مناع خليل القطان
بقلم: المستشار عبدالله العقيل
الشيخ في سطور
-ولد في شهر أكتوبر سنة 1925م 1345هـ في قرية "شنشور" مركز أشمون من محافظة المنوفية.
- التحق بجماعة الإخوان المسلمين في أثناء دراسته، وعمل في صفوفها في محيط الطلاب والوعظ والإرشاد والدعوة إلى الله.
- انتخب رئيساً للطلبة بكلية أصول الدين.
- شارك في نشاط الإخوان الوطني سنة 1946م في التصدي للاستعمار الإنجليزي حتى ألغيت معاهدة 1936م المشؤومة.
- شارك في التطوع للجهاد في فلسطين سنة 1948م، وقد دخل السجن بعدها،
- شارك في المقاومة السرية ضد الإحتلال الإنجليزي في منطقة قناة السويس سنة 1951-1952م،
- كل هذه المشاركات كانت من خلال جماعة الإخوان المسلمين وشبابها المكافح المجاهد.
- كان وثيق الصلة بالشيخ محمد الغزالي، والشيخ سيد سابق، والشيخ أحمد حسن الباقوري.
- غادر مصر سنة 1953م إلى المملكة العربية السعودية للتدريس في مدارسها ومعاهدها إلى سنة 1958م، حيث انتقل للتدريس بكلية الشريعة بالرياض، ثم كلية اللغة العربية، مديراً للمعهد العالي للقضاء، ثم مديراً للدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بالإضافة إلى عضويته في مجلس الجامعة، ورئاسة اللجنة العلمية لكلية البنات وكذلك لجنة السياسة التعليمية بالمملكة،
- كان يشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعات محمد بن سعود، وأم القرى،والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والتي بلغ عددها 115 رسالة،
- وفقه الله لإقامة مجمع إسلامي خيري كبير سنة 1993م في قريته شنشور بمحافظة المنوفية، على نفقته الخاصة، افتتحه وزير الأوقاف المصري محمود حمدي زقزوق بحضور عدد كبير من علماء الأزهر.
- شارك في الكثير من المؤتمرات الإسلامية والعلمية في داخل المملكة وخارجها، وأهمها:
- المؤتمر الأول لرابطة العالم الإسلامي.
- المؤتمر الإسلامي العالمي في كراتشي.
- المؤتمر الإسلامي العالمي في بغداد.
- المؤتمر الإسلامي في القدس.
- مؤتمر المنظمات الإسلامية.
- مؤتمر رسالة الجامعة ـ الرياض.
- أسبوع الفقه الإسلامي ـ الرياض.
- أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ الرياض.
- المؤتمر العالمي الأول للاقتصاد الإسلامي ـ مكة المكرمة.
- المؤتمر الجغرافي الإسلامي ـ الرياض.
- ندوة رسالة المسجد ـ الرياض.
- مؤتمر الدعوة والدعاة ـ المدينة المنورة.
- مؤتمر مكافحة الجريمة ـ الرياض.
- ندوة مكافحة المخدرات ـ الرياض.
- مؤتمر الندوة العالمية للشباب المسلم ـ الرياض.
- ندوة انحراف الأحداث.
- وغيرها من المؤتمرات والندوات في أنحاء العالم الإسلامي.
مولده ونشأته
ولد في شهر أكتوبر سنة 1925م 1345هـ في قرية "شنشور" مركز أشمون من محافظة المنوفية بمصر من أسرة متوسطة الحال، وفي بيئة إسلامية مترابطة، حيث كان المجتمع الريفي يعتمد على الأرض الزراعية. إلى قريته هذه ينسب الشيخ الشنشوري شارح الرحبية في علم الفرائض.
بدأ حياته العلمية بحفظ القرآن الكريم في الكتاب، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية، ثم التحق بالمعهد الديني الأزهري بمدينة شبين الكوم ثم التحق بكلية أصول الدين في القاهرة.
مشايخه الذين تأثر بهم
ومن مشايخه الذين تأثر بهم: الشيخ عبدالرزاق عفيفي فقد تلقى عنه وعاشره وجالسه ، وهو في بلده شنشور ، فكان يرافقه في البلد ، ويلازمه في تنقلاته ودروسه ثم شاء الله أن يصاحبه مدرساً في كلية الشريعة ، وفي المعهد العالي للقضاء بمدينة الرياض ، والشيخ عبد المتعال سيف النصر، والشيخ علي شلبي، والشيخ محمد زيدان، والدكتور محمد البهي، والدكتورمحمد يوسف موسى، ويعد الشيخ مناع من الشخصيات التي أثرت فيه توجيهاً وتعليماً وتربية : والده خليل القطان ، ويصفه بالتقوى والكرم والجزم
ثم يخص بالذكر الشيخ حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين ، فقد تعرف عليه ، واستمع إلى دروسه ومحاضراته وتوجيهاته ، فلم يلبث أن انضم إلى الجماعة ، واستمر يعمل في صفوفها منذئذ .
