الإخوان من النشأة إلي الحل
- بقلم: الشيخ محمد الأمين
مقدمة
أما بعد فهذه أوراق بعنوان الإخوان المسلمون من النشأة إلى الحل مطالعة في الوثائق الأصلية تهدف إلى توفير معلومات كافية عن هذه الجماعة، ووسائلها ونضالها السياسي ، ووثائقها ، ولمحة عن مؤسسها ، بالإضافة إلى نظامها الأساسي ولا ئحتها الداخلية ، وقد صارت هذه المعلومات مهمة بعد الخلط المتعمد الذي تمارسه بعض الأجهزة ، بين الحركات الإسلامية السلمية التي تتبنى الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن ، وبين اتجاهات أخرى لها وسائلها في العمل فأقول وبالله التوفيق:
المؤسس والنشأة
مؤسس جماعة الإخوان المسلمين هو: حسن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد البنا الساعاتي
ولد حسن البنا سنة1324 الموافق 1906 بمدينة المحمودية في مصر ، ونشأ وترعرع في كنف والده أحمد عبد الرحمن ، وهو عالم اشتغل بالحديث وصنف فيه ، وقد قام بعمل عظيم في هذا المجال هو ترتيب مسند الإمام أحمد على الأبواب في كتابه الذي سماه الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني وله بدائع المنن في جمع وترتيب مسند الشافعي والسنن
وقد نشأ رحمه الله تعالى نقي الفطرة ، مائلا إلى العبادة ، محبا للخير .
التحقحسن البنا بمدرسة الرشاد الدينية ، ثم التحق بالمدرسة الإعدادية وكانت " على غرار المدرسة الابتدائية اليوم بحذف اللغة الأجنبية وإضافة بعض مواد القوانين العقارية ، والمالية ، وطرف من فلاحة البساتين مع التوسع نوعا في دراسة علوم اللغة الوطنية والدين . "
وكان في هذه المدرسة " يقسم وقته بين الدرس نهارا ، وتعلم صناعة الساعات التي أغرم بها بعد الانصراف من المدرسة إلى صلاة العشاء ، ويستذكر هذه الدروس بعد ذلك إلى النوم، ويحفظ حصته من القرآن الكريم بعد صلاة الصبح ، حتى يذهب إلى المدرسة . "
ثم التحق حسن البنا بمدرسة المعلمين وهو في منتصف الرابعة عشرة ، وكانت أيامه في هذه المدرسة أيام الاستغراق في عاطفة التصوف والعبادة . "
وضاعف في هذا الاستغراق أن أحد أساتذته كان مثالا من أمثلة التعبد والصلاح والتقوى والتأدب بأدب الطريق .
وكانت تمر به هو وزملاؤه أيام صمت لا يتكلم أحدهم إلا بذكر أو قرآن.
وكانت المدرسة في دمنهور ، فكان حسن البنا يعود ظهر الخميس إلى أهله في المحمودية ويتبع نظاما ثابتا شرحه بقوله : " كنت أنزل من قطار الدلتا إلى الدكان مباشرة فأزاول عملي في الساعات إلى قبيل المغرب ، حيث أذهب إلى المنزل لأفطر إذ كان من عادتنا صوم الخميس والاثنين ، ثم إلى المسجد الصغير بعد ذلك للدرس والحضرة ، ثم إلى منزل الشيخ شلبي الرجال ، أو منزل أحمد أفندي السكري ، للمدارسة والذكر ، ثم إلى المسجد لصلاة الفجر ، وبعد ذلك استراحة يعقبها الذهاب إلى الدكان ، وصلاة الجمعة ، والغداء ،والدكان إلى المغرب ، فالمسجد فالمنزل . وفي الصباح إلى المدرسة وهكذا دواليك ، في ترتيب لا أذكر أنه تخلف أسبوعا إلا لضرورة طارئة . "
والتحق حسن البنا بعد ذلك بدار العلوم " وقبل أن يلتحق بها كان في صراع نفسي عنيف بين قناعته بأهمية العلم للفرد والجماعة ، وبين تعاليم الغزالي التي تعرف العلم الواجب بأنه العلم المحتاج إليه في أداء الفرائض وكسب العيش ، ثم الانصراف بعد ذلك إلى العمل . "
وانتصر العلم في النهاية.
وحصل على دبلوم دار العلوم سنة 1927 وهو ابن إحدى وعشرين سنة ، وكان ترتيبه الأول , وعين مدرسا في مدينة الإسماعيلية في المدرسة الابتدائية الأميرية في الدرجة السادسة بمرتب 15 جنيها وتسلم عمله في 20/9/1927 وكان من بين الذين ودعوا حسن البنا رجل ذو تقوى وصلاح فكان مما قال له : " إن الرجل الصالح يترك أثرا صالحا في كل مكان ينزل فيه ، ونحن نأمل أن يترك صديقنا أثرا صالحا في هذا البلد الجديد عليه . "
وكان لهذه الكلمات أثر كبير في نفس حسن البنا.
في مدينة الإسماعيلية
قضى البنا أربعين يوما في مدينة الإسماعيلية لا يختلط بأحد إنما يشغل وقت فراغه بدراسة هذا الوطن الجديد ، من حيث أهله ومناظره وخصائصه ، أو مطالعةٍ أو تلاوةٍ . وقد درس حسن البنا الناس والأوضاع دراسة دقيقة فعرف عوامل التأثير في هذا المجتمع وقد وجدها أربعة:
- 1. العلماء .
- 2. وشيوخ الطرق .
- 3. والأعيان .
- 4. والأندية .
يقول حسن البنا:
- " أما العلماء فقد سلكت معهم مسلك الصداقة والتوقير والإجلال الكامل ، وحرصت ألا أتقدم أحدا منهم في درس أو محاضرة أو خطبة . " أما شيوخ الطرق فقد شرح طريقته معهم بقوله:
" كانت طريقتي مع هؤلاء الشيوخ الكثيرين الذين يزورون الإسماعيلية أن أتأدب معهم بأدب الطريق وأخاطبهم بلسانها ، ثم إذا خلونا معا شرحت لكل واحد منهم حال المسلمين ، وجهلهم بأوليات دينهم ، وتفكك رابطتهم ، وغفلتهم عن مصالحهم الدينية والدنيوية ، وما يهددهم من أخطار جسام ، في كيانهم الديني بزحف الإلحاد والإباحية على معسكراتهم ، وفي كيانهم الدنيوي بغلبة الأجانب على خيرات بلادهم ، وكان المعسكرُ غربَ الإسماعيلية ، ومكاتب شركة قناة السويس في شرقها ، مددا لا ينضب من الأمثلة على ذلك ، ثم أذكرهم بالتبعة التي على كاهلهم لهؤلاء الأتباع الذين وثقوا بهم وأسلموهم قيادهم ليدلوهم على الله ، ويرشدوهم إلى الخير ، ثم أطلب إليهم في النهاية أن يوجهوا كل جهودهم إلى إثارة أذهان هؤلاء الناس بالعلم والمعرفة ، وإلى التربية الإسلامية الصحيحة ، وجمع كلمتهم على عزة الإسلام ، والعمل على إعادة مجده . "
وأما الأعيان :
- فقد حاول حسن البنا الإصلاح بينهم ، وكانوا متنافسين وحاول أن يكسب صداقتهم جميعا .
وأما النوادي:
- فقد كان في الإسماعيلية نادي العمال ، وقد استعمله حسن البنا لإلقاء المحاضرات الدينية والاجتماعية والتاريخية .
وهكذا بدأ حسن البنا دعوته على ضوء معرفة كاملة بطبيعة المدعوين.
وقد اتجه إلى الدعوة في المقاهي فاختار ثلاث مقاهي كبيرة ليلقي في كل منها درسين في الأسبوع ، وكان يختار موضوع الدرس بعناية .
وقد ظل حسن البنا طيلة حياته يدعو إلى الله ، ويتجول في أنحاء القطر المصري لا يترك بلدا إلا زاره ، وبات فيه واجتمع بالناس في بيوتهم ومساجدهم . وقد اكتسب من رحلاته خبرة اجتماعية عظيمة في معرفة الطبائع والميول ، وكان يخاطب كل أحد بلغته ، فيتحدث إلى الفلاحين والعمال بلغتهم ، ويتحدث مع المثقفين وعلماء الدين ورحال التصوف ورجال القانون بلغتهم . "
وصفه إحسان عبد القدوس في مقال بعنوان (الرجل الذي يتبعه نصف مليون) بقوله:
- " يستقبلك الأستاذ حسن البنا بابتسامة واسعة ، وآية من آيات القرآن الكريم يعقبها بيتان من الشعر يختمهما بضحكة كلها بشر وحياة !! والرجل ليس فيه شيء غير عادي ، ولو قابلته في الطريق لما استرعى نظرك اللهم إلا بضآلة جسمه ولحيته السوداء التي لا تتلاءم كثيرا مع زيه الإفرنجي وطربوشه الأحمر الغامق ، ولن تملك نفسك عن التساؤل كيف استطاع الرجل أن يجمع حوله كل هؤلاء الإخوان ؟ وكيف استطاع أن ينظمهم كل هذا التنظيم بحيث إذا عطس فضيلته في القاهرة صاح رئيس شعبة الإخوان في أسوان يرحمكم الله.
- ولكنك لن تلبث قليلا حتى تقتنع بأن قوة الرجل في حديثه وفي أسلوبه الهادئ الرزين ، وفي تسلسل أفكاره التي يعبر عنها تعبيرا منطقيا ، وربما كان أغرب ما في حديثه أنه يحس بما يقوم في نفسك من اعتراضات فيجيبك عنها ويفندها لك قبل أن يترك لك الفرصة لتصدمه بها وهو لبق يستطيع أن يحلل شخصيتك ويدرس نفسيتك من النظرة الأولى . "
- وكان كاسمه بناء عبقريا في البناء " منظما يعمل في هدوء ويبني في اطمئنان " حكيما في دعوته حريصا على الطاقات بصونها أن تتبدد أو تذهب في غير طائل ، وكان يبحث عن الأفراد الصالحين لحمل الدعوة وتبليغها للناس ، وتنفيذ تعاليمها . وقد ظل كذلك إلى أن اغتيل في أحد شوارع القاهرة في 14 ربيع الثاني 1368 الموافق 12/2/1949
خطة الإغتيال
دعي الشيخ حسن البنا للقاء مفاوضة مع الحكومة ، في جمعية الشبان المسلمين وهناك كانت الحكومة قد نصبت كمين الاغتيال ، المكون من بعض الضباط والجنود ، الذين أطلقوا الرصاص على الشيخ حسن البنا ، وهو خارج من جمعية الشبان المسلمين ، ولم تكن الرصاصات قاتلة،حيث خرج الشيخ حسن البنا من السيارة ، وطلب الإسعاف بنفسه تليفونيا ، ولكن سيارة الإسعاف كانت على أتم الاستعداد لتنقله إلى مستشفى القصر العيني، ليترك رحمه الله حتى يموت وكان ذلك في عهد إبراهيم عبد الهادي .
الإخوان المسلمون: النشأة
في ذي القعدة 1347 الموافق 1928 بايع ستة هم : حافظ عبد الحميد ، وأحمد المصري ، وفؤاد إبراهيم ، وعبدالرحمن حسب الله ، وإسماعيل عز ، وزكي المغربي ، بايع هؤلاء حسن البنا على العمل للإسلام والجهاد في سبيله .
وعندما سألوه بم نسمي أنفسنا ؟ قال : نحن أخوة في خدمة الإسلام فنحن إذن الإخوان المسلمون .
ثم استأجروا حجرة متواضعة وسموا هذا المكان : مدرسة التهذيب للإخوان المسلمين ، وكان المنهاج " دراسة إسلامية قوامها تصحيح تلاوة القرآن ، بحيث يتلوه الأخ المنتسب إلى هذه المدرسة -وبالتالي إلى الدعوة - وفق أحكام التجويد ، ثم محاولة حفظ آيات وسور ، ثم شرح هذه الآيات والسور وتفسيرها تفسيرا مناسبا ، ثم حفظ بعض الأحاديث وشرحها كذلك ، وتصحيح العقائد والعبادات ، وتعرف أسرار التشريع وآداب الإسلام العامة ، ودراسة التاريخ الإسلامي ، وسيرة السلف الصالح ، والسيرة النبوية بصورة مبسطة ، تهدف إلى النواحي العملية والروحية ، وتدريب القادرين على الخطابة والدعوة تدريبا علميا بحفظ ما يستطاع من النظم والنثر ومادة الدعوة ، وعمليا بتكليفهم التدريس والمحاضرة في هذا المحيط أولا ، ثم في أوسع منه بعد ذلك .
وقد وصل عدد الإخوان في نهاية العام الدراسي 1927-1928 حوالي سبعين .
وقد كان الجيل الأول من الإخوان جيلا نموذجيا في الحب والتآخي والإيثار والعزة الإسلامية . وفي السنة الثانية كانت جماعة الإخوان قد " تشكلت بوضع الجمعيات القانونية ، وصار لها نظام أساسي ، ومجلس إدارة ، وجمعية عمومية . "
وقد تعرضت الدعوة إلى مضايقات في هذه السنة واتهم القائمون عليها بشتى التهم وكان الشيخ حسن البنا لا يهتم بذلك ويقول :
" أنا أعلم قاعدة أفادتني كثيرا في سير الدعوة العملي ، وهي أن الإشاعة والأكاذيب لا يقضى عليها بالرد ، ولا بإشاعة مثلها ، ولكن يقضى عليها بعمل إيجابي نافع ، يستلفت الأنظار ، ويستنطق الألسنة بالقول ، فتحول الإشاعة الجديدة وهي حق مكان الإشاعة القديمة وهي باطل ."
وبنى الإخوان المسجد ودار الإخوان أي المدرسة التي أطلقوا عليها اسم : " معهد حراء الإسلامي " وكان معهدا نموذجيا .
وقد كان هدفُ الدعوة في السنوات الأولى توسيعَ نطاق الجماعة داخل مدينة الإسماعيلية والمناطق المحيطة بها .
وكان حسن البنا ربما زار منطقة لا يعرفها ، فيذهب يتجول في شوارعها يتوسم الوجوه ويبحث عن الخير فيها ، فإذا رأى من بتوسم فيه الخير تحدث معه ، فيحدثه عن سمو مقاصد الإسلام ، وعما في المجتمع من فساد ، وأن سبب ذلك إهمال أحكام الإسلام ، وأن الدعوة إلى تصحيح هذه الأوضاع واجب ، وأن الطريقة الفردية وحدها لا تكفي ، بل لا بد من تكوين رأي عام يناصر هذه الفكرة ، وجماعة من الطيبين في كل قرية يؤمنون بالدعوة ويجتمعون عليها ونسميهم "الإخوان المسلمون ".
