات التي كونها عبد الناصر على التوالي :

- هيئة التحرير (1953- 1961م) : وهى أول تجربة لعبد الناصر لتكوين تنظيم سياسي ..

- الاتحاد القومي (1957- 1962م) والذى كان أقرب إلى الجهاز السلطوي منه إلى التنظيم الحزبي ، حيث نُقلت اليه ملكية الصحف ومن خلاله امكن السيطرة على وسائل توجيه الرأي العام

- ثم الاتحاد الاشتراكي ( منذ 1962-1976م) وهو الذراع السياسية التي اعتمد عليها عبد الناصر ، اذ ضم مزيجًا من القوى ذات التوجه اليساري  . وخرج منه (التنظيم الطليعى) الذى تم تشكيله كتنظيم سري ضمن الاتحاد الاشتراكي ، وضم شخصيات مضمونة الولاء لعبد الناصر ..

وهكذا فانه بنهاية عام 1956 تحول العمل السياسى الى مجرد مراكز للتعبئة والحشد للدفاع عن السلطة الناصرية وتبرير قراراتها !

تنظيم طليعة الاشتراكيين (التنظيم الامنى)

فقد احتاج عبد الناصر الى (تنظيم حديدى) يحكم من خلاله البلد ، فلجأ الى (احمد فؤاد) الماركسى والمعروف بخبراته في التجنيد بسابق عمله في التنظيمات الماركسية

يقول أحمد فؤاد أنه فى صيف 1963 (استدعاني عبد الناصر وقال إنه ينوى بناء تنظيم حديدي مثل اللي عندكم ويقصد بهذا التنظيمات الشيوعية وطلب أسماء مرشحين .. )

فقد كان عبد الناصر يريد عناصر لديها خبرة في التجنيد الحزبي وكان أحمد فؤاد هو الشخص المناسب ، ولكي يضمن عبد الناصر أن يتم هذا التنظيم والتجنيد من خلال السلطة وتحت رقابتها فقد استدعى في الاجتماع رجل المخابرات ومدير مكتبه للمعلومات سامي شرف.

عبد الناصر والتنظيم الطليعي السري

https://bit.ly/3aEbRxP

هيكل التنظيم :

1) رئيس التنظيم .. هو (جمال عبد الناصر) رئيس الجمهورية والقائد الأعلي للقوات المسلحة وهو أيضا رئيس الإتحاد الإشتراكي العربي ..

2) أمين التنظيم .. (شعراوي جمعة) وهو ضابط جيش ومخابرات عامة

3) عقل التنظيم .. الذى يقوم بدور الموجه والمرشد ويعبر عن توجه عبد الناصر (سامى شرف)

وظيفة التنظيم الطليعى :

تم تأسيسه في عام 1963 كتنظيم سري داخل الاتحاد الاشتراكي ، وكان هذا التنظيم السري تابعًا لعبد الناصر شخصيًا ، ولم يكن للأعضاء الحق في أن يعلنوا انتماءهم له فكان التنظيم الطليعى – بتشكيله ووظيفته – أمنيا ً لكن بواجهة سياسية .

كانت كتابة التقارير السرية هي أهم نشاط أعضاء التنظيم الطليعي ، فلائحة التنظيم نصت على ذلك صراحة فعلى العضو (أن يتقدم بالتقارير في مختلف المسائل إلى مستواه وإلى الهيئات الأعلى بما فيها اللجنة المركزية)

وكانت التقارير المطلوب رفعها الى الجهات العليا تشمل :

- اتجاهات الرأي العام في الشارع او قطاعات الطلبة او القضاة او الجيش او السياسيين او ...

- جمع المعلومات والأخبار عن أي شخص وعن أي شيء مهما داخل او خارج مصر حتى لو أساءت للمقربين من الأهل أو الأصدقاء اوغير مقربين .. (سامي شرف الذي جعله عبد الناصر بعد قيام الثورة بفترة قصيرة سكرتيرا للمعلومات لمكتبه بعد أن أبلغ عن شقيقيه ( طارق وعز الدين ) أنهما من الإخوان المسلمين)

هذه التقارير وتلك المعلومات والاخبار كانت من اجل :

1) احتواء الجميع

2) التعبئة وحشد الجماهير

3) حماية النظام الناصرى

تحول التنظيم في النهاية إلى جهاز سري للتجسس داخل الاتحاد الاشتراكي ومؤسسات الدولة خلق حالة من التوجس والرعب لدى الجميع ..