ومن بين العلوم التي ثقفها الشيخ يرى التفسير وعلومه أحبها إليه ، لأنه يجد فيه ـ وهو المصدر الأول للتشريع الإسلامي ـ من الإعجاز التشريعي ما يكفل قيام الحضارة الفاضلة في كل عصر . وبدافع من هذا الإيثار يتولى تدريس التفسير وعلومه منذ تخرجه .
والقارئ لآثار الشيخ ، كتاباً أو مقالاً أو حديثاً أو محاضرة ، لا يفوته إدراك هذا الاتجاه ، لأن الإيحاءات القرآنية أشد العناصر بروزاً في هذه الآثار.
- الشيخ عبد الرزاق عفيفي،
- الشيخ عبد المتعال سيف النصر،
- الشيخ علي شلبي،
- الشيخ محمد زيدان،
- الدكتور محمد البهي،
- الدكتور محمد يوسف موسى،
وهو يعتبر أن والده خليل القطان، ثم الشيخ عبدالرزاق عفيفي، والإمام الشهيد حسن البنا أكثر الشخصيات تأثيراً فيه.
نشاطه العملي والدعوي
وقد التحق بجماعة الإخوان المسلمين في أثناء دراسته، وعمل في صفوفها في محيط الطلاب والوعظ والإرشاد والدعوة إلى الله، وانتخب رئيساً للطلبة بكلية أصول الدين، وقد شارك في نشاط الإخوان الوطني سنة 1946م في التصدي للاستعمار الإنجليزي الإنحتى ألغيت معاهدة سنة 1936م المشؤومة.
كما شارك في التطوع للجهاد في فلسطين سنة 1948م، وقد دخل السجن بعدها، كما شارك في المقاومة السرية ضد الإحتلال الإنجليزي في منطقة قناة السويس سنة 1951 - 1952م، وكل هذه المشاركات كانت من خلال جماعة الإخوان المسلمين وشبابها المكافح المجاهد. وكان وثيق الصلة بالشيخ محمد الغزالي ، والشيخ سيد سابق ، والشيخ أحمد حسن الباقوري.
وقد غادر مصر سنة 1953م إلى المملكة العربية السعودية للتدريس في مدارسها ومعاهدها إلى سنة 1958م، حيث انتقل للتدريس بكلية الشريعة بالرياض، ثم كلية اللغة العربية، ثم مديراً للمعهد العالي للقضاء، ثم مديراً للدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بالإضافة إلى عضويته في مجلس الجامعة، ورئاسة اللجنة العلمية لكلية البنات، وكذلك لجنة السياسة التعليمية بالمملكة، وكان يشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعات محمد بن سعود، وأم القرى، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والتي بلغ عددها 115 رسالة، وقد وفقه الله لإقامة مجمع إسلامي خيري كبير سنة 1993م في قريته (شنشور) بمحافظة المنوفية، على نفقته الخاصة، افتتحه وزير الأوقاف المصري محمود حمدي زقزوق بحضور عدد كبير من علماء الإخوان المسلمون والأزهر الشريف.
وقد شارك في الكثير من المؤتمرات الإسلامية والعلمية في داخل المملكة وخارجها، وأهمها: المؤتمر الأول لرابطة العالم الإسلامي، المؤتمر الإسلامي في كراتشي بباكستان، المؤتمر الإسلامي العالمي في بغداد، المؤتمر الإسلامي بالقدس ، مؤتمر المنظمات الإسلامية، مؤتمر رسالة الجامعة بالرياض، أسبوع الفقه الإسلامي بالرياض، أسبوع الشيخ محمد بن عبدالوهاب، المؤتمر العالمي الأول للاقتصاد الإسلامي بمكة المكرمة، المؤتمر الجغرافي الإسلامي بالرياض، مؤتمر رسالة المسجد بمكة المكرمة، مؤتمر الدعوة والدعاة بالمدينة المنورة، مؤتمر مكافحة الجريمة بالرياض، ندوة مكافحة المخدرات، مؤتمر الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالرياض، ندوة انحراف الأحداث، وغيرها من المؤتمرات والندوات في أنحاء العالم الإسلامي.
صور من نشاط الشيخ
لقد شمل نشاط الشيخ جوانب متعددة في خدمة الإسلام والعلم ، ويعدد فضيلته بعضها ، فيخبرنا أنه كان عضوا في قسم الدعوة والإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين ، مذ كان طالباً في المرحلة الثانوية ، فكان لا يفتأ يتجول في المدن والقرى للدعوة إلى الله في المساجد والأندية والحفلات ، كلما وجد إلى ذلك سبيلاً .
