اللواء عبد الحميد عمران

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
اللواء عبد الحميد عمران ضد الانقلاب


تمثل الجندية القاعدة الأساسية لبناء الدولة، ولها الفضل والشرف الكبير، لأن جنودها وهبوا أنفسهم للدفاع عن الدين والنفس والمال والعرض والبلاد.

ففي كل وطن سواء أن كان مسلم أو غيره الجميع يعتز بصفته العسكرية والتي لا ينازعها معاني الخيانة أو الجبن، وكان اللواء عبدالحميد عمران واحد من الذين لم يقبلوا الدنية في دينهم أو وطنهم، وظلوا شامة في تاريخ الجندية حتى أخر حياته.

ولد عبدالحميد عمران عام 1920م وتخرج في الكلية العسكرية قبل أن يلتحق بسلاح سلاح الدفاع الجوي، بالإضافة إلى عمله مع جهاز الأمن القومي في مكافحة التجسس. وتذكر المصادر أنه من دفعة المشير محمد حسين طنطاوي – رئيس المجلس العسكري الذي قد البلاد بعد ثورة يناير 2011م – إلا أنه اختلف عن هؤلاء بوطنيته لبلاده.

شارك اللواء عمران، في الحروب المصرية، والعربية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وذلك خلال العدوان الثلاثي (البريطاني الفرنسي الإسرائيلي) على مصر عام 1956، ثم حربي 1967، و1973م والتي حصل فيها على نجمة سيناء تقدير لبطولته وجهوده.

انحاز عمران لثورة يناير - كانون الثاني 2011م، حيث بعث برسائل عدة لقادة الجيش أبرزها رسالته يوم 4 فبراير - شباط 2011 قبل تنحي مبارك، عندما دعاهم لإنقاذ الوطن من "سفاهة الحكم الحالي، الذي فقد رشده"، كما دعاهم لحماية الشعب والمعتصمين في ميدان التحرير حينئذ، وإنقاذهم من بلطجية الحزب الوطني.

وأثناء اشتعال الصراع بين الثوار والمجلس العسكري، كتب عمران للمجلس العسكري رسالة يقول فيها

"أرجوكم باسم رفقة حرب أكتوبر - تشرين الأول ألا تحاولوا قهر الشعب وهزيمته، فليبق الجيش المصري حاميا للثورة المصرية، وليس عدوا لها، لا تنزلقوا إلى النموذج السوري، فالأحداث يجر بعضها البعض، أرجوكم عيشوا أبطالا، وغادروا كراما، فأنتم الأعز على قلوبنا".
رسالة-عمران-إلى-المجلس-العسكري-2013.jpg

اللواء والانقلاب

بعدما خرج اللواء عمران من الخدمة العسكرية عمل خبيرا عسكريا واستراتيجيا حيث تميز بصدق الكلام وعمق التحليل والواقعية، حتى أنه كان واحدا من الجنرلات القلائل الذين عارضوا الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي.

وأدان بشدة مذبحة فض اعتصام رابعة، التي راح ضحيتها المئات من أنصار الرئيس الراحل، وقال إن الفض بهذه الطريقة يرجع في الأساس إلى نية السيسي التخلص من الفصيل السياسي الأوحد المنافس له في الأيام القادمة وإزاحته من المشهد.

وتعليقاً على تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش، الصادر عقب مجزرة فض رابعة، حمًل اللواء عمران المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، وقتها، مسؤولية فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، مؤكداً أن الأخير، "أساء إلى مؤسسة القوات المسلحة وإلى قيادتها على الصعيد العالمي حيث أنه لم يسبق لأي قيادة عسكرية مصرية إدانتها من قبل منظمة دولية.

وفي 23 أغسطس 2014م، أوضح عمران أن سلطات الانقلاب في مصر مكلفة بالقضاء على ما تبقى من الربيع العربي، وذلك خلال مداخلة له على قناة الجزيرة مباشر مصر. كما دان الحديث المتكرر لقائد الانقلاب عن الإرهاب؛ مؤكدًا أنه أمر غير مقبول، نافيًا أن تكون مصر تعاني من الإرهاب، مثلما يدعي ويقول دومًا في أحاديثه.