وفي سنة 1932 نقل الأستاذ حسن البنا إلى القاهرة بطلب منه وقد أثار تعيين خلف له في مدينة الإسماعيلية أول خلاف يدور داخل الجماعة .
وقد التزم الأستاذ حسن البنا في القاهرة نظاما روتينيا ثابتا فكان منهجه : " أن يزور المركز العام في الصباح الباكر ، ويترك فيه مذكرات ، فيها توجيهات وأعمال تتطلب الإنجاز ، ثم يقصد مدرسته ، فإن كان مسافرا يتوجه من المدرسة إلى المحطة ، وإن لم يكن يعرج على المركز ثانية يقابل ويوجه ويصرف ما يجد من عمل ، وفي المساء يزور المركز ثالثة ويقضي فيه وقته مقابلا الوفود الزائرين ، أو مجتمعا في لجان ، أو محاضرا .
الأخوات المسلمات
- في غرة محرم 1352 الموافق إبريل 1933 في مدينة الإسماعيلية أنشأ الشيخ حسن البنا فرقة الأخوات المسلمات على أساس أنها فرقة أدبية إسلامية تتألف من نساء الإخوان وقريباتهم .
- وفي سنة 1944 صار هناك في المركز العام قسم الأخوات المسلمات واختار البنا سكرتيرا لهذا القسم يباشر مهمته بمعاونة عقيلته ووصل عدد النساء في هذا القسم سنة 1948 إلى خمسة آلاف أخت .
الأهداف والوسائل
ماذا يريد الإخوان المسلمون ؟ وما وسائلهم لتحقيق ما يريدون ؟ هذا السؤال يجيب عليه النظام الأساسي للجماعة الصادر بتاريخ 1367 الموافق 1948 حيث يقول :
مادة 2: الإخوان المسلمون " هيئة إسلامية جامعة تعمل لتحقيق الأغراض التي جاء من أجلها الإسلام الحنيف وما يتصل بهذه الأغراض :
- (أ) شرح دعوة القرآن الكريم شرحا دقيقا يوضحها ويردها إلى فطريتها وشمولها ، ويعرضها عرضا يوافق روح العصر ، ويرد عنها الأباطيل والشبهات .
- (ب) جمع القلوب والنفوس على هذه المبادئ القرآنية وتجديد أثرها الكريم فيها ، وتقريب وجهات النظر بين الفرق الإسلامية المختلفة .
- (ج) تنمية الثروة القومية ، وحمايتها ، وتحريرها ، والعمل على رفع مستوى المعيشة .
- (د) تحقيق العدالة الاجتماعية ، والتأمين الاجتماعي لكل مواطن ، والمساهمة في الخدمة الشعبية ، ومكافحة الجهل والمرض والفقر والرذيلة ، وتشجيع أعمال البر والخير .
- (هـ) تحرير وادي النيل والبلاد العربية جميعا والوطن الإسلامي بكل أجزائه من كل سلطان أجنبي ، ومساعدة الأقليات الإسلامية في كل مكان ، وتأييد الوحدة العربية تأييدا كاملا ، والسير إلى الجامعة الإسلامية .
(و) قيام الدولة الصالحة التي تنفذ أحكام الإسلام وتعاليمه عمليا ، وتحرسها في الداخل وتبلغها في الخارج .
- (ز) مناصرة التعاون العالمي مناصرة صادقة في ظل المثل العليا الفاضلة التي تصون الحريات وتحفظ الحقوق ، والمشاركة في بناء السلام والحضارة الإنسانية ، على أساس جديد من تآزر الإيمان والمادة كما كفلت ذلك نظم الإسلام الشاملة .
مادة3: يعتمد الإخوان المسلمون في تحقيق هذه الأغراض على الوسائل الآتية وعلى كل وسيلة أخرى مشروعة :
- (أ) الدعوة بطرق النشر والإذاعة المختلفة من الرسائل والنشرات والصحف والمجلات والكتب والمطبوعات وتجهيز الوفود والبعثات في الداخل والخارج.
- (ب) التربية بطبع أعضاء الهيئة على هذه المبادئ ، وتمكين معنى التدين العملي لا القولي في أنفسهم أفرادا وبيوتا ، وتكوينهم تكوينا صالحا – بدنيا بالرياضة ، وروحيا بالعبادة ، وعقليا بالعلم –وتثبيت معنى الأخوة الصادقة ، والتكامل التام والتعاون الحقيقي بينهم ، حتى يتكون رأي إسلامي عام موحد ، وينشأ جيل جديد يفهم الإسلام فهما صحيحا ويعمل بأحكامه . ويوجه النهضة إليه .
- (ج) التوجيه بوضع المناهج الصالحة في كل شؤون المجتمع من التربية ، والتعليم ، والتشريع ، والقضاء ، والإدارة ، والحندية ، والاقتصاد والصحة العامة ، والحكم .. الخ . والاسترشاد بالتوجيه الإسلامي في ذلك كله والتقدم بها إلى الجهات المختصة ، والوصول بها إلى الهيئات النيابية والتشريعية والتنفيذية والدولية ، لتخرج من دور التفكير النظري إلى دور التفكير العملي .
- (د)العمل – بإنشاء مؤسسات اقتصادية واجتماعية ودينية وعلمية ، وبتأسيس المساجد والمدارس والمستوصفات والملاجئ ..الخ . وتأليف اللجان لتنظيم الزكاة والصدقات لأعمال البر ، والإصلاح بين الأفراد والأسر ، ومقاومة الآفات الاجتماعية ، والعادات الضارة ،والمخدرات والمسكرات والمقامرة والبغاء ، وإرشاد الشباب إلى طريق الاستقامة ، وشغل وقت الفراغ بما يفيد وينفع ، ويستعان على ذلك بإنشاء أقسام مستقلة.
ويوضح المرشد العام وسائل الدعوة بقوله " والوسائل العامة للدعوات لا تتغير ولا تتبدل ولا تعدو هذه الأمور :
- 1. الإيمان العميق .
- 2. والتكوين الدقيق .
- 3. والعمل المتواصل . وتلك هي وسائلكم العامة أيها الإخوان فآمنوا بفكرتكم وتجمعوا حولها واعملوا لها واثبتوا عليها .
ويقول المرشد العام حسن البنا وهو يوجز الغاية والوسيلة : "إن غاية الإخوان تنحصر في تكوين جيل جديد من المؤمنين بتعاليم الإسلام الصحيح يعمل على صبغ الأمة بالصبغة الإسلامية الكاملة في كل مظاهر حياتها (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ) وأن وسيلتهم في ذلك تنحصر في تغيير العرف العام ، وتربية أنصار الدعوة على هذه التعاليم حتى يكونوا قدوة لغيرهم في التمسك بها والحرص عليها والنزول على حكمها.
ويزيد الأمر وضوحا قول المرشد العام:
" إن منهاج الإخوان المسلمين محدود المراحل واضح الخطوات ، فنحن نعلم تماما ماذا نريد ؟ ونعرف الوسيلة إلى تحقيق هذه الإرادة :
- 1. نريد أولا الرجل المسلم في تفكيره وعقيدته ، وفي خلقه وعاطفته ، وفي عمله وتصرفه ، فهذا هو تكويننا الفردي .
- 2. ونريد بعد ذلك البيت المسلم في تفكيره وعقيدته ، وفي خلقه وعاطفته ، وفي عمله وتصرفه ، ونحن لهذا نُعْنى بالمرأة عنايتنا بالرجل ، ونُعْنى بالطفولة عنايتنا بالشباب ، وهذا هو تكويننا الأسري .
- 3. ونريد بعد ذلك الشعب المسلم في ذلك كله أيضا ، ونحن لهذا نعمل أن تصل دعوتنا إلى كل بيت ، وأن يسمع صوتنا في كل مكان ، وأن تنتشر فكرتنا وتتغلغل في القرى والنجوع ، والمدن والمراكز ، والحواضر والأمصار ، لا نألو في ذلك جهدا ، ولا نترك وسيلة .
- 4. ونريد بعد ذلك الحكومة المسلمة التي تقود هذا الشعب َإلى المسجد ، وتحمل به الناس على هدي الإسلام من بعد ، كما حملتهم على ذلك بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر وعمر من قبل ، ونحن لهذا لا نعترف بأي نظام حكومي لا يرتكز على أساس الإسلام ، ولا يستمد منه ، ولا نعترف بهذه الأحزاب السياسية ، ولا بهذه الأشكال التقليدية التي أرغمنا أهل الكفر وأعداء الإسلام علي الحكم بها والعمل عليها ، وسنعمل على إحياء نظام الحكم الإسلامي بكل مظاهره ، وتكوين الحكومة الإسلامية على أساس هذا النظام .
- 5. ونريد بعد ذلك أن نضم إلينا كل جزء من وطننا الإسلامي الذي فرقته السياسة الغربية ، وأضاعت وحدته المطامع الأوروبية ، وكل شبر أرض فيه مسلم يقول لا إله إلا الله ، كل ذلك وطننا الكبير الذي نسعى لتحريره ، وإنقاذه وخلاصه وضم أجزائه بعضها إلى بعض .. • ونريد بعد ذلك أن تعود راية الله خافقة عالية على تلك البقاع التي سعدت بالإسلام حينا من الدهر ، ودوَّى فيها صوت المؤذن بالتكبير والتهليل ، ثم أراد لها نكد الطالع أن ينحسر عنها ضياؤه فتعود إلى الكفر بعد الإسلام ، فالأندلس وصقلية والبلقان وجنوب إيطاليا ، وجزائر بحر الروم ، كلها مستعمرات إسلامية يجب أن تعود إلى حضن الإسلام " ذلك ما قاله المرشد العام حسن البنا وهو يحدد الأهداف التي ترمي إليها دعوة الإخوان المسلمين
وقد حدد المرشد العام حسن البنا مراتب العمل المطلوبة من الأخ الصادق لتحقيق هذه الأهداف فيما يلي :
- 1. إصلاح نفسه حتى يكون قوي الجسم ، متين الخلق ،مثقف الفكر ، قادرا على الكسب ، سليم العقيدة ، صحيح العبادة ، مجاهدا لنفسه ، حريصا على وقته ، منظما في شؤونه ، نافعا لغيره ، وذلك واجب كل أخ على حدة .
- 2. وتكوين بيت مسلم بأن يحمل أهله على احترام فكرته ، والمحافظة على آداب الإسلام في كل مظاهر الحياة المنزلية ، وحسن اختيار الزوجة ، وتوقيفها على حقها وواجبها ، وحسن تربية الأولاد والخدم وتنشئتهم على مبادئ الإسلام ، وذلك واجب كل أخ على حدة كذلك .
- 3. وإرشاد المجتمع بنشر دعوة الخير فيه ، ومحاربة الرذائل والمنكرات ، وتشجيع الفضائل ، والأمر بالمعروف والمبادرة إلى فعل الخير ، وكسب الرأي العام إلى جانب الفكرة الإسلامية ، وصبغ مظاهر الحياة العامة بها دائما ، وذلك واجب كل أخ على حدته ، وواجب الجماعة كهيئة عاملة .
- 4. وتحرير الوطن بتخليصه من كل سلطان أجنبي – غير إسلامي – سياسي أو اقتصادي أو روحي .
- 5. وإصلاح الحكومة حتى تكون إسلامية بحق ، وبذلك تؤدي مهمتها كخادم للأمة وأجير عندها وعامل على مصلحتها .
- 6. وإعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية بتحرير أوطانها ، وإحياء مجدها ، وتقريب ثقافاتها ، وجمع كلمتها حتى يؤدي ذلك كله إلى إعادة الخلافة المفقودة ، والوحدة المنشودة . وأستاذية العالم بنشر دعوة الإسلام في ربوعه (حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)(سورة الأنفال: 39) (ويأبى الله إلا أن يتم نوره) (سورة التوبة: 32) وهذه المراتب الأربعة الأخيرة تجب على الجماعة متحدة وعلى كل أخ باعتباره عضوا في الجماعة .
ومن توجيهات البنا في هذا المجال:
- " اجعلوا في كل شارع جماعة إخوانية ، وفي كل قرية كتيبة قرآنية ، وفي كل مدينة راية محمدية ، وفي كل فج من الفجاج أخا يهتف بمبادئكم .. ألفوا الفرق الرياضية بأنواعها في شعبكم فالقوة شعاركم ، ولا قوة في جسم ضعيف ، ضئيل ، ووجهوا عنايتكم إلى الجوالة ، وليكن في كل شعبة من شعبكم فرقة من شبابها فهو الجهاد في سبيل الله ، وهو ذروة سنام هذا الدين ، كوِّنوا الكتائب فإن جيوش الليل تنزل بالنصر على جيوش النهار ، اقتصدوا من أموالكم لإيمانكم ومستقبلكم ، فإنكم لا تدرون ما يحدث غدا "
دعوة الإخوان المسلمين دعوة شمولية
يقول الأستاذ حسن البنا وهو يوضح هذه الشمولية:
" كان من نتيجة هذا الفهم العام الشامل للإسلام عند الإخوان المسلمين أن شملت فكرتهم كل نواحي الإصلاح في الأمة ، وتمثلت فيها كل نواحي غيرها من الفكر الإصلاحية ، وأصبح كل مصلح غيور يجد فيها أمنيته ، والتقت عندها آمال محبي الإصلاح الذين عرفوها وفهموا مراميها ، وتستطيع أن تقول ولا حرج عليك أن الإخوان المسلمين:
- دعوة سلفية ، لأنهم يدعون إلى العودة بالإسلام إلى معينه الصافي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
- وطريقة سنية ، لأنهم يحملون أنفسهم على العمل بالسنة المطهرة في كل شيء ، وبخاصة في العقائد والعبادات ما وجدوا إلى ذلك سبيلا .
- وحقيقة صوفية ، لأنهم يعلمون أن أساس الخير طهارة النفس ، ونقاء القلب ، والمواظبة على العمل ، والإعراض عن الخلق ، والحب في الله والارتباط على الخير .
- وهيئة سياسية ، لأنهم يطالبون بإصلاح الحكم في الداخل ، وتعديل النظر في صلة الأمة الإسلامية بغيرها من الأمم في الخارج ، وتربية الشعب على العزة والكرامة والحرص على قوميته إلى أبعد حد .