وقد انتخب رئيساً لاتحاد الطلبة في كلية أصول الدين ، فقام بالاشتراك مع إخوانه يحركه المطالبة بتجديد المناهج الأزهرية لتمكين الأزهر من النهوض بمسئوليته بإزاء الدعوة ، وحول هذا الموضوع نشر عدداً من المقالات في جريدة " الشهاب " جريدة الإخوان يومئذ .
ومنذ تخرجه اتخذ سبيله إلى التدريس ، فعمل في مصر إلى عام 1953 م حيث أعير إلى المملكة العربية السعودية للتدريس بالمعاهد العلمية التي استمر فيها إلى سنة 1958 م، ومن ثم انتقل للتدريس في كلية الشريعة بالرياض ، ثم في كلية اللغة العربية ، وحين افتتح المعهد العالي للقضاء عام 1387هـ أصبح عضواً في مجلس المعهد ثم أميناً لسر المجلس ثم مديراً له ، إلى عضوية هيئة التدريس بدرجة أستاذ ، ثم مديراً للدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود ..
يضاف إلى ذلك عضويته في كل من مجلس جامعة الإمام والمجلس الأعلى لهذه الجامعة سابقاً .. ثم رئاسة اللجنة العلمية لكلية البنات ، وكذلك إشرافه على مواد التشريع الإسلامية بكلية قوى الأمن الداخلي ، ثم عضويته في مجلس الإدارة لمدارس الرياض ..
وقد اختير فضيلته كذلك عضواً في اللجنة الفرعية للتعليم بالمملكة العربية السعودية ، عندما صدر الأمر الملكي بتشكيلها ، لوضع السياسة التعليمية على الأسس التي تتطلبها منزلة المملكة في العالم الإسلامي . ومن مهام هذه اللجنة النظر في مناهج التعليم بمراحله المختلفة ، وصياغتها صياغة جديدة تنبثق من السياسة التعليمية العليا ، وتراعي أحدث النظريات والأساليب التربوية ، وقد اختارته هذه اللجنة الفرعية للتعليم مقرراً لها .
ومن أعماله العلمية الإشراف على رسائل الماجستير، وقد بلغ عدد الرسائل التي أشرف عليها في هذا القسم ، حتى موعد الطبعة الثالثة من هذا الكتاب ، ثلاثين رسالة ، وكذلك رسائل الدكتوراه التي بلغت عشراً ، إلى ست أخرى يقوم بالإشراف عليها في هذه الأيام .. هذا إلى مشاركاته في مناقشة خمسين من رسائل القسمين .
وقد كلف من قبل كل من جامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة الملك سعود بالرياض ، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة أم القرى بمكة المكرمة ، بتقييم عدد من بحوث أساتذتها المساعدين والمشاركين المقدمة للحصول على الترقيات .. كما أحيلت إليه من بعض الجامعات عدة مؤلفات لتقدير مدى صلاحيتها للنشر.
وفي ذلك كله معالم شاهدة بمكانة الشيخ الفكرية والثقة الكبرى التي يتمتع بها في أرقى المؤسسات العلمية .
في المؤتمرات والندوات
ومما يتصل بهذا الجانب من نشاط الشيخ الفكري مشاركاته في الكثير من المؤتمرات والندوات ، نذكر منها :
ا ـ المؤتمر الأول لرابطة العالم الإسلامي .
2 ـ المؤتمر الإسلامي العالمي في كراتشي .
3 ـ المؤتمر الإسلامي العالمي في بغداد .
4 ـ المؤتمر الإسلامي في القدس .
5 ـ مؤتمر المنظمات الإسلامية .
6 ـ مؤتمر رسالة الجامعة ـ الرياض .
7 ـ أسبوع الفقه الإسلامي ـ الرياض .
8 ـ أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ الرياض .
9 ـ المؤتمر العالمي الأول للاقتصاد الإسلامي ـ مكة المكرمة .
10 ـ المؤتمر الجغرافي الإسلامي ـ الرياض .
11 ـ ندوة رسالة المسجد ـ الرياض .
12 ـ مؤتمر الدعوة والدعاة ـ المدينة المنورة.
13 ـ مؤتمر مكافحة الجريمة ـ الرياض .
14 ـ ندوة مكافحة المخدرات ـ الرياض .
15 ـ مؤتمر الندوة العالمية للشباب المسلم ـ الرياض .
16 ـ ندوة انحراف الأحداث .
ولقد قدر لنا أن نشارك في إحدى اللجان المنبثقة عن " مؤتمر رسالة الجامعة " الذي عقدته جامعة الرياض ـ الملك سعود ـ عام 1394 هـ إذ كان الشيخ مناع هو الذي يرأس هذه اللجنة ، وكان له الأثر الطيب في نشاطها ، وفي ما انتهت إليه من توصيات نافعة ، على الرغم من إلغاء بعضها عند الصياغة الأخيرة ، وبخاصة ما يتعلق منها بضرورة الحفاظ على سلامة العربية وآدابها .
