وجدي غنيم يحكي قصة طرده من أمريكا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
وجدي غنيم يحكي قصة طرده من أمريكا
12-02-2005

- تهمتي هي الانتماء للإسلام وكل ما يقال عن ديمقراطية أمريكا كذب

- لم أطلب اللجوء السياسي احترامًا لنفسي ووطني

حوار: حسام العطيفي

الشيخ وجدى غنيم

الشيخ وجدي غنيم هو أحدث الدعاة المسلمين الذين تعرضوا للإرهاب الأمريكي، ومثلت قضيته واحدةً من اشهر القضايا معاداة للإسلام؛ حيث اتُّهم بقراءة آيات قرآنية تتعرض لليهود ومساندة القضية الفلسطينية، وهو أحد الطيور الإسلامية المهاجرة من اضطهاد الداخل إلى حرية الخارج، والتي طالما تشدق بها المتشدقون، لكنه اصطدم بواقع مرير هو الواقع الأمريكي الذي يتميز بالعنصرية والاضطهاد ضد المسلمين والإسلام.. فقد اعتُقل الشيخ لمدة شهرين دون تهمةٍ واضحةٍ..

بل إن التهمة هي انتماؤه للإسلام، وقد اشترط الأمريكيون للإفراج عنه الرحيل عن الأراضي الأمريكية، مع أن إقامته بها قانونية.. أردنا معرفة تفاصيل وحقيقة ما حدث له، فكان معه الحوار التالي عبر الهاتف.

