أمين مرعي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أمين مرعى .. شخصيات لها تاريخ


إخوان ويكي

مقدمة

حظى التاريخ بالكثير من الشخصيات الفاعلية التي أثرت في مجريات الأحداث، ومع ذلك تكاد تكون معروفة أو يتذكرها أحد سواء كانوا القريبين منها أو خصومها.

حياة أمين مرعي

في قرية الجزيرة الخضراء التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ حاليا والمواجهة لمدينة رشيد على الضفة الثانية لنهر النيل، ولد أمين مرعي لأسرة حرص والده على تعليمه هو وإخوته، ولقد تخرج في كلية الحقوق مثل أخيه الأكبر مصطفى مرعي (كان نائبا عاما وأصبح وزير دولة في عهد وزارة إبراهيم عبدالهادي وعضو مجلس شيوخ ومعروف بيساريته).

بين صفوف الإخوان

بعدما أنهى جامعته وتدريبه افتتح مكتبا في شارع سعد زغلول بمحطة الرمل بالإسكندرية قبل أن ينتقل إلى شارع الغرفة التجارية، وأصبح أحد المحامين المشهورين الذي كان يقبل كثير من خريجي طلبة الحقوق على التدريب في مكتبه، ومنهم الأستاذ محمد مختار عبدالعليم (القيادي في جماعة الإخوان المسلمين) حيث تأثر به الأستاذ أمين مرعي في منتصف الأربعينيات.

يقول عباس السيسي:

حين تخرج الاستاذ محمد مختار عبد العليم (رحمه الله) من كلية الحقوق – اختار مكتب الاستاذ أمين مرعي المحامى ومكتبه بشارع سعيد ليتم عنده فترة التمرين على المحاماة – ولما كان الاستاذ مختار يقطع كل وقته فى العمل للدعوة فقد تأثر به الاستاذ أمين مرعي ولا سيما أنه قد أصبح للإخوان المسلمون نشاط سياسى مرموق – فكان الاستاذ أمين يسهم فى الدفاع عن الإخوان فى قضايا المقبوض عليهم فى المظاهرات والاحداث السياسية مجانا وكان أحيانا يحضر بعض المحاضرات كذا يكون فى استقبال فضيلة المرشد حين يأتى لزيارة الإسكندرية.
ومن هنا تعرف بفضيلة المرشد وزاره فى القاهرة وتوطدت بينهما أقوى الصلات والتى على أثرها اقترح الإخوان بعد قرار نقل الاستاذ لبيب البوهي إلى القاهرة أن يوافق فضيلة المرشد على تعيين الاستاذ أمين مرعي رئيسا للمكتب الادارى فوافق على ذلك وكان ذلك فى شهر شوال 1365 الموافق سبتمبر 1946 .. وبدأ الاستاذ أمين مرعى مهمته ونشاطه الذى كان يعطله عن عمله كمحام كبير. وحينما زار الأستاذ البنا قرية الجزيرة الخضراء تناول الغداء على مائدة الأستاذ أمين مرعي مع عدد من إخوانه.

نشاطه

أمين-مرعي.2.jpg

ساهم في الكثير من أعمال الجماعة والدفاع عن معتقليها، ففى حركة المطالبة بجلاء جنود الاحتلال البريطانى، توجه وفد من جماعة الإخوان بالإسكندرية على رأسهم الأستاذ أمين مرعي الى قصر التين حيث قدموا للملك فاروق مذكرة احتجاج على حوادث العنف التى تستخدمها قوات الاحتلال البريطانى ضد الشعب المصرى عام 1946م.

وفي النشاظ الرياضي اعتنت إدارة الفرق الرياضية للإخوان بهذه اللعبة حتى إنه في الإسكندرية نظمت إدارة الفرق الرياضية للإخوان حفلة لسباق الدراجات بملعب البلدية يوم الاثنين 4 نوفمبر 1946م فى الساعة الثالثة بعد الظهر، ولقد حضر الحفل الأستاذ أمين مرعى رئيس المكتب الإداري بالإسكندرية والأستاذ مختار عبد العليم وكيل المكتب والأستاذ سعد الدين الوليلي وكيل عام الجوالة والفرق الرياضية والأستاذ عبد الغني عابدين مندوب عام الجوالة والرياضة، وألقى الأستاذ أمين مرعي وسعد الدين الوليلي كلمة في الحفل.