- وجماعة رياضية لأنهم يعنون بجسومهم ، ويعلمون أن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن لبدنك عليك حقا . " وأن تكاليف الإسلام لا يمكن أن تؤدى كاملة صحيحة إلا بالجسم القوي ، فالصلاة والصوم والحج والزكاة لا بد لها من جسم يحتمل أعباء الكسب والعمل والكفاح في طلب الرزق ، ولأنهم -تبعا لذلك -يعنون بتشكيلاتهم وفرقهم الرياضية عناية تضارع- وربما فاقت -كثيرا من الأندية المتخصصة بالرياضة البدنية وحدها.
- ورابطة علمية ثقافية ، لأن الإسلام يحعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ولأن أندية الإخوان هي في الواقع مدارس للتعليم والتثقيف ومعاهد لتربية الجسم والعقل والروح .
- وشركة اقتصادية لأن الإسلام يُعْنى بتدبير المال وكسبه من وجهه ، وهو الذي يقول نبيه صلى الله عليه وسلم نعم المال الصالح للرجل الصالح . ويقول : " من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورا له . " " إن الله يحب المؤمن المحترف . "
- وفكرة اجتماعية لأنهم يعنون بأدواء المجتمع الإسلامي ويحاولون الوصول إلى طرق علاجها وشفاء الأمة منها . "
أما مراتب العضوية فإن الانضمام للإخوان المسلمين على ثلاث درجات:
- أ- الانضمام العام وهو من حق كل مسلم توافق على قبوله إدارة الدائرة ويعلن استعداده للصلاح ، ويوقع استمارة التعارف ويتعهد بتسديد الاشتراك المالي الذي يتطوع به للجماعة . وللنائب حق إعفاء من يرى عذرا بالنسبة له من بعض الأعضاء ، ويسمى الأخ في هذه الدرجة أخا مساعدا .
- ب- الانضمام الأخوي وهو من حق كل مسلم توافق على قبوله إدارة الدائرة السابقة ، وواجباته -فضلا عن الواجبات السابقة- (حفظ العقيدة) والتعهد بالتزام الطاعات ، والكف عن المحرمات ،وحضور الاجتماعات الأسبوعية والسنوية وغيرها متى دُعي إليها ، ويسمى الأخ في هذه المرتبة أخا منتسبا .
- ج- الانضمام العملي وهو من حق كل مسلم توافق إدارة الدائرة على قبوله ، وتكون واجبات الأخ فيه -فضلا عن الواجبات السابقة – إحضار صورته الشخصية ، وإعطاء البيانات الكافية التي تطلب منه عن شخصه، ودراسة شرح عقيدة الإخوان المسلمين ، والتعهد بالورد القرآني ، وحضور مجالس القرآن الأسبوعية ، والدائرة ، والاشتراك في صندوق الحج ، والاشتراك في لجنة الزكاة متى كان مالكا للنصاب ، والانضمام إلى فرقة الرحلات ما دامت سنه تسمح بذلك ، والتزام التحدث باللغة العربية الفصحى بقدر المستطاع ، وإلزام المنزل مبادئ الإخوان المسلمين ، والعمل على تثقيف نفسه في الشؤون الاجتماعية العامة , والاجتهاد في حفظ أربعين حديثا نبويا ، وقبول مناصفات الإخوان التأديبية ، ويسمى الأخ في هذه الدرجة من درجات الانضمام أخا عاملا.
- د- وهناك درجة رابعة من درجات الانضمام وهي درجة الانضمام الجهادي ، وهي ليست عامة بل هي من حق الأخ العامل الذي يثبت لمكتب الإرشاد محافظته على واجباته السابقة . وفحصها من حق المكتب . وواجبات الأخ في هذه المرتبة – فضلا عما سبق – تحرِّي السنة المطهرة ما استطاع إلى ذلك سبيلا في الأقوال والأفعال والأحوال ومن ذلك قيام الليل ، وأداء الجماعة إلا لعذر قاهر ، والزهادة والعزوف عن مظاهر المتع الفانية ، والبعد عن كل ما هو غير إسلامي في العبادات ، وفي المعاملات ، وفي شأنه كله ، والاشتراكُ المالي في مكتب الإرشاد ، وصندوق الدعوة ،والوصيةُ بجزء من تركته لجماعة الإخوان ، والأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر ما دام أهلا لذلك ، وتلبيةُ دعوة المكتب متى وجهت إليه في أي وقت وفي أي مكان ، وحملُ المصحف ليذكره بواجبه نحو القرآن الكريم ، والاستعداد لقضاء مدة التربية الخاصة بمكتب الإرشاد . ويسمى الأخ في هذه المرتبة مجاهدا . "
وسائل تحقيق الأهداف
أما الوسائل التي يتوسلون بها إلى بلوغ أهدافهم فقد وضحتها المادة 3 من النظام الأساسي – كما سبق- وهي باختصار :
- 1- الدعوة بطرق النشر المختلفة .
- 2- التربية بطبع أعضاء الهيئة على هذه المبادئ .
- 3- التوجيه بوضع المناهج الصالحة في كل شؤون المجتمع .
- 4- العمل بإنشاء مؤسسات اقتصادية واجتماعية ودينية وعلمية .
أدبيات الإخوان المسلمين ؟
هناك مجموعة من الأدبيات التي توضح مبادئ الإخوان المسلمين ،وأهدافهم ووسائلهم ومبادئ التربية عندهم .
من هذه الأدبيات : الدعائم العشر ،والواجبات العشر ، والوصايا العشر ، وعقيدتنا ، وأركان البيعة ، والمراتب العشر ، والكلمات العشر ،والنكبات العشر ، والمنجيات العشر ، وبعض الهتافات .
الدعائم العشر
أما الدعائم العشر فهي :
- (1) الله غايتنا
- (2) الرسول قدوتنا
- (3) القرآن طريقتنا
- (4) الآخرة عقيدتنا
- (5) الجهاد وسيلتنا
- (6) الحرية أمنيتنا
- (7) الوحدة وجهتنا
- (8) الإمامة سياستنا
- (9) الدعوة مهمتنا
- (10) السلام نهايتنا
الواجبات العشر
وأما الواجبات العشر فهي :
- (1) حمل شارتنا
- (2) حفظ عقيدتنا
- (3) قراءة وظيفتنا
- (4) حضور جلستنا
- (5) إجابة دعوتنا
- (6) سماع وصيتنا
- (7) كتمان سريرتنا
- (8) صيانة كرامتنا
- (9) محبة إخوتنا
- (10) دوام صلتنا
الوصايا العشر
أما الوصايا العشر فهي :
- 1- قم إلى الصلاة متى سمعت النداء مهما تكن الظروف .
- 2- اتل القرآن أو طالع أو استمع أو اذكر الله ، ولا تصرف جزءا من وقتك في غير ما فائدة .
- 3- اجتهد أن تتكلم العربية الفصحى فإن ذلك من شعائر الإسلام .
- 4- لا تكثر الجدل في أي شأن من الشؤون أيا كان فإن المراء لا يأتي بخير.
- 5- لا تكثر الضحك فإن القلب الموصول بالله ساكن وقور .
- 6- لا تمزح فإن الأمة المجاهدة لا تعرف إلا الجد .
- 7- لا ترفع صوتك أكثر مما يحتاج إليه السامع فإنه رعونة وإيذاء .
- 8- تجنب غيبة الأشخاص ، وتجريح الهيآت ، ولا تتكلم إلا بخير .
- 9- تعرَّف إلى من تلقاه من إخوانك وإن لم يطلب إليك ذلك ، فإن أساس دعوتنا الحب والتعارف .
- 10- الواجبات أكثر من الأوقات ، فعاون غيرك على الانتفاع بوقته ، وإن كانت لك مهمة فأوجز في قضائها
عقيدتنا
وأما عقيدتنا فقد لخص الإخوان قواعد فكرتهم فيما يلي :
1- أعتقد أن الأمر كله لله ، وأن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم رسله للناس كافة ، وأن الجزاء حق ، وأن القرآن كتاب الله، وأن الإسلام قانون شامل لنظام الدنيا والآخرة .
- وأتعهد بأن أرتب على نفسي جزءا من القرآن ، وأن أتمسك بالسنة المطهرة ، وأن أدرس السيرة النبوية ، وتاريخ الصحابة الكرام .
2- أعتقد أن الاستقامة والفضيلة والعلم من أركان الإسلام .
- وأتعهد أن أكون مستقيما ، أؤدي العبادات ، وأبتعد عن المنكرات ، فاضلا أتحلى بالأخلاق الحسنة ، وأتخلى عن الأخلاق السيئة ، وأتحرى العادات الإسلامية ما استطعت ، وأوثر المحبة والود على التحاكم والتقاضي، فلا ألجأ إلى القضاء إلا مضطرا ، وأعتز بشعائر الإسلام ولغته ، وأعمل على بث العلوم والمعارف النافعة في طبقات الأمة .
3- أعتقد أن المسلم مطالب بالعمل والكسب ، وأن في ماله الذي كسبه حقا مفروضا للسائل والمحروم .
- وأتعهد بأن أعمل لكسب عيشي ، وأقتصد لمستقبلي ، وأؤدي زكاة مالي ، وأخصص جزءا من إيرادي لأعمال البر والخير ، وأشجع على كل مشروع اقتصادي نافع ، وأقدم منتجات بلادي وبني ديني ووطني ، ولا أتعامل بالربا في شأن من شؤوني ، ولا أتورط في الكماليات فوق طاقتي .
4- أعتقد أن المسلم مسؤول عن أسرته ، وأن من واجبه أن يحافظ على صحتها وعقائدها وأخلاقها .
- وأتعهد بأن أعمل لذلك جهدي ، وأن أبث تعاليم الإسلام في أفراد أسرتي ، ولا أدخل أبنائي أي مدرسة لا تحفظ عقائدهم وأخلاقهم ، وأقاطع كل الصحف والنشرات والكتب والهيئات والفرق والأندية التي تناوئ تعاليم الإسلام .
5- أعتقد أن من واجب المسلم إحياء مجد الإسلام بإنهاض شعوبه وإعادة تشريعه ، وأن راية الإسلام يجب أن تسود البشر ، وأن من مهمة كل مسلم تربية العالم على قواعد الإسلام .
- وأتعهد بأن أجاهد في سبيل أداء هذه الرسالة ما حييت ، وأضحي في سبيلها بكل ما أملك .
6- أعتقد أن المسلمين جميعا أمة واحدة تربطها العقيدة الإسلامية ، وأن الإسلام يأمر أبناءه بالإحسان إلى الناس جميعا . وأتعهد بأن أبذل جهدي في توثيق رابطة الإخاء بين جميع المسلمين ، وإزالة الجفاء والاختلاف بين طوائفهم وفرقهم .
7- أعتقد أن السر في تأخر المسلمين ابتعادهم عن دينهم ، وأن أساس الإصلاح العودة إلى تعاليم الإسلام وأحكامه ، وأن ذلك ممكن لو عمل له المسلمون ، وأن فكرة الإخوان المسلمين تحقق هذه الغاية .
- وأتعهد بالثبات على مبادئها ، والإخلاص لكل من عمل لها ، وأن أظل جنديا في خدمتها ، أو أموت في سبيلها.
أركان البيعة
وأما أركان البيعة فهي :
- 1- الفهم ومعناه فهم الإسلام .
- 2- الإخلاص ومعناه أن يقصد الأخ المسلم بقوله وعمله وجهاده كله وجه الله وابتغاء مرضاته .
- 3- العمل والمطلوب من العمل هو إصلاح النفس ، وتكوين البيت المسلم ، وإرشاد المجتمع ، وتحرير الوطن ، وإصلاح الحكومة ، وإعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية .
- 4- والجهاد والمقصود به العمل لتكون كلمة الله هي العليا بالمال والنفس ، باليد واللسان والقلب .
- 5- والتضحية وهي: بذل النفس والمال والوقت والحياة وكل شيء في سبيل الله .
- 6- والطاعة ومعناها : امتثال الأمر و إنفاذه توا في العسر واليسر والمنشط والمكره .
- 7- والثبات ومعناه : الاستمرار في العمل، والجهاد مهما تطاولت السنين .
- 8- التجرد ومعناه :أن يخلص الأخ للدعوة الإسلامية مما سواها من المبادئ والأشخاص .
- 9- الأخوة ومعناها : أن ترتبط القلوب والأرواح برباط العقيدة .
- 10- الثقة ومعناها : الاطمئنان إلى القائد اطمئنانا ينتج الحب والاحترام .
المراتب العشر في كتاب الله تعالى
وأما المراتب العشر في كتاب الله تعالى فهي :
- (إن المسلمين والمسلماتِ والمؤمنين والمؤمناتِ والقانتين والقانتاتِ والصادقين والصادقاتِ والصابرين والصابراتِ والخاشعين والخاشعاتِ والمتصدقين والمتصدقاتِ والصائمين والصائماتِ والحافظين فروجَهم والحافظاتِ والذاكرين الله كثيراً والذاكراتِ أعد الله لهم مغفرةً و أجْرا عظيما)
الكلمات العشر
يجب أن يعلم الأخ أن الإسلام:
- (1)عبادة
- (2)وأخوة
- (3)ووطن
- (4) وجنسية
- (5) وسماحة
- (6)وقوة
- (7) وخلق
- (8) ومادة
- (9) وقانون
- (10) وثقافة .
النكبات العشر
و أما النكبات العشر فهي :
- 1- الاستعمار .
- 2- الخلافات السياسية والشخصية .
- 3- الربا.
- 4- الشركات الأجنبية .
- 5- التقليد الغربي .
- 6- القوانين الوضعية .
- 7- الإلحاد والفوضى الفكرية .
- 8- الشهوات والإباحية .
- 9- فساد الخلق وإهمال الفضائل .
- 10- ضعف القيادة وفقدان المناهج العلمية .
المنجيات العشر
وأما المنجيات العشر فهي :
- 1- الحرية
- 2- الوحدة.
- 3- تنظيم الزكاة .
- 4- تشجيع المشروعات الوطنية .
- 5- احترام القومية .
- 6- العمل بالشرائع الإسلامية .
- 7- تثبيت العقائد الإيمانية .
- 8- إقامة الحدود الإسلامية .
- 9- تقوية الفضائل الخلقية .
- 10- إتباع السيرة المحمدية .
ومن الهتافات : هتاف: الله أكبر ولله الحمد وكان شعار مصر الفتاة : الله أكبر والمجد لمصر .
ويلخَّص حسن البنا مظاهر دعوة الإخوان المسلمين في خمس كلمات هي :
- 1- البساطة.
- 2- والتلاوة .
- 3- والصلاة .
- 4- و الجندية .
- 5- والخلق .
