أبو جرة سلطاني
سيرته
نبذة تعريفية بفضيلة الشيخ أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية
- هو أبو قرة (أبو جرة) بن عبد الله السلطاني، من مواليد دائرة الشريعة ولاية تبسة (أقصى الشرق). ولد عام ثورة التحرير الجزائرية سنة 1954.
- درس بمسقط رأسه بالكتاب ثم بالمدارس الابتدائية والمتوسطة بمدينة تبسة،ثم انتقل إلى عاصمة الشرق الجزائري (قسنطينة) ليستكمل دراسته الجامعية والعالية ويحتك بالتيارات الثقافية ويقترب من بؤر التوتر الإيديولوجية والسياسية داخل الجامعة وخارجها حيث استكمل بناء شخصيته الثقافية.
- حاصل على شهادة ماجستير في الأدب العربي (العصر الجاهلي)، ودراسات عليا في الدعوة الإسلامية (كلية الدعوة والإعلام- قسم الدعوة)، ودراسات عليا في الإعلام.
- كما يعد رسالة دكتوراه دولة حول (أدب الصحوة)، ودكتوراه دولة ثانية في الاقتصاد حول (سوق الشغل)
صلته بالحركة الإسلامية
يعتبر الشيخ أبو جرة سلطاني من رجالات الحركة الإسلامية في الجزائر منذ نهاية الستينيات وبداية السبعينيات (1973)، خطب أول جمعة سنة 1970 بمتوسطة بن باديس بتوجيه من الأستاذ أنور عبد المقصود، ثم صار إماما متطوعا وداعية متجولا في كل مساجد الجزائر منذ عام 1974، وقد كان له حضور مميز في الشرق الجزائري بشكل خاص منذ عام 1976، وقد عرفته المنابر إماما خطيبا مفوّها، صدّاعًا بالحق ممّا جلب له أنصارا ومحبين من جهة، وعداوات وتربصات ومضايقات الجهات المناوئة من جهة أخرى،وقد التقى برجالات الدعوة وعلماء الأمة داخل الوطن وخارجه،والتقى بالمرحوم الشيخ محفوظ النحناح في مارس 1982 وتوطدت العلاقة بينهما، وحدث نوع من التناغم في الأفكار، يحمل فكر الوسطية والاعتدال، وكانت له إسهامات كبيرة في رد غلواء بعض المتعجلين، من خلال خطبه المسجدية وعمله بالجامعة.
تصدر الإفتاء للطلبة والطالبات بين سنوات 78-1994.أنجاه الله من محاولة اغتيال –من طرف متطرفين- يوم الجمعة 16 سبتمبر 1994 قرب بيته (في قسنطينة)، وبعد خروجه من المستشفى استأنف الدعوة بإصرار رغم النصائح التي كان يقدمها له إخوانه الخائفون على حياته، ومع ذلك عاد إلى الخطابة في المساجد والكتابة في الصحافة،..إلخ.
صلته بعالم الكتابة والنشر
تعود صلته بعالم الكتابة والتأليف إلى سنة 1971 حيث نشرت له أول قصة بعنوان (بقرة اليتامى)،
ليتوالى العطاء بسلسلة من الكتب :
كان أولها كتاب بعنوان (الطريق إلى الله) ضمن سلسلة من الكتب سمّاها "أوراق إسلامية" رفقة الأستاذ نذير مصمودي.
صدر منها 18 كتيبا بين سنة 1979-1989 منها:
- (قل للمؤمنات)،
- (إيمان إبليس)،
- (عالم الغيب 03 أجزاء)...إلخ،
وفي مرحلة التسعينيات صدرت له مجموعة من الكتب الجديدة تشرح الأزمة الجزائرية منها :
- (الجزائر الجديدة – الزحف نحو الديمقراطية- جزء أول وثاني)
ثم ديوان شعر بعنوان "سيف الحجاج" ونظرات في علاقة الخير بالشر "ورود وأشواك".
امتازت كتابته في سنوات الأزمة بالرصد الدقيق لمجريات الأحداث السياسية في الساحة الجزائرية، وخلفياتها التاريخية وتداعياتها الإقليمية والدولية، من منطلقات الوسطية والاعتدال.
- كاتب صحفي بين سنوات 76 إلـى اليـوم 2005.
وظائف ومناصب شغلها
- رئيس تحرير مجلة التضامـن 90-1994.
- رئيس مجلس الشورى الوطني لحركة المجتمع الإسلامي بين 92-1993.