كما وجهت لجنه الثقافة الإسلامية بكلية العلوم بجامعة فاروق الأول بالإسكندرية الدعوات لسماع محاضره يلقيها الأستاذ أمين مرعى المحامى رئيس الإخوان بالإسكندرية وموضعها (الاشتراكية الإسلامية) وذلك في الساعة الخامسة بمدرج الكلية رقم (1) يوم فبراير 1947م، غير أن إدارة الجامعة ألغت المحاضرة وأرجأتها إلى أجل غير مسمى.

وكان الإخوان فى الإسكندرية قد دعوا الى اجتماع للاخوة رؤساء المناطق ونواب الشعب فى دار المكتب الادارى بشارع كنيسة دبانة – وفيما كان الإخوان فى هذا الاجتماع يناقشون الأوضاع السياسية هاجمتهم قوات البوليس فى عقر دارهم فى الدور الثالث وتم القبض على 56 من الإخوان على رأسهم الأخ الاستاذ مختار عبد العليم.

وأثناء تواجد الأستاذ أحمد السكري بمكتب الأستاذ أمين مرعى - رئيس المكتب الإدارى بالإسكندرية - اندلعت مظاهرة ردا على القبض على رؤساء المناطق ونواب الإخوان، فوقف الأستاذ السكري فى شرفة المكتب وخطب فى المتظاهرين، فقبض عليه وقدم للمحاكمة وذلك فى نوفمبر 1946 وظل فى سجن الأجانب حتى أفرج عنه بعدم اتولى الأستاذ أمين مرعى الدفاع عنه وعن جميع الإخوة الذين قبض عليهم.

حيث استطاع أن يثبت للمحكمة أن البوليس السياسي مخطئ في اتهامات الإخوان 56 حيث تحركت مظاهرة كبيرة بعد القبض عليهم ولم يستطع البوليس السياسي معرفتها فكيف يعرف ما يعده هؤلاء الإخوة.

يقول عباس السيسي:

جىء بالإخوان المقبوض عليهم لمحاكمتهم أمام القضاء فى مبنى المحكمة الكلية .. ووقف كثير من المحامين على رأسهم الاستاذ أمين مرعي للمرافعة عن الإخوان وقال للمحكمة اذا كان رجال القسم المخصوص قد وصل الى سمعهم أن هؤلاء الاخوة سوف يقومون بأعمال جنائية يحاسب عليها القانون – وهؤلاء الاخوة لا يتجاوز عددهم الستين فردا – فكيف لم يصل الى سمع القسم المخصوص أنباء قيام مسيرة ضخمة يزيد عددهم على الألف – والله ان معرفة أخبار الألف أسهل م معرفة أخبار الستين – وبعد مرافعة الدفاع قررت المحكمة الافراج عن جميع الاخوان بلا ضمان وهتف الإخوان وجميع الحاضرين هتافات الإخوان وشعاراتهم ولم يأت آخر النهار حتى تم الافراج عن الجميع.

كما كان له دور في التفاعل مع القضية الفلسطينية فحينما جاء سماحة المفتى أمين الحسيني إلى مصر التقى به الأستاذ أمين مرعي رئيس الإخوان بالإسكندرية والاستاذ محمد مختار عبد العليم المحامى والمهندس محمد القراقصي، والاستاذ مصطفى خضر المحامى، والاستاذ محمود عبد السلام والاستاذ عادل بهجت.

فتنة السكري وفصل أمين مرعي

أمين-مرعي.6.jpg

تأثر الأستاذ أمين مرعي بالأستاذ أحمد السكري وارتبط معه في علاقة وثيقة، مما جعله يأتمر بأمره. وحينما حدثت فتنة السكري داخل الجماعة انحاز أمين مرعي إلى أحمد السكري، واعترض على فصله حيث أجرت لجنة مشكلة من الهيئة التأسيسية تحقيقا معه وأصدرت قرارها بفصله لمخالفته لمبادئ الجماعة وانحيازه لفرد على حساب الجماعة.