مؤتمرات الإخوان المسلمين
كيف تطورت جماعة الإخوان المسلمين ؟ وكيف انتقلت من جمعية كسائر الجمعيات إلى جماعة هي القوة الأولى في مصر ؟
يمكن رصد هذا التطور من خلال مؤتمرات الإخوان المسلمين التي كانت مؤتمرات فاعلة ، لها أثرها الكبير في تقدم الجماعة وتطورها وانتقالها من حال إلى حال . وهذه خلاصة موجزة عن هذه المؤتمرات والقرارات التي صدرت عنها :
المؤتمر الأول
انعقد المؤتمر الأول في 22صفر1352 الموافق مايو 1933.
وتركز اهتمامه على مواجهة نشاط المنصِّرين ، واستمر من صلاة العشاء إلى صلاة الفجر وقد رفع المؤتمر رسالة إلى الملك فؤاد يطالب فيها بما يلي :
- أولا : فرض الرقابة الشديدة على هذه المدارس والمعاهد والدور التبشيرية ، والطلبة والطالبات فيها إذا ثبت اشتغالها بالتبشير .
- ثانيا: سحب الرخص من أي مستشفىأو مدرسة يثبت أنها تشتغل بالتبشير .
- ثالثا : إبعاد كل من يثبت أنه يعمل على إفساد العقائد ، وإخفاء البنين والبنات .
- رابعا : الامتناع بتاتا عن معونة هذه الجمعيات بالأرض أو المال .
وكان انعقاد هذا المؤتمر بمدينة الإسماعيلية .
المؤتمر الثاني
أما المؤتمر الثاني : فانعقد في بور سعيد في 2 شوال 1352 وتناول بالبحث مسائل الإعلان والدعاية ، وقد تلا ذلك مباشرة تأسيس شركة صغيرة لإنشاء مطبعة خاصة بالإخوان ، وتلا ذلك إصدار عدة صحف فصدرت مجلة أسبوعية باسم (جريدة الإخوان المسلمين)" تفاؤلا بأنها ستكون جريدة يومية وقد اختير السيد محب الدين الخطيب مديرا لها . وكان صدور العدد الأول منها في أواخر سنة 1933 وصدرت مجلة النذير بعد ذلك سنة 1938
المؤتمر الثالث
وقد انعقد في القاهرة في 11/ من ذي الحجة 1353 الموافق مارس 1935 وكان عدد الحاضرين 112 و كانت الغاية منه كما يقول الشيخ حسن البنا : " التفكير في الوسائل العملية الناجعة التي يجب أن يقوم بها رجال فكرة الإخوان المسلمين للوصول إلى غايتهم القدسية النبيلة . "
وقد تناول المؤتمر القضايا التنظيمية مثل شروط العضوية ومسؤولياتها والسلطة العليا للجماعة .
وقد حدد هذا المؤتمر الهيئات الإدارية وهي: المرشد العام – مكتب الإرشاد العام – مجلس الشورى العام – نواب المناطق والأقسام – نواب الفروع – مجالس الشورى المركزية – مؤتمرات المناطق – مندوبو المكتب – فرق الرحلات – فرق الأخوات .
وكان من قرارات هذا المؤتمر الموافقة على عقيدة الجماعة .
المؤتمر الرابع
وقد انعقد في تموز سنة 1937 للاحتفال بتتويج الملك الشاب فاروق الذي كان تلميذا للشيخ مصطفى المراغي وكان عمره آنذاك 18سنة .
وقد استطاع الإخوان حشد ما يقرب من عشرين ألفا من جوالتهم في استعراض للقوة ، وبعد احتفال طويل بهيج لعبت خلاله الجوالة أول أدوارها ، تجمع الإخوان عند بوابة قصر عابدين وهم يرددون :
نهبك ولاءنا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
وقد رفض الإخوان المسلمون في العام الموالي حضور حفل زواج الملك " لما جرى به من سفور واختلاط . " عدوه من الفضائح ونشرت مجلة الإخوان المسلمين مقالا بعنوان إلى الأستاذ الأكبر أهكذا تكون إمارة المؤمنين ؟ بتاريخ 28/1/1938 وقد تأسست الكتائب بعد هذا المؤتمر في عام 1937
والكتائب عبارة عن مجموعات تضم كل منها أربعين عضوا و " كانت كل كتيبة تلتقي على حدة في ليلة معينة من الأسبوع لتمارس تدريباتها في تلك الليلة ، وهي السهر وأداء أكبر قدر ممكن من صلوات الفرد والجماعة والتسبيح وتلاوة القرآن وتفسيره وقراءة الأوراد ، وأقل قدر ممكن من النوم ، ويتخلل تلك الجلسات إرشادات روحية في أي موضوع ... وكان جوهر الالتزام المطلوب من العضو يتلخص في ثلاث كلمات: العمل والطاعة والصمت .
المؤتمر الخامس
وانعقد المؤتمر الخامس في 13/من ذي الحجة/ 1357 الموافق فبراير1939وتزامن مع الذكرى العاشرة لتأسيس الجماعة ، واشترك فيه حوالي أربعة آلاف من مندوبي شعب الجماعة وحظي بتغطية واسعة من الصحف .
وقال الشيخ حسن البنا في فاتحة خطابه في هذا المؤتمر :
- " كنت أود أن نظل دائما نعمل ولا نتكلم ، وأن نكل للأعمال وحدها الحديث عن الإخوان وخطوات الإخوان ، وكنت أحب أن تتصل خطواتكم اللاحقة بخطواتكم السابقة ، في هدوء وسكون ومن غير هذا الفاصل الذي نحدد به جهاد عشر سنوات . "
وقد وضح الشيخ حسن البنا في خطابه في المؤتمر الخامس هذا خصائص هذه الدعوة وهي :
- 1)البعد عن مواطن الخلاف .
- 2)البعد عن هيمنة الكبراء.
- 3)البعد عن الأحزاب والهيآت .
- 4)العناية بالتكوين والتدرج في الخطوات .
- 5)إيثار الناحية العملية الإنتاجية على الدعاية والإعلانات .
- 6)شدة الإقبال من الشباب .
- 7)سرعة الانتشار في القرى والبلاد .
وقد وضح المرشد العام منهج الإخوان في التدرج في الخطوات بقوله 3 : " أما التدرج والاعتماد على التربية ووضوح الخطوات في طريق الإخوان المسلمين فذلك أنهم اعتقدوا أن كل دعوة لا بد لها من مراحل ثلاث :
- 1)مرحلة الدعاية والتعريف، والتبشير بالفكرة ، وإيصالها إلى الجماهير من طبقات الشعب ،
- 2)مرحلة التكوين وتخير الأنصار، وإعداد الجنود وتعبئة الصفوف من بين هؤلاء المدعوين .
- 3)ثم بعد ذلك كله مرحلة التنفيذ والعمل والإنتاج .
ثم بقول:
- " في حدود هذه المراحل سارت دعوتنا ولا تزال تسير ، فقد بدأنا بالدعوة فوجهناها إلى الأمة في دروس متتالية ، وفي رحلات متلاحقة ، وفي مطبوعات كثيرات ، وفي حفلات عامة وخاصة ، وفي جريدة الإخوان المسلمين الأولى ثم في مجلة النذير الأسبوعية . "
ثم يقول المرشد العام وهو يتحدث عن خطوة التكوين:
" خطونا الخطوة الثانية في صور ثلاث :
- 1)الكتائب ويراد بها تقوية الصف بالتعارف وتمازج النفوس والأرواح , ومقاومة العادات والمألوفات ، والمران على حسن الصلة بالله تبارك وتعالى واستمداد النصر منه . وهذا هو معهد التربية الروحية للإخوان المسلمين .
- 2)الفرق الكشافة والجوالة والألعاب الرياضية ، ويراد بها تقوية الصف بتنمية جسوم الإخوان ، وتعويدهم الطاعة والنظام والأخلاق الرياضية الفاضلة ، وإعدادهم للجندية الصحيحة التي يفرضها الإسلام على كل مسلم . وهذا هو معهد التربية الجسمية للإخوان المسلمين. 5
- 3)درس التعاليم في الكتائب أو أندية الإخوان المسلمين ، ويراد بها تقوية الصف بتنمية أفكار الإخوان وعقولهم بدراسة جامعة لأهم ما يلزم الأخ المسلم معرفته لدينه ودنياه . وهذا هو معهد التربية العلمية والفكرية للإخوان المسلمين . "
وفي هذا الخطاب قال المرشد العام حسن البنا :
- " أعدوا أنفسكم وأقبلوا عليها بالتربية الصحيحة ، والاختبار الدقيق ، وامتحنوها بالعمل العمل القوي البغيض لديها ، الشاق عليها ، وافطموها عن شهواتها ومألوفاتها وعاداتها ، وفي الوقت الذي يكون فيه منكم – معشر الإخوان المسلمين-– ثلاثمائة كتيبة قد جهزت كل منها نفسها روحيا بالإيمان والعقيدة ، وفكريا بالعلم والثقافة وجسميا بالتدريب والرياضة ، في هذا الوقت طالبوني بأن أخوض بكم لجج البحار ، وأقتحم بكم عنان السماء ، وأغزو بكم كل عنيد جبار ، فإني فاعل إن شاء الله وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل : " لن يغلب اثنا عشر ألفا من قلة . " 6
وفي هذا الخطاب قال المرشد العام حسن البنا :
- " قد يكون مفهوما أن يقنع المصلحون الإسلاميون برتبة الوعظ والإرشاد إذا وجدوا من أهل التنفيذ إصغاء لأوامر الله ، وتنفيذا لأحكامه ، وإيصالا لآياته وأحاديث نبيه .أما والحال كما نرى التشريع الإسلامي في واد ، والتشريع الفعلي والتنفيذي في واد آخر . فإن قعود المصلحين الإسلاميين عن المطالبة بالحكم جريمة إسلامية لا يكفرها إلا النهوض واستخلاص قوة التنفيذ من أيدي الذين لا يدينون بدين الإسلام الحنيف ."
- ويقول بعد ذلك : " هذا كلام واضح لم نأت به من عند أنفسنا، ولكننا نقرر به أحكام الإسلام الحنيف . وعلى هذا فالإخوان لا يطلبون الحكم لأنفسهم ، فإن وجدوا من الأمة من يستعد لحمل هذا العبء ، وأداء هذه الأمانة ، والحكم بمنهج إسلامي قرآني ، فهم جنوده وأنصاره وأعوانه . وإن لم يجدوا فالحكم من منهاجهم وسيعملون لاستخلاصه من أيدي كل حكومة لا تنفذ أوامر الله . "
- وقد أوضح الشيخحسن البنا في هذا الخطاب موقف الإخوان المسلمين من الدستور المصري ، والقانون المصري ، والوحدة القومية ، والوحدة العربية ، والوحدة الإسلامية ، والخلافة ، والهيآت، وجماعة الشبان المسلمين ، والأحزاب ، ومصر الفتاة ، والدول الأوروبية .
وكان من بين قرارات هذا المؤتمر :
- 1- الإسراع في تشكيل لجان للموازنة بين القوانين الوضعية والقانون الإسلامي .
- 2- مطالبة الحكومة المصرية بالإسراع التام في سن التشريعات اللازمة لحماية الآداب والأخلاق والعقائد .
- 3- اتخاذ ما يمكن من الوسائل للمحافظة على كيان طرابلس العربي الإسلامي .
المؤتمر السادس
وأما المؤتمر السادس فانعقد في 11/12/1359 الموافق 9/1/1941في دار المركز العام للإخوان المسلمين بالقاهرة وقد تناول الشيخ حسن البنا في خطابه كل شؤون مصر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، وشؤون الجيش المصري ، ومستقبله ، وقدم الحلول الممكنة والواقعية لكل قضية من هذه القضايا بكل صراحة ووضوح ، بعد أن كشف عن نشاط الجاليات الأجنبية الاحتكارية من بنوك عقارية ، وبنوك ربوية ، كما تحدث عن الأمراض المتوطنة بأنواعها ، تلك الأمراض التي قتلت الشعب ، وقد قدم المرشد العام حسن البنا إحصائيات دقيقة استقاها من مصادرها الحقيقية .
وقد تم اتخاذ قرار بأن تتقدم الجماعة في الوقت المناسب بمرشحين للإنتخابات .
وقد أعلن الشيخ حسن البنا ترشيح نفسه عن دائرة الإسماعيلية مسقط رأس حركته . وبمجرد تقدمه بالترشح طلب منه النحاس باشا أن يتنازل عن ترشيح نفسه وصارحه بأنه يطلب منه ذلك إيثارا للمصلحة العامة ، فرفض المرشد العام حسن البنا ذلك ، فأخبره أنه إذا لم يتنازل فإنه سيضطر إلى اتخاذ إجراآت قاسية لا يرتاح إليها ضميره ، وهي حل جماعة الإخوان المسلمين ، ونفي زعمائها إلى خارج القطر ، وتلك هي رغبة الإنجليز ، وقد وافق المرشد العام حسن البنا على عدم الترشح في مقابل ما يلي :
- 1)حرية الجماعة في استئناف أعمالها على نطاق شامل .
- 2)أن تعد الحكومة باتخاذ الإجراآت اللازمة لحظر المشروبات الكحولية ، والدعارة .
وقد وافق النحاس وخطا خطوات في تنفيذ هذا الاتفاق .
وكان المؤتمر السادس آخر المؤتمرات حيث استغني عن أسلوب المؤتمرات بنظام الهيئة التأسيسية ،والمكاتب الإدارية وقد تكونت الهيئة التأسيسية من مائة عضو .
وقد أنشئ نظام الأسر بعد ذلك في سبتمبر 1943 وهذا النظام يقوم الارتباط فيه على أساس الأخوة والحب والإيثار والتعاون .
وتتكون الأسرة من خمسة أفراد . وللأسرة نقيب هو الذي يتصل بالقيادة المحلية .
وتتكون من كل أربع أسر عشيرة ، يرأسها نقيب الأسرة الأولى من أسر العشيرة .
ويتكون من كل خمس عشائر رهط .
ويتكون من كل خمسة رهوط كتيبة .
وتجتمع الأسرة أسبوعيا خارج الشعبة في منازل الأعضاء بالتناوب .
كما يمكن رصد تطور جماعة الإخوان المسلمين من خلال الشركات الإسلامية التي أسسوها وتذكر منها ما يلي:
- 1.شركة المعاملات الإسلامية تكونت سنة 1939وقد قامت بإنشاء خطوط نقل وأقامت مصنعا كبيرا للنحاس ينتج ، وابور غاز كامل ، وقطع غياره المختلفة ، راجت في الأسواق المحلية والخارجية .
- 2.الشركة العربية للمناجم والمحاجر تكونت في سنة 1947.
