المنصورة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان وتطور تاريخ مدينة المنصورة

إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين

تاريخ نشأة مدينة المنصورة

مدينة المنصورة هي عاصمة محافظة الدقهلية بمصر، وتبعد 120 كم شمال شرق القاهرة. في سنة 2006 بلغ عدد سكانها 439,348 نسمة.

أنشأها الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبى بكر بن أيوب من ملوك الدولة الأيوبية عام 616 هـ ـ 1219م وكان يطلق عليها اسم جزيرة الورد لأنها كانت محاطة بالمياه من ثلاث جهات وكانت بها أكبر حدائق ورد في مصر. وقد سميت بالمنصورة بعد النصر في معركة المنصورة الذي حققه الشعب المصري على الحملة الصليبية السابعة. ونقل ابن دقماق من كتاب "الانتصار عن كتاب تقويم البلدان" للمؤيد عماد الدين بأن المنصورة بناها الملك الكامل بن العادل عند مفترق النيل على دمياط وأشموم، وبينهما جزيرة البشمور بناها في وجه العدو لما حاصر الفرنج دمياط وقال ابن دقماق أن المنصورة تقع قبالة بلدة تسمى طلخا وهي مدينة بها حمامات وأسواق وهي على ضفة النيل الشرقي.

ذكرها المقريزى في خططه فقال إن هذه البلد على رأس بحر أشموم (وهو البحر الصغير الآن)، بناها الملك الكامل ناصر الدين محمد بن الملك العادل أبى بكر بن أيوب في سنة 616 هـ عندما ملك الفرنج مدينة دمياط، فنزل في موضع هذه البلدة وخيم به، وبنى قصراً لسكناه وأمر من معه من الأمراء والعساكر بالبناء فبنيت هناك عدة دور ونصبت الأسواق، وأدار عليها سوراً مما يلي البحر (يقصد فرع النيل الشرقي) وستره بالآلات الحربية والستائر، وسميت بالمنصورة تفاؤلا لها بالنصر ولم يزل بها حتى استرجع مدينة دمياط، ثم صارت مدينة كبيرة بها المساجد والحمامات والأسواق.

كانت بلدة أشمون طناح التي تعرف اليوم باسم أشمون الرمان بمركز دكرنس قاعدة لإقليم الدقهلية ومقر ديوان الحكم فيه إلى آخر أيام دولة المماليك ولما استولى العثمانيون على مصر رأوا بلدة أشمون الرمان ـ فضلاً عن بعدها عن النيل الذي كان هو الطريق العام للمواصلات في ذاك الوقت ـ قد اضمحلت وأصبحت لا تصلح لإقامة موظفي الحكومة، ولهذا أصدر سليمان الخادم والى مصر أمرا في سنة 933 هـ، 1527م بنقل ديوان الحكم من بلدة أشمون الرمان إلى مدينة المنصورة لتوسطها بين بلاد الإقليم وحسن موقعها على النيل وبذلك أصبحت المنصورة عاصمة إقليم الدقهلية ومقر دواوين الحكومة من تلك السنة إلى اليوم.

في سنة 1871م أنشئ قسم المنصورة، وجعلت المنصورة قاعدة له ثم سمي مركز المنصورة من سنة 1881م ولاتساع دائرة المنصورة وكثرة أعمال الإدارة والضبط فيها أصدرت نظارة الداخلية في سنة 1890 قراراً بإنشاء مأمورية خاصة لبندر المنصورة، وبذلك أصبح البندر منفصلاً عن مركز المنصورة بمأمورية قائمة بذاتها. وقعت في أجوائها معركة المنصورة الجوية في 14 أكتوبر 1973 وتعد هذه المعركة من أهم المعارك الجوية العربية إذ كان لها دور كبير في انتصار مصر في حرب أكتوبر 1973.


موقعها

ظهرت أول خريطة لمدينة المنصورة في نهاية القرن التاسع عشر (سنة 1887م) بمقياس رسم 1: 2000، ويتضح منها أن العمران كان مقصوراً على الرقعة المحصورة ما بين نهر النيل شمالاً والمدافن القديمة (الساحة الشعبية حالياً).


التقسيم الاداري للمدينة (البندر)

خريطة محافظة الدقهلية ويتضح منها موقع مدينة المنصورة

تنقسم المنصورة إلى عدة وحدات محلية يضمها المجلس المحلي الشعبي لمدينة ومركز المنصورة ومقره ديوان عام المحافظة.

يخص المدينة (البندر) منها عدد اثنين وحدة إدارية محلية لكل منها رئيس وعدد من رؤساء الادارات. هما:

  • حي شرق المنصورة ويختص بها قسم ثان شرطة المنصورة.
  • حي غرب المنصورة ويختص بها قسم أول شرطة المنصورة.

وفيما يتعلق بالريف والقرى فتضم العديد من الوحدات المحلية مقسمة إداريا على القرى التابعة لمركز المنصورة.

