من التعصب والانغلاق إلى التسامح والانطلاق

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

من التعصب والانغلاق إلى التسامح والانطلاق

عرفت العرب في جاهليتها تعصب الرجل لقبيلته في الحق والباطل، والعدل والظلم، وقد قيل عن أحد زعمائهم: إنه إذا غضب غضب له عشرة آلاف سيف، لا يسألونه فيم غضب..!! وكان شعارهم "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا" على ما يُفهم من ظاهره، قبل أن يعطي الرسول- صلى الله عليه وسلم- مفهومًا جديدًا لنصرة الأخ ظالمًا، وهو أن تأخذ على يديه فتمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره؛ أي نصرته على هواه، وعلى شيطانه، وعلى دوافع الشرِّ بين جنبَيه.


ومن هنا يكون معنى التعصب المذموم: أن تكون ذا عصبية عمياء لعقيدتك أو لمذهبك أو لفكرتك أو لرأيك، أو لقومك وطائفتك؛ بحيث لا تقبل أيَّ حوار مع مَن يخالفُك في الأصول أو الفروع، وأن تغلقَ الأبواب والنوافذ في وجهِ كلِّ من يقترب منك إلا أن تُحاورهم بالسيف.


ليس من التعصب

إن تحديد المفهوم بجلاء هنا أمرٌ جدُّ مهم، فإن من الناس مَن يَعتبر كل من يتمسك بدينه متعصِّبًا، وخصوصًا إذا كان يتمسك بالآداب التي يتركها الكثير من الناس، مثل إطلاق اللحية للرجال، والخمار أو النقاب للنساء، فليس من التعصب أن يثبُت المرء على دينه، وأن يعتصم بحبله المتين، وإلا كان كل متديِّن متعصبًا، وقد قال تعالى لرسوله: ﴿فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ (الزخرف: 43).


من دلائل التعصب المقيت

حكى لنا القرآن الكريم عن تعصب المشركين من قريش وغيرهم في وجه دعوة محمد- صلى الله عليه وسلم- فقال تعالى: ﴿وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ﴾ (فصلت:5)، وبلغ من تعصبهم ما حكاه القرآن عنهم: ﴿وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنْ السَّمَاءِ أَوْ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (الأنفال:32) وقال تعالى عن أهل الكتاب: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ﴾ (البقرة:109)، وهذه النظرات المتعصبة هي ينبوع الشر والفساد والحروب في العالم، نظرة رفض الآخر وإلغاؤه واستباحته، وخصوصًا إذا كان مخالفًا في الدين والعقيدة.. إننا في حاجة إلى موقف التسامح الذي يفتح النوافذ على الآخر، ولا يقف موقف المعاداة من كل المخالفين.. إنه التسامح الديني، والتسامح الفكري، والتسامح السياسي، الذي يسع الناس وإن اختلفوا بعضهم مع بعض.


ونصوص ديننا العظيم تشرع هذا التسامح ولا سيما التسامح الديني، بل تحث عليه وترغب فيه، وتاريخ المسلمين حافل بوقائع هذا التسامح، وقد كان شيخنا محمد الغزالي- رحمه الله- يقول: "إن التسامح في الدين اختراع إسلامي" أي: لم يعرفه الناس بهذه الصراحة وهذه القوة عند غير المسلمين، وقد اعترف مؤرِّخو الغرب أنفسهم بتسامح المسلمين الذي لم يكن له نظير، كما وجدنا ذلك عند "توماس أرنولد" في كتابه (الدعوة إلى الإسلام)، و"غوستاف لوبون" في كتابه (حضارة العرب).


ومن مجالات هذا التسامح الديني قبول دعوة الحوار الإسلامي المسيحي إذا اتضحت أهدافها، وتحدد مفهومها، وكان المحاورون المسلمون فيها من الراسخة أقدامُهم في الدين والعلم، وقد سئلت في المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث عن التقريب بين الأديان ومشروعيته فكان جوابي: إن التقريب بين المذاهب منه ما هو مرفوض وما هو مقبول، فأما المرفوض فهو الذي يراد منه التذويب للفوارق الجوهرية بين الأديان، مثل التوحيد في الإسلام والتثليث في النصرانية، والتنزيه في الإسلام والتشبيه في اليهودية؛ فإن أي مؤمن بدين لا يمكنه أن يتنازل عن الأساسيات في دينه إلا من باب النفاق والتزييف، وهو ما لا يجوز في حوار جادٍّ بين الممثلين للأديان الكتابية الكبرى.