1) بُني التنظيم الطليعي من أعلى إلى أسفل ، فتم اختيار قادته أولا والذين اختاروا بعد ذلك القواعد ، وتوسّع التنظيم على هذا النحو حتى بلغت عضويته في عام 1971 حوالي 150 ألف عضو منتشرين في مختلف أرجاء البلاد. وقد حال تباين خلفيات الأعضاء الفكرية والثقافية وعدم انعقاد أي مؤتمرات ونقاشات داخلية موسعة دون تكوين أي تضامن جماعي فيما بينهم كما يفترض في أي تنظيم سياسي[5]. .. وهذا في حد ذاته كان احد عوامل هدمه وتحوله الى تجمع للانتهازيين الذين سيتفرقون عند اول صيحة او نفخة !!

2) فالغريب أيضا أن هذه السرية التي أحاطت بالتنظيم كانت قاصرة على الجماهير الشعبية لأن عبد الناصر ضم إليه عناصر كثيرة من جهاز الدولة ولم يفهم أحد لماذا يخفى عبد الناصر عن الجماهير تنظيما سياسيا يستهدف تحريك الإتحاد الإشتاركي وقيادته صحيح أن الميثاق أشار إلى تكوين هذا لتنظيم 1962 ولكن لم ينص الميثاق على أن يكون هذا الطليعي سريا

3) فقد كانت هناك ثلاث مجموعات كبيرة داخل التنظيم الطليعي هم من أنشط كتاب التقارير المجموعة الأولى وهم الماركسيون الذين تم الإفراج عنهم في أواخر عام 1964 وعلى رأسهم محمود أمين العالم ،المجموعة الثانية وهم ما عرفوا باسم القوميين العرب وكان يقودهم سمير حمزة ، والمجموعة الثالثة هم الرواد الذين تم تكليفهم ببناء منظمة الشباب عام 1965 وانضموا بعد ذلك للتنظيم الطليعي وعلى رأسهم عبد الغفار شكر والأخير كان على رأس وفود الشباب الذاهب للاتحاد السوفيتي وألمانيا الشرقية وقبرص لتدريبهم على التصدي للقوى المناوئ للثورة.

هل نجح التنظيم ؟

هنا تحولت السرية التي زعم أنها لمنع أعضائه من استغلال وجودهم التنظيمي فيه من أجل مصالحهم الخاصة، إلى وسيلة لبناء شبكات نفوذ واسعة لنخبة بيروقراطية تصدرت المجال العام في مصر تجمع (أنصاف المواهب) الذين لم يقبلوا أن يزاحمهم أحد في تلك الصدارة طوال عهد عبد الناصر وحتى عهد مبارك !

آثاره على المجتمع والدولة

تحول التنظيم الطليعى الى دولة فوق الدولة ، فلاتخضع تصرفاتها لقانون او محاسبة ومسائلة الا رضا عبد الناصر ورجاله

لقد كانت عضوية الاتحاد الاشتراكى – والذى منه تَكَّون التنظيم الطليعى – شرطا لتولى العديد من المناصب

الترشح لعضوية مجلس الأمة ( القانون 158 لسنة)

عضوية مجلس إدارة الجمعية التعاونية

عضوية مجالس إدارة النقابات العمالية المهنية

عضوية المجالس المحلية بالمحافظات والمدن والقرى (العضو المنتخب)

التعيين فى نظام العمد والمشايخ

وبذلك صارت عضوية الاتحاد الاشتراكي قيدا على التمتع بالحقوق السياسية التي هي من حق اى مواطن لمجرد انه مواطن

ولم تكن تلك (الدولة) التى تمسك بيدها كل الخيوط جبهة واحدة متماسكة متحدة الفكر ! بل كانت شلل ومراكز قوى تتصارع على النفوذ والسلطة

(تفشى الصراع بين شلل اليسار الناصري بسبب الصراع على النفوذ وتفشي الصراع داخل شلل اليسار الماركسي. ان لم يكن بسبب الصراعات الموروثة ، فنتيجة لتعدد الرعاة الناصريين التي تعمل كل شلة في ظلها)

عبدالناصر والماركسيون المستقلون , أوهام الحزب الاشتراكي الموحد

https://bit.ly/2CMi1iH

وبذلك تم القضاء على المناعة الوطنية التي بقيت مقاومة للنفوذ الاجنبى وتغول القصر أيام الملكية ، وصار الشعب المصرى كلأً مستباحاً فاقداً للمناعة مستسلماً للاغتصاب مليئاً باورام سرطانية تتوالد بداخله محطمة اية آمال للشعب المصرى في امتلاك حريته اوتحرير ارادته ، فانتقلنا من استعمار باسم الملكية تحت راية المحتل الاجنيى الى استعمار (وطنى) باسم الجمهورية تحت راية استعمار (عسكرى) !

نتائجه حسب الوظيفة

بالنظر الى مدى تحقق اهداف التنظيم الطليعى نجد ان :

1) احتواء الجميع : نعم نجحت باستثناء الاخوان المسلمين الذين قاوموا بقوة ذلك الاحتواء

كذلك اثبتت مظاهرات الطلبة في عام 1968 ان هناك قطاعا كبيرا من الطلاب لم يستطع التنظيم الطليعى ان يستوعبه بالرغم من نجاح عبد الناصر في استيعاب البعض منهم ..