من الأحياء والتقسيمات والشوارع الهامة بالمنصورة:

  • قولنجيل
  • حي جديلة
  • تقسيم طرطير
  • حي كفر البدماص
  • حي توريل وسمى نسبة إلى المهندس اليونانى (توريل) الذي قام بتأسيس الحى.
  • شارع الجيش
  • حي المختلط
  • حي ميت حدر
  • حي عزبة عقل
  • حى عزبة الشال
  • شارع عبد السلام عارف
  • مدينة السلام
  • مدينة الحرية (مدينة مبارك سابقا)
  • شارع الخلفاء الراشدين (الترعه)
  • شارع الجلاء
  • شارع بورسعيد
  • حي الحسينية
  • حي الحوار
  • صيام
  • شارع كلية الآداب
  • مدينة الزهراء
  • حى الناصرية
  • البحر الصغير
  • تقسيم بشطمير
  • تقسيم المرور
  • تقسيم سامي الجمل
  • تقسيم سامية الجمل
  • حي الجامعة
  • تقسيم السمنودي
  • تقسيم 6 أكتوبر
  • مدينة الفردوس (مساكن المجزر الالي سابقا)
  • سندوب
  • منية سندوب


مدينة المنصورة .. محطات تاريخية

ترتبط مدينة المنصورة بعدة محطات تاريخية هامة فى تاريخ مصر وكانت دائما وأبدا قادرة على صد العدوان الخارجة وخاصة حملة لويس التاسع والتى سطرت المنصورة بمقاومتها للحملة سطور من نور فى تاريخ مصر.

المنصورة ولويس

أعلن لويس التاسع ملك فرنسا انه سيقود غزوة صليبية هائلة؛ لاستعادة شرف الصليبين الذي فقدوه في المنصورة وانه سيعرف كيف يحقق أهدافه كاملة في الاستيلاء على مصر هكذا زعم لويس المغرور ...

وتجمعت جيوش هذه الحملة في قبرص في ربيع سنة 1248 وعلى رأسها الملك القديس كما كانوا يسمونه ومعه زوجته (مرجريت) واخوته وبنو عمه وكثير من الأمراء الإقطاعيين الإنجليز والفرنسيين، أبحرت الحملة التي كان قوامها خمسين آلفا من المقاتلة متجهة إلى الشواطئ المصرية، وألقت مراسيها خارج دمياط كما فعلت الحملة السابقة .

وكان الملك الصالح أيوب بدمشق حين وصلت الحملة إلى دمياط فلما علم بأخبارها عاد مسرعاً إلى مصر غير أن المنية عاجلته في طريق عودته، فأخفت زوجته "شجر الدر" خبر وفاته لحين عودة ابنه توران شاه من حصن (كيفا) ، وقادت هي حركة المقاومة، ووافقت على الخطة التي وضعها الظاهر (بيبرس البندقدراى) وبناء على هذه الخط أخفى بيبرس القوات المصرية داخل المنصورة، أمر بمنع التجول وأن يلزم المنصوريون مساكنهم لا يخرجون منها إلا بإذن، كما أمر العساكر المصرية الأيوبية تظل في كمانتها حتى صدور الإشارة إليها.

ثم دخل الصليبيون بقيادة "روبرت ونت ارتوا" المنصورة ظهر ذلك اليوم من الناحية الشرقية فوجدوا مدينة خالية من المقاومة، وظن رو برت أن عسكر المنصورة وأهلها قد هربوا منها، بعد ان سمعوا ما حل بمعسكر جديلة (قرية قريبه من المنصورة في طريق دمياط كان الصليبيون قد استولوا عليها قبل ذلك بأيام ) وتويت آماله في النصر القريب.

وانتشر الفرسان الصليبيون بخيولهم في الشوارع والأزقة والحارات تمهيداً لذهاب روبرت بنفسه إلى القصر السلطاني في أقصى الناحية القريبة من المنصورة التسليم والاعتراف بالنصر الصليبي التام .

غير أن روبرت كان مخدوعاً، إذ لم يكد يقترب من القصر السلطاني حتى صدرت أوامر القائد (بيبرس البندقدارى) بيده حركة تطويقية متفق عليها فأباد الجنود المصريون ورجال المقاومة، أعدادا ضخمة من الخيالة الصليبية المنتشرة في الشوارع والأزقة والحارات ، ثم أطبقوا على روبرت وفرقته عند باب القصر السلطاني من جميع الجهات وهرب روبرت كما هرب مئات من الصليبين أملا في النجاة.

وهنا يتجلى الدور البطولى لأهل المنصورة الذين سهموا في إبادة الصليبين؛ إذ كانوا يستبسلون في قتالهم بكل ما تصل إليه أيديهم من أسلحة ونحوها، كما كانوا يطاردونهم أثناء هروبهم..

أما روبرت فقد لجأ إلى بيت قريب من القصر السلطاني، واعتصم به أملا في إيجاد وسيلة للفرار ... لكن أهل المنصورة لم يلبثوا ان اقتحموا هذا البيت ، واخرجوا قائد الحملة (روبرت) قتيلاً.

وتذكر المراجع التاريخية ان قتلى الصليبين في معركة المنصورة هذه بلغ حوالي ألف قتيل، على حين أن مصادر أخري تذكر أن قتلاهم زادت على ألف وخمسمائة قتيل. ..

بداية النهاية..

وصل الملك توران شاه، وتسلم قيادة الجيش العربي، وبدأ أعماله الحربية بالاستيلاء على جميع المراكب الفرنسية التي تحمل المؤن للمعتدين، وبذلك وعرقل خطوط إمدادهم، فاضطرهم إلى التقهقر بعد ان نقدت ذخيرتهم وعتادهم الحربي، وطاردتهم قوات المقاومة الشعبية، واخذ الفدائيون العرب يغيرون على الجيش الصليبي أثناء انسحابه تجاه دمياط، ثم طوقوهم وسدوا عليهم طريق الانسحاب ودارت المعركة الفاصلة.

بلغ قتلى الصليبين في هذه المعركة - كما يذكر المؤرخون - ثلاثين ألفا، غطت جثثهم وجه الأرض وكان هذا اليوم عظه وعبرة لكل معتد أثيم.