في نطاق التأليف
1 ـ مباحث في علوم القرآن - مناع القطان.pdf|مباحث في علوم القرآن.
2 ـ تفسير آيات الأحكام .
3 ـ التشريع والفقه في الإسلام تاريخاً ومنهجاً .
4 ـ الحديث والثقافة الإسلامية .
5 ـ نظام الأسرة في الإسلام .
6 ـ الدعوة إلى الإسلام .
7 ـ موقف الإسلام من الاشتراكية .
8 ـ الإسلام رسالة الإصلاح .
9 ـ الشريعة الإسلامية .
10 ـ رفع الحرج في الشريعة الإسلامية .
11 ـ وجوب تحكيم الشريعة الإسلامية .
12 ـ الحاجة إلى الرسل في هداية البشرية .
13- مفهوم ومنهج الإقتصاد الإسلامي.
وهذه لمؤلفات كلها قد طبعت وأعيد طبع بعضها ، وهناك مؤلفات ذكر فضيلته أنها معدة للنشر وسمى منها :
1 ـمباحث في علوم الحديث .. مناع القطان|مباحث في علوم الحديث .
2 ـ تاريخ التفسير ومناهج المفسرين .
3 ـ الفرق الإسلامية .
4 ـ العقيدة والمجتمع .
5 ـ القضاء في العهد النبوي والخلافة الراشدة .
6 ـ الزواج بأجنبية .
ويقول الشيخ : إن أحب هذه الكتب إليه هو أولها " مباحث في علوم القرآن " ويعلل ذلك بأن أصول هذا الكتاب كانت باكورة تواليفه .
وهو تعليل معقول يثبت أثر الظروف النفسية في إيثار المؤلف بعض تآليفه على بعض ، ولكنه لا يثبت أرجحية المختار على سواه في التقدير المطلق . ونظرة مدققة في أسماء هذه الكتب تؤكد أنها على سواء في القيمة الموضوعية ، إذ كل مباحثها من الضرب الذي تنطلق إليه حاجة الفكر المسلم في المرحلة الراهنة .
مستقبل الجيل الإسلامي
ويرى فضيلة المترجم أن ثمة تشابهاً كبيراً في أوضاع العالم الإسلامي على اختلاف دياره وأقطاره، وأن التفاوت الذي يبدو في بعض أجزائه لا يعدو أن يكون تفاوتاً في العوامل المؤثرة فيه قوة وضعفاً، أو في مدى قابليته للتأثر بها . ويوضح الشيخ رأيه قائلاً :
" إن التآمر الدولي الذي يحوكه خصوم الإسلام إنما يستهدف القضاء على كيان الأمة الإسلامية ومقومات شخصياتها حتى تظل نهب المطامع الغربية تارة والشرقية أخرى ، فلا يتحقق لها استقلال ذاتي ولا تنفض عن كاهلها غبار التبعية . والغزو الفكري يشق طريق لتحقيق هذا الهدف بخطوات ثابتة ، ويقوم بتنفيذها أبناء جلدتنا باسم الحرية والتقدمية . وفي ظن الشيخ أن مستقبل الجيل الإسلامي الجديد سوف يكون أحسن حالاً من حاضره وعياً للإسلام وإدراكاً لمهمته وعملاً على النهوض بأمته .
أما لماذا وكيف . يقول : " لقد ذاق العالم الإسلامي مرارة الاستعمار الغربي ، واكتوى بنار فساد المدينة الحديثة ردحاً من الدهر قاسى فيه ألواناً من المآسي أنهكت قواه ، وفرقت شمله وأشاعت فيه روح المروق والإباحية ، واستغلت مرافقه وخاماته وطاقاته ، فرزح تحت نير الاستعباد مكبلاً بأغلاله. ثم جاءت صحوة العالم الإسلامي بعد هذه الكبوة تشع ببوارق الأمل .
إلا أن هذا الأمل ما لبث طويلاً حتى تبدد شعاعه في الظلام الكثيف الذي ساقه الثوار المتحررون في مؤامرة جديدة ، ترفع شعار الكفاية والعدل ، وتخفي وراءها الشيوعية الدولية مغلفة بالحرية والاشتراكية والقومية ، وحيث ظن الناس أنهم نجوا من مخلب قط وقعوا بين فكي أسد .