- 3.شركة الإخوان المسلمين للغزل والنسيج . تأسست هذه الشركة سنة 1948وكانت تنتج فيما تنتج الأقمشة الحريرية ، وكانت منتجاتها تباع بأقل من أسعار أي بضاعة أخرى من مثيلاتها .
- 4.شركة المطبعة الإسلامية التي تسمى شركة الإخوان للطباعة .
- 6.شركة التجارة والأشغال الهندسية بالإسكندرية .
- 7.شركة التوكيلات التجارية . توسعت أعمالها حتى شملت التجارة والنقل والإعلان وقامت الشركة بعمل مشروع اقتصادي تعاوني تكفل به اللوازم المنزلية والسلع الاستهلاكية للإخوان بأسعار الجملة .
- 8.شركة الإعلانات العربية . وقد أنشئت قبل الحل بجوالي عام وكانت أعمالها تشمل النشر بالصحف ، والدعاية بالسينما ، وعمل الرسوم الفنية ، و أغلفة الكتب والمجلات وتصميم لافتات وواجهات المحلات .
- وقد كانت " جميع الشركات الإخوانية السابقة موزعة أسهمها على مجموعة كبيرة جدا من المساهمين ، بعكس ما ألف الناس في الشركات الكبيرة في مصر ، التي يتحكم فيها ويملك غالبية أسهمها قلة من الرأسماليين ، ولعل أوضح مثال لذلك هو شركة الإخوان المسلمين للغزل والنسيج ، فرأس المال الفعلي لها كان (6500)وكان عدد المساهمين (550) مساهما ومعظمهم من العمال الذين كانوا يساهمون بمبلغ 25 قرشا شهريا "
دور الإخوان المسلمين في النضال السياسي
ما دور الإخوان المسلمين في النضال السياسي ضد الأنظمة الفاسدة ؟ وما دورهم في النضال الوطني ضد الاحتلال البريطاني ؟ وكيف شعر سفراء الدول الكبرى بخطورة هذه الهيئة على خططهم الاستعمارية ؟ وكيف أصدروا أوامرهم بحل هذه الهيئة ؟ و ما المبررات التي تذرعت بها حكومة النقراشي باشا لحل هيئة الإخوان المسلمين ؟ وكيف فنَّد البنا هذه المبررات ؟
الإجابة على هذه الأسئلة تقرؤها بإذن الله تعالى في هذه الحلقة
لخص الشيخ حسن البنا نشاط الإخوان المسلمين فيما قبل الحرب العالمية الثانية فقال :
- وقد كان نشاط الدعوة في هذه الفترة ينتظم هذه الأنواع الآتية:
- 1- المحاضرات والدروس في الدور والمساجد وتأسيس درس الثلاثاء.
- 2- إصدار رسالة المرشد العام عددين فقط ثم مجلة الإخوان المسلمين الأسبوعية أولا وثانيا ، وفي أثناء ذلك مجلة النذير لسنتين من أول عهدها .
- 3- إصدار عدد من الرسائل والنشرات.
- 4- إنشاء الشعب في القاهرة ، وزيادة شعب الأقاليم ، ونشر الشعب في الخارج .
- 5- تنظيم التشكيلات الكشفية والرياضية.
- 6- تركيز الدعوة في الجامعة و المدارس وإنشاء قسم الطلاب ، والانتفاع بجهود الأزهر الشريف : علمائه وطلابه .
- 10- تناول الناحية الإصلاحية السياسية والاجتماعية بالبيان والإيضاح والتوجيه ، وكتابة المذكرات والمقالات والرسائل بهذا الخصوص .
- 11- المساهمة في الحركات الإسلامية كحركة مقاومة التبشير ، وحركة تشجيع التعليم الديني .
- 12- مهاجمة الحكومات المقصرة إسلاميا ، ومهاجمة الحزبية ، والدعوة في وضوح إلى المنهاج الإسلامي ، وتأليف اللجان لدراسات فنية في هذه النواحي .
وقد قرر الإخوان المسلمون في مؤتمرهم العاشر المنعقد في 28/8/1946 القرارات التالية:
- 1) يعلن المجتمعون أن الإخوان المسلمين ليسوا حزبا غايته الوصول إلى الحكم ، ولكنهم هيئة تعمل لتحقيق رسالة إصلاحية شاملة ، ترتكز على تعاليم الإسلام الحنيف ، وتتناول كل نواحي الإصلاح الديني والسياسي والاجتماعي ، وتسلك إلى كل ناحية الطريق القانوني شكلا وموضوعا .
- 2) يقر المجتمعون أن الوضع الاجتماعي في مصر أمام التطورات العالمية والضرورات الاقتصادية وضْعٌ فاسدٌ لا يُحتمَل ُولا يُطَاق ، وأن على المركز العام أن يعلن برنامجه المفصل لإصلاح هذا الوضع .
- 3) إعلان فشل المفاوضات.
- 4) إعلان بطلان معاهدة 1936.
- 5) مطالبة الحكومة البريطانية بسحب قواتها وجندها من أرض وادي النيل ، ومائه وهوائه في مدة أقصاها : عام واحد من تاريخ الطلب .
- 6) رفض أية محاولة أو معاهدة قبل أن يتم الجلاء.
- 7) يقرر المجتمعون أن الحكومة المصرية إذا لم تخط هذه الخطوات خلال الشهر القادم على الأكثر ، فإن الأمة تعتبرها متضامنة مع الغاصبين ، في الاعتداء على استقلال الوطن وحريته ، وتجاهدها معهم سواء بسواء .
وكانت نهايةُ الحرب العالمية الثانية بداية صراع وطني ضد بريطانيا ، وقد دعا الإخوان المسلمون إلى مؤتمر شعبي يعقد بالقاهرة ، وفي سبعة مراكز رئيسية في الأقاليم ، في بداية أكتوبر لمناقشة القضية الوطنية ولتحديد وصياغة المطالب .
وفيما بين بداية مناقشة المسألة الوطنية ورحيل صدقي إلى لندن ، كانت الحركة الوطنية قد انتقلت من مرحلة الإصرار على شروط محدودة للتفاوض ، إلى مرحلة الرفض الكامل لأية مفاوضات قبل إتمام الجلاء أولا ، وقد أرسل الشيخ حسن البنا خطابا إلى الملك ، وإلى صدقي ، مناديا بدعوة الأمة إلى الجهاد ، ومُقاطعةِ انجلترا اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا .
رسالة إلى شعب وادي النيل
وفي رسالة إلى شعب وادي النيل أعلن محذرا :
- إن حكومة صدقي باشا في إصرارها على إجراء المفاوضات لا تمثل إرادة الأمة ، وأيُّ معاهدة أو اتفاق تتوصَّل إليه مع بريطانيا قبل أن يتم إجلاء قواتها هو إجراء باطل ، ولن يلزم الأمة .
- وفي اليوم السابق على رحيل صدقي إلى انجلترا أكد الإخوان هذا التحذير بدعوتهم إلى مظاهرات ضخمة في جميع أنحاء البلاد ، وقد حصلت جريدة الإخوان على بعض النصوص الهامة للمعاهدة التي أطلق عليها اسم (معاهدة صدقي بيفن) فقادت حملةً شعواء ضد هذه المعاهدة .
- وقد عاد صدقي في 25 اكتوبر ليقدم استقالته إلى فاروق لتنتهي وزارته وتجيء وزارة محمود فهمي النقراشي
شارة الجلاء
قامت لجنة الدفاع عن وادي النيل بالمركز العام للإخوان ، بطبع وعمل عدة ملايين من شارة لها طابع خاص ، لونها أحمر ، وعلى شكل قلب ، مكتوب في وسطها كلمة (الجلاء) .
وقام شباب الإخوان في جميع البلاد من أسوان إلى الإسكندرية ، بتوزيع هذه الشارات على جميع أفراد الشعب على اختلاف طبقاته ... وخرجت الأمة في يوم واحد وهي تحمل هذه الشارة في إجماع رائع مثير . وقد أصدر الإخوان بيانا يطالبون فيه بعدم التعامل مع الإنجليز ، فقامت المؤسسات بشطب اللافتات المكتوبة باللغة الإنجليزية . حرق الكتب الإنجليزية وقد قام الإخوان يوم 25/11/1946 في كل الأقاليم بجمع الكتب والصحف الإنجليزية وحرقها في الميادين الكبيرة.
ممثل الإخوان في الأمم المتحدة
وقد أعلن النقراشي في 25/1/1947) اعتزامه عرض المشكلة المصرية على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وكان الإخوان قد دعوا إلى ذلك من قبل ، وقد قرروا إرسال ممثلهم مصطفي مؤمن مع النقراشي وتجول مصطفى مؤمن في الولايات المتحدة ، وخطب من أجل القضية المصرية ، وأسمع صوته للأمم المتحدة نفسها .
وفي 22/8/1947 ألقى خطبة ملتهبة من شرفة الزوار ،وأشهر وثيقة موقعة بدماء الطلاب تستنكر المفاوضات ، وتطالب بالجلاء التام، وبالتوحيد الكامل لوادي النيل ، وقد قام مصطفى مؤمن بمظاهرة خارج مبنى الأمم المتحدة ، بمساعدة من نقابة عمال البحرية بنيويورك ، التي كان من أعضائها بعض المصريين .
وعاد النقراشي ليستقبله الإخوان استقبالا حافلً.
الإخوان المسلمون في حرب فلسطين
وقد شارك الإخوان في حرب فلسطين فقد أصدر الشيخ حسن البنا أوامره في اكتوبر 1947 لشعب الجماعة ببدء الاستعداد للجهاد .
وكان الشيخ حسن البنا يعتقد أن قتال اليهود ينبغي أن يتولاه المتطوعون والفلسطينيون أنفسهم ، وأن الحكومات لا ينبغي أن تشارك إلى أبعد من حدود الدعم الدبلوماسي .
وفي إبريل 1948 أرسلت الكتيبة الأولى من المتطوعين.
المحنة والحل
في 10/11/1948 اجتمع سفراء انجلترا وأمريكا وفرنسا في فايد ، وقرروا اتخاذ الإجراآت اللازمة بواسطة السفارة البريطانية لحل جمعية الإخوان المسلمين وأرسلت هذه الإفادة إلى رئيس المخابرات في 13/11/1948
وبعد ذلك بأقل من شهر صدر الأمر العسكري رقم (63) لسنة 1948 بتاريخ الأربعاء 7 صفر 1368 الموافق 8/12/1948 بحل جمعية الإخوان المسلمين وجميع شعبها .
وقبل إذاعة هذا القرار كان البوليس قد حاصر جميع شعب الإخوان ، واستولى على جميع ممتلكاتهم في أنحاء بلاد القطر المصري . وفي نفس الوقت تم القبض على الآلاف من الإخوان، حتى تجاوز المقبوض عليهم الخمسين ألفا من ، وقد صدرت الأوامر إلى قوات الإخوان المسلمين في فلسطين بالعودة إلى المعسكرات في ليلة 8 ديسمبر 1948 وفي الصباح التالي وجدوا أنفسهم محاطين بقوات من الجيش المصري ، ثم تم إبلاغهم بقرار حل الجماعة .
وقد كانت المادة الأولى من قرار الحل تقول :
- " تحل فورا الجمعية المعروفة باسم جماعة الإخوان المسلمين بشعبها في جميع أنحاء المملكة المصرية ، وتغلق الأمكنة المخصصة لنشاطها ، وتضبط الأوراق والوثائق والسجلات والمطبوعات والمبالغ والأموال ، وعلى العموم كافة الأشياء المملوكة للجمعية .
- ويحظر على أعضاء مجلس إدارة الجمعية المذكورة وشعبها ومديريها وأعضائها و المنتمين إليها بأية صفة كانت مواصلةُ نشاط الجمعية ، وبوجه خاص عقدُ اجتماعات لها أو لإحدى شعبها ، أو تنظيم مثل هذه الاجتماعات ، أو الدعوة إليها ، أو جمع الإعانات أو الاشتراكات ، أو الشروع في شيء من ذلك ، ويـُعد من الاجتماعات المحظورة في تطبيق هذا الحكم اجتماعُ خمسة فأكثر من الأشخاص الذين كانوا أعضاء بالجمعية المذكورة .
- كما يحظــر على كل شخص طبيعي أو معنوي السماح باستعمال أي مكان تابع له لعقد مثل هذه الاجتماعات ، أو تقديم أية مساعدة مادية أو أدبية أخرى.
وجاء في المذكرة التفسيرية التي وقعها وكيل الداخلية عبد الرحمن عمار ما يلي :
- " تألفت منذ سنوات جمعية اتخذت لنفسها اسم " الإخوان المسلمين " وأَعلنت على الملإ أن لها أهدافا دينية واجتماعية ، دون أن تحدد لها هدفا سياسيا معينا ترمي إليه ، وعلى هذا الأساس نشطت الجمعية وبثت دعايتها ، ولكن ما كادت تجد لها أنصارا ، وتشعر بأنها اكتسبت شيئا من رضا بعض الناس عنها ، حتى أسفر القائمون علي أمرها عن أغراضهم الحقيقية ، وهي أغراض سياسية ترمي إلى وصولهم إلى الحكم ، وقلب النظم المقررة في البلاد .
- وقد اتخذت هذه الجماعة – في سبيل الوصول إلى أغراضها طرقا شتى يسودها طابع العنف ، فدرَّبت أفرادا من الشباب أطلقت عليهم اسم الجوالة ، وأنشأت مراكز رياضية تقوم بتدريبات عسكرية مستترة وراء الرياضة .
- كما أخذت تجمع الأسلحة والقنابل والمفرقعات وتخزنها لتستعملها في الوقت الذي تتخيره ، وساعدها على ذلك ما كانت تقوم به بعض الهيئات من جمع الأسلحة والعتاد بمناسبة قضية فلسطين ، وأنشأت مجلاتٍ أسبوعيةً ، وجريدة سياسية يومية تنطق باسمها ، سرعان ما انغمست في تيار النضال السياسي ، متغافلة عن الأغراض الدينية والاجتماعية التي أعلنت الجماعةُ أنها قامت لتحقيقها ...
وقد استمر قادةُ الجماعة ورؤساؤها يعالجون الأمور السياسية في خُطبهم وأحاديثهم ونشراتهم جهرةً ، متابعين الأحداث السياسية ، منتهزين كلَّ فرصة تسنح لهم للوصول إلى أغراضهم . وكان بعضُ الموظفين قد استهوتهم الأهدافُ الاجتماعية والدينية التي اتخذتها الجماعة ستارا لأغراضها الحقيقية ، فأصبح موقفهم بالغَ الحرج ، لأن القانون لا يسمح بانتساب الموظفين لأحزاب سياسية!!