ولكن الحوار مسموح به، بل هو مطلوب في الدين عندنا نحن المسلمين، فنحن مأمورون بالحوار، وهو جزء من منهج الدعوة عندنا؛ إذ يقول القرآن:﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ (النحل:125)، ويحسن بي أن أنقل بعض الفقرات التي ذكرتُها في خطابي في (المؤتمر الإسلامي المسيحي) الذي عُقد في روما، واعتُبر بمثابة قمة إسلامية مسيحية، وكان مما قلت فيه:


علاقة المسلم بغير المسلم

إن الإسلام يعتبر البشرية كلها أسرةً واحدةً، تشترك في العبودية لله، والبنوة لآدم، وهذا ما أعلنه رسول الإسلام أمام الجموع الحاشدة في حجة الوداع: "أيها الناس، إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى" (مسند أحمد)، ثم إن الإسلام قد حدد العلاقة مع غير المسلمين في آيتين كريمتين تُعتبران بمثابة دستور، يقول تعالى: ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* ِإنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ (الممتحنة:9،8)، وهاتان الآيتان نزلتا في شأن المشركين الوثنيين، ولكن الإسلام أفرد "أهل الكتاب" بمعاملة خاصة، حتى أجاز مصاهرتَهم والتزوجَ من نسائهم، ومعنى هذا أنه أجاز للمسلم أن تكون زوجته وشريكة حياته وأم أولاده كتابية، كما أن الإسلام اعتبر النصارى أقرب مودةً للمسلمين من غيرهم، يقول تعالى:﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ﴾ (المائدة:82).


إننا كمسلمين نرحب بثقافة الحوار بدل ثقافة الصراع، سواء بين الحضارات أم بين الديانات.. إننا نريد من الغرب أن يتحرر من عقدة الخوف من الإسلام، واعتباره الخطر القادم (الخطر الأخضر) كما سماه بعضهم، كما نريد من الغرب أن يتحرر من عقدة الحقد القديمة الموروثة من الحروب التي أسماها الغرب (صليبية) وسماها مؤرِّخونا (حروب الفرنجة)، فنحن أبناء اليوم لا بقايا الأمس، ولسنا الذين بدأنا هذه الحروب، بل نحن الذين شُنَّت عليهم، ونريد كذلك أن يتحرر الغرب من نظرة الاستعلاء التي ينظر بها إلى العالم.. نظرة السيد إلى عبده، فهذه النظرة من شأنها أن تُثير الآخرين وتستفزَّهم.


مجالات مشتركة للتعاون الإسلامي المسيحي

ونحن لدينا مجالات مشترَكة يمكننا أن نلتقي عليها، ونتفاهم حولها، ونتعاون على توسيعها وتعميقها، ومنها:


- التركيز على القواسم المشتركة بيننا وبين أهل الكتاب، ففي مجال التقريب والحوار بالتي هي أحسن ينبغي أن نذكر نقاطَ الاتفاق لا نقاطَ الاختلاف والتمايز، فهناك من المسلمين المتشددين من يزعم أنه لا توجد بيننا وبين اليهود والنصارى جوامع مشتركة، ما دمنا نحكم عليهم بالكفر، وأنهم حرَّفوا وبدلوا كلام الله؟! وهذا فهم خاطئ للموقف الإسلامي من القوم، فلماذا أباح الله مؤاكلتَهم ومصاهرتَهم؟! ولماذا حزن المسلمون حين انتصر الفرس- المجوس- على الروم وهم نصارى (أهل كتاب)؟ حتى أنزل الله قرآنًا يبشر المسلمين بأن الروم سينتصرون في المستقبل القريب، كما جاء في أول سورة الروم، وهذا يدل على أن أهل الكتاب- وإن كفروا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم- أقرب إلى المسلمين من غيرهم الجاحدين أو الوثنيين.