- أثبت كفاءة عالية وانضباطا شديدا في تسيير الوزارات الثلاث، شهد له بذلك الخصوم قبل الأصدقاء.
- انتخب رئيسا لحركة مجتمع السلم (حمس) خلفا لفضيلة الشيخ الراحل محفوظ نحناح (رحمه الله) في المؤتمر العام الثالث للحركة يوم 8 أغسطس 2003.
- عين وزير دولة في الحكومة الجزائرية سنة 2004.
- أعيد انتخابه رئيسا لحركة مجتمع السلم (حمس) لعهدة جديدة في المؤتمر العام الرابع للحركة يوم 2 مايو 2008.
- متزوج وأب لخمسة أطفال.
رئيس الحركة في حوار مع موقع الإخوان المسلمون (إخوان ويب)
أجرى رئيس الحركة الشيخ أبوجرة سلطاني حوارا مع موقع الإخوان المسلمون "الموقع الإنجليزي" تطرق فيه إلى مجمل الأحداث السياسية على المستوى المحلي والدولي
النسخة العربية:
- س1: بداية ما موقف الحركة في الانتخابات الرئاسية وهل ستستمر في دعمها للرئيس بوتفليقة؟
- ج1: القرار بالمشاركة تم اتخاذه على أعلى مستوى وهو المؤتمر العام للحركة سنة 1998 في عهد الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله كإستراتيجية عامة هدفها الحفاظ على استقرار الدولة بالمشاركة الإيجابية التي تعني الإصلاح من الداخل تحت شعار:" تقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت". أما الإستمرار في دعم السيد بوتفليقة من عدمه فيخضع لقرار مؤسسات الحركة في الوقت المناسب... وعلى كل حال، لكل حادث حديث.
- س2: وهل عدم وجود مرشح للحركة يعتبر تراجعا للحركة وخاصة خوضها الانتخابات الرئاسية للفترتين السابقتين؟
- ج2: المرحلة تقتضي عدم الترشح بفارسنا، فالمصلحة الوطنية المؤكدة تفرض علينا أن نظل على ما أرساه فضيلة الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله سنة 1999 والذي أكدته مؤسسات الحركة (مجلس الشورى الوطني) سنة 2004، وقد أكدت حقائق الميدان صوابية هذا الخيار، والعبرة ليست بترشيح فارسنا أو بدعم ترشيح المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، إنما العبرة باستقرار الدولة وإشاعة روح التسامح والتصالح بين الجزائريين في إطار مسعى المصالحة الوطنية. وما يهمنا اليوم هو استقرار دولتنا وإشاعة الحريات بين الناس، والتعاون على تقوية المؤسسات والرفاه الإجتماعي.
- س3: ما تقييمكم للتحالف مع مؤسسة الرئاسة، ما هي الإيجابيات والسلبيات من وجهة نظركم؟
- ج3: التجربة عمرها الآن عشر (10)سنوات، وما هو مؤكد حتى الآن أن الإيجابيات أكثر من السلبيات، ولعل تجربة الخلطة مع كل التيارات الفاعلة في الجزائر (جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي) قد كشفت عن حاجة الجزائر إلى جهود جميع أبنائها و مهما كانت سلبيات المشاركة فإيجابياتها أكثر وتبقى سلبيات المقاطعة أو المعارضة السلبية في هذه المرحلة أخطر وعواقبها أشنع، والزمن كفيل بحل بعض هذه الإشكاليات... فالزمن جزء من العلاج.
- س4: تمثل حركة مجتمع السلم من التيارات الإسلامية القلائل جدا على مستوى العالم الإسلامي التي استطاعت أن تتوافق وتكوّن تحالفا قويا مع السلطة فما هي أسباب ذلك بوجهة نظرك؟
- ج4: الظروف التي مرت بها الجزائر كانت بحاجة إلى تكاتف جهود الجميع والعمل على تقريب وجهات النظر والتعاون على البر والتقوى لخدمة المقاصد المتفق عليها وتأجيل نقاط الاختلاف على قاعدة " نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه"، وعندما وجدنا أنفسنا في خندق واحد مع منافيسنا على خدمة الجزائر كنا أكثر استجابة لنداء الوطن، لأننا اكتشفنا أن توظيف الطاقات المعطلة لخدمة الصالح العام عبادة جديدة يجب أن يتدرب عليها أبناء الحركة الإسلامية في العالم كله، والمشاركة السياسية قد صارت "فقها جديدا" لابد من فتح ملفه ومدارسته ليتفقه عليه الناس ممارسة لا تنظيرا.
