مسلمو ألمانيا.. إندماج يعاني التهميش

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مسلمو ألمانيا.. اندماج يعاني التهميش


تقديم

علم المانيا.gif

مساعٍ حثيثة يقوم بها أفراد الجالية المسلمة بألمانيا من أجل تقبل المجتمع لهم، والقضاء على الأحكام المسبقة، والقوالب المعتادة ضد الإسلام التي تبثها وسائل الإعلام الغربية، ويتأثر بها المواطن الألماني العادي.

حيث يحرص مسلمو ألمانيا على إثبات دورهم الإيجابي في جميع المواقف، والتي كان آخرها إعلان المؤسسات الإسلامية الكبرى العاملة بألمانيا عن استعدادها تقديم كافة أوجه المساعدة للإفراج عن الرهينة الألمانية بالعراق.

كما يحرص المسلمون بألمانيا على تنظيم العديد من الفعاليات والمؤتمرات التي توضح صورة الإسلام للغرب، وتناقش في الوقت نفسه دور المسلمين في توضيح الصورة الصحيحة للإسلام، وفي هذا الإطار نظم التجمع الإسلامي بمدينة كولونيا بألمانيا مؤتمرا يوم 3-12-2005، حضره نحو 5000 شخص من جميع شرائح المجتمع الألماني.

الأجيال القادمة همّنا

ويقول إبراهيم الزيات رئيس منظمة التجمع الإسلامي بألمانيا في حديث لشبكة إسلام أون لاين.نت: "إن مسلمي ألمانيا يحرصون على تنظيم اللقاءات والفعاليات في جميع المجالات الحياتية"، وأشار إلى النشاطات المتتابعة التي يبذلها مسلمو ألمانيا حتى يحظون بقبول داخل المجتمع على جميع مستوياته قائلا: "نحن نهدف من خلال نشاطات المنظمة ومن خلال جهود مسلمي ألمانيا إلى إيجاد صيغة مناسبة للتعامل مع الأجيال المسلمة المولودة في ألمانيا. فبينما كانت الإقامة في هذه البلاد من الأمور المؤقتة بالنسبة للجيل الأول من المهاجرين أصبح أبناء الجيل الثاني والثالث بل والرابع أيضا من أهل هذه البلاد المولودين فيها والتي يعتبرونها وطنهم الأم. ومن هذا المنطلق تسعى المنظمة إلى مساعدة هذه الأجيال في التوصل إلى هوية إسلامية أوربية، وتحفيز الشباب منهم على بناء جسور بين المجتمعين الغربي والإسلامي".

ويؤكد الزيات على أنه "ليس من الخطأ حمل هويات متعددة. فنحن ألمان وعلينا أن نكون أوفياء لهذا البلد. وليكن نهج النبي –صلى الله عليه وسلم- نبراسا لنا في التعامل مع مجتمعنا الألماني، فرغم أن أهل قريش كان منهم المشركون فإنه أراهم أفضل ما عنده حتى يتمكن من السير بهم في طريق الله".

التواصل مع الجميع

ويضيف الزيات قائلا: "إن المنظمة تهدف كذلك من خلال نشاطاتها إلى تنمية العناصر الإسلامية لتصبح جزءا من الحياة الأوربية والألمانية. ولتحقيق هذا الهدف تتخذ المنظمة طريق الحوار مع جميع الشرائح الاجتماعية والمؤسسات الإنسانية وأصحاب الديانات المختلفة بألمانيا، لإيجاد مجتمع قائم على العدل لا مكان فيه للكراهية والعنف أو الأحكام المسبقة. فنحن نريد أن نثبت أن الإسلام وسيلة للإفادة داخل المجتمع، ونسعى إلى إنهاء صورة الإسلام كعدو التي تتبناها بعض وسائل الإعلام الغربية وتنعكس بدورها على المواطن العادي في الشارع الأوربي".

ويقول الزيات: "نحن في المجتمع الألماني وفي الوقت نفسه على هامشه!! فنحن من مواليد هذه البلد أو من المقيمين به، وعلينا أن نسهم بدور في تنمية هذا المجتمع، وهذا ما نقوم به بالفعل، ولكننا على الجانب الآخر مهمشون من قبل المجتمع ومن قبل الساسة الذين لا يرضون حتى الآن بالاعتراف بنا كجامعة دينية رسمية، لها ما للمواطن الألماني من الحقوق وعليها ما عليه من الواجبات".

ويؤكد الزيات على أن: "مصلحة المجتمع هي مصلحتنا الأساسية ومشكلاته هي مشكلاتنا. ولذا فلا يجوز لنا ولا يصح أن نقف موقف المتفرج مما يحدث حولنا".

