ينطلق الإخوان المسلمون من قاعدة إسلامية خالصة من أجل نشر التعاليم الإسلامية الصحيحة وسط الناس بوسطية واعتدال وتطبيق عملي كما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولذا فهم يبغضون كل فكر يعادي الإسلام.
لم يعادي الإخوان المسلمون أتباع الديانات السماوية الأخرى كونهم أتباع دين سماوي انطلاقا من قول الله تعالى:"لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" "الحشر:8"، كما لم يأمر الإسلام بمحاربة الآمنين، لكنه طالب أتباعه بمواجهة كل من يحارب الإسلام ويعاديه.
كما استخدم الإخوان الفكر في مواجهة الفكر وفضحه وتعريه حقيقته أمام الجميع ليحذره الناس، كما تعمل الحكومات الإسلامية على محاضرة أتباع الفكر المضل الذي يسعى لنشر الفتن وسط الشعوب الإسلامية، مثل الفكر الشيوعي الذي ولد من رحم كاره للدين عموما حيث يقول لينين في المؤتمر الثالث للشباب الشيوعي في أكتوبر1920:" إننا لا نؤمن بالإله، ونحن نعرف كل المعرفة أن أرباب الكنيسة والإقطاعيين والبرجوازيين لا يخاطبوننا بإسم الإله إلا للمحافظة على مصالحهم"(1)
ظهرت بعض الأفكار الهدامة في ظل المستعمر والذي استطاع الغرب تزينها في نفوس الشعوب الإسلامية حتى وكأنها أصبحت من المسلمات التي لاغنى عنها، أو كأنها دين حقيقي يناهز التدين الإسلامي مثل البابية والبهائية أو الشيوعية التي عملت على إخراج الناس من دينهم لمجتمع يشاع فيه كل شيء ولا يفرق بين ما هو حلال وحرام.
وفى سبتمبر1939م إندلعت الحرب العالمية الثانية، وانشغل العالم بها وخفت جذور الدعوة إلى الشيوعية لكن بعد إنتهاء الحرب، وظهور الإتحاد السوفيتى (حامى الشيوعية) بمظهر القوى العظمى، عاد المعتنقين لهذا المذهب فى الظهور والترويج له بمصر، وإثارة البلبلة وسط العمال وجموع الأمة، ولم يقف الإخوان مكتوفى الأيدى أمام هذا الفكر الهدام، فعملوا على كشف زيفة والتصدى له بالقول والفعل.
يرجع بداية العمل الشيوعى فى مصر إلى نهاية الحرب العالمية الأولى، عندما بدأت بعض العناصر الأجنبية بالإسكندرية نشر الفكر الشيوعى تحت إشراف جوزيف روزنتال، وانضم له بعض المصريين أمثال سلامة موسى، وعلى العنانى، ومحمود حسنى العرابى، وتشكل الحزب الإشتراكى المصرى، ثم تغيير إلى الحزب الشيوعى المصرى فى يناير1923م، والذى تبنى سلسلة اضرابات واعتصامات عمالية، أدت للقبض على أعضاء الحزب الشيوعى والحكم عليهم بالسجن...تابع القراءة
"مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" هكذا وصف الله سبحانه عباده المؤمنين بأنهم ما فرطوا في عهدهم مع الله سبحانه بل ظلوا عليه حتى قضوا نحبهم في سبيل دينهم، ومن عاش منهم عاشا مرمنا محافظا على عهده ودينه حتى يلقى الله. وكان إبراهيم اليازوري واحد من الذيم لم يخشوا الموت بل حملوا أرواحهم فوق أكفهم ليقدموا رخيصة في سبيل دينهم ووطنهم.
في قرية بيت دراس التي تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة غزةبفلسطين ولد إبراهيم فارس أحمد اليازوري عام 1941م، وحينما كان عمره 7 سنوات تعرضت قريته بيت دراس لمذبحة من قبل العصابات الصهيونية في 21 مايو عام 1948م حيث قتل عدد كبير وهجرت جميع سكانها.
درس الصف الأول الابتدائي في قريته، ولم يكمله نتيجة أحداث الحرب التي اندلعت عام 1948م. وخلال رحلة الهجرة، انتقل اليازوري من قريته إلى أسدود ومكث فيها برفقة عائلته عدة أيام، وبعد انسحاب الجيش المصري انتقل إلى مدينة المجدل هربًا من بطش العصابات الصهيونية، ثم انتهى به وبذويه الحال في مخيم خانيونس، حيث استقروا بخيمة في المعسكر الغربي.