عاقبة الباغي

دارت المعركة الفاصلة عند ميت النصارى ( منية النصر) قرب شرمساح، وكانت تعرف هذه البلدة باسم منيه ابى عبد الله وبدأت طلائع النصر تقترب، وعندما ايقن لويس التاسع ملك فرنسا ان لا أمل في النصر، فقد رأى فلول جيشه تفر، واستحر فيهم القتل أمام عينيه، عرض على (الطواشي رشيد الدين) والأمير (فخر الدين القيمرى) التسلم، وطلب الأمان لنفسه ولمن بقى معه من خاصة عساكره وحاشيته ، فأجابه إلى الأمان الذي طلب.

ولكن بعض الفرنسيين أخذتهم العزة بالآثم، فلقوا ما يستحقونه من مصر مرير على أيدى الوطنيين.

واستسلم لويس الحزين لنهايته الأليمة حيث أرسل أسير إلى دار (إبراهيم بن لقمان) قاضى المنصورة، وكاتب الإنشاء فبقى بها سجيناً في حراسة الطواشي "صبيح المعظمى" ينتظر ما يفعل به.

وامتلأت الدور بالضباط الصليبين الأسرى، وبالقادة من الإنجليز ، والفرنسيين، وأنشئ معكسر خارج المدينة لينزل به من بقى من جيش لويس من الأسرى والجرحى.

لقد اشترط أبناء الدقهلية المنصورون تسليم دمياط، ، وجلاء الحملة الغادرة عن الإقليم قبل إطلاق سراح الملك الأسير أو غيره من كبار الأسرى، كما اشترطوا دفع فدية كبيرة للملك ولكبار ضباطه، ولم يكن أمام لويس إلا الإذعان لمشيئة المنتصر، فافتدى نفسه وبقية جنده بفدية كبيرة قدرت بعشرة ملايين من الفرنكات وقد تغنى الشعراء بهذا النصر المبين ، فهذا جمال الدين بن مطروح الوزير الشاعر يقول:

قل للفرنسيس إذا جئتهم مقال صدق من قئـول فصيح
قد ساقط الحين الى أدهم ضاق به عن ناظريك الفسيح

وكل أصحابك أودعتهم بحسن تدبيرك بطن الضريح

خمسون ألفا لا يرى منهم إلا قتيل أو أسير جريح

فقل هلم ان اضمروا عودة لأخذ ثأر أو لقصد صحيح

دار ابن لقمان على عهدها والقيد باق والطواشي صبيح

لقد اسر أبناء الدقهلية لويس التاسع في دار ابن لقمان، وتركوه مقيداً في حراسة أحد العبيد، فالعرف العسكري يقضى بأن القواد والملوك عندما يؤسرون لا يقيدون بل يتركون في حراسة ضباط عظام، لقد كان لويس الحزين أسيرا في دار ابن لقمان مقيداً لا يحرسه إلا أحد العبيد مبالغة في إذلاله، والنيل من كبريائه وشعر لويس نفسه بمرارة هذا المصير فلقد ولدت الملكة مولوداً جديداً أثناء المعركة رأى نور الحياة، ونجم أبيه موشك على الأفول لقد سمى لويس وليده " تربستان" ومعنى هذه التسمية وليد الأحزان. ومنذ ذلك الوقت يطلق المؤرخون أحيانا على لويس التاسع اسم الملك الحزين.


المنصورة ونابليون

ومنذ ذلك النصر الذي الحق بشرف فرنسا جرحاً لا يندمل ، وسطر في صفحات تاريخها عاراً لا يمحى، هي تحلم بالثأر من الشرق لشرفها الضائع على ضفاف النيل الخالد.

فهذا نابليون يحاول تضميد جراح فرنسا التي نزفت دماءها على ارض الدقهلية في المنصورة وفارسكور، فيأتى بعد خمسة قرون ونصف . مزهوا بانتصاراته في إيطاليا ، ممنيا نفسه بنصر جديد يكسبه الفخر، ويحقق له حلمه في إمبراطورية واسعة في الشرق.

فهل يستكين الشعب لطاغية أوربا الجديد؟

وهل ينام على الضيم ويخضع للمستعمر الغاشم؟

الحق أن هذا الشعب العربي الأبي خير الاستعمار، ودفع ضريبة الحرية كفاحاً مريراً لا يعرف الخضوع والاستسلام فهذا موقفه مع نابليون وحملته سنة 1798م. طرقت جحافل نابليون مصر في صيف عام 1798 وحكام مصر من المماليك في غفلة عن أمرها، واستولت الحملة على الإسكندرية ثم على رشيد تقدمت إلى شبرا خيبت على فرع رشيد حيث تغلبت على قوت مراد بك الأمير المملوكي ثم هزمتها ثانية في إمبابة .

لم يجد نابليون الطريق ممهداً أمامه أثناء زحفه في غرب مصر ، فتخطفت المقاومة الشعبية أطراف جيشه، وقاسمته الأرض شبرا شبرا، وامتدت الثورة على المستعمر الغاضب من غرب مصر ، إلى وسطها وجنوبها، وازدادت اشتعالاً في شرقها الأمر الذي دفع نابليون بونابرت إلى محاولة إخماد هذه الثورات فعبر النهر إلى القاهرة التي تركها حكامها من المماليك حاملين معهم ما خف وزنه وغلا ثمنه، تركوا القاهرة لأهلها العزل من السلاح. فدخلها نابليون دخول الحذر الخائف ، فأصدر المنشورات التوددية إلى المصريين حتى يستميلهم إليه.