وقال خلال مداخلةٍ هاتفيةٍ له عبر فضائية "الجزيرة مباشر مصر":

"لا يمكن تحويل نصف الشعب المصري لإرهابيين، لمجرد أنهم معارضيون له ولنظامه". وأوضح أنه لا يصح أن يتم التصدي للمعارضة بذريعة التصدي للإرهاب، مؤكدًا أن "مصر" لا يوجد بها إرهاب يحتاج لتفويض، كما ادَّعى سفاح الانقلاب وخرج للشعب وطلب تفويض لمواجهته، مشيرًا إلى أن حديثه مفتعل.

وفاته

بعدما خرج من وطنه مهاجرا فارا من طغيان قادة الانقلاب استقر به المقام في لندن ببريطانيا حيث كان يبكى غربته وطرده من وطنه بسبب مواقفه الوطنية، وظل كذلك حتى توفاه الله يوم السبت 11 جمادى الأخرة 1442هـ الموافق 26 ديسمبر 2020م؟

ونعى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي اللواء عمران، مؤكدين أنه كان النموذج لقائد الجيش، الذي يحبه ويحترمه المصريون. وعدد بعضهم مناقب اللواء الراحل الفكرية والسياسية، خاصة تحمله الغربة في سبيل كلمة الحق، التي كان يؤمن بها.

ودعا آخرون قادة الجيش إلى السير على نهج الراحل في احترام إرادة المصريين والابتعاد بالجيش عن السياسية والاقتصاد، مؤكدين أن هذا هو النهج، الذي يجعل من الجيش المصري جيشا قويا محترفا مدافعا عن مصر وشعبها وداعما للأمتين العربية والإسلامية.

حيث نعاه التحالف الوطني لدعم الشرعية بقوله:

يتقدم التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب بصادق العزاء لأسرة اللواء الفارس النبيل عبد الحميد عمران أحد أعلام الوطنية المصرية وأحد رموز العسكرية المصرية الحقيقيين الذين بذلوا حياتهم وأعمارهم فى الذود عن تراب الوطن وشرفه وأمنه .

رحل وهو القائد العسكرى والمفكر السياسي الذى لم يخش في الحق لومة لائم فما خان وطنه ولا باعه بل كان دائما فى مقدمة المدافعين عن شرف الوطن واستقلاله وإرادة مواطنيه . فرفض الانقلاب العسكري الدموى وأدان فى كل محفل جرائمه وخطاياه. وفضح بذلك ممارسات الضغمة العسكرية الانقلابية.

وترجل الفارس النبيل مهاجرا غريبا شأنه فى ذلك شأن الأحرار الصادقين من خيرة أبناء الوطن الذين قضوا . رحم الله اللواء عبد الحميد رحمة واسعة ونسأل الله ان يربط على قلوب أسرته ومحبيه برباط الصبر والإيمان ورحم جميع شهدائنا الذين سبقوا.

وأعربت أميرة أبو الفتوح عن صدمتها:

"‏كم هي صدمتي برحيل الفارس الشجاع اللواء الركن الدكتور عبد الحميد عمران، منذ يومين فقط، دعا لي أن يحفظني الله ويحفظ شرفاء الوطن، وأنا اليوم أدعو الله أن يرحمك ويسكنك الفردوس الأعلى".

وعلق محمود جمال:

"‏فقدت مصر اليوم رجلا من أنبل وأشرف رجالها، رجل كان يمتلئ بحب ‎مصر.. رجل وطني من الطراز الفريد، عندما كنت ألتقي به كنت أتعلم منه ما معنى حب الوطن، رحل عن عالمنا اليوم اللواء الحر الشريف عبد الحميد عمران .. فإنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم ارحمه".

وقارن علاء عرفان بين جيل اللواء الراحل والجيل الحالي:

"‏ترفض 2020 أن ترحل قبل أن تُجردنا من كل الشرفاء من جيل العسكريين المصريين الحقة التي لم تلوث بفساد ولا شوفينية ولا تعصب .. جيل عرف عدوه وحاربه ولم يحد عنه أو يهادنه .. جيل من القادة تعلمنا منه الكثير والكثير .. لحق اللواء عبد الحميد عمران باللواء عادل سليمان في ذمة الله".

ونعاه الدكتور طارق الزمر بقوله:

أبت 2020 أن تغادرنا دون أن تفجعنا في أخلص قاماتنا الوطنية وأفضل قادة القوات المسلحة وأكثرهم نبلا وشهامة ووطنية وحبا لمصر وشعبها.. رحم الله تعالى اللواء عبد الحميد عمران.