- التعاون لمواجهة الإلحاد والكفر والإباحية، وقد رأينا الأزهر في مصر ورابطة العالم الإسلامي في مكة، وإيران، والفاتيكان في روما.. يقفون في مؤتمر السكان في القاهرة سنة 1994م وفي مؤتمر المرأة في بكين سنة 1995م في مواجهة دعاة الإباحية.


- مناصرة قضايا العدل والشعوب المستضعَفة في العالم، ومساندة الشعوب المقهورة ضد الظالمين والمستكبرين في الأرض بغير الحق.


- إشاعة روح التسامح لا التعصب، والرفق في التعامل مع أهل الأديان الأخرى، فقد خاطب الله تعالى رسوله- صلى الله عليه وسلم- بقوله: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (الأنبياء: 107)، وقال- صلى الله عليه وسلم- عن نفسه: "إنما أنا رحمة مهداة" (رواه الحاكم)، وقال لزوجه عائشة: "إن الله يحب الرفق في الأمر كله" (متفق عليه).


الأساس العقائدي لتسامح المسلم مع مخالفيه

وأحب أن أعرض لقضية لدى كل ذي دِين، فهو يعتقد أنه على حق، وأن غيرَه على باطل، وأنه هو الذي يملك الهدى ولا يملكه غيره، وهذا الاعتقاد قد يؤدي إلى التعصُّب، ولكن هناك عناصر أخرى مهمة تخفف من هذا الأمر في فكر المسلم وضميره، وهي:


- أنه يعتقد أن اختلاف البشر في أديانهم واقع بمشيئة الله تعالى، المرتبطة بحكمته، كما قال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ..﴾ (هود: 118،119) - أن الحساب على ضلال الضالين وكفر الكافرين ليس في الدنيا، ولكن في الآخرة، وليس موكولاً إلينا، ولكن إلى الله الحكم العدل، واللطيف الخبير.


- اعتقاد المسلم بكرامة الإنسان من حيث هو إنسان.. ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ..﴾ (الإسراء:70)، وفي هذا روى البخاري عن جابر أن النبي- صلى الله عليه وسلم- مرُّوا عليه بجنازة، فقام لها واقفًا، فقالوا: يا رسول الله، إنها جنازة يهوي!! فقال: "أليست نفسًا" (متفق عليه)، فما أعظم الموقف وأروع التعليل.


- إيمان المسلم بأن عدل الله لجميع عباده، مسلمين وغير مسلمين، وبهذا لا يتحيَّز المسلم الحق لمن يحب أو يجور على من يكره، بل يؤدي الحق لأهله مسلمًا أو غير مسلم، صديقًا أو عدوًّا.


التسامح مع المواطنين من غير المسلمين

وأهم من التسامح مع أهل الكتاب من الغربيين وغيرهم من المخالفين في الدين، التسامح مع المخالفين من غير المسلمين الذين يساكنوننا الوطن ويشاركوننا سراءَه وضراءَه ممن يسميهم الفقهاء "أهل الذمة"؛ تمييزًا لهم عن "أهل الملة"، ومعنى "الذمة": العهد والضمان، على معنى أنهم في ضمان الله ورسوله وجماعة المسلمين.


ولقد ذكرتُ في بعض ما كتبتُ من قبل أن تعبير "أهل الذمة" إذا كان لا يُعجِب إخواننا المسيحيين داخل الوطن الإسلامي، أو يتأذَّون منه فلا حرج علينا أن نحذفه، فقد حذف سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- ما هو أهم منه لاعتبارات مصلحيَّة شرعية رآها، حين عرض عليه عرب بني تغلب وكانوا نصارى، أن يحذف كلمة "جزية" من تعاملهم، ويسمي ما يأخذه منهم صدقةً أو زكاةً، ولو كان أكثر مما يأخذ من المسلمين، وقالوا: إننا عرب نأنف من كلمة "جزية"!! فقبِل منهم عمر ذلك، وقال: "هؤلاء قومٌ حَمقى، رضوا بالمعنى وأبَوا الاسم"!!