ويعرب الأستاذ عن تفاؤله بأن هذا الشعور يكمن اليوم بين جوانح الكثير من أبناء الأمة الإسلامية ، وستتاح له الفرصة قريباً للتعبير عن حاجاته ، ويومئذ تبدو بوادر اليقظة الواعية التي تنفض يدها من الشرق والغرب ، وتراجع رصيدها الإسلامي من تاريخ أمتنا المجيدة ، فتجدد في هذه الأمة بواعث الأمل وعوامل النهوض لبناء مجتمع إسلامي معاصر على مبادئ الإسلام وهدى شريعته ، يقيم للإنسانية حضارة إسلامية فاضلة ، تأخذ بيدها إلى سبيل الرشاد .
مسؤولية علماء الإسلام
ويفيض الشيخ في الحديث عن هذا الجانب قائلاً :
" على يد علماء الإسلام الذين يدركون واقع أمتهم ، ويفهمون حقيقة رسالتهم ، ويقدرون أمانة الله في أعناقهم ، على يد هؤلاء العلماء يقع العبء الثقيل في مسيرة الجيل ، والوقوف في وجه التيارات الغازية ، واستئناف حياة إسلامية صحيحة . ومن أجل تحقيق هذه الغاية بتقديم الصديق إلى إخوانه العلماء بهذه التوصيات الأربع :
1 ـ أن يستشعروا خطورة المسئولية ، وفداحة الخطب .. فإن الله قد أناط بهم ميراث النبوة من القيام بواجب الدعوة وهداية البشرية إلى الخير، وهي مسؤولية جد خطيرة لا يحملها إلا أولئك الذين يتجردون لله من ذوي الإيمان الصادق والعزيمة القوية ،التي تمضي في طريقها بثبات وصبر :[يا يحيى خذ الكتاب بقوة ] [فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل] .
عن أداء تلك المهمة أو التقصير فيها لا ينكب الأمة في خطب تواسي فيه بالاستعاضة عنه، وإنما ينكبها في أغلى شيء لديها لا تجد له عوضاً .
إن الأمة قد ترزأ في اقتصادها ، واحتلال أرضها ، أو تخلف حياتها ، ولكنها تظل أمة حية تنبض بمعاني القوة ما دامت معتصمة بدينها ، مؤمنة بعقيدتها ، واثقة بنصر الله لها . أما إذا فقدت الثقة والإيمان والدين فقد فقدت روحها ، وأصبحت جثة هامدة لا حياة فيها ، وذلك هو الرزء الذي لا تجدي فيه المواساة ، ولا يستعاض عنه بشيء ، فشعور علماء الإسلام بهذه الحقيقة هو بداية الطريق .
2 ـ ومن شأن هذا الشعور أن يوقظ في نفوس العلماء ضرورة العمل الموحد ، وهذه هي الوصية الثانية ، لقد علماء الإسلام على مر العصور والأجيال يختلفون في المسائل الفرعية الاجتهادية ، ولكن هذا الاختلاف لم يفسد ما بينهم من رابطة الجهاد ووشيجة قرابته ، فقد كانوا يوقنون بأنهم جميعاً جنود الإسلام في صف المعركة . فالمعركة واحدة وصفها واحد وغايتها واحدة ، وهي تحرير الإنسان من عبوديته لأخيه الإنسان حتى يصير عبداً خالصاً لله ، وتلك هي الحرية بالمفهوم الإسلامي : [قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله] .
وإذا كانت الاتجاهات المعادية للإسلام تدفن كل خلاف بينها لتقف على قلب رجل واحد في حرب الإسلام ولتحطيم كيانه وتمزيق شمل أمته ، فكيف يسوغ لرجالات الإسلام أن يواجهوا هذا التكتل أشتاتاً متنافرين . والله تعالى يقول : [ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم].
3 ـ ثم يأتي دور التخطيط للعمل المثمر الهادف ـ وهي الوصية الثالثة .
لقد تقدمت المعارف الإنسانية ، وكثرت فنونها وأصبح لكل فن شعبيته الدراسية . ولكل شعبة أبحاثها ، فلعلم الاقتصاد مبادئه ونظرياته ، وللعلوم السياسية أسسها ومناهجها ، ولعلوم الاجتماع قواعدها وفلسفتها ، ولكل أمة منهج فكري تصدر عنه في تنظيم شئون حياتها فتصوغ معارفها في قالبه . وتقدمت كذلك وسائل الإعلام والنشر والتوجيه تقدماً معدوم النظير، وأخذ أصحاب كل مبدأ بهذه الأساليب في نشر مبدئهم عن تخطيط مدروس .
فعلى رجال الحركة الإسلامية إذن أن يرتفعوا إلى هذا المستوى في الدراسة الواعية والأساليب المبتكرة ، للذود عن حياض الإسلام ، والقيام بواجب دعوته .