- كما امتدت دعوة الجماعة إلى أوساط الطلبة ، واجتذبت فريقا منهم ، فأفسدت عليهم أمر تعليمهم ، وجعلت من بينهم من يجاهر بانتسابه إليها ، ويأتمر بأمرها ، فيُحدث الشغبَ ويـُثير الاضطراب في معاهد التعليم ، مما أخل بالنظام فيها إخلالا واضح الأثر .
- ولقد تجاوزت الجماعة الأغراض السياسية المشروعة ، إلى أغراض يحرِّمها الدستور وقوانين البلاد ، فهدفت إلى تغيير النظم الأساسية للهيئة الاجتماعية بالقوة والإرهاب ،ولقد أمعنت في نشاطها فاتخذت الإجرام وسيلة لتنفيذ مراميها -
- ... لذلك أرى أنه بات من الضروري اتخاذ التدابير الحاسمة لوقف نشاط هذه الجماعة التي تروِّع أمن البلاد ، في وقت هي أحوج ما تكون فيه إلى هدوء كامل ، وأمن شامل ، ضمانا لسلامة أهلها في الداخل ، وجيوشها في الخارج .
وقد أصدر الأستاذ حسن البنا مذكرة ترد على مذكرة وكيل الداخلية وتفند أسباب الحل جاء فيها ما يلي:
- بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي يقول الحق وهو يهدي السبيل .وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
- وبعد فقد تقدم سعادة وكيل الداخلية عبد الرحمن بك بمذكرة بتاريخ 8/12/1948 عن تاريخ الإخوان المسلمين وغايتهم ووسيلتهم وطلَبَ في نهايتها "اتخاذ التدابير الحاسمة لوقف نشاط هذه الجماعة التي تروِّع أمن البلاد في وقت هي أحوج ما تكون فيه إلى هدوء كامل وأمن شامل ، ضمانا لسلامة أهلها في الداخل ، وجيوشها في الخارج . "
- وقد اتخذ الحاكم العسكري من هذه المذكرة سببا لإصدار الأمر العسكري بحل ما يسميه " جمعية الإخوان المسلمين" ومصادرة أنديتهم وأموالهم وأملاكهم ، ونشاطهم في جميع أنحاء البلاد ، واعتقال رؤسائهم ، وكثير من أعضاء هيئتهم بالجملة في كل مكان ، وإعلان حرب عنيفة لم توجه إلى الصهيونيين الذين شرعت الأحكام العسكرية وأذن بها من أجل اتقاء شرهم .
- وإقرارا للحق في نصابه أردت أن أناقش ما جاء في هذه المذكرة ، ليرى الرأيُ العام المصري والعربي والإسلامي تــفاهــةَ هذه الأسباب ، ومدى العدوان الذي وقع على أكبر مؤسسة إسلامية شعبية نافعة في مصر ، أدت للوطن والدين أجلَّ الخدمات طوال عشرين عاما كاملة .
بطلان دعوى الإجرام والإرهاب
يقول وكيل الداخلية في مذكرته :
" ولقد تجاوزت الجماعة الأغراض السياسية إلى أغراض يحرمها الدستور وقوانين البلاد ، فهدفت إلى تغيير النظم الأساسية للهيئة الاجتماعية بالقوة والإرهاب ، ولقد أمعنت في نشاطها فاتخذت الإجرام وسيلة لتنفيذ مراميها . "
وأخذ سعادته بعد ذلك يستشهد ببعض الحوادث ، ويورد بعض أمثلة قليلة لهذا النشاط الإجرامي ، كما سجلته التحقيقات الرسمية ، وذكر ثلاث عشرة حادثة كلها مردودة ، ولا توصل إلى ما يريده سعادته من إدانة هيئة الإخوان المسلمين ، فإن وسائلهم ظاهرة معروفة ، فهذه المحاضرات والدروس و المعاهد ، والرسائل والصحف ، والمباني والدور ، والمساجد والمنشآت ، ناطقة بأن وسائل هيئة الإخوان المسلمين لم تتعارض مع القانون في يوم من الأيام ، ويكفي للرد على سعادة الوكيل أن القانون حمى هذا النشاط عشرين سنة ، ولم يستطع أحدٌ الاعتداءَ عليه إلا في غيبة القانون ، في ظل الحكم العرفي الاستثنائي الفردي البحت ، والذي ينص الدستور في المادة (155) بأنه إذا عطَّل الحريات فإن ذلك لا يكون إلا تعطيلا مؤقتا ، ينتهي هذا التعطيل بانتهاء الأحكام العرفية ، أما ما عدَّد سعادتـُه من الحوادث فها هي ذي حقيقتها في وضعها الصحيح .
وبعد أن ناقش البنا هذه الحوادث المذكورة حادثة حادثة وبين أنها لا يمكن أن تكون أساسا للإدانة قال :
" ومن هذه المناقشة الهادئة يتضح لكل منصف أن جميع هذه الحوادث العادية الفردية لا يمكن أن تُلَوِّن دعوة الإخوان بهذا اللون - وقد مكثت عشرين عاما صافية نقية - أو تنهض دليلا على أنهم عدلوا عن وسائلهم القانونية ، إلى وسيلة إجرامية ، وبالتالي لا يمكن أن تكون بمفرداتها أو بمجموعها ، وقد حشدتها المذكرة هذا الحشد المقصود ، سببا في هدم بناء إصلاحي ضخم ، جنت منه مصر والبلاد العربية والإسلامية أبركَ الثمرات ، بل إن الدليلَ القاطع الناصع الدامغ ينادي ببراءة الإخوان من هذا الاتهام ، فهذه دورهم وشعبهم ، وأوراقهم وسجلاتهم ، ومنشآتهم قد وضعت كلها تحت يد البوليس في جميع أنحاء المملكة المصرية ، فلم يُـعثـَر فيها على شيء ، فليست هناك ورقةٌ واحدة تصح أن تكون دليلا أو شبه دليل على هذا الانحراف المزعوم ، بل لم تجد الحكومةُ أمامها إلا المدارس تقدمها للمعارف ، والمشافي والمستوصفات تقدمها لوزارة الصحة ، والمصانع والمعامل تقدمها لوزارة التجارة والصناعة ، وكفى بهذا شرفا وإشادة بجهود الإخوان الإصلاحية النافعة لهذا الوطن .
ثم يقول البنا : وبعد فمن تمام الفائدة بعد هذه المناقشة الهادئة أن نتناول بعض هذه النقاط التكميلية بشيء من البيان والتوضيح .
قانون النظام الأساسي لهيئة الإخوان المسلمين العامة
مقدمة
في 2 من شوال سنة 1364هـ الموافق 8سبتمبر 1945م وافقت الجمعية العمومية للإخوان المسلمين المنعقدة في هذا التاريخ بدار المركز العام للشبان المسلمين على قانون النظام الأساسي للإخوان المسلمين ، وأصبح نافذا من هذا التاريخ وأمام تطورات الدعوة واتساع ميادين نشاطها ، وعلى ضوء التجارب التي مرت بها خلال هذه الفترة، رأى المرشد العام للإخوان المسلمين أن يقترح على الهيئة التأسيسية المنعقدة في المحرم 1367 إدخال بعض التعديلات فوافقت الهيئة على ذلك وأقرت تأليف لجنة من :
- المرشد العام
- الأستاذ طاهر الخشاب .
- الأستاذ صالح عشماوي
- الأستاذ عبدالحكيم عابدين .
لإجراء هذا التعديل طبقا للتوجيهات والرغبات التي أبدتها الهيئة .
وقد اجتمعت اللحنة عدة اجتماعات وانتهت بهذا المشروع الذي عرض على الهيئة التأسيسية بجلسة يوم الخميس 27جمادى الآخرة سنة 1367هـ الموافق 6 مايو سنة 1948م حيث قرئ القراءة الأولى وأبديت بعض الرغبات والتعديلات وأرجأت الهيئة اعتماده حتى ينظر للمرة الثانية في جلسة الهيئة التي حدد لها يوم الجمعة 12رجب سنة 1367هـ الموافق 21 مايو سنة 1948م – وفي هذا الاجتماع أعيدت قراءة التعديل وأقرته الهيئة بالإجماع وصار نافذا منذ هذا التاريخ طبقا للمادة 64 الختامية وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
الباب الأول: اسم الهيئة ومقرها
- المادة 1: في شهر ذي القعدة سنة 1347هــ(1928م) تألفت هيئة الإخوان المسلمين ومقرها الرئيسي مدينة القاهرة .
الباب الثاني : الغاية والوسيلة
- المادة 2: الإخوان المسلمون " هيئة إسلامية جامعة تعمل لتحقيق الأغراض التي جاء من أجلها الإسلام الحنيف وما يتصل بهذه الأغراض :
- (أ)شرح دعوة القرآن الكريم شرحا دقيقا يوضحها ويردها إلى فطريتها وشمولها ، ويعرضها عرضا يوافق روح العصر ، ويرد عنها الأباطيل والشبهات
- (ب)جمع القلوب والنفوس على هذه المبادئ القرآنية وتجديد أثرها الكريم فيها ، وتقريب وجهات النظر بين الفرق الإسلامية المختلفة .
- (ج) تنمية الثروة القومية ، وحمايتها ، وتحريرها ، والعمل على رفع مستوى المعيشة
- (د) تحقيق العدالة الاجتماعية ، والتأمين الاجتماعي لكل مواطن ، والمساهمة في الخدمة الشعبية ، ومكافحة الجهل والمرض والفقر والرذيلة ، وتشجيع أعمال البر والخير .
- (هـ) تحرير وادي النيل والبلاد العربية جميعا والوطن الإسلامي بكل أجزائه من كل سلطان أجنبي ، ومساعدة الأقليات الإسلامية في كل مكان ، وتأييد الوحدة العربية تأييدا كاملا ، والسير إلى الجامعة الإسلامية
- (و) قيام الدولة الصالحة التي تنفذ أحكام الإسلام وتعاليمه عمليا ، وتحرسها في الداخل وتبلغها في الخارج .
- (ز) مناصرة التعاون العالمي مناصرة صادقة في ظل المثل العليا الفاضلة التي تصون الحريات وتحفظ الحقوق ، والمشاركة في بناء السلام والحضارة الإنسانية على أساس جديد من تآزر الإيمان والمادة كما كفلت ذلك نظم الإسلام الشاملة .
- المادة 3:يعتمد الإخوان المسلمون في تحقيق هذه الأغراض على الوسائل الآتية وعلى كل وسيلة أخرى مشروعة :
- (أ)الدعوة بطريق النشر والإذاعة المختلفة من الرسائل والنشرات والصحف والمجلات والكتب والمطبوعات وتجهيز الوفود والبعثات في الداخل والخارج.
- (ب)التربية بطبع أعضاء الهيئة على هذه المبادئ ، وتمكين معنى التدين العملي لا القولي في أنفسهم أفرادا وبيوتا ، وتكوينهم تكوينا صالحا – بدنيا بالرياضة ، وروحيا بالعبادة ، وعقليا بالعلم – وتثبيت معنى الأخوة الصادقة والتكامل التام والتعاون الحقيقي بينهم حتى يتكون رأي عام إسلامي موحد ، وينشأ جيل جديد يفهم الإسلام فهما صحيحا ويعمل بأحكامه . ويوجه النهضة إليه .
- (ج) التوجيه بوضع المناهج الصالحة في كل شؤون المجتمع من التربية ، والتعليم ، والتشريع ، والقضاء ، والإدارة ، والجندية ، والاقتصاد والصحة العامة ، والحكم .. الخ . والاسترشاد بالتوجيه الإسلامي في ذلك كله والتقدم بها إلى الجهات المختصة ، والوصول بها إلى الهيئات النيابية والتشريعية والتنفيذية والدولية ، لتخرج من دور التفكير النظري إلى دور التفكير العملي .
- (هـ) العمل – بإنشاء مؤسسات اقتصادية واجتماعية ودينية وعلمية وبتأسيس المساجد والمدارس والمستوصفات والملاجئ ..الخ . وتأليف اللجان لتنظيم الزكاة والصدقات لأعمال البر ، والإصلاح بين الأفراد والأسر ، ومقاومة الآفات الاجتماعية ، والعادات الضارة ،والمخدرات والمسكرات والمقامرة والبغاء ، وإرشاد الشباب إلى طريق الاستقامة ، وشغل وقت الفراغ بما يفيد وينفع ، ويستعان على ذلك بإنشاء أقسام مستقلة طبقا للوائح خاصة تتفق مع القانون رقم 49لسنة 1945 الخاص بتنظيم الجماعات الخيرية وأعمال البر وتسجيلها بوزارة الشؤون الاجتماعية .
الباب الثالث: الأعضاء وشروط العضوية
- المادة 4: عضو الهيئة هو كل مسلم عرف مقاصد الدعوة ووسائلها وتعهد بأن يناصرها ويحترم نظامها وينهض بواجبات عضويتها ويعمل على تحقيق أغراضها ، ثم وافقت إدارة الشعبة التي ينتمي إليها على قبوله وبايع على ذلك وأقسم عليه ، ونص البيعة : أعاهد الله العلي العظيم على التمسك بدعوة الإخوان المسلمين والجهاد في سبيلها والقيام بشرائط عضويتها والثقة التامة بقيادتها والسمع والطاعة في المنشط والمكره . وأقسم بالله العظيم على ذلك وأبايع عليه والله على ما أقول وكيل .
- المادة 5:يقضي العضو مدة اختبار قبل البيعة لا تقل عن ستة شهور يثبت فيها أنه قام بواجبات عضويته بصورة مرضية . وفي هذه الحالة تعتمد عضويته من المركز العام ويؤذن له بأداء البيعة ، بناء على طلب الشعبة ، ويقوم رئيس الشعبة أو من يقوم مقامه بمايعته نيابة عن المرشد العام .
- المادة 6: على كل عضو أن يقرر على نفسه اشتراكا ماليا شهريا أو سنويا يقوم بتسديده بانتظام ، ولا يمنع ذلك من المساهمة في نفقات الدعوة بالتبرع أو الوصية أو الوقف أو كلها معا ، كما أن للدعوة حقا في زكاة أموال الأعضاء القادرين على ذلك ، ويعفى من كل هذه التكاليف المالية غير المستطيعين بقرار من إدارة الشعبة بعد التأكد من حالة عدم الاستطاعة ، وكل ما يدفع لا يجوز طلب رده بحال .