وكان الملفت للنظر ان احد زعماء الطلبة الذين فشل عبد الناصر في تجنيدهم بالتظيم الطليعى كان خيرت الشاطر الذى انضم بعد ذلك الى الد أعداء عبد الناصر الاخوان المسلمون

2) التعبئة وحشد الجماهير : لغرض تبرير سياسات الزعيم ، وبدون شك نجحت تلك التنظيمات في تحقيق وظيفتها تلك

3) حماية النظام الناصرى : من أعداء (الثورة) ، اثبتت الاحداث اللاحقة فشل تلك التنظيمات المتعاقبة في حماية النظام الناصرى من السقوط والانهيار ، بل فشلت حت في حماية نفسها عندما قضى السادات بنفخة واحدة ثم جمع منها بعضهم لخدمته بصيحة واحدة !!

انهيار التنظيم (الحديدى) !

لكن الجميع تفاجأ بانكشاف ذلك التنظيم امام السادات في بدايات حكمه خاصة عندما اصطدم برجال عبد الناصر .. فلم يستطع أن يصمد التنظيم (الحديدى) لأول عاصفة هبت عليه بعد رحيل مؤسسه !!

ففي أقل من 18 ساعة قام السادات بتنحية "شعراوي جمعة" وزير الداخلية وأمين عام التنظيم الطليعي عن منصبه في مساء يوم الخميس 13 مايو 1971

وقبل ظهر يوم الجمعة 14 مايو كان هذا التنظيم الذي عكف عبدالناصر علي تكوينه في 7 سنين بضربة واحدة من السادات قد ذاب وسقط !

وهكذا فقد نفخ السادات في التنظيم الطليعى نفخة واحدة في مايو 1971 فطار بكل مستوياته التنظيمية وتبدد كدخان في الهواء .. ثم نفخ مرة أخرى فجمع (من يصلحون) من أعضائه ليخدموه بحماس ملفت للنظر !!

( كثير من أعضاء التنظيم الطليعي أيدوا أنور السادات في ضربته تلك وعملوا تحت قيادته ، ومنهم بعض من حاكموا أعضاء التنظيم في قضية 15 مايو الشهيرة)

ولم يكن هذا يعبر عن قوة السادات الخارقة ؛ بل لأن التنظيم كان يجمع شتاتا فقد كان يضم مثلا : محمد حسنين هيكل وعباس رضوان  وسيد مرعي  وسامي شرف وعلي صبري وعبد العزيز حجازي وأحمد الخواجة وعلي نور الدين  ( النائب العام ) وهي أسماء لم تكن تعتنق الفكر الإشتراكي ، بل أنها كانت تناقضه وتحاربه في سلوكها الخاص

كما كان التنظيم الطليعي يضم أسماء من تيار اليسار ؛ ولكنهم كانوا علي قدر كبير من الإنتهازية وكانوا نفعيين وموظفين كتبة للتقارير وقد ضمت هذه النوعية أسماء مثل : خالد محيي الدين ورفعت السعيد ومحمود أمين العالم وعلي الشلقامي وأحمد حمروش .

وكان أغلب أعضاء هذا التنظيم  30000 (ثلاثون ألف عضوا تابع )  انتهازيون فاسدون تم إتمام عمليات السيطرة المخابراتية عليهم بنقاط ضعفهم وفسادهم ونهمهم في التمتع بالمزايا التي تحققها لهم الانتساب للتنظيم الطليعي .

التنظيم الطليعي في عهد عبد الناصر ونتائجه المدمرة للدولة

محمد الصباغ – الشبكة العربية – 3/6/2020

https://bit.ly/3aOOz8e

اداة استبداد الدولة وسبب انهيار المجتمع

تسبب (حزب) عبد الناصر او ماسماه هو بـ (تحالف قوى الشعب العامل) خاصة التنظيم الطليعى الى تحطيم المجتمع وقواه الحية ، فخلق ذلك فراغا تمددت فيه كل عوامل الهزيمة

وتحول رجال التنظيم الطليعى بعد موت عبد الناصر الى مرتزقة يعملون لخدمة أنظمة حكم السادات او مبارك ، وبطبيعة الحال كان كل نظام ينتقى منهم المفيد له ويوظف الاخريين في معارضة كرتونية او يعزلهم تماما عن الساحة السياسية

فاغلب النخب السياسية في أيام السادات وكذلك مبارك كانت لهم جذورهم في الاتحاد الاشتراكى وفى التنظيم الطليعى

فاسامة الباز وصفوت الشريف وحسين كمال بهاء الدين وغيرهم كثير كانوا من أبناء التنظيم الطليعى