عبد المنعم مصطفى دحروج
إعداد: إخوان ويكي
مقدمة
قال تعالى " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا" "الأحزاب 23: 24".
على هذه المعاني ربى الإمام البنا رجالا عرفوا قيمة الحياة فتاجروا مع الله فيها فباعوا أنفسهم له واشتروا رضوانه وجنته فربحوا بهذا البيع، رجالا كان غايتهم الله ورسولهم قدوتهم وقرأنهم دستورهم والجهاد سبيلهم والموت في سبيل الله أسمى أمانيهم وظل يرددون هذه المعاني بقلوب صادقة صافية مخلصة لله فنالوا ما تمنوا.
ومن هؤلاء الذين تاجروا مع الله فربحوا كان عبد المنعم دحروج والذي لا يعرف عنه الكثير من أبناء الحركة الإسلامية. ولد عبد المنعم دحروج في منيا القمح بمحافظة الشرقية عام 1935م والتحق بالتعليم إلا أنه انشغل بعض الشيء فرسب في 3 ابتدائي مما دفع والده لأن يخرجه من المدرسة ويدفع به للعمل في محل ملابس ..
ويصف ذلك بقوله:
- "وكان هذا الرجل من الإخوان وكان لا يعرف القراءة والكتابة، فكان يأتي لى بالكتب والصحف واقرأ ها له..ثم انتقلت لواحد أخر بالشرابية وكان لسه خارج من معتقل عيون موسي عام 1949م وبعدها خرج الإخوان أيضا وتم اختيار المستشار حسن الهضيبي مرشدا عاما للإخوان وعملوا مبايعة له عام 51 وحضرتها وشاركت معهم وكان هذا اول شيء احضره رسميا وأشارك فيه ثم افتتحنا عدد من الشعب في حدائق القبة، ومن المعروف أنه التحق بالإخوان عام 1946م، وكما أنه امهتن عمل الترزي كانت مهنته الأصلية مصحح في مطبعة بنك مصر".
اعتقال
اعتقل أول مرة في عام 1953م وكان عمره 18 عام وذلك بسبب ان الإخوان عملوا دعاية للمجلة الإخوان المسلمين الذين أنشأوها بعد الثورة وطلبوا 2000 عجلة ..
يقول:
- "وذهبنا وركبنا العجل من مصر الجديدة حتى ميدان الجيش وكنا معلقين المجلة على ظهورنا وتم القبض على انا ومصطفى عامر في الميدان وكان يوم صعب حيث زجوا بنا مع المجرمين وأرباب الإجرام وعرضنا على النيابة ليلا حتى وصل الأستاذ عبد القادر عودة وبعد يومين أفرجوا عنا وقد استقبلنا الإخوان الكبار استقبال حافل اثلج صورنا وشعرنا بالفخر في هذا اليوم، مع الرغم أن والدي وفدي وضد الإخوان لكنه لم يقلق على معهم".
ويضيف:
- "اعتقلت في يناير 55م وكنت مع الحاج شحاتة هدهد في الأسرة ثم انتقلت وتقريبا حد اعترف على وهربت شهريين وسافرت البلد والعمدة قال لى اختفى لأنهم يبحثون عني..وقد اعتقلت من محل كنت هربان فيه وأول ما ذهبت الى لاظوغلي ثم للحربي وانا لم اكن في التنظيم الخاصث وذهبنا لسجن مصر بمنطقة السيدة عائشة بالخطأ حيث نادوا علينا أنا وخمسة من الشباب وذهبوا بنا دون ورق أو اى اجراءات وبقينا 16 شهر لا يعرف عنا احد حتى أرسلنا لأهلينا ورقه قذفناها من الشباك للمارة نخبرهم فيها بمكاننا".
وبالفعل تحرك الأهل وذهبوا للمباحث العامة وبعدها جاءنا ضابط وسألنا مين اللى جابكم هنا فرديت عليه انا جبت نفسي فضربني لأنه شعر أنى اسخر منه ثم اخذ بيناتي وبقيت 16 شهر في المستشفي بسبب تكالب الأمراض علي، وفي المستشفي تقابلت مع الدكتور توفيق الشاوي والأستاذ صالح أبو رقيق ومحمود ابو السعود وكانت فرصة طيبة بالنسبة لى وتعلمت منهم الكثير..وتعبت كثيرا فاضطروا للإفراج عني في 1957م.
وبعدما خرجت تحركت مع إخواني لكفالة أسر المعتقلين..وتقابلنا كثيرا وتحدثنا مع بعضنا وقلنا حتى متى يظل الوضع هكذا فجمعنا أنفسنا وكونا أسرة ووجدنا غيرنا فتكاملنا مع بعضنا وأصبح تنظيم 65 واعتقلت في 22 أغسطس 1965م وكان عمري وقتها 30 عام وكنت متوقع هذا الاعتقال فسفرت أولادي للبلد واعتقلت ورأيت الشيخ الخطيب في لاظوغلي والسيد نزيلي وجابر رزق.
يقول جابر رزق:
- "أخرجني إلى طرفة طويلة وجدت بها بعض الذين سبق القبض عليهم ومنهم محمد عبد الله الخطيب إمام
وخطيب مسجد خورشيد وعديله الشيخ ركوة مكاوي .. والشيخ عبد الغني موسى وعبد المنعم دحروج"
انتدبت المحكمة بعض المحامين لهم فكان المحامي الذي ترافع عنه اسمه على الرجاب وحكمت المحكمة عليه بالسجن المشدد 5 سنوات ونقل من السجن الحربي الى سجن قنا.