التسامح الفكري

من المطالب الهامة إشاعة التسامح الفكري بين أصحاب الاتجاهات الفكرية المختلفة، ولا سيما بين أهل الاعتدال منهم؛ بحيث يحاور بعضهم بعضًا، ويسع بعضهم بعضًا، ويبحثوا عن الجوامع المشتركة ليلتقوا عندها، وعن العدو المشترك ليواجهوه معًا في جبهة واحدة.. ومن دلائل التسامح والانطلاق والتحرر من التعصب والانغلاق ما يأتي:

- النظر إلى القول لا إلى قائله، وهذا ما شكا منه الإمام الغزالي وغيره من الأئمة النقاد، وهو ثمرة التقليد أو التعصب الذي ينظر إلى الأشخاص والطوائف دون أن يركِّز على الرأي نفسه، يقول الإمام "ابن القيم" في كتابه (تلبيس إبليس): "وفي التقليد إبطال لمنفعة العقل؛ لأنه خُلق للتأمل والتدبر، وقبيح بمن أُعطي شمعةً يستضيء بها أن يُطفئَها ويمشي في الظلمة"، وكما قال علي- رضي الله عنه- للحارث بن عبد الله الأعور بن الحوطي، وقد قال له: أتظن أن طلحةَ والزبير كانا على الباطل؟! فقال له: يا حارث، إنه ملبوس عليك، إن الحق لا يُعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهلَه".


- الاعتراف بالخطأ، والرجوع عنه جهرةً وشجاعةً وصراحةً، وقد قال عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- في رسالة لأبي موسى الأشعري في القضاء: "ولا يمنعك قضاء قضيت فيه اليوم، فراجعت فيه رأيك، فهديت فيه لرشدك، أن ترجع فيه إلى الحق؛ فإن الحق قديم لا يبطله شيء، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل"، ومن ذلك ما قاله الفقيه القاضي عبيد الله بن الحسن العنبري: "لأن أكون ذنَبًا (ذيلاً) في الحق خيرٌ من أن أكون رأسًا في الباطل".


- الترحيب بنقد الآخرين، وإن كان الآخرون لا يريدون بالنقد وجهَ الله، بل يريدون التشويش عليه والتشهير به، فهو يستفيد منهم في مراجعة نفسه، وتقويم عيوبه وأخطائه؛ فإن أبا هريرة- رضي الله عنه- تعلَّم من إبليس فضل آية الكرسي وأثرَها في حفظ الإنسان، وذكر ذلك لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال له: "أما إنه قد صدقك وهو كذوب"!! والحديث في صحيح البخاري.


- النقد الذاتي، وهو أمر أوسع من مجرد الاعتراف بالخطأ.. إنه مراجعةٌ واعيةٌ قاصدةٌ للذات، ومراجعةٌ دقيقةٌ مع النفس، وكشفٌ مجهريٌّ لأخطائها وعيوبها، يقول التابعي الجليل ميمون بن مهران: "المؤمن أشدُّ حسابًا لنفسه من سلطان غاشم، ومن شريك شحيح".


- طلب النصح والتقويم من الآخرين، وهذا ما قاله الخليفة الأول أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- في أول خطبة له بعد توليه الخلافة: "إني وُلِّيتُ عليكم ولستُ بخيرِكم، فإن رأيتموني على حقٍّ فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فقوِّموني".


- التنازل عن بعض الآراء الجزئية لجمع الكلمة، وهذا ضروريٌّ لمن يعمل في جماعة، وهذا يصدُق في المسائل السياسية العملية وفي المسائل الفقهية والعلمية.


- الاستفادة مما عند الآخرين، وفي الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجة: "الكلمة الحكيمة ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحق بها"، نعم إن الحديث ضعيف الإسناد، ولكن معناه صحيح، كذلك الثناء على المخالف فيما أحسن، فإن التعصب كثيرًا ما يَعمي العين عن رؤية محاسن الآخرين، وشواهد التاريخ الإسلامي كثيرة في هذا الباب.


المصادر :

  1. كتاب "الصحوة الإسلامية من المراهقة إلى الرشد" للدكتور "يوسف القرضاوي"
  2. إخوان أون لاين