  • في البداية نريد التعرف على ظروف خروجك من القاهرة؟
في الحقيقة أنا ذهبت للحج، ومن الحج سافرت إلى قطر والبحرين والإمارات، وأردت أن أجعلها جولةً دعويةً، فسافرت إلى الولايات المتحدة، وأثناء وجودي هناك.. فوجئت بخبر اعتقال الأستاذ محمد عبد المنعم، والدكتور إبراهيم الزعفراني، فلو رجعت كان مصيري الاعتقال، ونحن نريد أن نبلغ دعوتنا لكل أنحاء العالم.
  • إذن أنت لم ترجع خوفًا من المعتقل؟
بالطبع لا.. فلقد تم اعتقالي تسع مرات، وأصبح أمرًا طبيعيًا بالنسبة لي.. لكن نحن هدفنا تبليغ دعوة ربنا وليس المعتقل.
  • لماذا طلبت الإقامة بأمريكا تحديدًا؟
ظنًا مني أن هناك حرية!! لكن فوجئت بأن كل ما يقال عن الحرية الأمريكية كلام فارغ.
  • ما الذي حدث معك لتصف الحرية الأمريكية بهذا الوصف؟
ما حدث يفضح كل ما يقال عن الحرية والديمقراطية الأمريكية، فأنا مقيمٌ إقامةً قانونيةً وعلى اتصال دائم بالمحامين؛ للتأكد من أن إقامتي قانونية، وقد أكدوا لي ذلك، وأنا دائمًا أجدد إقامتي.. لكن فوجئت في يوم 4 نوفمبر 2004م، وعند عودتي للمنزل ليلاً ذُهلت من أعداد البوليس الأمريكي الذي يحيط بمنزلي، فسألتهم عن سبب ذلك، وخاصةً وأن كل إجراءات إقامتي سليمة، ولا يوجد أدنى سبب لوضع الحديد في يدي من الخلف، وكان هذا شيئًا مؤلمًا، وذهبوا بي للسجن.. لكن هناك رفضوا استلامي نتيجة لأن الضغط عندي كان مرتفعًا فذهبوا بي لسجن آخر.
  • كم مكثت بالسجن؟
شهرين لإحضار مترجم يترجم لهم ما أقوله وقلته!! وكأنه لا يوجد مترجمون هناك، وهذا من ضمن الأساليب القذرة التي يتعاملون بها مع المسلمين هناك، حيث تعتقل لفترات طويلة لأسباب تافهة مثل إحضار مترجم.
  • ما أهم الاتهامات التي وُجِّهت إليك؟
ما وجِّه لي من اتهامات ليست ضدي ولكن ضد الإسلام، فقد اتهموني بقراءة آيات قرآنية تحضُّ على كراهية اليهود والأمريكان، مثل قوله تعالى: ﴿يُحرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَّوَاضِعِهِ﴾ (المائدة: 13)، وبعض الآيات الأخرى التي تحض المسلمين على الجهاد، وكانت القضية الفلسطينية من أهم وأخطر اتهاماتي؛ حيث وجَّهوا لي اتهامات عديدة تتعلق بها من مساندة المقاومة وكراهية الكيان الصهيوني، وكان هذا الاتهام هو الرئيس وكأنني أعيش في الكيان الصهيوني وليس في أمريكا؛ مما دفع المحامي للقول بأننا في أمريكا ولسنا في الكيان الصهيوني.
  • هل كانت المحاكمة عادلة؟
كانت مهزلةً بمعنى الكلمة؛ فلا توجد أدلة، ومع ذلك تم تجديد الحبس لي.
  • نعود إلى وضعك داخل السجن الأمريكي، ونريدك أن تعقد مقارنةً بين السجون الأمريكية والمصرية، خاصةً وأنك كنت ضيفًا مستديمًا بالسجون المصرية؟
هي بعينها.. فالأمريكان لا يعذبون مدنيًا، ولكن طريقتهم في التعامل، وإيقاظ المسجونين هي التي تؤذي.. فتخيَّل: الزنزانة بها أربع كاميرات لرصد أي تحرك لك، وبها بعض الأنوار الهادئة، وفجأةً يتم إنارة المصابيح العالية في وجهك، ويوميًا الساعة الحادية عشر ليلاً لا بد من الخروج من الزنزانة لأخذ التمام.
أما ما يميز السجون المصرية أن كل الموجودين إخوة، وكنا نعد برامج يومية، ونعطي دروسًا، وكان هذا شيء جميل.. أما هناك فكل الموجودين أجانب ومن جنسيات مختلفة، ويتكلمون لغةً غير التي أجيدها.
  • هل في ظل هذا الوضع استطعت أن تمارس الدعوة داخل السجن؟
أسلم على يدي أمريكيان داخل السجن
بالطبع، والحمد لله أكرمنا الله باثنين من المسجونين الأجانب، والتزما بالإسلام.. لكن كنت أواجه صعوبات في اللغة، واستعنت في ذلك بأخ كان يجيد اللغة الإنجليزية.
  • البعض يرى أن علاقتك بالإخوان هي سبب اعتقالك؟
هذا غير صحيح، فالموضوع كله متعلق بالقضية الفلسطينية ودعم المقاومة.
  • أتعتقد بوجود أيدٍ خفيةٍ وراء اعتقالك؟
لا أريد اتهام أحد وإن كانت هناك شكوك كثيرة؛ لأني مقيم منذ أربع سنوات وطُفت كل أمريكا، وركبت طائرات داخلها، وفجأةً يتم توجيه الاتهامات إليَّ.
  • ماذا حدث في الجلسة التي تمت تبرئتُك فيها؟
لم يأتِ جهاز الأمن الأمريكي بأدلة واضحة، وساعتها طالبت تجديد إقامتي، فرفضوا وأعطوني مهلةَ عشرة أيام للرحيل، لكن كان لا بد من وجود دولة أخرى تقبل إقامتي بها، وبالفعل حصلت على إقامة في قطر.
  • كيف حصلت على هذه الإقامة؟
ابني محمد استطاع الاتصال بمعارفه في قطر والذين كانوا فضلاء في ذلك، وحصل منهم على الإقامة لي، والتي تم إرسالها لي لأتوجه بعدها لقطر.
  • نريد أن نتعرف على آخر أخبارك؟
أنا حصلت على إقامة في قطر، لكني الآن في البحرين، فأنا الآن ما بين قطر والبحرين، والمفروض أن أجهز برامج للتلفزيونين القطري والبحريني.
أقيم بقطر لتجهيز برامج تليفزيونية وأتمنى العودة للقاهرة قريبًا
  • ألا تتمنى العودة لمصر؟
يا ليت.. !! فأنا أتمنى العيش بها؛ لأنها وطني العزيز.. لكن الظروف الأمنية تمنع عودتي؛ حيث عند عودتي سيتم اعتقالي.
  • هل هناك اتهامات موجَّهة إليك من الأجهزة الأمنية المصرية؟
لا توجد أية اتهامات، لكن هم يتعاملون معي دائمًا باعتقالي حتى ولو لم تكن هناك اتهامات؛ خاصةً وأن هناك عمليات اعتقال تمت أخيرًا في صفوف إخوان الشرقية دون أدنى جريمة.
  • نعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. هل هناك تعاون واضح بين الجاليات الإسلامية هناك؟
أنا لا أريد أن أتحدث في هذا الموضوع لأنه مؤلم.
  • هل هناك مخاطر على الجيل الثاني والثالث للمسلمين في أمريكا؟
بالفعل هناك خطر على ثوابت وهوية ووعي الجيل الثاني والثالث من المسلمين، فالظروف هناك غريبة، فالعمل يبدأ من 6 فجرًا إلى 7 ليلاً.. فلا يوجد هناك وقت لتربيتهم تربية إسلامية صحيحة.
  • هل هناك "موضة" الآن اسمها الهجوم على الدعاة في رأيك؟‍!
هي هجوم على الإسلام وليست هجومًا على الدعاة، فالإسلام يحارب على ثلاثة محاور، هي: تجفيف المنابع، وتشويه الرموز، وتكفير الثوابت الإسلامية.
  • هل فكَّر الشيخ وجدي في اللجوء السياسي؟
لم ولن أفكر، فأنا أكبر من ذلك، ومصر كذلك، ومع أن من حقي اللجوء السياسي إلا أني تعرضت لاعتقالات عديدة ظلمًا.. إلا أنني لن أُسيء إلى مصر في يوم من الأيام بمثل هذا الطلب.
شارون
  • شارون يزور القاهرة وأنت مطارد.. فما ردُّك؟
هذه مصيبة كبيرة، فالذي يقتل أبناءنا بدم بارد نسمح له أن يدنس تراب مصر، وهذا مرفوض شعبيًا.
الانتخابات العراقية.. !! ما رأيك فيها؟
انتخابات باطلة؛ لأنها تمت في وجود محتل وتحت سيادته، وكل ما ينتج عن الاحتلال فهو باطل.
  • ما أخبار أسرتك؟ وهل هي موجودة معك؟
هم موجودون في أمريكا لظروف الدراسة، وسيلحقون بي بمشيئة الله بعد انتهاء الامتحانات.

المصدر