4 ـ وتأتي بعد ذلك الوصية الرابعة في الدأب والمثابرة . إن العمل أياً كان نوعه شاق على النفس، ولكن الصبر عليه هو ضرورة الحياة الجادة النامية ، وحين يتسرب اليأس إلى النفس يدركها الخور وتتراءى أمامها الحياة مخيفة مقفرة .
ونحن المسلمون أصحاب عقيدة تصلنا بالله تعالى ، الذي بيده ملكوت السموات والأرض ، ومن هذه الصلة نستمد القوة المعنوية الدافعة ، التي تبدد سحب المخاوف ، وتقضي على عوامل اليأس ، وتبعث فينا روح الأمل الباسم المشرق من خلال البلاء والمحن [أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون!] [ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين].
من أقواله
"لكل مجتمع آلامه وآماله التي تنبعث من صميم بيئته، فهو يتطلع إلى مبضع يبرئ سقمه في لطف، ويعيد إليه عافيته، وما لم تلمس موعظة الداعية حقائق مشكلاته، يسبر أغوارها، ويشخص علاجها، صمّ آذانه عن الاستماع إليها، ولكل عصر مشكلاته التي تتجدد معه بتجدد الحياة وأفكارها، ونظرة العقل البشري إليها، فالذي يخاطب عصره بمشكلات عصر آبائه وأجداده، أو معضلات بيئته، كالذي يصيح في واد، أو ينفخ في رماد.
على كاهل العلماء يقع العبء الثقيل في مسيرة الجيل، والوقوف في وجه التيارات الغازية، واستئناف حياة إسلامية صحيحة.
إن الأمة قد ترزأ في اقتصادها، واحتلال أرضها، أو تخلف حياتها، ولكنها تظل أمة حية تنبض بمعاني القوة، ما دامت معتصمة بدينها، مؤمنة بعقيدتها، واثقة بنصر الله لها. لقد كان العلماء على مر العصور والأجيال، يختلفون في المسائل الفرعية الاجتهادية، ولكن هذا الاختلاف لم يفسد ما بينهم من رابطة الجهاد، فقد كانوا يوقنون بأنهم جميعاً جنود للإسلام في صف المعركة. إن الإسلام عقيدة وشريعة، وإن الولاء الذي يجمع الشمل ويصلح الناس، هو الولاء للدين، والإسلام دين عالمي للبشرية كلها، يترفَّع في بناء الأمة عن ولاء الجنس والعنصر والأرض، ويجعل العقيدة هي الوحدة المشتركة بين الناس جميعاً في ظل الإسلام، فكانت الأخوّة الدينية بين المسلمين، هي هذه الوحدة المشتركة التي قررها القرآن الكريم "إنما المؤمنون إخوة" (الحجرات:10)، وقررها الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم"، فغلبت أخوّة الإيمان على كل صلة سواها، حتى صلة النسب، فنسي المرء بها قبيلته، وخرج على عشيرته، وخاصم الولد أباه، وقاتل الأخ أخاه:" لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم" (المجادلة:22)، وأخوّة النسب تنقطع بمخالفة الدين، وأخوّة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب".
معرفة المستشار عبدالله العقيل به
بدأت معرفتي به أواخر سنة 1949م حين ذهبت إلى مصر للدراسة الجامعية، وكان وقتها يدرس في كلية أصول الدين بالأزهر، ويقوم بدور دعوي نشط في محيط الطلاب، ويشرف على توزيع نشرة "البناء" التي يوزعها تنظيم الإخوان المسلمين.
ثم اصطحبني معه لزيارة بعض الإخوان المسجونين بقضية السيارة الجيب في السجون المصرية أمثال:أحمد حسنين، ومصطفى مشهور، وأحمد عادل كمال، ومحمود الصباغ، وحلمي الكاشف، وأحمد زكي، وأحمد حجازي، وجمال فوزيوغيرهم.
وكان، وهو طالب، له صفحة كاملة في مجلة الإخوان الأسبوعية، يكتب فيها مقالات مسلسلة عن إصلاح الأزهر وتطويره.
وحين غادر مصر إلى المملكة العربية السعودية سنة 1953م التقيته حين ذهابي إلى الحج مع مدرسي مدرسة النجاة سنة 1955م- 1375ه، حيث كان برفقة الشيخ عبدالرزاق عفيفي، وحضر مؤتمر الإخوان بفندق مصر بمكة المكرمة، وقد ظلت الصلة به من خلال اللقاءات بالكويت والرياض ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، والدمام، وسورية، ولبنان، والأردن، وتركيا، وأوروبا.
