رسالة من د. عصام العريان من خلف الأسوار
لأنه متميز وحريص على خدمة وطنه وأمته فهو الصابر المحتسب، يُعتقل فلا يعلو صوته ليهاجم وطنه؛ بل يوصي إخوانه والشباب بالصبر وطلب الحرية وإن سالت في سبيلها الدماء، فقد أرسل د. عصام العريان برسالةٍ من خلف الأسوار، وهذا نصها:
"رسالة من خلف أسوار سجن الأحرار (طرة سابقًا).. أبعثُ إليكم بحرارة الشوق والتحية والاحترام.. أحييكم يا أبناء مصر الشرفاء، وكنت أتمنى أن أكون بينكم لنشاركَ معًا في بناء حرية الشعب المصري، والتي طال انتظارها.
وتشدَّق المنافقون بأنَّ مصر تعيش أزهى عصور الديمقراطية؛ فلما قام أبناء مصر يطلبون نشيدَ الحرية كانت القنابل والرصاصات والاعتقالات هي جزاؤهم، فضاقت السجونُ بأبناء مصر الأحرار، وفتحوا لهم معسكرات الأمن المركزي على طول بر مصر، وحولوا مصر إلى سجنٍ كبيرٍ، وكانت تلك الممارسات القمعية المماثلة لممارسات الصهاينة في فلسطين، فسالت الدماء وكانت أرواح الشهداء.
إنَّ دماء الشهيد "طارق غنام" التي كانت فداءً للحرية ستظل تلعن جلادي الشعب المصري حتى يشرق فجر الحرية.. فكونوا على الدرب سائرين.
إخواني.. حرية الشعب المصري غالية، والحرية لا تُوهب من هؤلاء الذين يقبعون خلف أسوار الخوف، ولكنها تحتاج إلى مزيدٍ من العمل والاستعانة بالله.. ﴿اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (الأعراف: من الآية 128)، واعلموا أنَّ الطريق شاق وطويل، وقولوا لهم إننا على الطريق سائرون حتى تنال مصر حريتها الحقيقية ومكانتها بين الشعوب.. ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ (يوسف: من الآية 21)".
أخوكم/ عصام العريان
المصدر
- مقال:رسالة من د. عصام العريان من خلف الأسوارإخوان أون لاين