ومن الأفضل – حسب الزيات - أن يتعرف الغرب على الإسلام من خلالنا نحن، ومن خلال مبادراتنا التي نقوم بها للتعريف بالإسلام، وألا يكون التعرف عليه من مستشرقين أو خبراء من غير المسلمين الذين ينقلون في الغالب صورة مشوهة عن الإسلام وفق معتقداتهم وأهدافهم التي تكون دائما موجهة ضد التواجد الإسلامي في الغرب ومتجنية عليه.

لن نرضى بدور الضحية

على جانب آخر يشير الزيات إلى أن العديد من المسلمين ومع الأسف وقعوا في فخ الضحية، قائلا: "نحن رفضنا لكوننا مسلمين العديد من الانتقادات التي توجه للإسلام وعلى رأسها رفض الحجاب. ولكن البعض من بيننا اعتقد أن ما نفعله لن يفيد وفضل البقاء على الوضع الحالي دون اتخاذ خطوات إيجابية تدفع بالقضية إلى الأمام وهنا يكمن الخطر الفادح". فـ"تصور أننا لا نستطيع فعل شيء سيؤدي بنا إلى عدم وجود أفعال من الأساس. فعلينا أن نكون إيجابيين وأن نتعامل مع القضايا التي نمر بها من خلال منظور متفتح وإرادة قوية تؤهلنا لمواجهة ما نلقاه من انتقادات تصل إلى درجة الافتراءات في كثير من الأحيان".

مؤتمر المنظمة السنوي

وكانت منظمة التجمع الإسلامي بألمانيا قد نظمت مؤتمرها السنوي يوم السبت 3-12-2005 وحضره نحو 5000 شخص، وشارك فيه بالكلمة العديد من الناشطين والخبراء المسلمين والألمان، ومن بينهم الداعية عمرو خالد، ونديم إلياس رئيس المجلس الأعلى للمسلمين بألمانيا، وأحمد الراوي رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا، الذي قال في كلمته: "إن الإسلام لم يعد غريبا على المجتمعات الغربية، فهناك الآن نحو 17 مليون مسلم يعيشون في دول الاتحاد الأوربي، وأكثر منهم خارج الاتحاد، كما أن أجيالا متواصلة من المسلمين نشأت وتربت وولدت وتثقفت في المجتمعات الأوربية ولم تعرف سواها وطنا أو بلدا. ومع الأحداث الإجرامية التي وقعت على الساحة الأوربية بدأ التساؤل حول التواجد الإسلامي في أوربا والمشكلات التي يواجهها أبناء الأجيال الإسلامية التي نشأت في أوربا".

وأشار الراوي إلى أن "هذا التحدي يتطلب منا كمسلمين أن نستشعر أن هذه البلاد موطن لنا، ويجب أن نواجه من يناهض هذا الاتجاه من صفوفنا أو من غيرهم، فنحن هنا لنبقى، ولن نغادر هذه الديار".


رسالة إلى الغرب

وفي رسالة موجهة للغرب قال الراوي: "ليعلم الجميع أننا نعمل بكل جهدنا لتعميق الهوية الأوربية داخل كل مسلم في أوربا، ليس لهدف تكتيكي، ولكن لأن في ذلك مصلحة المجتمع، وتأسيا بما ترشد إليه القيم الإسلامية، فنحن نرفض العزلة داخل المجتمع، كما نرفض الذوبان فيه، ونرحب بالاندماج الإيجابي، ويجب أن يدرك المسئولون الأوربيون أن الضغط على المسلمين لا يؤدي إلى التعاون، بل سيجلب نتائج عكسية".

وكان من المقرر أن يكون مؤتمر هذا العام حول قدرة المسلمين ودورهم في عملية الاندماج داخل المجتمع، ولكن خيمت ظلال عملية اختطاف الألمانية المسلمة "سوزانا أوستهوف" على فعاليات الدورة الـ27 لمؤتمر المسلمين بألمانيا واتخذت منحى جديدا، واستثمر المنظمون الفرصة وناشدوا المختطفين ضرورة الإفراج الفوري عنها بجانب إدانة الحادث بشدة.

والمؤتمر من التقاليد المتبعة التي تتبناها منظمة التجمع الإسلامي بأوربا. وعقب أحداث سبتمبر 2001 تقرر أن يعقد المؤتمر سنويا بصفة دورية في شهر سبتمبر من كل عام ولكن الانتخابات الألمانية وحلول شهر رمضان حالت دون انعقاده في موعده المحدد.

وتهدف المنظمة من خلال المؤتمر السنوي إلى إحداث المزيد من التعاون المثمر بين المسلمين والمجتمع الألماني.

وكان مؤتمر عام 2003 تحت عنوان "الاندماج بدلا من الجيتو"، وفي عام 2004 كان تحت عنوان "مسلمو ألمانيا الاستفادة بدلا من التهديد".

