ميدان التحرير بعد النصر.. "الليلة عيد"

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ميدان التحرير بعد النصر.. "الليلة عيد"


فرحة غامرة بمصر برحيل الطاغية

11/2/2011

كتب- حسن محمود:

"مشينا الحرامية".. صيحة انطلقت من طفلة مصرية صغيرة وقفت بجوار أبيها بائع الفشار بميدان التحرير، ترافقها ابتسامات كبيرة تتطلع فيما يبدو لمستقبلٍ سعيدٍ رسمه الثوار في 25 يناير 2011م.

الصيحات تنوعت في ميدان التحرير، إلا أن الأطفال تصدروا المشهد، يحملهم آباؤهم على أكتافهم وهم يلوحون بأعلام مصر، ويتطلعون بنظراتهم البريئة إلى المستقبل، فيما أكد آباؤهم أن أحلامهم بمستقبلٍ مطمئن لأولادهم قد بدأت تتحقق برحيل الطاغية مبارك.

عقب إطلاق بيان رئاسة الجمهورية برحيل الطاغية، كان الميدان كرنفالاً شعبيًّا، الآلاف يتوافدون بصحبة أطفالهم وزوجاتهم ومعهم أعلام مصر، الشباب في قمة سعادتهم أحدهم رفع علم مصر وكتب عليه: "أخيرًا هاتجوز"، وتلقى آلاف التعليقات المتضامنة معه من القادمين.

"الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا" هي تكبيرات العيد، ولكنها كانت تُردد على نطاقٍ واسعٍ بين المتظاهرين الذين أكدوا أن اليوم عيد، وأن مصر حق لها أن تفرح اليوم فرحة العيدين.

ولم ينس المتظاهرون الشهداء الذين ارتقوا في هذه الثورةالمباركة، فوقفوا دقيقة حداد على أرواحهم، ورددوا هتافاتٍ تُحيي جهودهم وتدعو لهم بالراحة: "يا شهيد نام وارتاح خدنا حقك من السفاح".

وتحوَّلت الإذاعات الداخلية في الميدان إلى كرنفالٍ إذاعي وطني مميز، أطلقت في الميدان أثير الوطنية بأغاني تراثية تُمجِّد الوطن والشهداء والتضحيات وتؤكد مواصلة النضال، والتفَّ حولها الآلاف يرددون خلفها أزهايج النصر.

التجمعات الشبابية كانت في كل مكان تحتفل على طريق مباريات كرة القدم بالنصر في ميدان الثوار، وتحوَّلت هتافاتهم الكروية إلى هتافات وطنية ليسطروا- بحسب بعضهم- تأكيدًا جديدًا على وعيهم الذي حاول البعض السخرية منه والتقليل من شأنه.

"الزحام كبير ولكن النظام مهم".. هكذا ردد الثوار والوافدون للاحتفال قائلين: "إن الثورة جسَّدت معاني الإصلاح، وأولها الحفاظ على النظام وعدم الفوضى، والحفاظ على التلاحم الشعبي".

"اسمحوا لنا يا جماعة نفتش حتى لا يفسد أحد فرحتنا".. هكذا قال أحد رجال التأمين الذين استقبلوا الوافدين بالتهاني ومطالبتهم بالسماح لهم بالاطمئنان على هوياتهم، وهو ما قابله الوافدون بترحابٍ وسعادة.

الشوارع المحيطة في ميدان التحرير، خاصةً قصر النيل وشريف ونوبار ومعروف ورمسيس شهدت كرنفالاً بالسيارات والألعاب النارية، وتصدَّر الشباب والأطفال مشهد الاحتفالات.

المصدر