- المادة 7: إذا قصر العضو في واجب من واجباته أو فرط في بعض حقوق الدعوة كان لرئيس الشعبة التي ينتمي إليها أن يلفت نظره إلى هذا التقصير ويعمل على إصلاحه بالوسائل الجدية . وإذا عاد كان لمجلس الشعبة أن ينذره أو يوقع عليه جزاء ماليا أو يقرر وقفه مدة لا تزيد عن شهر أو يقرر إعفاءه من العضوية . وفي حالة توقيع الجزاء بالإعفاء يحب أخذ موافقة المركز العام قبل إعلان القرار إذا لم يكن العضو تحت الاختبار .
- المادة 8: على الأعضاء أن يتكافلوا فيما بينهم . وتنظيم هذا التكافل تتضمنه لائحة خاصة يضعها
الباب الرابع: المركز العام
الهيئات الإدارية الرئيسية للإخوان المسلمين:
- المادة 9: الهيئات الرئيسية للإخوان المسلمين هي :
- أولا: المرشد العام للإخوان المسلمين وهو الرئيس العام للهيئة ولمكتب الإرشاد وللهيئة التأسيسية .
- ثانيا: مكتب الإرشاد العام ، وهو الهيئة الإدارية العليا للإخوان المسلمين والمشرف على سير الدعوة والموجه لسياستها وإدارتها .
- ثالثا: الهيئة التأسيسية وهي مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين والجمعية العمومية لمكتب الإرشاد العام .
أولا: المرشد العام
- مادة 10: المرشد العام للإخوان المسلمين هو الرئيس الأعلى للهيئة ، كما أنه رئيس مكتب الإرشاد العام والهيئة التأسيسية .
- ويشترط فيمن يختار مرشدا عاما أن تتوافر فيه الشروط الآتية :
- (أ)أن يكون من أعضاء الهيئة التأسيسية وقد مضى على اتصاله بها خمس سنوات .
- (ب)ألا تقل سنه عن ثلاثين سنة هلالية .
- (جـ) أن تتوافر فيه الصفات العلمية والخلقية والعملية التي تؤهله لذلك .
- المادة 11: ينتخب المرشد العام من بين أعضاء الهيئة التأسيسية في اجتماع يحضره على الأقل أربعة أخماس أعضاء هذه الهيئة . ويجب أن يكون حائزا لثلاثة أرباع أصوات الحاضرين . وإذا لم يحضر الاجتماع العدد القانوني أجل إلى موعد آخر لا يقل عن أسبوعين ولا يزيد عن شهر من تاريخ الاجتماع الأول . ويجب أن تتوفر في هذا الاجتماع النسبة المقررة في الاجتماع الأول من عدد الحاضرين والموافقين ، فإذا لم يتوفر العدد القانوني في هذا الاجتماع أجل مرة ثانية وعلى الهيئة تحديد موعد اجتماع آخر في مدة كالسابق بيانها ،مع الإعلان عنه وعن المهمة التي سيعقد من أجلها وعن أن الاجتماع التالي سيكون صحيحا مهما كان عدد الحاضرين ، ويكون الاختيار صحيحا بأغلبية ثلاثة أرباع الحاضرين .
- المادة 12: إذا تم اختيار المرشد العام أقسم أمام الهيئة التأسيسية القسم الآتي :
- " أقسم بالله العظيم أن أكون حارسا أمينا لمبادئ الإخوان المسلمين ونظامهم الأساسي ، وألا أجعل مهمتى سبيلا إلى منفعة شخصية ، وأن أتحرى في عملي وإرشادي مصلحة الجماعة وفق الكتاب والسنة ، وأن أتقبل كل اقتراح أو رأي أو نصيحة من أي شخص بقبول حسن ، وأن أعمل على تنفيذه متى كان حقا . وأشهد الله على ذلك " .
- وعلى أعضاء الهيئة التأسيسية أن يجددوا معه بيعة الإخوان المنصوص عنها في المادة (4) ، ويبايعه الإخوان في الشعب المختلفة عن طريق رؤسائهم ، ويجددون بيعتهم معه لأول لقاء يجتمعون به فيه .
- المادة 13: يضطلع المرشد العام من هذه اللحظة بمهمته وعليه أن بستقيل من عمله الخاص ويتفرغ كل التفرغ للمهمة التي اختير لها .
- المادة 14: لا يصح للمرشد العام –بشخصه ولا بصفته – أن يساهم في شركات أو أعمال اقتصادية أو يشترك في إدارتها ، حتى ما يتصل منها بهيئة الإخوان المسلمين وأغراضهم ، صيانة لشخصه ، وتوفيرا لوقته ومجهوده . على أن يكون له الحق في مزاولة الأعمال العلمية والأدبية بموافقة مكتب الإرشاد العام .
- المادة 15: يقوم المركز العام بنفقات المرشد العام ،ما لم يكن له -من ماله الخاص أو من الأعمال التي أجاز مزاولته لها مكتب الإرشاد العام – ما يقوم بذلك . على أن يكون تقدير هذه النفقات بلجنة تختارها الهيئة التأسيسية لهذا الغرض عقب انتخابه مباشرة .
- المادة 16: إذا أخل المرشد العام بواجبات منصبه أو فقد الأهلية اللازمة لهذا المنصب ، فعليه أن يتخلى عنه . كما أن للهيئة التأسيسية أن تقرر إعفاءه في اجتماع يحضره أربعة أخماس الأعضاء . ويجب أن يكون هذا الإعفاء بموافقة ثلاثة أرباع الحاضرين . على أنه إذا لم يتم الاجتماع على النحو السالف طبقت أحكام المادة (11) .
- المادة 17: بقوم المرشد العام بمهمته مدى حياته ( ما لم يطرأ سبب يدعو إلى تخليه عنه ). والمرشد العام حاليا هو فضيلة الأستاذ حسن البنا باعتباره المؤسس الأول للدعوة والقائم عليها منذ نشأتها .
- المادة 18: في حالة الوفاة أو العجز عن العمل يقوم الوكيل مقام المرشد العام حتى يعرض الأمر على الهيئة التأسيسية في اجتماع توجه إليه الدعوة خلال شهر على الأكثر .
ثانيا: مكتب الإرشاد العام
- مادة 19:يتكون مكتب الإرشاد العام من اثني عشر عضوا يُنتخَبون من بين أعضاء الهيئة التأسيسية عدا المرشد العام – ويلاحظ في انتخابهم أن يكون تسعة منهم من إخوان القاهرة والثلاثة الباقون من بين إخوان الأقاليم .
- المادة 20: يشترط فيمن يرشح لعضوية مكتب الإرشاد العام أن تتوافر فيه الشروط الآتية :
- (أ)أن يكون من بين أعضاء الهيئة التأسيسية وأن يكون قد مضى على عضويته فيها مدة لا تقل عن ثلاث سنوات .
- (ب)أن يكون مؤهلا من النواحي الخلقية والعلمية والعملية لهذه العضوية .
- (جـ) أن لا تقل سنه عن ثلاثين سنة هجرية .
- المادة 21: يتم انتخاب المكتب من بين أعضاء الهيئة التأسيسية جميعا ( إلا من اعتذر وقبلت الهيئة عذره ) بطريق الاقتراع السري . وتتكون لجنة تختارها الهيئة من بين أعضائها ( ويفضَّل المعتذرون عن الترشيح إن وُجدوا ) بالقيام بعملية فرز الأصوات وإعلان النتيجة .
- مادة 22: إذا تم انتخاب أعضاء المكتب فعلى كل منهم أن يقسم أمام الهيئة القسم الآتي :
" أقسم بالله العظيم أن أكون حارسا أمينا لمبادئ الإخوان المسلمين ونظامهم الأساسي ، واثقا بقيادتهم ، منفذا لقرارات المكتب العام القانونية وإن خالفت رأيي في هذا بكل قوتي في سبيل تحقيق الغاية السامية ، وأبايع الله على ذلك والله على ما أقول وكيل " .
- المادة 23: إذا تم إعلان النتيجة والقسم انتخَبَت الهيئةُ بالاقتراع السري ، ومن بين الإخوان التسعةِ القاهريين وكيلا وسكرتيرا عاما وأمينا للصندوق وقامت لجنةُ الفرز السابقة ( المادة21 )بفرز الأوراق وإعلان النتيجة أيضا .
- المادة 24:مدة عضوية المكتب سنتان ، ويتجدد الانتخاب في نهاية المدة ، ويجوز اختيار العضو لأكثر من مرة ، وإذا خلا مكان أحد الأعضاء قبل مُضي المدة المحدودة حل محله الذي يليه في عدد الأصوات في انتخابات الهيئة .
- مادة 25: من واجبات عضو المكتب السهرُ على مصلحة الجماعة ، والمواظبةُ على حضور الجلسات ، وسرية المداولات ، واحترام القرارات ، ولو كانت مخالفة لرأيه الخاص ، وليس له نقدها والاعتراض عليها متى صدرت بصورة قانونية ، والقيام بالمهمات التي يكلف بإنجازها على أكمل وجه . وإذا قصر أحدُ الأعضاء في واجبات عضويته كان للمكتب أن يؤاخذه على التقصير بلفت نظره أو إنذاره أو بالغرامة المالية أو بالإيقاف مدة لا تزيد على شهر أو بالإعفاء من عضوية المكتب . ويجب أن يَصدر قرارُ الإعفاء بأغلبية ثلاثة أرباع الحاضرين ويعلن العضو بالحضور ليشرح وجهة نظره للمجتمعين .
- المادة26: لمكتب الإرشاد العام الحق في أن يضم لعضويته عددا من أعضاء الهيئة التأسيسية من ذوي الكفاءة والمؤهلات والسبق في الدعوة ، على أن لا يزيد عدد هؤلاء على ثلاثة أعضاء ويكون لهؤلاء الأعضاء جميع الحقوق والواجبات التي للأعضاء المنتخبين .
- مادة 27: السكرتير العام يمثل مكتب الإرشاد العام والمركز العام للإخوان المسلمين تمثيلا كاملا في كل المعاملات الرسمية والقضائية والإدارية . إلا في الحالات الخاصة التي يرى المكتب فيها انتداب شخص آخر بقرار قانوني منه .
المادة 28: مهمة السكرتير العام تنفيذ قرارات مكتب الإرشاد العام ، ومراقبة نواحي النشاط وأقسام العمل بالمركز العام ، وله أن يستعين بغيره من الأعضاء أو الموظفين ولكن هو المسؤول أمام المكتب عما يسند إليهم من أعمال . وفي حالة غياب السكرتير العام أو تعذر قيامه بعمله ينتدب المكتب من بين أعضائه من يحل محله مؤقتا .
- المادة 29: مهمة أمين الصندوق ضبط أموال الهيئة وحصر ما يرد منها وما ينصرف ، ومراقبة كل نواحي النشاط المالي والحسابي ، والإشراف على تنظيمها ، وإحاطة المكتب علما بذلك في فترات مناسبة . وله أن يستعين بغيره من الأعضاء أو الموظفين تحت مسؤوليته وفي حالة غيابه أو تعذر قيامه بعمله ينتدب المكتب من بين أعضائه من يقوم بمهمته مؤقتا .
- المادة 30: جلسات المكتب دورية ، وتحدد بقرار منه ويجتمع في غير الموعد الدوري إذا حدث ما يدعو إلى ذلك بدعوة من المرشد العام أو من يقوم مقامه، أو بطلب يقدم إليه من ثلاثة من الأعضاء . وتكون الجلسة قانونية إذا حضرها أغلبية الأعضاء المطلقة ( النصف زائدا واحدا ) ويعتبر المعتذرون بأعذار مقبولة مع التأييد في حكم الحاضرين من حيث العدد لا من حيث الأصوات . فإذا لم يتم النصاب القانوني للأعضاء أجلت أسبوعا ، وكانت الجلسة التي تليها قانونية بأي عدد يحضر . وينبه الأعضاء على ذلك من سكرتير المكتب ، وتكون القراراتُ في أي اجتماع تالٍ صحيحةً متى صدرت عن الأغلبية المطلقة للمجتمعين كذلك ، وإذا تساوت الأصوات رجح جانب الرئيس .
- المادة 31:يرأس اجتماعات المكتب المرشد العام أو الوكيل عند غيابه ، أو أكبر الأعضاء سنا إذا تخلف الوكيل ويتلى محضر الاجتماع السابق ويصدق عليه ثم ينظر في جدول الأعمال .
- المادة 32: لمكتب الإرشاد العام أيضا أن بنشئ أقساما أو يؤلف لجانا من بين أعضائه أو أعضاء الهيئة التأسيسية أو غيرهم للقيام بتحقيق أغراض الهيئة . وله أن يضع اللوائح اللازمة لهذه اللجان ولأوجه نشاط أقسامه والمشروعات المختلفة .
ثالثا: الهيئة التأسيسية
- المادة 33- تتألف الهيئة التأسيسية " لهيئة الإخوان المسلمين " من الإخوان الذين سبقوا بالعمل لهذه الدعوة .
- المادة 34: مهمة هذه الهيئة : الإشراف العام على سير الدعوة ، واختيار أعضاء مكتب الإرشاد العام ، وانتخاب مُراجع الحسابات وتعتبر مجلسَ الشورى العام " للإخوان المسلمين " والجمعيةَ العمومية لمكتب الإرشاد العام .
- المادة 35: تجتمع هذه الهيئة اجتماعا دوريا خلال أول شهر من كل عام هجري لسماع ومناقشة تقرير مكتب الإرشاد عن نشاط الدعوة في العام الجديد ، واختيار الأعضاء الجدد إذا حل موعد اختيارهم ، ومناقشة تقرير المراجع عن الحساب الختامي للسنة الماضية والميزانية المقترحة للسنة الآتية ، وانتخاب المراجع الجديد إذا حل موعد انتخابه ( ويجب أن يكون من أعضائها وألا يكون من المختارين لمكتب الإرشاد العام ، وللنظر في غير ذلك من الأعمال والمقترحات التي تعرض عليها . وتجتمع في غير هذا الموعد اجتماعا فوق العادة إذا حدث ما يدعو إلى ذلك من المرشد العام أو بقرار من مكتب الإرشاد أو بطلب يقدم من عشرين عضوا والمرشد العام هو الذي يرأس الاجتماع ، فإذا لم يحضر ، أو كان الاجتماع لأمر يتصل به ، أو رأى أن يتنحى عن رئاسة الجلسة قام بذلك الوكيل . فإذا تخلف أو اعتذر فأكبر الأعضاء سنا .
- ويكون الاجتماع صحيحا إذا حضرته الأغلبية المطلقة ( النصف زائدا واحدا ) إلا في الحالات التي اشترط فيها نصاب خاص ، فإذا لم يتكامل العدد أجل الاجتماع أسبوعين وأعيدت الدعوة ونص فيها على الموضوع وعلى أن الاجتماع سيصير قانونيا بأي عدد يحضر ، ولكون القرارات صحيحة إذا صدرت عن الأغلبية المطلقة للحاضرين إلا في الحالات الخاصة .
