أحمد أحمد النحاس
مقدمة
منذ أن سطى العسكر على حكم مصر بعد ثورة 23 يوليو 1953م وهم يعتبرونه جزء لا يتجزء من مكونهم العسكري، وأن الوطن في خدمتهم لأنه قادة الجيش، ولا يحق لأحد من الشعب المصري أن يكون رئيسا عليهم
وهو السبب الذي دفعهم للإنقلاب على أول رئيس مدني يحكم مصر بالإضافة إلى الحسابات والموازنات التي لا يراقبها بنك مركزي ولا أى جهة رقابية، مع كون العمل في الجيش مطمع في ظل عدم وجود ما يهدد حياتهم أو مجرد دخول حرب، وإذا اشتركوا في حرب ما أرسلوا إليها أبناء الشعب ونالوا هم المنح والأموال.
وضع يعيشه الشعب المصري وتعيشه شعوب المنطقة العربية في ظل حكم العسكر أو الأسر الحاكمة التي تنفق معظم ميزانية الدولة على التسليح لا للدفاع عن أراضيها لكن لقمع أى صوت يطالبه بحقوقه في العيش.
والمهندس أحمد النحاس الذي مات في سجون السيسي لم يكن يحلم بكل ذلك لكنه كان يحلم بوطن يحيا فيه الجميع بكرامة، يتعاون فيه العسكر مع المدنيين في النهوض بأوطانهم، فكان جزاء حلمه السجن دائما في سجون حكام العسكر حتى اصطفاه الله شهيدا في سجون السيسي، وسيمر وفاته على الجميع كأن لم يكن لأنه واحد من الشعب.
من يكون؟
ولد أحمد أحمد النحاس في محافظة الشرقية في 12 فبراير 1959م وحرص والده على تعليمه حتى تخرج في كلية الهندسة قسم مدني من جامعة الإسكندرية بتقدير جيد جدًّا سنة 1983م، وهي الفترة التي شهدت ذروة نشاط الحركات الإسلامية داخل الجامعات فتعرف (مثل جميع الطلاب) على جماعة الإخوان المسلمين.
استقر المهندس أحمد في مدينة الإسكندرية وتزوج منها من ابنة الداعية الشيخ محمد حسين حيث رزقه الله بالولد، ثم استكمل حياته بفتح مكتب للاستشارات الهندسية وكان يختص باستشارات هندسية لمجموعة اتحاد الملاك.
كما عمل مهندس استشاري ومدير مشروعات بشركة فرجينيا للسياحة، وكان من أوائل من توجه لتعمير الصحراء الغربية في مشروع الواحة الخضراء.
مع الإخوان المسلمين
تعرف على جماعة الإخوان المسلمين أثناء دراسته بجامعة الإسكندرية حيث كان لهم نشاط ملحوظ، وأصبح أحد قادتها في الإسكندرية حتى أنه ترشح في انتخابات سنة 2000 لعضوية مجلس الشعب عن دائرة الرمل بالإسكندرية؛ وتم شطبه.
أعاد محاولة ترشيح نفسه في انتخابات مجلس الشعب سنة 2005م ولكنه انسحب لصالح مرشح الإخوان صبحي صالح. كما أنه كان عضوا لمجلس شورى الإخوان.
نشاطه وسط المجتمع
كان أحمد النحاس أحد عناصر الإخوان النشطة الذي لا يكل ولا يمل من خدمة الناس والدافاع عن الوطن وعن دينه ودعوته، ولذا كان من الطبيعي أن يساهم في العديد من النشاطات ومنها:
- عضو بارز بتجمع "مهندسون ضد الحراسة".
- أمين صندوق نقابة المهندسين بالإسكندرية.
- سكرتير لجنة التنسيق بين النقابات المهنية بالإسكندرية سابقًا.
- رئيس لجنة الإسكان والمشروعات بالنقابة.
- رئيس سابق لاتحاد طلاب كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية.
- عضو جمعية الاستشاريين المصريين.
- عضو جمعية خريجي كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية.
- عضو جمعية علوم المواد بالإسكندرية.
- مدير مركز "حوار" للتنمية والإعلام.
- مأمور اتحاد عمارات دار السلام.
- عضو أكثر من جمعية خيرية.
- عضو جمعية محاربة البطالة.
محن واعتقالات
كان لنشاط المهندس أحمد تأثير على وضعه على قائمة أمن الدولة فكان أول اعتقال في أحداث سبتمبر عام 1981م حينما أصدر السادات قرارا باعتقال عدد من المعارضين لمعاهدة كامب ديفيد معظمهم من الإخوان فكان أحمد النحاس واحد منهم وقت أن كان طالبا حيث ظل في السجن لمدة عام وتأخر حينها لمدة سنة في الدراسة في كلية الهندسة. وأثناء انتخابات مجلس الشعب عام 1987م تم اعتقاله بسبب دعايته لمرشحي الإخوان وظل في السجن لمدة شهر.
وفي 17/1/2007م تم اعتقاله ضمن قضية ما عرفت بالعرض العسكري في جامعة الأزهر، حيث تم إغلاق الشركة وإيقاف نشاط المكتب؛ وبذلك تم وقف مصدر الدخل للأسرة ولم يكتفوا بذلك بل أيضًا قاموا بالحجز على جميع أمواله وأموال أسرته وممتلكاتهم
وقد قامت قوات الأمن بتفتيش المنزل ومداهمته وقلبه رأسًا على عقب وتفتيش المكتب أيضًا وأخذ مبالغ مالية من المكتب بالخزنة وأخذ جميع الحاسبات الآلية. ظل مطارداً لثماني سنوات بعد الإنقلاب وتم إعتقاله في 12 يوليو 2021 حيث مات في سجن طره تحقيق.
وفاته
ظل المهندس أحمد النحاس في سجن طرة حتى أصيب بفيروس كورونا، ونتيجة للإهمال الذي يواجهه المعتقلين في سجون السيسي، زاد المرض عليه حتى توفاه الله يوم الخميس 23 سبتمبر 2021م عن عمر 63 عاما.