يقول المهندس الصروي:
- "وفي أول ليلة من ليالي شهر رمضان 21 نوفمبر 1968م.. وقد أعد كل واحد منا لنفسه برنامجاً تعبدياً قوياً لهذا الشهر الكريم.. بعد السحور جلست وقرأت خمسين صفحة من كتاب رياض الصالحين، ثم صليت الضحى.. وغفلت عيناي في انتظار فتح باب الزنزانة ولكنه تأخر كثيراً.
- ثم كانت المفاجأة في صبيحة أول يوم من رمضان، هدية من الحكومة.. صفعة على وجوهنا.. تكديرة جديدة لنا.. نموذج ثالث من التعذيب بعد السجن الحربي وعنبر الإيراد (غيابة الجب) .. أصدرت الحكومة أوامرها بنفي وتشريد وتغريب وترحيل 21 فرداً منا إلى سجن قنا، نكالاً.. كما تم ترحيل 14 آخرين من سجن القناطر إلى قنا أيضاً منهم عبد المنعم دحروج (القاهرة) الذي حكم عليه 5 سنوات أشغال شاقة، وفي السجن قام الأخ عبد المنعم دحروج بتعليم بعض من يرغب من الإخوان في التفصيل (قميص – بنطلون، سروال)".
ويضيف الحاج عبد المنعم قوله:
- "ومن الآيات أنهم خيرونا أن نقول لعبد الناصر نعم او نضرب بالرصاص وفي الصباح فتحوا علينا الزنازين وجلسنا حتى فوجئنا بإدخالنا مرة ثانية بسبب اندلاع حرب 5 يونيو 1967م وكان أصعب موقف في السجن الحربي بينى وبين على عشماوي حينما جاء كشاهد علي واتهمته بالكذب لأنه كان فيه اتهام يريدون أن يوجهوه للشيخ الغزالي والشيخ كشك وكان هذا اتهام كذب وكان على عشماوي قد اخترعه وارادوا أن أشهد على ذلك
- وكانت تحقيقات صعبة وضربت لمدة بلغت اكثر من 20 يوم هي فترة التحقيقات وبقيت في السجن حتى قضيت الـ 5 سنوات وورفض عبد الناصر خروجي فمكثت سنة أخرى وخرجت بعد وفاته عام 71 بعد انتهاء مدتى بعام. اعتقل مرة ثالثة عام 1983م وكان فؤاد علام وكيل امن الدولة وقال ان الإخوان بدأوا يتحركوا واعتقل 13 ومكث في السجن ما يقترب من الشهر حتى أفرج عنه مرة اخرى هو ومن معه".
خطوة نحو البرلمان
ترشح الأستاذ عبد المنعم دحروج 3 مرات سواء مجلس شعب أو مجلس شورى غير أن الحكومة كانت تتعمد عدم نجاحه امام منافسه بالرغم لشعبيته الجارفة بسبب عمله في البر والخدمة الاجتماعية لابناء دائرته ولكل من يعرفه.
فرشح نفسه في انتخابات المحليات عام 1992م، كما رشح نفسه على مقعد العمال في انتخابات مجلس الشعب عام 1995م عن دائرة الحدائق مع الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين الذي ترشح على مقعد الفئات، ورشَّح نفسه في انتخابات عام 2000م بنفس الدائرة على مقعد العمال
وكانت اخر مرة هي انتخابات 2005م، ومن المعروف أن له مساهمات كبيرة في أعمال البر والتكافل بين أهالي دائرة حدائق القبة، كما ساهم في إنشاء مستشفى التوبة الخيرى بالحدائق، وساهم في حل مشاكل كثيرة بالحي من خلال مجالس الصلح وحل النزاعات والمشاكل العائلية، وله بصمة مميزة في محاربة ظاهرة الإدمان بين شباب المنطقة.
وكان مرشحو الإخوان بالقاهرة في انتخابات 2005م هم:
- د. عبد الحي الفرماوي
- د. مكارم الديري
- محمود مجاهد
- مجدي عاشور
- المحمدي عبد المقصود
- علي فتح الباب
- د. جمال عبد السلام
- م. أحمد جمعة
- جمال حنفي
- عادل حامد مصطفى
- سيد عبد الفتاح أحمد
- ممدوح مصطفى حلاوة
- د. حازم محمد فاروق
- عصام مختار
- د. محمد منصور
- عبده سعيد
- عبد المنعم دحروج وكان ينافسه نائب الدائرة عن حزب التجمع محمد عبد العزيز شعبان
- يسري بيومي
- فهمي عبده
ومن تصريحاته:
- (أن مبدأ خوض الانتخابات أصلٌ عند الإخوان بالحجم والنسبة التي يرونها مناسبةً حسب الظروف)
وفاته
توفى فجر الأربعاء 5 من صفر 1439هـ الموافق 25 أكتوبر 2017م الحاج عبد المنعم دحروج، من الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين بمصر، وقالت مصادر من أسرة الفقيد أن صلاة الجنازة عليه ستكون بعد صلاة الظهر من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين بالقاهرة، والدفن في المجاورين.