اضطهاد عائلة الشاطر.. خصومة النظام المستمرة
كتب- خالد عفيفي:
لم تمضِ أيام قليلة على منع وزارة الداخلية أسرة المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين من زيارته في محبسه بسجن "مزرعة طرة" في أول أيام عيد الفطر المبارك، مثل باقي المسجونين والمعتقلين، حتى تجددت مظاهر اضطهاد الشاطر الذي أمضى 21 عيدًا في أكثر من 10 سنوات خلف أسوار سجون النظام الحالي.
وامتد كعادته اضطهاد مؤسسات النظام البوليسي الراهن إلى أسرته؛ ليرفض رئيس جامعة عين شمس إعطاء رضوى خيرت الشاطر حقها في التعيين معيدة بقسم تربية الأطفال في كلية البنات؛ الأمر الذي دفعها إلى مقاضاته.
وسبق هاتين الوقعتين استثناء ظالم للشاطر وإخوانه من إفراجات العفو الرئاسي بمناسبة عيد الفطر المبارك، في الوقت الذي شمل قرار العفو مئات المساجين من القتلة وتجار المخدرات ومرتكبي الجرائم الفاضحة.
وعلى مدى 3 سنوات ونصف تكررت تلك الضربات الموجعة للعدالة، والتي تستثني الشاطر كالعادة من كل الإفراجات التي يستحقها قبل غيره، وفقًا لما أقره الدستور، واتفق عليه أساتذة القانون وخبراء حقوق الإنسان، سواء لقضائه نصف مدة العقوبة أو لحالته المرضية الحرجة وحسن سيره وسلوكه في السجن الذي يقضيه ظلمًا بأمر محكمة غير دستورية في قضية سياسية بحتة، نسج اتهاماتها خيال جهاز أمن الدولة.
ولم تقتصر قرارات الإفراج تلك على القتلة وتجار المخدرات الذين بلغ عدد المفرج عنهم في 23 يوليو 2008م (1575)، ولكن تعدتها إلى حدِّ الإفراج عن الجواسيس الصهاينة، مثلما حدث مع الجاسوس الصهيوني عزام عزام في 2004م، والذي أُفرج عنه بموجب عفو رئاسي بعد قضائه نصف مدة العقوبة!.
الأسباب والحالات التي يتم بموجبها الإفراج عن المحبوسين والمعتقلين في تلك المناسبات، لا تتوفر في أحد بقدر ما تتوفر في قيادات الإخوان المسلمين- بحسب تأكيدات القانونيين والحقوقيين- فلا أحد يتمتع بحسن سير وسلوك داخل محبسه يوازي ما يتمتعون به؛ وذلك بشهادة كل المختلطين بهم من المساجين الجنائيين والقائمين على شئونهم في كل السجون من ضباط وأمناء وأفراد شرطة.
أما الإفراج الصحي فقد أثبتت آخر التقارير الطبية عن حالة الشاطر وجود تضخم زائد في عضلة القلب وانسداد في الشرايين وقصور في الشريان التاجي؛ وارتفاع شديد في ضغط الدم، وارتفاع حادٍّ في السكر، فضلاً عن التهابٍ شديدٍ في الأعصاب؛ يُضاف إلى كل ذلك إصابته القديمة والشهيرة بالكسل في الغدة الدرقية، بخلاف معاناته التي لا تنقطع من التراكم المستمر في تكوين الحصوات على الكلى.
وتعرَّض الشاطر للسجن 6 مرات؛ حيث سُجن 4 أشهر في عهد الرئيس الراحل عبد الناصر؛ لاشتراكه في مظاهرات الطلاب في نوفمبر 1968م، وفُصل من جامعة الإسكندرية، وجُنِّد في القوات المسلحة المصرية في فترة حرب الاستنزاف قبل الموعد المقرر لخدمته العسكرية المقررة قانونيًّا.
ثم اعتقل في 1992م ولمدة عام فيما سمي بـ"قضية سلسبيل"، وفي 1995م حُكم عليه بـ5 سنوات في قضايا الإخوان أمام المحكمة العسكرية، وفي عام 2001م لمدة عام تقريبًا.
وهو حاليًّا يقضي عقوبة 7 سنوات سجنًا بأمر "العسكرية" منذ اعتقاله في 14 ديسمبر 2006م، وهي أقصى عقوبة شهدتها المحاكمات العسكرية للإخوان في العهد الحالي.
كما تمَّ مصادرة ممتلكات الشاطر عدة مرات، أولها في عام 1992م في "قضية سلسبيل"، حين قام النظام بمصادرة الأراضي التي كان المهندس خيرت الشاطر وحسن مالك ينويان إقامة مصنع عليها في مدينة السادس من أكتوبر، وهي ما زالت مصادرة حتى الآن، وفي عام 2006م تم إحالته إلى المحاكمة العسكرية ومصادرة جميع ممتلكاته هو وأسرته.
ويؤكد المراقبون أن الشاطر يحتل المرتبة الأولى في قائمة أكثر المظلومين في عهد النظام الحالي، فهو أكثر مسجون سياسي يقضي عقوبات مختلفة خلف القضبان اقتربت- حتى كتابة هذه السطور- من 11 سنة.
وهو دائمًا على رأس كل القضايا الجديدة الكبرى التي يدبِّرها النظام للإخوان، فضلاً عن كونه المحظي دائمًا بأعلى العقوبات التي يحدِّدها النظام سواء حين سُجن 5 سنوات في عسكرية 95، ثم الـ7 سنوات في عسكرية 2006م.
المصدر
- خبر:اضطهاد عائلة الشاطر.. خصومة النظام المستمرةإخوان أون لاين