مجلة الدعوة
وبعد أن خرج الإخوان من معتقلاتهم استأجر صالح عشماوي الوكيل العام للجماعة مجلة المباحث القضائية فأدت دورها من شهر مايو 1950 حتى آخر ذلك العام. بدأت المباحث لعدة أعداد ثقافية بحتة ولكنها بدأت تتجرأ بالتدريج حتى صارت تتناول الأوضاع القائمة.
وفى يوم الثلاثاء 22 ربيع الثانى 1370 - 30 يناير 1951 صدر العدد الأول من "مجلة الدعوة" فكانت أول مجلة إسلامية أسبوعية تطبع بالطباعة الحديثة بمطابع جريدة المصرى وتوزع عن طريق شركة التوزيع, ولأول مرة أيضا كانت تغطى مصاريفها رغم عدم حريتها فى قبول الإعلانات ورغم حملها عبء بعض الإخوان الذين عملوا بها بقصد مورد لهم, وكانت الدعوة على مستوى مشرف من حيث برقياتها وتعليقاتها ومواضيعها وهيئة تحريرها.
كان يكتب فيها صالح عشماوي رئيس تحريرها وصاحب امتيازها وأمين إسماعيل ومحمد الغزالي والسيد سابق وعبد العزيز كامل والبهي الخولي وأحمد حسن الباقوري وعبد المنعم النمر ومحمد فتحى عثمان وسيد قطب ومحب الدين الخطيب وأنس الحجاجي وعبد الحكيم عابدين ورجاء مكاوي وغيرهم, وشرف بذلك كاتب هذه السطور وكان ثمن العدد قرشين.
واستمرت الدعوة فى الصدور حتى بعد فصل صاحبها ورئيس تحريرها الأستاذ صالح عشماوي من الجماعة فى نوفمبر 1953 ولكن توزيعها هبط بصورة خطيرة, وظلت الدعوة بعد ذلك تصدر بصورة شبة عادية حتى أواخر 1954 رغم معاناتها ماليا. بعد ذلك كانت تصدر عددا محدودا جدا من النسخ - ليس للبيع ولا للتوزيع - على فترات متباعدة بقصد الإبقاء على امتياز ها حيث إن هذا الامتياز يسقط بمضى مدة معينة إذا لم تصدر الجريدة.
وفى فبراير 1957 صدر عدد خاص عن إمام الشهيد الأستاذ البنا ووزع عدد كبير كتجربة لمحاولة الظهور, ولكن شعر الأستاذ صالح عشماوي بعدم ارتياح السلطة بل واستيائها من صدوره وكان هذا وحده كافيا - فى ظل الظروف التى كان يحياها شعب مصر - لعدم تكرار التجربة أو على حد تعبيره هو " كش ملك"