درس بمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين المرحلتين الابتدائية والإعدادية بمخيم خانيونس، ثم أكمل دراسته الثانوية قبل أن ينتقل إلى جامعة القاهرة ليدرس في كلية الصيدلة عام 1960م، لتبدأ رحلته مع الدعوة. وبعد أن أنهى دراسة الصيدلة في القاهرة عام 1965م، عاد إلى غزة ليعمل في مستشفى الشفاء بغزة، غير أنه ترك العمل عام 1975م بالمستشفى وافتتح صيدلية خاصة به.
التحق في صفوف جماعة الإخوان المسلمين وهو في المرحلة الإعدادية وكان يتردد على شعبة الإخوان الأولى في شارع السيقلي بخانيونس، وكان شيخه في تلك الفترة الأستاذ المربي محمد دبور "أبو أسامة" ثم بعد ذلك الأستاذ عبد البديع صابر. وفي أثناء دراسته الصيدلة في جامعة القاهرة التقى بالمربي د. عبد الرحمن بارود "أبو حذيفة"، وهناك انتظم معه في أسرة إخوانية من الطلاب الجامعيين الفلسطينيين، وكان د. بارود شيخه في تلك الفترة.
اعتقلته السلطات المصرية في ديسمبر عام 1965م بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، إذ استُدعي مع بعض الإخوة (إسماعيل الخالدي ، وزهير الزهري وغيرهم) لمكتب مدير المباحث العامة بالسرايا بغزة، وهناك أبلغهم مدير المباحث بأنهم مطلوبون للسفر للقاهرة لبعض التساؤلات والاستجوابات؛ وحين وصلوا مصر جرى اعتقالهم وتحويلهم لسجن أبو زعبل.
وفي صيف 1966 اعتقلت مجموعة من الطلبة الفلسطينيين وفي تلك الفترة تم استدعاء د. إبراهيم اليازوري لسجن القلعة للتحقيق معه في ظروف صعبة وقاسية حول علاقة تنظيم الإخوان بمنظمة التحرير. وتمت إعادة د. اليازوري إلى سجن أبو زعبل، وبعد فترة نقلوا المجموعة كاملة إلى سجن ليمان طرة، ومكثوا فترة من الزمن، ثم نقلوا إلى السجن الحربي تمهيدا للإفراج عنهم دون محاكمة، وأفرج عنه في 7 ديسمبر عام 1966....تابع القراءة
لقد كانت السيدة من أوائل الأماكن التي انتشر فيها الإمام البنا يدعو فيها إلى مفهوم الإسلام الصحيح العملي والوسطي، فبعدما انتقل للدراسة في كلية دار العلوم واستقر في القاهرة، وانطلق يدعو في المقاهي ليكون قدوة عملية لزملائه ويحكي الأستاذ حسن البنا في مذكرات الدعوة والداعية كيف حاول محاربة المفاسد في المجتمع عن طريق تكوين دعاة إسلاميين فيقول....تابع القراءة
حسن البنا مجدد القرن الرابع عشر الهجري، المرشد الأول ورائد الصحوة الإسلامية في العالم، مؤسس حركة الإخوان المسلمين، كبرى الحركات الإسلامية، العالم الرباني ولد في المحمودية 1906م، تخرج من دار العلوم عام 1927م، وعيّن مدرساً في مدينة الإسماعيلية عام 1927م، أسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928م، ونقل إلى قنا بقرار إداري عام 1941م
وترك مهنة التدريس في عام 1946م، ليتفرغ لإدارة جريدة الشهاب، اغتيل في 12 فبراير1949م، وكان من أسباب نجاحه شغفه بدعوته وإيمانه واقتناعه بها وتفانيه فيها، وانقطاعه إليها بجميع مواهبه وطاقاته ووسائله، وتأثيره العميق في نفوس أصحابه وتلاميذه، وكان الإخلاص الشديد
والعز القوي، والأخلاق المحمديّة، والصبر والإيثار، من أبرز صفاته، وأوتي مقدرة بيانيّة فائقة متحدثاً وكاتباً، وخطيباً، وبلغ من جزالة لفظه، وسلاسة فكرته، وعذوبة أسلوبه، وسهولة مأخذه، مستوى كبار الكتاب البارزين، وأعلام رجال الأدب وحملة القلم. (موقع الموسوعة الإخوانية على شبكة الإنترنت)...لتصفح الكتاب إضغط هنا