وقد عزعلى المصريين سقوط عاصمتهم في يد الفرنسيين فازدادت الثورة اشتعالاً في أقاليم مصر المختلفة خاصة إقليم الدقهلية، الأمر الذي دفع بونابرت إلى تعيين الجنرال فيال Vail قومندانا لمديريتي المنصورة ودمياط.

خرج فيان في أوائل أغسطس سنة 1789 بفرقتين لإخضاع هاتين المديريتين.

فقصد أولا إلى مدينة المنصورة، ومكث بها قليلاً بها حامية تحتلها ، غير أن أهالي المنصورة والبلاد المجاورة لم يصبروا على ضيم هذه الحملة ، واجمعوا أمرهم على الفتك بها "ولقد تحقق ذلك في 10 أغسطس سنة 1798 حين اقبل أهالي البلاد المجاورة من مديرية الدقهلية إلى المنصورة ، اختلطوا بأهل المدينة ، واشترك الرجال والنساء في مهاجمة الفرنسيين الذين لزموا معسكرهم حين شعروا بالخطر ، غير أن الثائر حاصروهم وأشعلوا النار في معسكرهم الأمر الذي دفع الفرنسيين إلى إخلاء هذا المعسكر ، قاصدين الهرب إلى دمياط؛ ولكن الثوار الوطنيين قطعوا عليهم الطريق ثم أبادوهم عن أخرهم ، وكان عددهم كما يقول ساباتبيه أحد ضباط فرقتي فيال - 160 قتيلاً أشعلت هذه الواقعة نار الثورة والحمية في البلاد المجاورة ورغم أن نابليون عين قائداً عرف بالقسوة والوحشية هو الجنرال دوجا Dugua قومندانا لمديرية المنصورة ، ورغم أن هذا الجنرال حاول أن يقضى على الثورات الوطنية بكل وسيلة ، ومن ذلك انه قبض على اثنين من زعمائها نالها شرف اتهامهما بإشعال نار المقاومة بالمنصورة واعدمهما، وطاف الفرنسيون برأسيهما في شوارع المدينة.

كما اخذ في تعقب المشتركين في هذه الثورة من سكان البلاد المجاورة للمنصورة ، ومعاقبة القرى التي اشتركت فيها أيضا .

رغم هذا كله فقد لقي الفرنسيون عناء كبيراً في إخضاع هذا المديرية ، وعلى العكس مما أراد المعتدون اشتدت المقاومة وامتنع كثير من أهالي البلاد عن دفع الضرائب ، وقابلوا الفرنسيين بالرصاص والعصي، وشملت روح الثورة القرى كلها الآمر الذي اعجز الجنرال دوجا عن الانتقام من القرى التي اشتركت في قتل الحامية الفرنسية بالمنصورة.


دعوة الإخوان المسلمون فى المنصورة

لقد كانت محافظة الدقهلية من المحافظات التي دخلتها الدعوة في وقت مبكر، ويبرهن على ذلك وجود عدد كبير من أبناءها أعضاء في أول مجلس شورى للإخوان المسلمين وأول مكتب إرشاد للجماعة عام 1933م.

وان كانت الانطلاقة فى انتشار دعوة الإخوان المسلمون بمحافظة الدقهلية من مدينة المنزلة فى بداية الثلاثينيات من القرن الماضى فان دخول الدعوة لمدينة المنصورة وان تؤخرت قليلا عن المنزلة فانها كانت انطلاقة قوية ساعدت على نشر فكر الجماعة بمختلف مدن وقرى محافظة الدقهلية

وبلغت دعوة الإخوان فى فترة الأربعينيات أشدها، وأتمت تقريبًا هياكلها الإدارية، كما تضاعفت أعداد الشُّعب حتى بلغت الألف شعبة، كما بلغت المناطق 29 منطقة، وكانت منطقة الدقهلية تضم شعب مراكز مديرية الدقهلية وشعب مراكز طلخا وبيلا وبلقاس وشبين ومحافظة دمياط، وكان رئيس المنطقة الدكتور محمد خميس حميدة.


شعب الإخوان عام 1937م

وتنشر مجلة الإخوان المسلمون شعب الإخوان عام 1937 فتظهر شعبة المنصورة ومندوبها الحاج عوض عوضين:

شعب-المنصورة.jpg


وفي الأربعينيات كانت الشعب كالتالي:

شعب-المنصورة-2.jpg

زيارة الإمام البنا للمنصورة

عني الإمام الشهيد بمحافظة الدقهلية حيث قام بزيارتها في عام 1933م مرتين الأولى في إجازة نصف العام التي كانت توافق شهر مضان 1351هـ، والزيارة الثانية كانت ضمن رحلته الصيفية التي استمرت ثمانية وعشرين يومًا، اختص الدقهلية وفروعها بثلث الرحلة تقريبًا فقد كان نصيب الدقهلية وشعبها ثمانية أيام زار فيها فروع المنزلة والجمالية وميت خضير وميت مرجا والجديدة، ثم قام بافتتاح شعب جديدة للإخوان في النسايمة، والعجيرة، والبصرات، وبرمبال، والكفر الجديد، ووضع أساس شعبة ميت القمص. وقد أوردت جريدة الإخوان المسلمون بيانًا بالشعب التي اعتمدها مكتب الإرشاد وذكرت فيها أسماء نوابها ونقبائها تحت عنوان:

فروع جديدة لجمعية الإخوان

وقد تابعت أخبار هذه الزيارة جريدة الإخوان المسلمين فكتبت تقول عن تتابع زيارات الإمام الشهيد لشعب الإخوان بالوجه البحري: "زار فضيلة الأستاذ المرشد العام مدينة المنزلة يوم 19رجب سنة 1354هـ وكان بصحبته الأستاذ عمر عبد الفتاح التلمساني المحامي - وحضرا بها الاجتماع الأول لمؤتمر الإخوان المسلمين بدوائر البحر الصغير لهذا العام.

