احتفال بذكرى انتصار غزة وسط حصار أمني
الدقهلية - أحمد عبد الهادي:
وسط حصار أمني مكثف، شارك 5 آلاف شخصٍ ب الدقهلية في إحياء ذكرى مرور عام على انتصار غزة بمدينة المنصورة ؛ وذلك خلال المؤتمر الجماهيري الذي دعت له جماعة الإخوان المسلمين بالدقهلية .
شارك في الاحتفال د. عبد الرحمن البر الأستاذ ب جامعة الأزهر عضو مكتب الإرشاد ، والباحث محمد عصمت سيف الدولة، ود. محمد يوسف من لجنة الإغاثة الإنسانية.
واستنكر د. عبد الرحمن البر خلال المؤتمر فتوى إباحة إقامة الجدار الفولاذي بدعوى أنه ضروري لأمن مصر قائلاً: "إن مَن يُحرِّم الأنفاق يجب عليه أن يسمح بالعيش فوق الأرض، وإن مَن يُحرِّم تهريب البضائع يجب عليه توفير الغذاء والدواء"، مضيفًا أن جميع الشرائع أعطت الحق لمَن تُغتصب أرضه وتُنتهك حرمته أن يدافع عن نفسه، وأن يقاوم حتى ينال حريته ويثأر لكرامته.
وأكد أن من واجب الحكومة المصرية والحكومات العربية شرعًا أن تقدم السلاح والذخيرة للمحاصرين في غزة وليس الدواء والطعام فقط، ليس لأنهم إخواننا في الدين والعرق فقط، بل لأنهم أيضًا واقفون على حدودنا الشرقية يدفعون عنا شر الصهاينة ويقاتلون من أجل كرامتنا وكرامة المسلمين جميعًا.
وشدد على ضرورةِ النظر للحقائق التاريخية والعقائدية التي تؤكد أن المحن والابتلاءات الكثيرة التي تعرَّضت لها الأمة هي التي تُفجِّر الطاقات الإبداعية لدى المؤمنين بالله للوصول إلى مخرج، وللتغلب على الصعاب والانتصار عليها.
وقال د. البر إننا نُدين بكل قوةٍ ما جرى في نجع حمادي، واصفًا ما جرى بأنه ليس من الإسلام في شيء؛ بل إنه جريمة نكراء ومحاربة لله ولرسوله، وطالب بضرورة التحقيق فيها ومعاقبة المجرمين عقابًا رادعًا، بالإضافةِ إلى إعلان التعزية لأسر الضحايا.
ووصف محمد سيف الدولة الخبير في الشأن الفلسطيني بناء الجدار بأنه العدوان الجديد على غزة.
واستعرض تاريخ مصر مع الاحتلال منذ الإسكندر الأكبر، والذي استمرَّ ما يقرب من ألف عام حتى جاء الفتح الإسلامي إلى مصر فأعطاها النهضة والحرية والاستقلال، وجعلها مصر الرائدة التي نعرفها، مضيفًا أن "الخواجات" تعلموا من التاريخ أن مصر هي التي تدافع عن الأمة؛ لذلك وضعوا كل خططهم من أجل فصلها عن الأمة, مستشهدًا بما بدأه نابليون منذ 200 عام، ولم ينتهِ حتى الآن؛ حيث استطاع شغل مصر بشأنها الداخلي وتنحيتها عن دورها الدفاعي عن الأمة.
وحول مخطط اليهود في الصراع العربي أكد سيف الدولة أنهم عملوا على مدار قرن كامل على أربع مراحل هي الحصول على رخصة رسمية بوطنٍ قومي لليهود، وهو ما تحقق لهم في الربع الأول من القرن، ثم العمل على تهجير اليهود على مدار الربع الثاني حتى أصبحت نسبة العرب إلى اليهود 2: 1، بينما الربع الثالث كان بناء دولة إسرائيل وتسليحها بقوة، وهو ما تم لهم أيضًا، بقي الربع الأخير وهو انتزاع الاعتراف بإسرائيل، والذي بدءوه بمصر في معاهدة كامب ديفيد ، ثم منظمة التحرير في 93 ثم الأردن 94، وباقي العرب بعد 11 سبتمبر بمبادرة السلام العربية 2002 م، إلا أنهم لا يستطيعون إكماله حتى الآن بسبب القلة الباقية على أرض غزة ؛ لذلك يجندون كل الأرض من أجل القضاء عليهم حتى ينجح مشروعهم الاستيطاني، ويصبح وجودهم أمرًا واقعًا، ومن يعتدي عليهم يكون إرهابيًّا بحكم القانون والأعراف الدولية.
وعن موقف الضفة الغربية قال: إن الجنرال "دايتون" أعلن فخره أثناء الحرب على غزة بعدم استطاعة الضفة الغربية التضامن مع غزة ، وأنها لم تنتفض من أجلها كما كانت تخشى "إسرائيل" من أن تحدث انتفاضة ثالثة، وأرجع دايتون السبب في ذلك إلى أنه درَّب الشرطة في الضفة على أن المقاومة هي الإرهاب والعدو لهم وليس "إسرائيل".
وأضاف أن 30 دولةً اجتمعت من أجل خنق حماس بدعوة اتفاقية المعابر، واصفًا الحكومة المصرية التي تدعي السيادة على أراضيها بأنها لا تستطيع فعل ما يتمتع به أي طفل داخل بيته؛ حيث إنها عاجزة عن فتح بوابة صلاح الدين دون إذن الكيان الصهيوني ، مؤكدًا أن مصر مستعمرة أمريكيًّا منذ يناير 1974 م، وأن أنصار فلسطين في أي مكان مُحرَّم عليهم دخول سيناء.
وأكد أن الجدارَ الفولاذي يعني التسليم التام من قِبل الحكومة المصرية لـ"إسرائيل"، وأنه لن يكون آخر الإجراءات ضد غزة.
تلقَّى المؤتمر اتصالاً هاتفيًّا من د. عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني وصف الحاضرين بأنهم أهل الحق والخير منذ جاء الإمام المجدد حسن البنا وحتى الآن، كما قدَّم تأصيلاً شرعيًّا لتحريم بناء الجدار العازل؛ ردًّا على فتوى إباحة بناء الجدار، مستشهدًا بالآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة.
اختتم د. محمد يوسف عضو لجنة الإغاثة الإنسانية ومقدم المؤتمر بتوصيات المؤتمر، ومنها:
رفض الحصار على غزة ، والعمل على استمرار رفض بناء الجدار العازل، وإعلان التضامن مع الشعب الفلسطيني بكافة الوسائل والسبل، ومطالبة الحكومة المصرية بالوقف الفوري لبناء الجدار، ومطالبة الحكومة المصرية بالاعتذار لمنظمي قافلة "شريان الحياة"، وإرسال بطاقة شكر وترحيب بجورج جالاوي النائب البريطاني.
المصدر
- خبر:احتفال بذكرى انتصار غزة وسط حصار أمنيإخوان أون لاين