حيث يقول عباس السيسي:

فوجئنا ذات يوم باعلان فى صدر عدد من مجلة الإخوان المسلمون الاسبوعية بتكوين لجنة للتحقيق مع الاستاذ السكرى – الوكيل العام لجماعة الإخوان المسلمون – والاساتذة : كمال عبد النبي وحسين عبد الرازق والأستاذ أمين مرعي رئيس الإخوان بالإسكندرية.

فزع الإخوان فى كل مكان لهذا النبأ الذى يتوقعون أن يؤدى إلى فتنة شديدة قاسية بين صفوف الإخوان لما ينتهزه أعداء الدعوة من فرصة للانقضاض على الجماعة والثأر منها . أشفق الإخوان بالإسكندرية على مصير الدعوة من هذا الحدث الخطير الذى يهدد دعوة الإخوان المسلمون، ولهذا فكر الإخوان فى إيفاد مجموعة من الإخوان ألى الاستاذ المرشد العام للتفاهم معه بشأن انقاذ الموقف.

وعلى هذا توجه الاخوة المهندس محمد القراقصي للأستاذ البنا فى منزله بشارع الخازن بجوار المركز العام .. واستقبلنا فضيلة المرشد فى حجرة متواضعة بجوار باب المنزل وجلسنا معه على الأرض حيث كان يجلس الى مكتبه المرتفع عن الارض قليلا يطالع بعض الكتب

وبعد أن رحب بنا وسألنا عن الاخوة بالإسكندرية تحدثنا معه فى الموضوع الخاص بالاستاذ أحمد السكري ، فصمت الرجل قليلا وبدت عليه علامات الحزن ثم قال لنا : إن موضوع الاستاذ السكرى موضوع قديم ومتشعب ، وكان لزاما أن يقضى فيه برأى حتى لا يستشرى ثم يستعصى حله بعد ذلك وربما تأتى ظروف يغيب فيها أحد الاطراف ، لهذا فقد رأينا أن نشكل لجنة مستقلة للتحقيق فى الوقائع المنسوبة اليه .

قلنا يا فضيلة الاستاذ:

اننا نخشى عواقب فتنة داخل الجماعة ونخاف أن يستغل أعداء الدعوة هذا المناخ فيزيدوا النار اشتعالا .
قال الاستاذ المرشد: أنا أكثر الناس حرصا على مستقبل الدعوة وأشد الناس صلة ومعرفة وعشرة للاستاذ أحمد السكري ، و لكن الدعوة دائما تكون وستكون فوق كل العواطف وكل الاشخاص ، واننى فى المقام الأول يهمنى أن يظل جوهر الدعوة صافيا نقيا مهما كانت التضحيات فالتضحية بالاشخاص أمر ممكن أما التضحية بالدعوة فأمر مستحيل ، فالأشخاص يفنون ، ولكن الدعوة هى الباقية .
ثم استطرد فقال: قولوا لاخوانكم اطمئنوا على الدعوة فانها دعوة الخلود ، ولا يخافون من الفتنة فانه تصهر وتنقى وتميز الخبيث من الطيب ، ولا يهتمون كثيرا بما يصنعه الاعداء ، فان الله سوف يرد كيدهم فى نحورهم ، وانما يجب على الإخوان أن يقفوا فى جانب الحق مهما كلفهم ذلك من مشقة وعنت والعاقبة للمتقين .. ثم قولوا لهم اننى تركت أمر هؤلاء الاخوة الى لجنة تحكيم وتحقيق محايدة حتى لا يكون فى الأمر شبهة ، والله تعالى يحكم ما يريد.

ومنذ فصل الأستاذ أمين مرعي في 27 نوفمبر 1947م ولا يعرف أحد بقية مسيرة حياتهه ووفاته

ألبوم الصور

أمين-مرعي.1.jpg
أمين-مرعي.2.jpg
أمين-مرعي.3.jpg
أمين-مرعي.4.jpg
أمين-مرعي.5.jpg
أمين-مرعي.6.jpg