ثم عاد فضيلة الأستاذ المرشد العام إلى المنصورة وخطب الناس يوم الجمعة بمسجد الموافي وكان لتلك الخطبة الأثر الطيب على جموع المصلين، ثم زار فضيلته كفر الطويلة (مركز طلخا). وقد جاء إلى مجلة الإخوان المسلمون الأسبوعية كلمة من الأخ حامد السيد طنطاوي أفندي يشكر فضيلة الأستاذ المرشد العام على زيارة شعبة الجمعية ببلدهم "كفر الطويلة".


نشاط إخوان المنصورة في الجمعية العمومية والهيئة التأسيسية

من الأنشطة المشهودة التي تعد نقلة كبيرة في حياة الإخوان المسلمين باعتبار ما تمخض عنها من قرارات وما ترتب عليها من آثار ذلك الاجتماع الكبير الذي عقده المركز العام للإخوان المسلمين في اليوم الثاني من عيد الفطر الموافق 2 من شوال عام 1364هـ الموافق 8 من سبتمبر 1945م ودعا إليه رؤساء المناطق والشعب ومراكز الجهاد في جميع أنحاء المملكة المصرية للنظر في موقف الإخوان من الحقوق الوطنية في الظروف الحاضرة.

وقد عمدت مجلة الإخوان المسلمين إلى نشر أسماء أعضاء المركز العام بالقاهرة ورؤساء المناطق والشعب ومراكز الجهاد في الأقاليم، واعتذرت لإخوان منطقة شمال القاهرة وجنوب القاهرة ونواب شعب القاهرة وفرق جوالة الإخوان المسلمين وغير هؤلاء من أعضاء الأقاليم، ومن أسماء الإخوان الذين حضروا اجتماع الجمعية العمومية بالدقهلية ومنهم عدد كبير من المنصورة:

محمد خميس حميدة، مراد نبيه الشيخ، أحمد متولي، عبد الحميد عطية البرديني، محمد طلبة زايد، علي محمد سعد، إسماعيل عبد المجيد . عبد الخالق صالح نصير . عبد الحافظ بشير يوسف . محمد محمد الوصف . عبد الباقي الشحات . عبد الله هلال . سيد بسيوني . مصطفى توفيق صلبة . محمود عطوة . محمد البيه . علي سعودي . عبد الرحمن إدريس . إبراهيم أبو السبع . حسن محمد دسوقي . جمال فوزي . مصطفى العالم . محمد محمود صالح . محمد أحمد العدوي . عبده بسيوني عمر نصير.


مشاركة اخوان المنصورة بالهيئة التأسيسية

هذا وقد اختير من إخوان الدقهلية في عضوية الهيئة التأسيسية كلا من:


بعثات الطلبة للمحافظات

رأى المكتب العام للإخوان المسلمين في عام 1936م أن يختار وفدًا من طلبة الجامعتين: الأزهرية والمصرية يقتسم بلدان القطر فيطوف فيها ويقوم بواجب الدعوة إلى الله ونشر الخير والتهذيب بين المواطنين الكرام من إخواننا المحبوبين، فتكونت لذلك لجان عشر تزاول مهمتها على التقسيم الوارد بعد هذا إن شاء الله وقد كان ضمن اللجنة الثالثة (ج) طاهر عبد المحسن أفندي بالتجارة، إبراهيم أبو النجا أفندي بالطب وقد زاروا مديرية الدقهلية ومحافظة دمياط ومراكز الدقهلية وهي، فارسكور، دكرنس، المنزلة، المنصورة أجا، ميت غمر السنبلاوين.

وفى المنصورة عقد طلاب الإخوان مؤتمرا جامعا عام 1946م ألقيت فيه كثير من الكلمات التي تناولت مشاكل الحاضر,وتحدث فيه الأستاذ عوض الدحه مندوب المركز العام ,وجاء في قراراته :

  • (1)- تأييد مكتب الإرشاد العام في كل خطواته .
  • (2)- مطالبة الحكومة تنفيذ برنامج المقاطعة مع المحتل عن طريق إصدار قوائم تبين البضائع الصهيونية .
  • (3)- وضع التشريعات الحاسمة التي تعاقب كل من يخالف القرار.


إخوان المنصورة ونشاطهم الاجتماعي

لقد اهتم إخوان المنصورة بفتح المستشفيات والعيادات لمعالجة الفقراء وغير القادرين ومن أمثلة ذلك ما قامت العيادة المجانية للإخوان بالمنصورة عام 1938م بمعالجة الفقراء، حيث بلغ عدد المرضى المترددين عليها خلال شهري يونيو ويوليو عام 1938م نحو 2060 مريضًا منهم 1000 طفل، و600 امرأة، و357 رجلاً، و54 مريضًا بالأسنان، و35 مصابًا، وأجرت 14 عملية جراحية.