نشأة المنظمة وإنجازاتها

وتأسست منظمة "التجمع الإسلامي" بألمانيا عام 1958 بمبادرة قامت بها جماعة من الطلبة الوافدين لألمانيا بمشاركة عدد من المسلمين المقيمين ممن اشتركوا في الحرب العالمية الثانية وبقوا بألمانيا. ويترأسها حاليا إبراهيم الزيات. ومنذ هذا التاريخ يعد التجمع الإسلامي من المؤسسات المتميزة لبناء هوية مسلمة.

ويصدر عن التجمع "مجلة الإسلام" ولها صفحة إلكترونية بجانب الإصدار المطبوع. وساهمت المجلة في إعطاء معلومات عن الإسلام. وهي تصدر عن أكبر دار نشر إسلامية بألمانيا، والتي صدر عنها أكثر من 100 كتاب عن الإسلام.

وأسهم التجمع الإسلامي في تأسيس عدد كبير من المراكز الإسلامية بالمدن الألمانية، وأهمها المراكز الإسلامية بمدن ميونيخ وشتوتجارت وكولونيا. وينتمي للتجمع الإسلامي 60 جمعية إسلامية ويبلغ عدد أعضاؤه نحو 60 ألف شخص.

إحصائيات وحقائق

تبلغ مساحة ألمانيا حوالي 357 ألف كيلومتر مربع، مقسمة إلى 16 ولاية. وإجمالي سكان ألمانيا حوالي 82 مليون نسمة، ويصل عدد السكان المسلمين نحو 3.5 مليون مسلم. ويبلغ عدد المسلمين من العرب حوالي 250 ألف نسمة، يقيم معظمهم في الولايات الغربية حيث توفر فرص العمل. واعتنق الإسلام من الألمان حتى الآن حوالي 100 ألف شخص.

وأول تواجد للسكان المسلمين في ألمانيا كان في عام 1739 في عهد الملك "فريدريك فيلهالم" الأول ملك بروسيا، وسبق ذلك تأسيس أول مسجد في مدينة بوتسدام عام 1731 في عهده أيضا للجنود الأتراك.

ويشار إلى أن أقدم مسجد في ألمانيا باقٍ إلى الآن منذ بنائه هو مسجد الطريقة الأحمدية في العاصمة برلين الذي تأسس في عام 1924، ويليه مسجد الطريقة نفسها في مدينة هامبورج الذي أقيم عام 1957. ويعد مسجد الفتح المقام في مدينة مانهايم منذ عام 1995 من أكبر مساجد ألمانيا حتى الآن.

ويعود التنظيم الفعلي في حياة الجالية الإسلامية في ألمانيا إلى أوائل القرن العشرين ببناء مسجد بالقرب من العاصمة الألمانية برلين في عام 1915. وقد شهدت تلك الفترة تحالفا بين ألمانيا والدولة العثمانية. وكان الهدف من بناء هذا المسجد استقطاب المسلمين من بين الأسرى في معسكرات الدول الأوروبية المعادية لمساندة العثمانيين وحلفائهم الألمان.

ويصل عدد المساجد وأماكن الصلاة في ألمانيا إلى 2200 مسجد ومصلى، تابعة في معظمها إلى مؤسسات دينية تركية نتيجة للعدد المتنامي للمسلمين الأتراك الذين يمثلون غالبية الجاليات الإسلامية في أوربا. ويصل عدد المساجد ذات المآذن والقباب (الشكل التقليدي للمسجد) في ألمانيا إلى ما يزيد عن 140 مسجدا.

ومن المنظمات الإسلامية أيضا في ألمانيا هيئة الاتحاد التركي الإسلامي "ديتيب"، والتي تأسست في عام 1985 في مدينة كولونيا الألمانية، وتضم حاليا أكبر عدد من أعضاء الجاليات الإسلامية في ألمانيا (حوالي 110 آلاف عضو).

ومؤسسة "ميلي جوروش" التركية التي أسست في 1986، وانتشرت فروعها في أنحاء أوربا بعد ذلك.

ثم تلا ذلك تأسيس المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا في 1994 ويترأسه حاليا نديم إلياس.

وينقسم مسلمو ألمانيا إلى عدة مذاهب مختلفة وبيانها كالتالي:

- السُّنة وعددهم حوالي مليونين ومائتي ألف.

- العلويون وعددهم حوالي 340 ألفا.

- الشيعة (الإمامية) ويبلغ عددهم 170 ألفا.

- الأحمدية وعددهم 60 ألفا.

- الصوفية وعددهم 10 آلاف


للمزيد عن الإخوان في ألمانيا

وصلات داخلية

ملفات متعلقة

.

أبحاث متعلقة

.

مقالات متعلقة

وصلات فيديو