ومن الجدير بالذكر أن الشيخ مناع القطان غادر مصر دون أن يتزوج، وعندما راسل والدته أثناء إقامته في السعودية، رشحت له شريكة العمر التي قدمت وعاشت معه في السعودية، وكان قدومها من مصر عن طريق مطار البصرة الدولي جنوب العراق مروراً إلى مطار الظهران، وصادف أن كنتُ مع الشيخين: ناصر الأحمد، وجاسم الجامع، في نفس الطائرة المغادرة من البصرة إلى الظهران، متوجهين لمقابلة الملك سعود بن عبدالعزيز في الرياض لمساعدة مدرسة النجاة الأهلية في "الزبير"، ولقد سعدنا برؤية الشيخ مناع القطان بمطار الظهران، مستقبلاً زوجته القادمة من مصر، فكانت فرحته فرحتين: لقاء زوجته، ولقاء إخوانه في الله.
وحين غادرت الكويت سنة 1986م، واستقر بي المقام في الرياض، ازدادت الصلة، وكثرت اللقاءات معه في منزلي ومنزله، وفي مسجده الذي يخطب فيه بالمطار القديم، وفي جامعة الإمام، والمؤتمرات والندوات العامة.
وقد تميّز بالهدوء والاتزان في معالجة الأمور، كما كان واسع الثقافة، وبخاصة في الأمور الشرعية والقضايا الفقهية، لمعالجة المشكلات المعاصرة للأفراد والجماعات، وكان في خطبه ومحاضراته يجمع شتات الموضوع في عناصر ونقاط، ويعرضها بسلاسة ووضوح، معززة بالدليل والبرهان.
أحداث في التدريس
إن أهم هذه الأحداث التي عرضت له في التدريس ما كان يواجهه من بعض الطلاب المنحرفين المخدوعين الذين يعرفون اتجاهه الإسلامي فكان يأخذهم بالحكمة والحذر.. ويقول :
" إن له مع هؤلاء نوادر طريفة .. إلا أنه لم يشر إلى أي من هذه النوادر بالتفصيل ، وكل ما يعلمنا هو نتيجة أسلوبه الحكيم الحازم ، إذ يرينا أنهم أكبروا فيه صموده واستمساكه بعقيدته حتى لانت عريكتهم له .
وفي ظننا أنه لا بد لكل مدرس إسلامي في هذه الأيام من مواجهة أمثال هذه المشكلات التي يشير إليها فضيلة الشيخ ، وهي أمر جد طبيعي ، لأنها تمثل مرحلة الصراع التي يمر بها الجيل ، وبخاصة في الأقطار التي تسيطر عليها الاتجاهات غير الإسلامية ، إذ تعمل الدعايات الشيطانية عملها الدائب لزلزلة بقايا القيم في صدور الشباب ، عن طريق المناهج الدراسية حيناً ، وعن طريق المدرس الزائغ حيناً آخر ، إلى العشرات في وسائل التخريب التي تنصب على الناس من كل صوب .
إن المدرس المستقيم الذي يستشعر المسئولية أمام ربه ودينه وأمته لن يكون سعيداً في مثل هذا الجو، لأنه لا يستطيع كتمان الحقيقة التي تملأ كيانه ، ولا يستطيع تأييد الباطل الذي يريد أن يلغي هذه الحقيقة ، فإذا قال الحق أثار عليه أهل الباطل ، وما أكثرهم في كل مكان ، وبخاصة في الأوساط التعليمية ، التي يركز عليها أصحاب السلطان من الذين حرموا نعمة الإيمان ، وحرموا في الوقت نفسه نعمة النظر في دلائل أهل الإيمان . وقد طالما عانينا من هذه المشكلات خلال عملنا في التدريس فصبرنا ما وسعنا الصبر ونصرنا الحق ما وسعنا النصر.
ولا جرم أن هذا الضرب من محن المدرسين لم يعرفه أحد من أسلافهم ، أيام كان الإسلام هو الذي يسود المجتمع ، ويحكم الضمائر.
قالوا عنه
يقول الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وزير العدل السعودي: "لقد تتلمذت على الشيخ مناع القطان في المعهد العلمي، وفي كلية الشريعة، وقد كان له أكبر الأثر في نفوسنا، عندما كنا طلاباً للعلم، وقد غرس فضيلة الشيخ القطان في قلوبنا حب الخير والمعرفة والاطلاع والسعي دائماً بحثاً عن العلم".
ويقول الدكتور عبدالله الشبل مدير جامعة الإمام سابقاً: "لقد كان الشيخ مناع القطان أحد العلماء البارزين الذين احتلوا مكانة مرموقة من خلال مشاركاته العلمية، وتواجده المكثف في مختلف القضايا التي تهم الإسلام والمسلمين، إضافة لحضوره البارز في الأبحاث الإسلامية".
ويقول عنه تلميذه د. إبراهيم السماري: "تتلمذت على فضيلة الشيخ مناع القطان في كلية الشريعة، وكان مشرفاً على رسالتي للماجستير، ثم توفي رحمه الله وهو مشرف على رسالتي للدكتوراه، فعرفت الكثير من أخلاق فضيلته، وسمو نفسه، وعلو همته، وصدق صبره.