- س5: وبماذا تفسر استمرار الصدام بين التيارات الإسلامية والحكومات وما هو المخرج من هذا الصدام المستمر؟
- ج5: التصادم بين الأنظمة وبعض التيارات الإسلامية ناجم غالبا عن غياب الحوار بين الجماعات الإسلامية والأنظمة الحاكمة، و هو ناجم كذلك عن استبداد بعض الأنظمة وتهميشها لقطاعات واسعة من أبناء الحركة الإسلامية في تلك الأقطار، وأعتقد كذلك أن هناك " أيادي خفية " تحرك هذه اللعبة القذرة لتبقى الأمة منقسمة على نفسها لأن بقاء الأمة مشتتة أو متنازعة يخدم أهداف الصهيونية العالمية ويضعف القوى الإسلامية والحركات الوطنية. وإني أعتقد أن الخروج من هذه الحالة التصادمية في العالم كله إنما يكون بتوسيع هوامش الاتفاق بين السلطة والإسلاميين وعدم التعصب للرأي والبعد عن التكفير والتفجير وعن تقديس ما ليس مقدسا..للالتقاء حول القواسم المشتركة الكبرى – وهي كثيرة جدا-لخدمة الأهداف النبيلة والمقاصد الجليلة، وما أكثرها.
- س6: ما هي حقيقة ما نشر عن وجود خلافات داخل الحركة وهل هذه إشكالية التيارات الإسلامية عامة في ظل غياب دور المؤسس؟
- ج6: الحركة في الجزائر كبرت منذ ترشح مؤسسها لمنصب رئيس الدولة كأول تجربة في العالم العربي، وفتحت بهذا الترشح باب اجتهاد واسع في المشاركة السياسية، وقد نجحت في بناء مؤسسات شورية تعود إليها الحركة في كل صغيرة وكبيرة، وعندما "يتمرد" بعض الأفراد عن الشرعية و يخرجون عن المؤسسات فلا يعني ذلك أن الصراع قائم فالحركة محكومة بعموم الصلاح وعاملة وفق شرعية المؤتمر ومن داخل مؤسساته الشورية، بل يعني أن هذه المجموعة تعمل على بناء نفسها بأخذ الناس بعيدا عن الشورى والشرعية، والتشكيك بقرار المؤسسات والشورى،ولابد في هذه الحالة من صرامة لقطع دابر العازفين على أوتار العواطف والمستثمرين في الأزمات.
- ما هو حاصل في التيارات الإسلامية بالجزائر شيء مؤسف، وهو شبيه بحالة تمرد سياسي على الشرعية وعلى القواعد الأخلاقية والتربوية وخروج على المؤسسات الشرعية، بل هو تعطيل للمشروع الإسلامي باختلاف خلافات مصلحية لا صلة لها بمنهج الإسلام الداعي إلى الإيثار وسلامة الصدور، لقد تفاجئنا بعد مؤتمرنا الرابع بخروج بعض الأفراد عن شرعية المؤسسات، وقدرنا ظروفهم كونهم إخوة لهم فضل على الحركة لكن الأمور أخذت أشكالا من الهيكلة خارج إطار الشرعية والشورى والمؤسسات وتحولت (إلى حركة تمرد) يقودها مجموعة من الأخوة – هداهم الله- رفضوا الاعتراف بشرعية المؤتمر العام.
- وهم يعملون على إيجاد شرعية خارج الشرعية، ولكن بعد 10أشهر من الممارسات خارج الأطر الشرعية تأكد ارتباط كل أفراد الجماعة بالمؤسسة واحتكامهم إلى الشرعية والشورى والسعي للإصلاح من داخل المؤسسات كونها الملجأ الأصلح الذي تجتمع حوله الكلمة ويرصُّ داخله الصف، وتتوحد بفضله جهود جميع العاملين طمعا في مرضاة الله تعالى.
- أما بقية الأقطار فلست وصيا عليهم ولا أملك تفويضا للحديث باسمهم، فالله أعلم بهم وبحالهم، ولكل قطر خصوصيته وسيادة قراره وتقديره لمصلحته ولست أحرص على الأمة من أئمة المذاهب الفقهية الذين رفضوا حمل الأمة على مذهب واحد فكيف نحمل الأقطار الإسلامية كلها على تنظيم واحد والله المستعان وهو الهادي إلى الصراط المستقيم.