إخوان المنصورة والعناية بالتعليم ومحو الأمية

اعتني الإخوان بتعليم أبناء المحافظة، ومن لم يستطع أو لم يصيبه الدور قاموا بعمل فصول محو الأمية لتعليم وتثقيف أبناء المحافظة، فأنشأوا المدارس الليلية ومحو الأمية حيث أقام الإخوان في كل شعبة مدرسة ليلية هدفها الأساسي محو الأمية الدينية والأمية التعليمية، حيث تتجمع الفئات المختلفة من العمال والفلاحين في تلك المدارس الليلية.

وافتتح الإخوان بالمنصورة فصولاً لإعداد لنيل شهادة إتمام الابتدائية للتجار والسعاة بالمصالح الحكومية.


إخوان المنصورة والاعلام

غلاف جريدة اليراع

نشأت في المنصورة عدد من الصحف والجرائد ومن هذه الصحف صحيفة اليراع وهي جريدة أسبوعية جامعة أصدرها الإخوان المسلمون بالدقهلية بين عام 1935م : 1945م، ورأس تحريرها الأستاذ عبد العزيز صبري وكان صاحب امتيازها، أما سكرتير تحريرها فكان الأستاذ عبد المحسن الكرداوي، وكانت لسانًا جديدًا للإخوان المسلمين بالمنصورة، وكانت الجريدة تصدر يوم الخميس من كل أسبوع.

وقد اهتمت الجريدة بالقضايا المختلفة الدينية والاجتماعية والسياسية الداخلية والخارجية للعالم الإسلامي، كما اهتمت بعلاقة الإخوان بالحكومة في مصر، وناقشت عددًا من الأمراض السائدة باستضافة أحد الأطباء لكتابة كيفية العلاج والوقاية من هذه الأمراض، مثل علاقة السل بالوراثة، كما خصصت الجريدة العدد الحادي والعشرين من السنة السابعة عن اليمن وجهاده، ونشرت كلمة للإمام البنا بمناسبة ذلك.

وكانت تنشر مقالات مختلفة لعدد من الإخوان في كافة القضايا مثل مقال للأستاذ عمر التلمساني بعنوان: "خاطرة عن اليمن"، وحرص الإمام البنا الكتابة لها وخاصة الافتتاحية كما حدث في العدد (15) تحت عنوان: "تحية المرشد العام لصاحب اليراع ومحرريه"، وكان اشتراك الجريدة 100 قرش عن السنة داخل القطر، و50 قرش عن نصف السنة، وكانت إدارتها في شارع الصيادين بالمنصورة.

كما اهتمت بالإخوان أيضًا صحف "الأمير" التي صدرت في عام 1931م حتى عام 1954م والتي أسسها الأستاذ محمد السيد صليحة، وجريدة "المنصورة" عام 1925م حتى عام 1946م، و"المنصورة" للأستاذ علي فوزي موافي، ورمضان موافي، وجريدة "الواجب" 1926م حتى عام 1952م ببلقاس ورأس تحريرها الأستاذ أحمد جاد جمعة، بأخبار الإخوان بالوجه البحري وخاصة في منطقة الدقهلية.


إخوان المنصورة والأنشطة الرياضية

اهتم الإخوان بكل النشطة سار على دربهم إخوان الدقهلية ومن هذه الأنشطة النشاط الرياضي حيث تكونت فرق كرة القدم وتنس الطولة والسلة والمصارعة والسباحة وغيرها حيث كان هناك المنافسة على كأس المرشد العام وغيرها من البطولات.

حيث ابتكر الإخوان عام 1947م فكرة إقامة مسابقة حول كأس المرشد حيث تتبارى الفرق مع بعضها البعض, ويحصل الفائز على كأس المرشد.

فقد اجتمع مجلس الرياضة الأعلى للإخوان وقرر إقامة مسابقة رياضية على كأس تذكارية باسم فضيلة المرشد العام يتنافس على إحرازه منتجات كرة القدم بالمكاتب الإدارية, ولقد استقبل الإخوان ذلك بالفرح والسرور.

وقد أعلن المجلس جدول المباريات كالتالي وفيما يخص الدقهلية:

رياضة-المنصورة.jpg

وفى نفس إطار البطولة فاز فريق إخوان القنال على إخوان الدقهلية(2- صفر) فى المباراة التي أقيمت على أرض النادى الملكى بالمنصورة. ولم يقتصر الأمر على كأس فضيلة المرشد العام, بل قامت جريدة الإخوان اليومية بتقديم كأس فضى إلى اتحاد بائعي الصحف يتبارى عليه فريق من إخوان القاهرة مع فريق بائعي الصحف بمناسبة مرور عام على إصدارها, وتقرر إقامة هذه المباراة يوم 8يونيه على ملعب السكة الحديد بجزيرة بدران.

وقد حضر الحفل مدير الدقهلية وكبار موظفى وأعيان المدينة.

rigth صور بعض إخوان الدقهلية القدامى Icon-dakhlia-a.png

كما أقامت منطقة الدقهلية بطولتها 1947 لجميع الأوزان فى الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم 12 يونيو وتشترك فى هذه البطولة الأندية الآتية:-

1- النادى الرياضى للإخوان بالمنصورة

2- نادى البحرواى بالمنصورة

3- نادى الساحة الشعبية بالمنصورة

4- النادى الرياضى للإخوان بدقهلية

5- نادى السنبلاوين

6- نادى ميت غمر

7- نادى دكرنس

وذلك على حلقة نادى البحرواى الرياضى بالمنصورة.