- المادة 36: لهذه الهيئة أن تقرر في أي اجتماع ، أو بناء على ترشيحات اللجنة المنصوص عليها في المادة التالية منح بعض الإخوان حق العضوية للهيئة التأسيسية بشرط أن تتوفر فيمن يراد منحه إياها هذه الشروط :
- (أ)أن يكون من الأعضاء المثبَّــــتين .
- (ب)ألا تقل سنه عن خمس وعشرين سنة هلالية .
- (ج)أن يكون قد مضى على اتصاله بالدعوة خمس سنوات على الأقل .
- (د)أن يكون متصفا بالصفات الخلقية والثقافية والعملية التي تؤهله لذلك .
- ويجب ألا يزيد عدد من يمنحون هذه العضوية على عشرة إخوان في كل عام ، على أن يراعى في اختيار هؤلاء تمثيل المناطق بقدر الإمكان .
- المادة 37: تنتخب الهيئة التأسيسية من أعضائها ( ومن غير الأعضاء المنتخبين للمكتب ) لجنة مكونة من سبعة أعضاء ويفضل غير القاهريين وذوي الإلمام والصلات بالفقه الإسلامي والإجراءات القانونية . مهمتها تحقيق ما يحال عليها من المرشد العام أو مكتب الإرشاد أو الهيئة نفسها خاصا بما يمس الأعضاء في سلوكهم أو الثقة بهم أو أي أمر آخر . ولهذه اللجنة أن توقع ما تشاء من الجزاءات حتى الإعفاء من العضوية على أن تعتمد ذلك من المرشد العام . وعند اختيار هؤلاء الأعضاء يقسمون أمام الهيئة " بالله على أن يؤدوا ما عليهم بالذمة والصدق والأمانة " . وتختار اللجنة رئيسها وسكرتيرها من بين أعضائها عقب اختيارها مباشرة وتدون قراراتها ومحاضرها في سجل خاص بها ، ويكون اجتماعها صحيحا بحضور خمسة من أعضائها متى كان فيهم الرئيس ، وتكون قراراتها صحيحة إذا صدرت عن الأغلبية المطلقة للمحتمعين . ويتجدد اختيارها مع اختيار المكتب ، ولا مانع من اختيارها كلها أو بعضها لأكثر من مرة وتجتمع بدعوة من رئيسها , وللعضو الذي يتقرر فصله أن يستأنف هذا القرار بطلب كتابي يرفع إلى مكتب الإرشاد العام ليعرض على الهيئة التأسيسية في أول اجتماع لها ورأيها فيه حاسم .
- المادة 38: إذا قصر واحد من أعضاء الهيئة التأسيـــسية في الواجبات الملقاة عليه نصحه المرشد العام ، فإذا تكرر التقصير أحاله على اللجنة المنوه عنها في المادة السابقة إلا إذا كان عضوا في المكتب فيتخذ في شأنه ما نص عليه في المادة (25).
- المادة 39: تزول صفة العضوية عن عضو الهيئة التأسيسية بالاستعفاء أو بفقدانه أحد الشروط التي تؤهله للعضوية أو بقرار من اللجنة المنصوص عليها في المادة (37)بالشروط الواردة فيها أو بقرار من الهيئة نفسها ، وفي كل الأحوال يجوز للمرشد العام أن يأمر بوقف العضو على أن يعرض أمره فورا على الهيئة المختصة بالنظر في أمره .
الباب الخامس : الهيئات الإدارية للشعب والمناطق
- المادة 40:الإخوان المسلمون في كل مكان هيئة واحدة تؤلف بينها الدعوة ويجمعها هذا النظام الأساسي ويوجهها المكتب العام . ويقسَّمون بحسب الأماكن والبلدان إلى شعب تعتبر كل منها وحدة إدارية يشرف عليها ( مجلس إدارة ) تختاره ( الجمعية العمومية ) للإخوان المسلمين في هذه الشعبة طبقا للمواد الآتية :
أولا: الجمعية العمومية
- مادة 41: تتكون الجمعية العمومية للشعبة من الأعضاء المثبَّــتين المسدِّدين لاشتراكاتهم إلى آخر شهر قبل الانعقاد أو المعفون منها بقرار قانوني . وتجتمع اجتماعا دوريا خلال شهر المحرم، وفي غير هذا الموعد إذا وجد ما يدعو إلى ذلك بدعوة من رئيس الشعبة أو من المرشد العام أو بطلب يقدم إلى أحدهما من خُمـُس الأعضاء , ويكون انعقادها صحيحا إذا حضره نصف الأعضاء على الأقل ، وتكون القراراتُ صحيحةً إذا صدرت عن الأغلبية المطلقة . فإذا لم يتم العدد القانوني أُجِّل الاجتماعُ أسبوعا يكون بعدها الاجتماعُ صحيحا بأي عدد يحضر . وترسل الدعوة في الحالتين قبل الموعد بثلاثة أيام على الأقل ومعها جدول الأعمال . ويقوم برئاسة الاجتماع رئيس الشعبة أو وكيلها أو أكبر الأعضاء سنا إذا لم يحضرا .
- المادة 42- من اختصاصات الجمعية العمومية انتخاب أعضاء مجلس الإدارة ومُراجع الحسابات والنظر في التقارير التي تقدم إليها منها . واعتماد ميزانية العام الجديد ، والموافقة على الحساب الختامي للعام الماضي ، ومناقشة ما يعرض عليها من الاقتراحات والموضوعات .
المادة 43: يجب إخطار المركز العام دائما بموعد انعقاد الجمعية العمومية وبجدول أعمالها في هذا الاجتماع قبله بعشرة أيام على الأقل . وللمركز العام أن يوفد من يمثله في هذا الاجتماع . ويشترط لصحة القرارات أيا كانت موافقة المركز العام .
ثانيا: مجلس الإدارة
- المادة 44: يتألف مجلس الإدارة من رئيس يختاره المركز العام ووكيلين وسكرتير وأمين صندوق تنـتــخبهم الجمعية العمومية من بين أعضائها بالاقتراع السري . ويجدَّد مجلس الإدارة كل عامين . ويشترط فيمن ينتخب عضوا بالمجلس أن تكون سنه إحدى وعشرين سنة هلالية على الأقل . ويجوز انتخاب العضو أكثر من مرة . وللمركز العام إعفاء الرئيس من مهمته وانتداب من يحل محله إذا رأى ذلك في أي وقت من الأوقات .
- المادة 45: متى تم انتخاب أعضاء مجلس الإدارة أدى كل عضو منهم هذا القسم :
- " أقسم بالله العظيم أن أكون حارسا أمينا لمبادئ الإخوان المسلمين ونظامهم الأساسي ، واثقا بقيادتهم منفذا لقرارات مكتب الإرشاد العام وقرارات مجلس إدارة الشعبة وإن خالفت رأيي مجاهدا ما استطعت في سبيل تحقيق الغاية السامية وأبايع الله على ذلك ، والله على ما أقول وكيل " .
- المادة 46: رئيس الشعبة هو المسؤول الأول عن أعمالها ونشاطها بالاشتراك مع المجلس ، وهو الذي يرأس الجلسات والاجتماعات ، ويمثل شعبته في كل المعاملات الرسمية والقضائية ، وفي التوقيع على الأوراق أيا كان نوعها ، ويقوم عنه أحد الوكيلين حال غيابه . ويقوم السكرتير بالمحافظة على الأختام والسجلات والملفات .. الخ . ويقوم أمين الصندوق بحفظ الأموال وتنظيم حساب الخزينة وتقديم التقارير والبيانات المتعلقة بمهمته لمجلس الإدارة والجمعية العمومية .
- المادة 47: اجتماعات المجلس دورية وتحدد بقرار منه ويدعى في غيرها إذا حدث ما يدعو إلى ذلك بدعوة من الرئيس . ويرأسه الرئيس أو أحد الوكيلين أو أكبر الأعضاء سنا وتكون الاجتماعات قانونية بحضور نصف الأعضاء إذا كان بينهم الرئيس أو الوكيل وتكون القرارات صحيحة إذا صدرت عن الأغلبية المطلقة للحاضرين فإذا تساوت الأصوات يكون جانب الرئيس مرجحا .
- المادة 48: لمجلس الإدارة الحق في تكوين ما يرى من الأقسام الإدارية واللجان ، ويحسن أن يكون ممثلا في كل لجنة بعضو واحد على الأقل .
- المادة 49: إذا خلا مكان عضو من أعضاء المجلس بالإعفاء أو الاستعفاء للمجلس الحق في تعيين العضو الذي يليه في عدد الأصوات في آخر انعقاد الجمعية العمومية .
ثالثا: المناطق والمكاتب الإدارية وشعب الخارج
المادة 50: للمركز العام أن يقسم شعب الإخوان في داخل المملكة المصرية إلى مناطق بحسب التقسيمات الإدارية الحكومية أو سهولة المواصلات أو غير ذلك من الاعتبارات وتكون إحدى هذه الشعب مقرا للمنطقة . كما أن له أن ينشئ مكاتب إدارية يختص كل واحد منها بالإشرا ف على عدة مناطق وتحدد مهمات المناطق والمكاتب بلوائح وأوامر يصدرها المكتب العام .
المادة 51: للمركز العام أن ينشئ للهيئة شعبا وفروعا في البلاد العربية والإسلامية وغيرها ، مع ملاحظة الأوضاع والظروف الخاصة ، وتحدد الصلة بينه وبينها بلوائح وقرارات في مؤتمرات جامعة تضم ممثليه وممثلي هذه الشعب .
الباب السادس: صلة المركز العام بالشعب
- المادة 52: مكتب الإرشاد العام – باعتباره الهيئة الإدارية العليا للإخوان المسلمين – له وحده حق اعتماد الشعب الجديدة والهيئات الإدارية والإشراف بنفسه أو بواسطة المناطق والمكاتب والمندوبين على سير الدعوة فيها .
- المادة 53: للمركز العام أن ينتدب من الإخوان في كل شعبة أو منطقة مندوبا عنه يمثله إلى جانب مجلس الإدارة ويكون لهذا المندوب حق حضور الجلسات ، والاشتراك في المناقشات بدون تصويت . وإذا رأى من القرارات ما يمس حقوق الدعوة فله حق وقف هذا القرار حتى يستشير المركز العام ويرى رأيه ورأيُ المركز العام في ذلك نهائي .
- المادة 54: للمكتب أن يرفض اعتماد أي هيئة إدارية لا يراها صالحة للقيام بأعباء الدعوة وحينئذ يعاد الانتخاب بمعرفة الجمعية العمومية كما أن للمكتب أن يرفض الموافقة على بعض الأعضاء المنتخبين ، وحينئذ يحل محلهم من يليهم من الأصوات .
- المادة 55: للمكتب العام حق حل أية شعبة تخرج عن سير الدعوة بقرار منه ، ولا يكون لها بعد ذلك الحق في أن تتصرف باسم الإخوان في عمل ما .
الباب السابع: النظام المالي للهيئة
- المادة 56: تتكون مالية المركز العام من اشتراكات أعضائه وأعضاء الهيئة التأسيسية وأعضاء الشعب والمناطق ومن التبرعات والوقفيات والوصايا من أعضاء الهيئة خاصة ومن غيرهم إذا كانت باسم الدعوة ووافق على قبولها المركز العام ومن ريع المطبوعات والشارات .. الخ وتتكون مالية الشعب والمناطق من النِّســـب المحددة لها من اشتراكات أعضائها ومن تبرعاتهم ومن مساعدة المركز العام ومن كل الموارد المشروعة التي تصل إليها .
- المادة 57: يُودَع ما يزيد من رصيد المركز العام أو الشعبة على متوسط النفقات في شهرين في مصرف مصري أو أي مصرف عربي أو إسلامي أو صندوق التوفير ( بدون فائدة ) إلا إذا رأى مجلس إدارتها غير ذلك ووافقه المركز العام على رأيه كتابة . وكل مبلغ يسحبه يشترط أن يكون سحبه بإذن مُوقَّع من الرئيس أو من يقوم مقامه وأمين الصندوق.
- المادة 58: كل مال يجمع بمعرفة المكتب أو إدارات الشعب لغرض خاص لا يختلط بماليتها العامة ويخصص للغرض الذي جمع له .
- المادة 59: تُـــنشأ دور الشُّعب أو تُوقـَف أو تُستأجر من تاريخ صدور هذا القانون باسم مكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين ممثلا في شخص السكرتير العام أو من يقوم مقامه . والمكتب هو الذي يقوم بتأثيثها ، ويكون الأثاث وديعةً باسمه عند إدارة الشعبة .
الباب الثامن: أحكام عامة
- المادة 60: لمكتب الإرشاد العام ولمجالس إدارات الشُّعب منح العضوية الفخرية لمن يقدمون خدمات للدعوة أو يعرف عنهم تقديرها والعمل على مساعدتها .
- مادة 61: ينعقد كل سنتين مؤتمر عام من رؤساء شعب الإخوان المسلمين بدعوة من المرشد العام بمدينة القاهرة أو بأي مكان آخر يحدِّده ويكون الغرض منه التعارف والتفاهم العام في الشؤون المختلفة التي تتصل بالدعوة واستعراض خطواتها في هذه الفترة .
- المادة 62: صدور هذا النظام يوجب إعادة النظر في القوانين واللوائح السابقة وتعديلها على ضوء أحكامه ومواده .
- المادة 63: لا يجوز تعديل هذا القانون الأساسي إلا بناء على اقتراح يتقدم به المرشد العام أو مكتب الإرشاد أو عشرون عضوا من أعضاء الهيئة التأسيسية ولا يكون التعديل نافذا إلا إذا وافقت عليه الهيئة التأسيسية في اجتماع يحضره ثلاثة أرباع أعضائها بالأغلبية المطلقة للحاضرين ، فإذا لم يتكامل العدد القانوني طبقت الأحكام العامة.
- المادة 64: تسري أحكام هذا القانون من تاريخ موافقة الهيئة التأسيسية عليه .
المصادر
1- كناب: في قافلة الإخوان المسلمين.
2- مذكرات الدعوة والداعية للشيخ حسن البنا (دار التوزيع والنشر الإسلامية – القاهرة .
3- مجلة روز ليوسف ،العدد 900 بتاريخ 11 سبتمبر 1945 .
4- الإخوان المسلمون والمجتمع المصري تأليف محمد شوقي زكي (كار الأنصار – القاهرة)
5- انظر الإخوان المسلمون للسيد يوسف (مركز المحروسة- القاهرة)
7- كتاب حسن البنا من الميلاد للإستشهاد