أيمن عبد الغني
في أسرة تشربت فكر الإخوان المسلمين ولد المهندس أيمن أحمد عبد الغني حسنين، حيث كان والده – رحمه الله – كان من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين قبل أن يتوفى عام 1979، وأخيه الأكبر محمد – طبيب عيون – وهو من الإخوان وسبق له أن أمضي ثلاث سنوات في محاكمة عسكرية عام 95 غير مرات عديدة تعرض فيها لاعتقال تعسفي انتهي بإخلاء سبيله دون تهمة واضحه ، وكذلك أخيه عمر – طبيب أنف وأذن وحنجرة – من الإخوان، وهناك أختان يكبراننه فهو أصغر إخوته سنا.
ولد أيمن عبدالغني في 1 نوفمبر عام 1964 بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية حيث حرص والده وإخواته على حسن تربيته وتعليمه، فتخرج في مدرسة الزقازيق الثانوية العسكرية قبل أن يلتحق بكلية الهندسة جامعة الزقازيق ويتخرج فيها عام 1986 بقسم الهندسة المدنية، وعمل في شركة المقاولين العرب.
يعد المهندس أيمن عبد الغني أحد رموز الحركة الطلابية المصرية منذ كان طالباً ورئيساً لإتحاد كلية الهندسة ، حيث عرف قائداً لعشيرة جوالة الجامعة وحاصلاً علي الشارة الخشبية ، ولم تنتهي علاقة المهندس أيمن عبد الغني بالحركة الطلابية بعد تخرجه من الجامعة حيث ظل علي تواصل معها عبر قسم الطلاب بجماعة الإخوان المسلمين.
انتخب عضوا بمجلس نقابة المهندسين الفرعية بالشرقية وعرف خلال فترة عمله النقابة بحركته الواسعة ونشاطه الخدمي الكبير حيث أشرف علي تنظيم عشرات الرحلات للأعضاء، كما أدي فترة الخدمة العسكرية كضابط احتياط في الجيش عام 1989
عام 1996 وأثناء المحاكمات العسكرية التي كان تحاكم العديد من قيادات الإخوان ومنهم المهندس خيرت الشاطر والدكتور محمد عبد الغني تعرف المهندس أيمن على زوجته الزهراء خيرت الشاطر، وتم الزواج الذي حضره الأستاذ مصطفى مشهور وقيادات مكتب الإرشاد ومجلس الشورى وشباب وشيوخ الدعوة، وقد حضر المهندس خيرت الزفاف تحت الحراسة المشددة، ورزق المهندس أيمن بسارة وأنس وسلمان وحبيبة.
محن ومنح
لم يسلم من الاعتقال حيث اعتقال عام 1986م على إثر المظاهرات التي حركها في جامعة الزقازيق ردا على قتل واغتيال المجند سلمان خاطر في يناير 1986م بعدما قتل 7 من الصهاينة. اعتقل مرة ثانية كانت لمدة شهرين عام 1992 في حملة الاعتقالات التي تمت في الشرقية وذلك في أعقاب ترشحه لإنتخابات المجلس المحلي بالزقازيق وخرج بقرار من غرفة المشورة بعد شهرين من تلفيق القضية له .
ثم اعتقل مرة أخرى عام 1994 وظل بالمعتقل 6 شهور ونصف وكان معتقلا في الحملة التي شنتها أمن الدولة ضد جماعة الإخوان لتصديها لمؤتمر السكان العالمي ومسألة الحجاب في المدارس التي تبناها وزير التعليم وقتها.
كما اعتقل عام 1998 وخرج بقرار غرفة المشورة بعد 6 شهور وكانت المرة الأولى بعد الزواج، واعتقل أيضاً في 2002 ومكثت 6 شهور أيضاً قبل أن يخرج بقرار غرفة المشورة، وفي 2004 اعتقل وخرج بعد شهرين ونصف ثم اعتقل في مارس 2006 وبقيّ بالمعتقل ستة اشهر إلا أسبوع قبل أن يخرج في أواخر أغسطس الماضي، وأخيرًا اعتقل في 14 من ديسمبر 2006 على خلفية أحداث الأزهر، وهي القضية 963 لسنة 2006 حصر نيابة أمن الدولة العليا، وجهت لهم تهم
- تولى قيادة فى تنظيم أسس على خلاف الدستور والقانون الغرض منه تعطيل أحكام الدستور والقانون ومنع مؤسسات الدولة من مباشرة عملها وكان ذلك باستخدام الإرهاب.
- حيازة مطبوعات تتضمن فكر جماعة أسست على خلاف القانون معدة للتوزيع واطلاع الغير عليها.
- الترويج والتحبيذ لفكر جماعة أسست على خلاف القانون والدستور.
وقدم للمحاكمة العسكرية حيث اصيب بانزلاق غضروفي أثناء المحاكمة إلا أنه المحكمة لم ترأف بمرضه وحكمت عليه بالسجن 3 سنوات قضها كلها حتى خرج في ديسمبر 2009م. انتقل المهندس أيمن للعمل والعيش بالقاهرة حيث التحق بقسم الطلاب بجماعة الإخوان المسلمين حتى أصبح نائب مسئول القسم قبل أن يختار كأمين للشباب في حزب الحرية والعدالة بعد تشكيله في أبريل 2011م.
ظل أيمن عبدالغني ذو همة ونشاط بين العمل الدعوي والعمل الحزبي، فكان نموذجا لمن ضحى بنفسه وماله وراجته من أجل دينه ودعوته، وظل كذلك حتى وقع الانقلاب العسكري عام 2013م فخرج فارا بدينه إلى قطر ثم إلى تركيا حيث استقر به المقام هناك وقد حرم من زوجته واولاده الذين منعهم نظام السيسي من السفر.
بل أن قادة الـ4 التي وقعت بيان حصار قطر أدرجت أيمن عبدالغني ضمن الأسماء التي وضعتها الدول بأن قطر تؤويها على أرضها.
وفاته
ظل المهندس أيمن مهاجرا مطاردا حتى أصيب بوباء كورونا (كوفيد19) حيث تضاعف عليه المرض حتى فاضت روحه ليلة الجمعة 26 ربيع الأخر 1442هـ الموافق 11 ديسمبر 2020م وتم دفنه بمدينة اسطنبول بتركيا.
وقد نعته جماعة الإخوان بقولها:
- تنعى جماعة "الإخوان المسلمون" إبنًا بارًا من أبنائها هو المهندس أيمن عبدالغني أحد رموز الحركة الطلابية والنقابية (56 عاما) وعضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة الذي توفي مساء أمس الخميس في أحد مستشفيات مدينة اسطنبول ، متأثرا بمرض كورونا
- وذلك بعد مسيرة عطاء ضمن صفوف جماعة الإخوان كان خلالها مثالا للصبر والثبات ، فقد تعرض خلالها لسلسلة من الاعتقالات منذ تخرجه في كلية الهندسة جامعة الزقازيق عام 1986م حتي مارس 2004م . وقد توفي مهاجرا إلى الله ، بعيدا عن زوجته وأولاده بعد منعهم الانقلاب من السفر من القاهرة واللحاق به.
ألبوم صور