وقد أسفرت النتيجة عن الآتى:

وزن الدبابة

  • الأول: محمد محمد مجدى: نادى البحرواى
  • الثانى :صديق زقزوق: نادى البحرواى
  • الثالث: إمام حسن: نادى البحرواى

وزن الديك

  • الأول : عبده البرواى: نادى الإخوان
  • الثانى:أحمد حسن: نادى الإخوان
  • الثالث: عبد العزيز العطار: الساحة الشعبية

وزن الريشة

وزن الخفيف

  • الأول: محمد منصور جودة: نادى البحرواى.
  • الثانى : السيدحسين: نادى البحرواى.
  • الثالث: محمد إبراهيم أبو الخير نادى الدقاهلة.

وزن خفيف المتوسط

  • الأول : على نور الدين نادى البحرواى.
  • الثانى السيد حسين نادى البحرواى.
  • الثالث: محمد المحجوب أبو الخيردقاهلة.

وزن المتوسط

  • الأول: عزت محمد عطية نادى البحرواى.
  • الثانى: على السيد أبو الدهب نادى الإخوان المنصورة.
  • الثالث: معوض عوض نادى البحرواى .

وزن خفيف الثقيل

  • الأول: محمد السباعى إخوان المنصورة
  • الثانى: فاروق شحاته ساحة المنصورة
  • الثالث: السيد عبد الرحمن نادى البحراوى

وزن الثقيل

  • الأول الغريب الرشدى نادى البحرواى
  • الثانى السيد مجدى الساحة الشعبية بالمنصورة.

وفى لعبة رفع الأثقال فقد بطولة منطقة الدقهلية لرفع الأثقال بنادى البحرواى مساء يوم 24 إبريل بين نادى الإخوان بالمنصورة ونادى البحرواى وميت غمر والسنبلاوين, وفاز بها فى الأوزان المختلفة كلامن:-

1- عبد الرحمن مجاهد نادى البحرواى .. فى وزن الديك

2- محمد الجوهرى نادى ميت غمر .. فى وزن الريشة

3- إبراهيم الوردانى نادى البحرواى .. فى وزن الخفيف

4- محمد على البخ نادى البحرواى .. فى وزن متوسط

5- صلاح الشربينى نادى الإخوان .. فى وزن خفيف الثقيل

6- على أبو حليمة نادى الإخوان .. فى وزن الثقيل

وهؤلاء هم أوائل كل وزن.

وفى لعبة الملاكمة أقام إخوان المنصورة يوم الجمعة مباراة بين منتخب الإخوان بها ومنتخب فلسطين حضرها الأستاذ كمال الديب مدير الدقهلية ووكيل المديرية وحكمدار البوليس ورجال الرياضة والصاغ محمود لبيب نائبا عن المرشد العام, وفى نهاية الحفل وزعت الجوائز على الفائزين.

وقد كان الأستاذ محمد المأمون حبيب مندوب القسم عام 1944م وأصبح الأستاذ عطية الشيخ هو مندوب منطقة المنصورة في قسم الرياضة عام 1947م.


بعض ذكريات الاستاذ العدوى رحمه الله عن المنصورة

ويذكر الاستاذ محمد العدوي (رحمه الله) فى كتابه حقائق وأسرار بعض نشاطات الإخوان المنصورة فيقول:

مؤتمر فى المنصورة

وفى سنة 1936 عقد مؤتمر فى دار الإخوان بالمنصورة ودعانى أحدهم للحضور لأنى أصبحت من الإخوان ووقف المرشد العام يتكلم عن الدعوة وعن نشاط الإخوان وإدارياتهم, وأذكر فيما أذكر ان تعرض فضيلته للحكومة والإمامة فى الإسلام. وإذا بى فى حماس أقف هاتفا عاش الملك الصالح عاش أمير المؤمنين" ولفت نظرى أنه لم يردد هتافى واحد من الحاضرين وشعرت كأنى ألقى على ماء بارد. أن تفكيرى ما زال حينئذ متأثرا بالسياسة الحزبية وأسلوب الأحزاب وظل اثر هذه الحادثة فى نفس مائلا حتى التقيت باستاذى وأخى طاهر عبد المحسن فى معسكر الدخيلة بالأسكندرية سنة 1937 وتكلمت معه فى هذا الموضوع ( الملك الصالح وأمير المؤمنين) وفى جلسة هادئة على الرمال شرح لى شروط الإمامة وإمارة المؤمنين وأوصاف الأمير وكيفية اختياره ومبايعته, وظل يتحدث حتى أجتث من داخلى جذور الماضى الحزبى وأشرق فى قلبى نور الإسلام.

معسكر الدخيلة سنة 1937

أخبرونا فى شعبة المنصورة بنبأ معسكر الدخيلة للإخوان, والذى سيقام لمدة شهر مقسما إلى دفعات كل دفعة عشرة أيام. وأعد إخوان المنصورة مجموعة من الجوالة للسفر إلى المعسكر وكانت فترة لازلت أعيش ذكرياتها. المرشد العام مقيم بالمعسكر يلبس ملابس الجوالة كأى واحد من الإخوان ( القميص والبنطلون الكاكى والمنديل) وقد كان واضحا أنه حريص على أن يكون البنطلون ساترا لركبته, ولا أحب أن أستطرد كثيرا فى الحديث عن هذا الأمر فوصفه شىء وتذوقه شىء آخر, ولكن قصة صغيرة حدثت لى عرفتنى من حسن البنا فقد أصدر قائد المعسكر – وأظنه كان الأخ محمود أبو السعد – قرارا بمعاقبتى لسبب من الأسباب بصرف نصف رغيف فقط فى وجبة الغداء... فصدعت بالأمر رغم ما أحس به من جوع لخروجى من البحر. وكانت جلستى بجوار فضيلة المرشد العام, وكان ما كان, فقد لاحظته وهو يجمع الخبز من أمامه محاولا أن يعطيه لى ثم يضعه ثانية... مازالت الصورة ماثلة أمامى ... الوالد فى حنانه وعطفه, والجندى الذى تمنعه جنديته من تحطيم الأمر كل ذلك رغم مكانته بيننا. لم يذق الرجل الطعام وظللت أرقبه وأحس بعاطفته. لم يتكلم ولكن قلبى سمع ما يقول قلبه... وكان درسا أفدت منه الكثير وأرجو ألا أنساه طول عمرى.