وحين أتحدث عن شيخي مناع القطان، أجد القلم مخنوقاً بعبرة الحسرة على فراق هذا الشيخ الجليل، وعلى فقد علمه الغزير الذي طالما أسعدني الاغتراف منه، ومما يميز هذا العالم الفاضل مع طلابه، تحليه بحليتي الصبر والتواضع، فبرغم مرضه في الآونة الأخيرة، لم يظهر تذمراً حين أراجعه في موضوع دراستي، بل كان يشجعني ويحثني على بذل أكبر جهد، ويفتح لي آفاقاً جديدة، أو مداخل قد أستفيد منها".
ويقول عنه مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ: "إن الشيخ مناع القطان داعية إسلامي معروف، وقد درست عليه مادة التفسير عندما كنت طالباً في جامعة الإمام محمد بن سعود لعامين في السنتين الثالثة والرابعة، وكان يرحمه الله من الدعاة المعروفين، وله عناية كبيرة بتفسير القرآن، وفد إلى المملكة قبل أربعين عاماً، ودرّس في معهد الرياض، وكلية الشريعة بجامعة الإمام".
وفاته
توفي يوم الإثنين 6 ربيع الآخر سنة 1420ه الموافق 19-7-1999م وصُلي عليه في مسجد الراجحي بمنطقة الربوة، ودفن في مقابر النسيم بالرياض، بعد مرض عضال نتيجة إصابته بسرطان الكبد الذي استمر أكثر من ثلاث سنوات، وكان عمره خمسة وسبعين عاماً، وترك خلفه خمسة من الأولاد، ثلاثة أبناء، وبنتين، والخمسة جميعهم أطباء في تخصصات مختلفة في مستشفيات الرياض.
وقد فاضت مشاعر أحد تلاميذه المحبين فرثاه بهذه الأبيات العفوية:
- أبي فالأبوة عطف ولين
أخي فالأخوة عقد متين
- وإن لفقدك صوت الرنين
يهز القلوب كفقد اليمين
- وتدمع عيني ووجهي حزين
إلى الله أشكو لفقد الحنين
- فما خاب شاك لرب كريم
وندعوك يا أرحم الراحمين
- أشيخي أراك بكل صباح
وكل مساء ووقت ضنين
- وأنهل من علمك المستنير
دروساً وعلماً لعقل رصين
- فهذا "مباحث علم الكتاب"
وأخرى ففيها علوم لدين
- فأدعو لك الله رب العباد
ليجمعنا معك في الخالدين
- فبيني وبينك حب متين
وبين السطور أمور تبين
- وفاضت شعوري بصدق الوفاء
فروحي وروحك تبر وطين
- يعز عليها الفراق الحزين
فدنيا الفناء زوال مبين
- ولكن قلبي يراك يراك
إذا أظلم الليل هاج الأنين
- أبي إن رحلت فإنا وراك
فأنت ونحن معاً سائرين
- بإذن الكريم الرحيم العظيم
ومالك يوم الحساب المبين
- بصحبة أحمد في الخالدين
وأتباعهم أمة المرسلين
- إلى جنة الله دار الخلود
ففيها السعادة حق اليقين
- لقد زاد شوقي كأني يتيم
وإن طال شعري أردت أبين
- لعلي أهدئ لسع الفراق
ويسكن قلبي ولا يستكين
- فحبّي إلى الله لا غيره
فذاك هو الحبُّ حبُّ الفطين
- لي الله من بعد فقد الكرام
"ومنَّاع" شيخي في الأكرمين
- أراك بأحمد عند اللقاء
وإخوته نسوة أو بنين
- يداوون كل مريض عليل
بعلم وفهم وعقل رصين
- ينالك أجر وفضل عظيم
ودعوة شيخ وطفل جنين
- زرعت رجالاً فنعم الرجال
فهم ثمر الغرس للغارسين
- عزائي أن اليهود الطغاة
يموتون رعباً بخوف دفين
- فهم يعرفون الرجال العظام
وصدق الجهاد من المدعين
- لأنك سيف ولا كالسيوف
يقطع منهم عروق الوتين
- فأنت تقاتل وضح النهار
وهم خلف سور وماء وطين
- فيا شيخي أنت دروس لنا
حياتك أو موته الأكرمين
- وداعاً أقول وكلي رجاء
برحمة ربي في الآخرين
- على دين أحمد خير الأنام
حنيفية دعوة المرسلين
- ففيها النجاة وفوز عظيم
بجنة خلد مع الصالحين
- صلاة وتسليم رب رحيم
رحم الله أستاذنا الجليل، وتقبله في الصالحين من عباده، وحشرنا الله وإياه مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
المصدر : مجلة المجتمع