أهم اعلام مدينة المنصورة

rigth صور بعض إخوان الدقهلية المعاصرينIcon-dakhlia-a.png
الأستاذ محمد هلال عضو مكتب الإرشاد والأستاذ مسعود السبحي
المهندس خيرت الشاطر
الواقف الأول سيد عيد والرابع عبدالحميد البرديسي والجلوس رشاد عتيق ومحمد العدوي في سجن جناح

ملحق مصور لبعض مجلات الإخوان بالمنصورة

جريدة اليراع

غلاف-اليراع.jpg

وهي جريدة أسبوعية جامعة أصدرها الإخوان المسلمون بالدقهلية عام 1935م : 1945م ورأس تحريرها الأستاذ عبد العزيز صبري وكان صاحب امتيازها، أما سكرتير تحريرها فكان الأستاذ عبد المحسن الكرداوي، وكانت لسانًا جديدًا للإخوان المسلمين بالمنصورة تصدر يوم الخميس من كل أسبوع.

وقد اهتمت الجريدة بالقضايا المختلفة الدينية والاجتماعية والسياسية الداخلية والخارجية للعالم الإسلامي، فقد نشرت "عقيدتنا" كما كانت تنشرها "مجلة النذير" ، كما اهتمت بعلاقة الإخوان بالحكومة في مصر، وناقشت عددًا من الأمراض السائدة باستضافة أحد الأطباء لكتابة كيفية العلاج والوقاية من هذه الأمراض، مثل علاقة السل بالوراثة.

كما خصصت الجريدة العدد الحادي والعشرين من السنة السابعة عن اليمن وجهاده، ونشرت كلمة للإمام البنا بمناسبة ذلك.

وكانت تنشر مقالات مختلفة لعدد من الإخوان في كافة القضايا مثل مقال للأستاذ عمر التلمساني بعنوان: "خاطرة عن اليمن"، وحرص الإمام البنا الكتابة لها وخاصة الافتتاحية كما حدث في العدد (15) تحت عنوان: "تحية المرشد العام لصاحب اليراع ومحرريه"، وكان اشتراك الجريدة 100 قرش عن السنة داخل القطر، و 50 قرش عن نصف السنة، وكانت إدارتها في شارع الصيادين بالمنصورة، وقد غيرت الجريدة عنوانها أكثر من مرة حيث أصبح بعد ذلك في شارع ولبور بالمنصورة.


جريدة البنان

غلاف-البنان.jpg

جريدة أسبوعية أصدرها بالمنصورة محمد عبد المنعم الجميعي عام 1930م، وكان رئيس تحريرها فهمي علي إسماعيل، واشتراكها السنوي 100 قرش، و 50 قرشًا للطلبة والعمال، وقد تحولت إلى نصف أسبوعية في الفترة محل الدراسة، وهي جريدة سياسية، وكانت تنشر أخبار الإخوان في كافة صفحات الجريدة بداية من الصفحة الأولى، وقد تناولت أخبار الإخوان المختلفة سواء العامة أم الخاصة بإخوان المنصورة.

ومن الأخبار العامة للإخوان التي نشرتها الجريدة نص الخطاب الذي أرسله الإمام البنا إلى مصطفى النحاس باشا عام 1938م بمناسبة قرار من النحاس بمساعدة المجاهدين في فلسطين، والدعوة لعقد مؤتمر للشعوب الشرقية المظلومة وتأييد الإخوان لذلك، إضافة إلى المطالبة باتخاذ خطوات إصلاحية أخرى.

ومن الأخبار الداخلية بالمنصورة الاهتمام بزيارة الأمير إسماعيل داود للنادي الرياضي للإخوان المسلمين بالمنصورة وذلك بالصفحة الأولى، والاهتمام بالحفلات التي يقيمها الإخوان بالمنصورة مثل الاحتفال بالمولد النبوي، حيث أشارت الجريدة إلى أن جمعية الإخوان بالمنصورة أقامت حفلتها بمناسبة المولد النبوي في مظهر أنيق ونظام رائع، وتحدث الخطباء والمحاضرون بما شرح الصدور وأثلج القلوب.

بالإضافة إلى نشر الأعمال الخدمية للإخوان مثل: "في العيادة المجانية للإخوان المسلمين بالمنصورة"، وأخبار النادي الرياضي للإخوان.


المراجع

1- جمعة أمين عبد العزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين - دار التوزيع والنشر الإسلامية.

2- محمد العدوي: حقائق وأسرار - دار الأنصار.

3- جريدة الإخوان المسلمين: السنة الأولى – العدد 3 – الخميس 6 ربيع أول 1352هـ / 29 يونيو 1933م.

4- مجلة المنصورة، العدد (6095)، السنة الثالثة عشر، 29 ذو القعدة 1356هـ/ 31 يناير 1938م.


للمزيد عن إخوان الدقهلية

من أعلام الإخوان في الدقهلية
أقرأ-أيضًا.png

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة