الفرق بين المراجعتين لصفحة: «صراع الإخوان في سورية مع حزب البعث»

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا ملخص تعديل
 
(٤ مراجعات متوسطة بواسطة مستخدمين اثنين آخرين غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
{{مقالة مراجعة أحداث}}
{{مقالة مراجعة أحداث}}


==<center>'''صراع [[الإخوان]] في سورية مع حزب البعث'''</center>==
==<center>'''صراع [[الإخوان]] في [[سورية]]  مع [[حزب البعث]]'''</center>==


[[ملف:سوريا.gif|250بك|يسار]]
[[ملف:سوريا.gif|250بك|يسار]]
سطر ٩: سطر ٩:
إنّ أطيب ثمرات مرحلة الحرية في أجواء الوطن بشكلٍ عام، هي ظهور قدرة الإنسان السوري على أن يتحمّل مسؤولية الخيار الديمقراطي، وأن يعيش تجربته بنجاحٍ واقتدار، وأن يحقق تلاحماً وطنياً حقيقياً، يضم تعدّديةً عرقيةً ودينية ومذهبية وسياسية، تنصهر كلها في بوتقة عملٍ وطنيٍ شامل، تسدّده وتُغينه وتطوّره.
إنّ أطيب ثمرات مرحلة الحرية في أجواء الوطن بشكلٍ عام، هي ظهور قدرة الإنسان السوري على أن يتحمّل مسؤولية الخيار الديمقراطي، وأن يعيش تجربته بنجاحٍ واقتدار، وأن يحقق تلاحماً وطنياً حقيقياً، يضم تعدّديةً عرقيةً ودينية ومذهبية وسياسية، تنصهر كلها في بوتقة عملٍ وطنيٍ شامل، تسدّده وتُغينه وتطوّره.


فالنسيج السكانيّ السوريّ يتشكّل من: عربٍ وأكراد وشركس وتركمان ومسلمين ومسيحيين (كاثوليك وأرثوذوكس وبروتستانت وأرمن)، وسنّة وشيعة وعلويين ودروز وإسماعيليين.. وليبراليين (حزب الشعب والحزب الوطني).. وشيوعيين وبعثيين و[[إخوان]] مسلمين!.. وكان لكل حزبٍ أو تيارٍ صُحُفُه ومنتدياته ونوابه، وأحياناً وزراؤه!.. كان الوطن يموج بالحركة والحيوية والنشاط والأمن والأمان (ما عدا فتراتٍ محدودة تعرّضت فيها الحياة الديمقراطية لبعض الانقلابات العسكرية).. إلى أن جاءت صبيحة الثامن من آذار عام 1963م، فوَأَدَ الانقلابُ العسكري كل ما كان، وأُدخِلَت البلاد في نفقٍ مظلمٍ، ما تزال تعاني من وطأته حتى الآن!..
فالنسيج السكانيّ السوريّ يتشكّل من: عربٍ وأكراد وشركس وتركمان ومسلمين ومسيحيين (كاثوليك وأرثوذوكس وبروتستانت وأرمن)، وسنّة وشيعة وعلويين ودروز وإسماعيليين.. وليبراليين ([[حزب الشعب]] و [[الحزب الوطني]]).. وشيوعيين وبعثيين و [[إخوان مسلمين]] !.. وكان لكل حزبٍ أو تيارٍ صُحُفُه ومنتدياته ونوابه، وأحياناً وزراؤه!.. كان الوطن يموج بالحركة والحيوية والنشاط والأمن والأمان (ما عدا فتراتٍ محدودة تعرّضت فيها الحياة الديمقراطية لبعض الانقلابات العسكرية).. إلى أن جاءت صبيحة الثامن من آذار عام [[1963]] م، فوَأَدَ الانقلابُ العسكري كل ما كان، وأُدخِلَت البلاد في نفقٍ مظلمٍ، ما تزال تعاني من وطأته حتى الآن!..


== أولاً: نُذُر الصراع وأسبابه ==
== أولاً: نُذُر الصراع وأسبابه ==


إنّ خلاف الإسلاميين مع النظام السوري الحاكم، كان في الأصل جزءاً من الخلاف بين الفكر العلماني والفكر الإسلامي، إلى أن استأثر حزب البعث بالسلطة عام 1963م، واتبع أساليب القمع والإرهاب ضد خصومه السياسيين، وقام بخطواتٍ استئصاليةٍ ضد الحركات الإسلامية عامةً في سورية، وذلك تنفيذاً لمقرراتٍ حزبيةٍ بعثيةٍ اتخذت منذ عام 1965م وما بعده، إذ صُنّفت بموجبها الحركات الإسلامية ضمن القوى الرجعية المضادة للثورة، فبدأت حملات التصفية، وفُتحت المعتقلات لأبناء الحركات الإسلامية والإسلاميين، وقد كانت حالة الطوارئ والأحكام العرفية المفروضة على البلاد منذ عام 1963م، وأساليب القمع ومحاولات استئصال الآخر التي اتبعها النظام.. كانت الخطأ الأكبر والسبب الأول والأهم، الذي أسّس للصراع بين الطرفين، كما أنّ الحرب المعلنة على الحركات الإسلامية وعلى الإسلاميين وتهديدات النظام لهم بالتصفية، والشروع في تنفيذ تهديداته بحقهم، واتهامهم اتهاماتٍ باطلة، وتحميلهم مسؤولية أحداثٍ واعتداءاتٍ لا علاقة لهم بها، واستمرار الاعتقالات والتصفيات في السجون، والإعدامات الظالمة من غير محاكمات، وفرض القانون رقم (49) لعام 1980م، الذي يحكم بالإعدام على كل مَن انتسب سابقاً وعلى كل من ينتسب حالياً أو مستقبلاً إلى [[جماعة الإخوان المسلمين]] (مجرد الانتماء)، واستمرار الملاحقات داخل الوطن وخارجه، وتنفيذ المجازر الجماعية العديدة التي باتت معروفةً للجميع، كـمجزرة سجن تدمر، ومجازر حماة، وحلب، وجسر الشغور، و.. كل ذلك قاد إلى حالة الاحتقان القصوى، ثم إلى تفجّر الصراع بين الطرفين!..
إنّ خلاف الإسلاميين مع النظام السوري الحاكم، كان في الأصل جزءاً من الخلاف بين الفكر العلماني والفكر الإسلامي، إلى أن استأثر [[حزب البعث]] بالسلطة عام [[1963]] م، واتبع أساليب القمع والإرهاب ضد خصومه السياسيين، وقام بخطواتٍ استئصاليةٍ ضد الحركات الإسلامية عامةً في [[سورية]]، وذلك تنفيذاً لمقرراتٍ حزبيةٍ بعثيةٍ اتخذت منذ عام [[1965]] م وما بعده، إذ صُنّفت بموجبها الحركات الإسلامية ضمن القوى الرجعية المضادة للثورة، فبدأت حملات التصفية، وفُتحت المعتقلات لأبناء الحركات الإسلامية والإسلاميين، وقد كانت حالة الطوارئ والأحكام العرفية المفروضة على البلاد منذ عام [[1963]] م، وأساليب القمع ومحاولات استئصال الآخر التي اتبعها النظام.. كانت الخطأ الأكبر والسبب الأول والأهم، الذي أسّس للصراع بين الطرفين، كما أنّ الحرب المعلنة على الحركات الإسلامية وعلى الإسلاميين وتهديدات النظام لهم بالتصفية، والشروع في تنفيذ تهديداته بحقهم، واتهامهم اتهاماتٍ باطلة، وتحميلهم مسؤولية أحداثٍ واعتداءاتٍ لا علاقة لهم بها، واستمرار الاعتقالات والتصفيات في السجون، والإعدامات الظالمة من غير محاكمات، وفرض القانون رقم (49) لعام [[1980]] م، الذي يحكم بالإعدام على كل مَن انتسب سابقاً وعلى كل من ينتسب حالياً أو مستقبلاً إلى [[جماعة الإخوان المسلمين]] (مجرد الانتماء)، واستمرار الملاحقات داخل الوطن وخارجه، وتنفيذ المجازر الجماعية العديدة التي باتت معروفةً للجميع، كـمجزرة سجن تدمر، و [[مجازر حماة]]، وحلب، وجسر الشغور، و.. كل ذلك قاد إلى حالة الاحتقان القصوى، ثم إلى تفجّر الصراع بين الطرفين!..


== ثانياً: انقلاب البعث وبداية احتدام الصراع (في عام 1963م) ==
== ثانياً: انقلاب البعث وبداية احتدام الصراع (في عام [[1963]] م) ==


لقد كان انقلاب الثامن من آذار عام 1963م كارثةً حقيقيةً ما تزال سورية تعاني منها حتى اليوم، إذ دخلت البلاد في نفق حكم الحزب الواحد، فقُمِعَ الإنسان السوريّ على نحوٍ لم يسبق له مثيل في تاريخه، وأُدخِلَت سورية في مرحلة تدمير البنية التحتية الأساسية للمجتمع، عبر صراعاتٍ طبقيةٍ اتخذت فيما بعد الصبغة الطائفية الواضحة، حين فتح حزب البعث الباب على مصراعيه أمام أبناء الطائفة العلوية، لتمسك بزمام الأمور ومفاصل القوّة الحقيقية والسلطة في البلاد، وبدأت تظهر الحالة العدائية الحزبية للإسلام، عبر تحدي قِيَمِه وعقيدته، وإكراه الناس على عقائد وسلوكياتٍ معاديةٍ لعقيدة الإسلام، وعبر منهجٍ تدميريٍ تمتعت به كل الحكومات المتعاقبة.. فمن أدبياتهم في تلك المرحلة:
لقد كان انقلاب الثامن من آذار عام [[1963]] م كارثةً حقيقيةً ما تزال [[سورية]] تعاني منها حتى اليوم، إذ دخلت البلاد في نفق حكم [[الحزب الواحد]] ، فقُمِعَ الإنسان السوريّ على نحوٍ لم يسبق له مثيل في تاريخه، وأُدخِلَت [[سورية]] في مرحلة تدمير البنية التحتية الأساسية للمجتمع، عبر صراعاتٍ طبقيةٍ اتخذت فيما بعد الصبغة الطائفية الواضحة، حين فتح [[حزب البعث]] الباب على مصراعيه أمام أبناء الطائفة العلوية، لتمسك بزمام الأمور ومفاصل القوّة الحقيقية والسلطة في البلاد، وبدأت تظهر الحالة العدائية الحزبية للإسلام، عبر تحدي قِيَمِه وعقيدته، وإكراه الناس على عقائد وسلوكياتٍ معاديةٍ لعقيدة [[الإسلام]]، وعبر منهجٍ تدميريٍ تمتعت به كل الحكومات المتعاقبة.. فمن أدبياتهم في تلك المرحلة:


آمنتُ بالبعثِ رباً لا شريكَ لهُ         
آمنتُ بالبعثِ رباً لا شريكَ لهُ         
:::::وبالعروبةِ دِيناً ما لهُ ثانـي
:::::وبالعروبةِ دِيناً ما لهُ ثانـي


كان وثوب حزب البعث إلى السلطة نقطة انعطافٍ خطيرةٍ في تاريخ سورية، فقد عمد إلى مصادرة الحريات العامة، وحلّ الأحزاب السياسية، وإغلاق الصحف والمجلات ومنابر الرأي، وفرض الأحكام العرفية، واحتكار وسائل الإعلام، وإلغاء كل دورٍ للمعارضة السياسية! فقد بدأ في سورية حكمٌ فرديّ، عطّل الحياة السياسية، ولاحق الأحرار وأصحاب الرأي المخالف وطاردهم، وأعلن قوائم طويلةً للإقصاء المدنيّ، كان ضحاياه مئات رجال الفكر والدين والسياسة، وتشبّث بالشعارات والأدبيّات الاستبدادية، وتبنّى عقيدة (العنف الثوري) لتصفية خصومه المخالفين له في الرأي، ولم ينجُ من عواقب هذا السلوك حتى رجال البعث أنفسهم، عبر التصفيات البينية، والانقلابات العسكرية التي وقعت من قِبَل بعضهم على بعضهم الآخر!..
كان وثوب [[حزب البعث]] إلى السلطة نقطة انعطافٍ خطيرةٍ في تاريخ [[سورية]]، فقد عمد إلى مصادرة الحريات العامة، وحلّ [[الأحزاب]] السياسية، وإغلاق الصحف والمجلات ومنابر الرأي، وفرض الأحكام العرفية، واحتكار وسائل الإعلام، وإلغاء كل دورٍ للمعارضة السياسية! فقد بدأ في [[سورية]] حكمٌ فرديّ، عطّل الحياة السياسية، ولاحق الأحرار وأصحاب الرأي المخالف وطاردهم، وأعلن قوائم طويلةً للإقصاء المدنيّ، كان ضحاياه مئات رجال الفكر والدين و [[السياسة]]، وتشبّث بالشعارات والأدبيّات الاستبدادية، وتبنّى عقيدة (العنف الثوري) لتصفية خصومه المخالفين له في الرأي، ولم ينجُ من عواقب هذا السلوك حتى رجال البعث أنفسهم، عبر التصفيات البينية، والانقلابات العسكرية التي وقعت من قِبَل بعضهم على بعضهم الآخر!..


أمام شدّة الهجمة القمعية، وتحت وطأة الاستبداد الدمويّ، التي بدأت بفرض قانون الطوارئ الصادر بالأمر العسكري رقم (2) وتاريخ (8/3/1963م)، أمام ذلك كله.. أخلى كثير من القوى السياسية الساحةَ، وتُرك المجتمع السوريّ وحده يواجه البطش والتنكيل وعمليات التضليل الأيديولوجي والفكري!.. لكنّ جماعة ([[الإخوان المسلمين]])، على الرغم من أنها كانت في رأس قائمة الاستئصال.. فقد وَعَتْ أنها دخلت مرحلةً صعبةً قاسيةً من التحدي الفكري والعقدي والنفسي، فقرّرت خوض الصراع الشامل المفروض: فكرياً ودعوياً وعقدياً وتربوياً، وذلك من منطلق أنّ الدعوة فرض عينٍ على كل مسلم، وأنّ الدفاع عن عقيدة المجتمع السوري وإسلامه واجب شرعيّ لا يمكن التخلي عنه، وهذا ما بدأ يطبع الفكر الإخواني وحركة الجماعة بطابعٍ مميّز، مختلفٍ عن سائر العهود الماضية السابقة لهذه المرحلة، كما فرض على الجماعة طابع التنظيم السرّي مع المحافظة على علنية الدعوة، وذلك لتحفظ أبناءها من شرّ الاستبداد، وتحافظ في نفس الوقت على مسيرة العمل الدعويّ الإسلاميّ.
أمام شدّة الهجمة القمعية، وتحت وطأة الاستبداد الدمويّ، التي بدأت بفرض قانون الطوارئ الصادر بالأمر العسكري رقم (2) وتاريخ (8/3/[[1963]] م)، أمام ذلك كله.. أخلى كثير من القوى السياسية الساحةَ، وتُرك المجتمع السوريّ وحده يواجه البطش والتنكيل وعمليات التضليل الأيديولوجي والفكري!.. لكنّ جماعة ([[الإخوان المسلمين]])، على الرغم من أنها كانت في رأس قائمة الاستئصال.. فقد وَعَتْ أنها دخلت مرحلةً صعبةً قاسيةً من التحدي الفكري والعقدي والنفسي، فقرّرت خوض الصراع الشامل المفروض: فكرياً ودعوياً وعقدياً وتربوياً، وذلك من منطلق أنّ الدعوة فرض عينٍ على كل مسلم، وأنّ الدفاع عن عقيدة المجتمع السوري وإسلامه واجب شرعيّ لا يمكن التخلي عنه، وهذا ما بدأ يطبع الفكر الإخواني وحركة الجماعة بطابعٍ مميّز، مختلفٍ عن سائر العهود الماضية السابقة لهذه المرحلة، كما فرض على الجماعة طابع التنظيم السرّي مع المحافظة على علنية الدعوة، وذلك لتحفظ أبناءها من شرّ الاستبداد، وتحافظ في نفس الوقت على مسيرة العمل الدعويّ الإسلاميّ.


== ثالثاً: تسخين الصراع في المراحل الأولى من حكم البعث (حتى عام 1970م) ==
== ثالثاً: تسخين الصراع في المراحل الأولى من حكم البعث (حتى عام [[1970]] م) ==


تميزت هذه الفترة من حكم البعث بثلاث ميزات رئيسة:
تميزت هذه الفترة من حكم البعث بثلاث ميزات رئيسة:
سطر ٣٢: سطر ٣٢:
'''الأولى:''' بطش السلطة بالقوى المعارضة لاسيما الناصريين والإسلاميين.
'''الأولى:''' بطش السلطة بالقوى المعارضة لاسيما الناصريين والإسلاميين.


'''الثانية:''' وقوع سلسلةٍ من التصفيات والانقلابات الانشقاقية داخل حزب البعث نفسه، انتهت إلى إقصاء مؤسّسي الحزب الأصلاء وملاحقتهم، من مثل: (ميشيل عفلق، وصلاح البيطار، وشبلي العيسمي،..)!..
'''الثانية:''' وقوع سلسلةٍ من التصفيات والانقلابات الانشقاقية داخل [[حزب البعث]] نفسه، انتهت إلى إقصاء مؤسّسي الحزب الأصلاء وملاحقتهم، من مثل: ([[ميشيل عفلق]]، و [[صلاح البيطار]]، و [[شبلي العيسمي]]،..)!..


'''الثالثة:''' اشتداد زحف الأقلية العلوية باتجاه الحزب والجيش، والسيطرة عليهما، وقد تُوِّج ذلك بحركة الضابط العلوي (صلاح جديد) في 23 من شباط عام 1966م، ثم بحركة الضابط العلوي وزير الدفاع (حافظ الأسد).
'''الثالثة:''' اشتداد زحف الأقلية العلوية باتجاه الحزب والجيش، والسيطرة عليهما، وقد تُوِّج ذلك بحركة الضابط العلوي (صلاح جديد) في 23 من شباط عام [[1966]] م، ثم بحركة الضابط العلوي وزير الدفاع ([[حافظ الأسد]]).


إنّ  سيطرة شريحة طائفية على أهم مراكز القوة في الحزب والجيش السوري كان قد دُبِّر بليل، فمنذ عام 1959م، تشكّلت اللجنة العسكرية للحزب (على الرغم من قرار حلّه في عهد الوحدة) من خمسة ضباط، ثلاثة منهم علويون، هم (محمد عمران وصلاح جديد وحافظ الأسد)، واثنان إسماعيليان، هما: (عبد الكريم الجندي وأحمد المير)!.. وبعد انقلاب آذار في عام 1963م، تم توسيع تلك اللجنة العسكرية، ليصير عدد أعضائها خمسة عشر عضواً هم:
إنّ  سيطرة شريحة طائفية على أهم مراكز القوة في الحزب والجيش السوري كان قد دُبِّر بليل، فمنذ عام [[1959]] م، تشكّلت اللجنة العسكرية للحزب (على الرغم من قرار حلّه في عهد الوحدة) من خمسة ضباط، ثلاثة منهم علويون، هم ([[محمد عمران]] و[[صلاح جديد]] و[[حافظ الأسد]])، واثنان إسماعيليان، هما: ([[عبد الكريم الجندي]] و [[أحمد المير]])!.. وبعد انقلاب آذار في عام [[1963]] م، تم توسيع تلك اللجنة العسكرية، ليصير عدد أعضائها خمسة عشر عضواً هم:


- خمسة علويون: (محمد عمران، وصلاح جديد، وحافظ الأسد، وعثمان كنعان، وسليمان حداد).
- خمسة علويون: ([[محمد عمران]]، و [[صلاح جديد]]، و [[حافظ الأسد]]، و [[عثمان كنعان]]، و [[سليمان حداد]]).


- اثنان إسماعيليان: (عبد الكريم الجندي، وأحمد المير).
- اثنان إسماعيليان: ([[عبد الكريم الجندي]]، و [[أحمد المير]]).


- إثنان درزيّان: (سليم حاطوم، وحمد عبيد).
- إثنان درزيّان: ([[سليم حاطوم]]، و [[حمد عبيد]]).


- ستة من السنّة: (موسى الزعبي، ومصطفى الحاج علي، وأحمد سويداني، وأمين الحافظ، وحسين ملحم، ومحمد رباح الطويل).
- ستة من السنّة: ([[موسى الزعبي]]، و [[مصطفى الحاج علي]]، و [[أحمد سويداني]]، و [[أمين الحافظ]]، و [[حسين ملحم]]، و [[محمد رباح الطويل]]).


إن التصفيات التي وقعت في صفوف الحزب ومراكز القوى، آلت أخيراً باللجنة العسكرية إلى ثلاثةٍ من الطائفيين العلويين، هم: (محمد عمران، وصلاح جديد، وحافظ الأسد)، وانتهت أخيراً في عام 1970م، إلى (حافظ الأسد)، الذي كرّس نظاماً يوظف الطائفة، بعد أن تغلغل حشد غير مسبوق من أبناء الطائفة العلوية –فضلاً عن الحزب والجيش- في كل مفاصل الدولة السياسية والاقتصادية والأمنية.
إن التصفيات التي وقعت في صفوف الحزب ومراكز القوى، آلت أخيراً باللجنة العسكرية إلى ثلاثةٍ من الطائفيين العلويين، هم: ([[محمد عمران]]، و [[صلاح جديد]]، و [[حافظ الأسد]])، وانتهت أخيراً في عام [[1970]] م، إلى ([[حافظ الأسد]])، الذي كرّس نظاماً يوظف الطائفة، بعد أن تغلغل حشد غير مسبوق من أبناء الطائفة العلوية –فضلاً عن الحزب والجيش- في كل مفاصل الدولة السياسية والاقتصادية والأمنية.


من القضايا المهمة التي وقعت في هذه الفترة (1963-1970م)، وكان لها الأثر الكبير في تحديد معالم الصراع بين الشعب السوري والنظام الحاكم، ما يلي:
من القضايا المهمة التي وقعت في هذه الفترة ([[1963]]-[[1970]] م)، وكان لها الأثر الكبير في تحديد معالم الصراع بين الشعب السوري والنظام الحاكم، ما يلي:


'''أولاً:''' تصعيد السلطة لدرجة الصراع مع الإسلاميين و[[الإخوان]]، بتعرّضها الاستفزازيّ للمسلمين وعقيدة الإسلام، ومن الإجراءات والسلوكيات التي مارستها السلطة:
'''أولاً:''' تصعيد السلطة لدرجة الصراع مع الإسلاميين و [[الإخوان]]، بتعرّضها الاستفزازيّ للمسلمين وعقيدة [[الإسلام]]، ومن الإجراءات والسلوكيات التي مارستها السلطة:


1- إلغاء كلمة (مسلم) من البطاقة الشخصية.
1- إلغاء كلمة (مسلم) من البطاقة الشخصية.
سطر ٦٦: سطر ٦٦:
7- الاعتداء على بعض مدرّسي التربية الإسلامية، ونقل عددٍ منهم من مدارسهم نقلاً تعسّفياً.
7- الاعتداء على بعض مدرّسي التربية الإسلامية، ونقل عددٍ منهم من مدارسهم نقلاً تعسّفياً.


8- طعن أحد مؤسّسي حزب البعث، هو (زكي الأرسوزي).. بالإسلام في مقالةٍ كتبها في مجلة (جيش الشعب)، التي تحدث فيها عما سمّاها بـ (أسطورة آدم)!..وفي مقال آخر ادعى أن العهد الجاهلي هو العهد الذهبي للعرب، وأن الانحطاط بدأ مع ظهور الإسلام!!
8- طعن أحد مؤسّسي [[حزب البعث]] ، هو ([[زكي الأرسوزي]]).. ب [[الإسلام]] في مقالةٍ كتبها في مجلة (جيش الشعب)، التي تحدث فيها عما سمّاها بـ (أسطورة آدم)!..وفي مقال آخر ادعى أن العهد الجاهلي هو العهد الذهبي للعرب، وأن الانحطاط بدأ مع ظهور [[الإسلام]] !!


9- السخرية من الإسلام والمسلمين في مجلة (الفجر)، بنشر صورة حمارٍ على رأسه عمامة!..
9- السخرية من [[الإسلام]] والمسلمين في مجلة (الفجر)، بنشر صورة حمارٍ على رأسه عمامة!..


10- نشر مقالةٍ استفزازيةٍ في مجلة (جيش الشعب) الصادرة عن إدارة التوجيه المعنوي للجيش والقوات المسلحة، بقلم (إبراهيم خلاص) بتاريخ (25/4/1967م)، وفيها دعا إلى (وضع الله -جل جلاله- والأديان.. في متاحف التاريخ)!..
10- نشر مقالةٍ استفزازيةٍ في مجلة (جيش الشعب) الصادرة عن إدارة التوجيه المعنوي للجيش والقوات المسلحة، بقلم ([[إبراهيم خلاص]]) بتاريخ (25/4/[[1967]] م)، وفيها دعا إلى (وضع الله -جل جلاله- والأديان.. في متاحف التاريخ)!..


11- اعتقال مجموعةٍ كبيرةٍ من رموز الإخوان وقادتهم وأصدقائهم من الإسلاميين ورجال الدين والعلم، في عام 1966م، من حلب: الأستاذ (عادل كنعان - مدير ثانوية الغزالي)، والصيدلي (أحمد بنقسلي)، والمحامي (عبد الرحمن قره حمود)، والشيخ (عبد الفتاح أبو غدة)، والدكتور الحقوقي (محمود بابلي)، ومن دمشق: الشيخ (حسن حبنكة الميداني). ومن دير الزور كل من: الدكتور حسن هويدي، والمدرس أمين شاكر، والمدرس إبراهيم الطه، والمحامي زكريا يحيى الجابر، والمدرس يوسف طلب، والمدرس صالح طعمة، والمهندس رمضان عبود، والصيدلي جابر طعمة.
11- اعتقال مجموعةٍ كبيرةٍ من رموز [[الإخوان]] وقادتهم وأصدقائهم من الإسلاميين ورجال الدين والعلم، في عام [[1966]] م، من حلب: الأستاذ ([[عادل كنعان]] - مدير ثانوية الغزالي)، والصيدلي ([[أحمد بنقسلي]])، والمحامي ([[عبد الرحمن قره حمود]])، والشيخ ([[عبد الفتاح أبو غدة]])، والدكتور الحقوقي ([[محمود بابلي]])، ومن دمشق: الشيخ ([[حسن حبنكة الميداني]]). ومن دير الزور كل من: الدكتور [[حسن هويدي]]، والمدرس [[أمين شاكر]]، والمدرس [[إبراهيم الطه]]، والمحامي [[زكريا يحيى الجابر]]، والمدرس [[يوسف طلب]]، والمدرس [[صالح طعمة]]، والمهندس [[رمضان عبود]]، والصيدلي [[جابر طعمة]].


12- اعتقال مجموعةٍ كبيرةٍ أيضاً من رموز الإخوان وقادتهم وأصدقائهم في عام 1967م بعد فتنة (إبراهيم خلاص)، وعدم الإفراج عنهم إلا بعد انتهاء حرب حزيران، ومن الذين اعتقلوا وسجنوا:
12- اعتقال مجموعةٍ كبيرةٍ أيضاً من رموز [[الإخوان]] وقادتهم وأصدقائهم في عام [[1967]] م بعد فتنة ([[إبراهيم خلاص]])، وعدم الإفراج عنهم إلا بعد انتهاء حرب حزيران، ومن الذين اعتقلوا وسجنوا:


- في حلب: المدرسون:محمد فاروق بطل، وعبد القادر الخطيب، ومحب الدين أبو صالح، وعمر الحلواني، وسعاد السمان، والدكتور فخر الدين قباوة، و[[محمد الحسناوي]]، ومحمد ناشد، وعمر شوقي زين العابدين، وريا ض كمال، والشيخ طاهر خير الله، والمحامي الشماع،...
- في حلب: المدرسون:[[محمد فاروق بطل]]، و[[عبد القادر الخطيب]]، و[[محب الدين أبو صالح]]، و[[عمر الحلواني]]، و[[سعاد السمان]]، والدكتور [[فخر الدين قباوة]]، و[[محمد الحسناوي]]، و[[محمد ناشد]]، و[[عمر شوقي زين العابدين]]، و[[رياض كمال]]، والشيخ [[طاهر خير الله]]، والمحامي الشماع،...


- في إدلب: الشيخ نافع شامية، والدكتور عادل سفلو، والمحامي جلال حسون، والمدرس إبراهيم الديب، والمدرّس أحمد قطيع،...
- في إدلب: الشيخ [[نافع شامية]]، والدكتور [[عادل سفلو]]، والمحامي [[جلال حسون]]، والمدرس [[إبراهيم الديب]]، والمدرّس [[أحمد قطيع]]،...


- في حماة: الحاج ياسين كعيد، وشاهر خلوف، وعبد المعين حزواني، والحاج مصطفى دبيس، والشيخ عبد الحميد الأحدب، والحاج بديع عدي، والمهندس رامي علواني، والمدرس سعيد مشهور، والشيخ [[مروان حديد]]، وعبد الله السفاف، والحاج علي خير الله،...
- في حماة: الحاج [[ياسين كعيد]]، و[[شاهر خلوف]]، و[[عبد المعين حزواني]]، والحاج [[مصطفى دبيس]]، والشيخ [[عبد الحميد الأحدب]]، والحاج [[بديع عدي]]، والمهندس [[رامي علواني]]، والمدرس [[سعيد مشهور]]، والشيخ [[مروان حديد]]، و[[عبد الله السفاف]]، والحاج [[علي خير الله]]،...


- في الساحل: الشيخ مصطفى الأعسر...
- في الساحل: الشيخ [[مصطفى الأعسر]]...


- في حمص: تم اعتقال عشرين مواطناً في سجن (القلعة) الذي كان مسؤولاً عنه آنذاك (جمال طيارة) نذكر منهم: المدرس عبد الإله شربك، وعبد الوكيل صافي، وعبد القادر تدبير...
- في حمص: تم اعتقال عشرين مواطناً في سجن (القلعة) الذي كان مسؤولاً عنه آنذاك ([[جمال طيارة]]) نذكر منهم: المدرس عبد الإله شربك، و[[عبد الوكيل صافي]]، و[[عبد القادر تدبير]]...


– في دير الزور: الدكتور [[حسن هويدي]] - المدرس أمين شاكر، المدرس إبراهيم الطه، المحامي زكريا الجابر، المدرس صالح طعمة، ثابت غريب، المدرس إبراهيم سلطان، المدرس حسين حسيني، المهندس رمضان عبود، مفتي الميادين العلامة محمود مشوح.
– في دير الزور: الدكتور [[حسن هويدي]] - المدرس [[أمين شاكر]]، المدرس [[إبراهيم الطه]]، المحامي [[زكريا الجابر]]، المدرس [[صالح طعمة]]، [[ثابت غريب]]، المدرس [[إبراهيم سلطان]]، المدرس [[حسين حسيني]]، المهندس [[رمضان عبود]]، مفتي الميادين العلامة [[محمود مشوح]].




13- وقوع كارثة هزيمة حرب الخامس من حزيران في عام 1967م، التي ضاعت فيها هضبة الجولان الجبهة المنيعة جداً، حين أمر وزير الدفاع (حافظ الأسد) الجيشَ بالانسحاب الكيفي من الخطوط الأمامية وجعل نقطة الازدلاف مدينة حمص، بما يعني التخلي عن العاصمة دمشق، بعد أن أعلن في الإذاعة ببلاغٍ عسكريٍ رسميٍ ممهورٍ باسمه (وزيراً للدفاع) وبتوقيعه.. سقوط عاصمة الجولان: (القنيطرة)، بيد الجيش الصهيوني، وذلك قبل سقوطها فعلياً بثمان وأربعين ساعة.  أضف إلى ذلك نزوح كبار الضباط عن العاصمة إلى قراهم قبيل الحرب.
13- وقوع كارثة هزيمة حرب الخامس من حزيران في عام [[1967]] م، التي ضاعت فيها هضبة الجولان الجبهة المنيعة جداً، حين أمر وزير الدفاع ([[حافظ الأسد]]) الجيشَ بالانسحاب الكيفي من الخطوط الأمامية وجعل نقطة الازدلاف مدينة حمص، بما يعني التخلي عن العاصمة دمشق، بعد أن أعلن في الإذاعة ببلاغٍ عسكريٍ رسميٍ ممهورٍ باسمه (وزيراً للدفاع) وبتوقيعه.. سقوط عاصمة الجولان: (القنيطرة)، بيد الجيش الصهيوني، وذلك قبل سقوطها فعلياً بثمان وأربعين ساعة.  أضف إلى ذلك نزوح كبار الضباط عن العاصمة إلى قراهم قبيل الحرب.


14- إسراع حكومة البعث بإعدام الجاسوس الصهيوني (إلياهو كوهين) 18/5/1965م، بعد افتضاح علاقته برموز السلطة، وذلك تغطيةً لمن وراءه.
14- إسراع حكومة البعث بإعدام الجاسوس الصهيوني (إلياهو كوهين) 18/5/[[1965]] م، بعد افتضاح علاقته برموز السلطة، وذلك تغطيةً لمن وراءه.


15- تنظيم الحزب الحاكم ميليشياتٍ عمالية وجمعيات فلاحية ومنظماتٍ طلابية مسلَّحة (سميت بالحرس القومي)، وشحنها بمبادئه وأهدافه المعادية للإسلام والمسلمين، وبأحقاده ضد أبناء الوطن المخالفين له بالرأي.. ومن شعاراتهم التي رفعوها: (هات سلاح وخذ سلاح.. دين محمّد ولّى وراح)!..
15- تنظيم [[الحزب الحاكم]] ميليشياتٍ عمالية وجمعيات فلاحية ومنظماتٍ طلابية مسلَّحة (سميت بالحرس القومي)، وشحنها بمبادئه وأهدافه المعادية للإسلام والمسلمين، وبأحقاده ضد أبناء الوطن المخالفين له بالرأي.. ومن شعاراتهم التي رفعوها: (هات سلاح وخذ سلاح.. دين محمّد ولّى وراح)!..


16- صدور قراراتٍ عن المؤتمر القطري الثامن لحزب البعث المنعقد في عام 1965م، التي (تعتبر الحركات الإسلامية وخاصةً حركة [[الإخوان المسلمين]] ظاهرةً خطيرة، وأنّ الموقف منها ينبغي ألا يكون مقتصراً على الأسلوب العادي الذي يُتَّبَع مع الحركات التقليدية)!..
16- صدور قراراتٍ عن المؤتمر القطري الثامن ل [[حزب البعث]] المنعقد في عام [[1965]] م، التي (تعتبر الحركات الإسلامية وخاصةً حركة [[الإخوان المسلمين]] ظاهرةً خطيرة، وأنّ الموقف منها ينبغي ألا يكون مقتصراً على الأسلوب العادي الذي يُتَّبَع مع الحركات التقليدية)!..


17- تصريح الضابط (حافظ الأسد) من (ثكنة الشرفة) في حماة عام 1964م، بأن نية الحزب تتجه باتجاه تصفية المعارضين جسدياً، حين قال: (سنصفّي خصومنا جسدياً)!..
17- تصريح الضابط ([[حافظ الأسد]]) من (ثكنة الشرفة) في حماة عام [[1964]] م، بأن نية الحزب تتجه باتجاه تصفية المعارضين جسدياً، حين قال: (سنصفّي خصومنا جسدياً)!..


18 – قتل العميد الدمشقي (كما الدين مقصوصة) عام 1967م، وذلك برميه من نافذة مكتبه في مديرية التجنيد العامة بدمشق وإشاعة انتحاره، لاعتراضه على حصر الدعوة للاحتياط في الجيش لأبناء مناطق محددة في سورية (جبل العلويين)، وصرف الدعوة عن أبناء مناطق أخرى بمنهج طائفي.
18 – قتل العميد الدمشقي ([[كمال الدين مقصوصة]]) عام [[1967]] م، وذلك برميه من نافذة مكتبه في مديرية التجنيد العامة بدمشق وإشاعة انتحاره، لاعتراضه على حصر الدعوة للاحتياط في الجيش لأبناء مناطق محددة في [[سورية]] (جبل العلويين)، وصرف الدعوة عن أبناء مناطق أخرى بمنهج طائفي.


'''ثانياً:''' وقوع بعض الصدامات بين الإسلاميين من جهة.. وبين السلطات البعثية الحاكمة من جهةٍ ثانية، ومن هذه الصدامات:
'''ثانياً:''' وقوع بعض الصدامات بين الإسلاميين من جهة.. وبين السلطات البعثية الحاكمة من جهةٍ ثانية، ومن هذه الصدامات:


1- اندلاع ثورة حماة الأولى (ثورة جامع السلطان) في نيسان عام 1964م، التي استشهد فيها أكثر من خمسين شخصاً من الإسلاميين، من مثل: (عبد الله المصري، ومنقذ صيادي، وتوفيق مدني، ومحمود نعيم، و..)، وخرج  عدد كبير منهم إلى العراق، من مثل: (الشيخ [[سعيد حوى]]، وعثمان الأمين،..)، وحُكِمَ على بعضهم بالإعدام، من مثل: ([[مروان حديد]]، وعبد الجبار سعد الدين، و..)، وهُدِمَ جامع السلطان بالسلاح وقصف الدبابات فوق رؤوس المصلين!..
1- اندلاع ثورة حماة الأولى (ثورة جامع السلطان) في نيسان عام [[1964]] م، التي استشهد فيها أكثر من خمسين شخصاً من الإسلاميين، من مثل: ([[عبد الله المصري]]، و [[منقذ صيادي]]، و [[توفيق مدني]]، و [[محمود نعيم]]، و..)، وخرج  عدد كبير منهم إلى [[العراق]]، من مثل: (الشيخ [[سعيد حوى]]، و [[عثمان الأمين]]،..)، وحُكِمَ على بعضهم بالإعدام، من مثل: ([[مروان حديد]]، و [[عبد الجبار سعد الدين]]، و..)، وهُدِمَ جامع السلطان بالسلاح وقصف الدبابات فوق رؤوس المصلين!..


2- تصدي مجموعاتٍ من الإسلاميين (كتائب محمد) للسلطة في عام 1965م، بعد اقتحام الحرس القومي الجامعَ الأمويَ في دمشق بالدبابات والسلاح، وسقوط العشرات من القتلى والجرحى داخل الجامع الأموي، من الذين كانوا فيه للصلاة، واعتقال المئات من وجوه البلد و الشباب المسلم، مثل المحامي محمد بن كمال الخطيب (حفيد بطل ميسلون يوسف العظمة) وعبد الرحيم الطباع، وخروج بعضهم إلى لبنان كضابط أمن جبهة الجولان: مصطفى خليل بريز مؤلف من (ملفات الجولان) و(سقوط الجولان)،الذي تعرض بدوره بعد ذلك بسنوات للاختطاف، والإيداع في سجن تدمر العسكري طوال ربع قرن.
2- تصدي مجموعاتٍ من الإسلاميين (كتائب محمد) للسلطة في عام [[1965]] م، بعد اقتحام الحرس القومي الجامعَ الأمويَ في دمشق بالدبابات والسلاح، وسقوط العشرات من القتلى والجرحى داخل الجامع الأموي، من الذين كانوا فيه للصلاة، واعتقال المئات من وجوه البلد و الشباب المسلم، مثل المحامي [[محمد بن كمال]] الخطيب (حفيد بطل ميسلون يوسف العظمة) و [[عبد الرحيم الطباع]]، وخروج بعضهم إلى [[لبنان]] كضابط أمن جبهة الجولان: [[مصطفى خليل بريز]] مؤلف من (ملفات الجولان) و(سقوط الجولان)،الذي تعرض بدوره بعد ذلك بسنوات للاختطاف، والإيداع في سجن تدمر العسكري طوال ربع قرن.




3 – الاضطرابات والاحتجاجات الدامية التي وقعت في عدد من المدن السورية الكبرى، بسبب مقالة(إبراهيم خلاص) التي تتطاول على الذات الإلهية في نيسان 1967م.
3 – الاضطرابات والاحتجاجات الدامية التي وقعت في عدد من المدن ال[[سورية]] الكبرى، بسبب مقالة([[إبراهيم خلاص]]) التي تتطاول على الذات الإلهية في نيسان [[1967]] م.


لقد أفرزت هذه الفترة من تاريخ سورية (1963-1970م) وضعاً سياسياً شاذاً، فقد انتُهكَت الوحدة الوطنية بصورةٍ بشعة، وبدأ الطائفيون يتخندقون حول الحكم البعثي، إلى أن انتهت مقاليد الأمر إلى اللجنة العسكرية الطائفية الثلاثية (عمران وجديد والأسد)، فاستأثر أعضاؤها بحكم سورية -حقيقةً وواقعاً- من بابها إلى محرابها؟!.. ثم وقعت التصفيات بين رؤوس مثلث الطائفيين العلويين، فآلت الأمور أخيراً إلى (حافظ الأسد)، الذي حوّل الحكم في سورية إلى حُكمٍ عائليٍ وراثيٍ بشكلٍ مطلق، بعد أن أطاح بمحمد عمران وصلاح جديد، بعد انقلاب البعثيين على حلفائهم الناصريين وإحباط انقلاب تموز 1963م، وشن حملات الإعدام والتسريح عليهم (أي على الناصريين)، ثم الإطاحة برئيس الجمهورية البعثي (أمين الحافظ) بالقوة في عام 1966م!..
لقد أفرزت هذه الفترة من تاريخ [[سورية]] ([[1963]]-[[1970]] م) وضعاً سياسياً شاذاً، فقد انتُهكَت الوحدة الوطنية بصورةٍ بشعة، وبدأ الطائفيون يتخندقون حول الحكم البعثي، إلى أن انتهت مقاليد الأمر إلى اللجنة العسكرية الطائفية الثلاثية (عمران وجديد والأسد)، فاستأثر أعضاؤها بحكم [[سورية]] -حقيقةً وواقعاً- من بابها إلى محرابها؟!.. ثم وقعت التصفيات بين رؤوس مثلث الطائفيين العلويين، فآلت الأمور أخيراً إلى ([[حافظ الأسد]])، الذي حوّل الحكم في [[سورية]] إلى حُكمٍ عائليٍ وراثيٍ بشكلٍ مطلق، بعد أن أطاح ب [[محمد عمران]] و [[صلاح جديد]]، بعد انقلاب البعثيين على حلفائهم الناصريين وإحباط انقلاب تموز [[1963]] م، وشن حملات الإعدام والتسريح عليهم (أي على الناصريين)، ثم الإطاحة برئيس الجمهورية البعثي ([[أمين الحافظ]]) بالقوة في عام [[1966]] م!..


== ثالثاً: تبلور الصراع واشتداده في عهد حافظ الأسد (1970-2000م) ==
== ثالثاً: تبلور الصراع واشتداده في عهد [[حافظ الأسد]] ([[1970]]-[[2000]] م) ==


لقد بيّنا آنفاً، أنّ حزب البعث قفز إلى السلطة عن طريق تغلغله في الجيش، وأنّ شرائح من الأقليات تغلغلت في الحزب والجيش، ثم قفزت شريحة علوية، من الذين لا تتجاوز نسبة طائفتهم (8%) من عدد سكان سورية.. قفزوا إلى الحزب والجيش والسلطة، ثم قفز وزير الدفاع (حافظ الأسد) لاستلام الحكم، بعد أن قام بمجموعة تصفياتٍ ضد منافسيه وشركائه، منها:
لقد بيّنا آنفاً، أنّ [[حزب البعث]]  قفز إلى السلطة عن طريق تغلغله في الجيش، وأنّ شرائح من الأقليات تغلغلت في الحزب والجيش، ثم قفزت شريحة علوية، من الذين لا تتجاوز نسبة طائفتهم (8%) من عدد سكان [[سورية]].. قفزوا إلى الحزب والجيش والسلطة، ثم قفز وزير الدفاع ([[حافظ الأسد]]) لاستلام الحكم، بعد أن قام بمجموعة تصفياتٍ ضد منافسيه وشركائه، منها:


1- قام بتاريخ (16/11/1970م) بانقلابٍ عسكريٍ داخل السلطة الحاكمة، اعتقل بموجبها –بالتعاون مع مؤيديه- العناصر المناوئة له من كبار رجال السلطة، على رأسهم: رئيس الجمهورية (نور الدين الأتاسي)، واللواء (صلاح جديد)، ورئيس الوزراء (يوسف زعيّن)، ثم دعا الشعب (أي حافظ الأسد)، لانتخابه مرشحاً وحيداً لرئاسة الجمهورية!..
1- قام بتاريخ (16/11/[[1970]] م) بانقلابٍ عسكريٍ داخل السلطة الحاكمة، اعتقل بموجبها –بالتعاون مع مؤيديه- العناصر المناوئة له من كبار رجال السلطة، على رأسهم: رئيس الجمهورية ([[نور الدين الأتاسي]])، واللواء ([[صلاح جديد]])، ورئيس الوزراء ([[يوسف زعيّن]])، ثم دعا الشعب (أي [[حافظ الأسد]])، لانتخابه مرشحاً وحيداً لرئاسة الجمهورية!..


2- احتل الانقلابيون بقيادة (حافظ الأسد) مكاتب الحزب والمنظمات الشعبية.
2- احتل الانقلابيون بقيادة ([[حافظ الأسد]]) مكاتب الحزب والمنظمات الشعبية.


3- أمر الأسد باعتقال قادة الحزب، خاصةً أعضاء المؤتمر القومي الاستثنائي، الذين كانوا قد أعفوه مع زميله رئيس الأركان (مصطفى طلاس) من منصبيهما، وقد هرب من استطاع الهرب من أعضاء المؤتمر المذكور إلى لبنان.
3- أمر الأسد باعتقال قادة الحزب، خاصةً أعضاء المؤتمر القومي الاستثنائي، الذين كانوا قد أعفوه مع زميله رئيس الأركان ([[مصطفى طلاس]]) من منصبيهما، وقد هرب من استطاع الهرب من أعضاء المؤتمر المذكور إلى [[لبنان]].


4- تخلّص من رئيس مخابرات الأمن القومي (عبد الكريم الجندي)، وادعى انتحاره.
4- تخلّص من رئيس مخابرات الأمن القومي ([[عبد الكريم الجندي]])، وادعى انتحاره.


5- دبّر بتاريخ (4/3/1972م)، اغتيال شريكه في اللجنة العسكرية الثلاثية (محمد عمران)، في (طرابلس- لبنان).
5- دبّر بتاريخ (4/3/[[1972]] م)، اغتيال شريكه في اللجنة العسكرية الثلاثية ([[محمد عمران]])، في (طرابلس- [[لبنان]]).


منذ سيطرته على رأس هرم السلطة، بدأ (حافظ الأسد) بصياغة المجتمع السوري صياغةً مخالفةً لدين الشعب وعقيدته وتوجّهاته الفطرية الإسلامية، باتجاه التغريب والضلال والفساد والانحراف عن الإسلام، فكرياً وثقافياً وعقدياً وتعليمياً وإعلامياً وتربوياً واجتماعياً وأخلاقياً، وسخّر أجهزة الدولة وأجهزة الحزب كلها لسلخ الأمة عن قِيَمِها وإسلامها!.. ولفهم حقائق الصراع مع النظام الحاكم في هذا العهد (منذ عام 1970م)، وتسهيلاً للتقصي والبحث.. فإننا سنجزّئ هذه المرحلة من الصراع ما بين الإسلام والنظام الحاكم، إلى ثلاث مراحل:
منذ سيطرته على رأس هرم السلطة، بدأ ([[حافظ الأسد]]) بصياغة المجتمع السوري صياغةً مخالفةً لدين الشعب وعقيدته وتوجّهاته الفطرية الإسلامية، باتجاه التغريب والضلال والفساد والانحراف عن [[الإسلام]]، فكرياً وثقافياً وعقدياً وتعليمياً وإعلامياً وتربوياً واجتماعياً وأخلاقياً، وسخّر أجهزة الدولة وأجهزة الحزب كلها لسلخ الأمة عن قِيَمِها وإسلامها!.. ولفهم حقائق الصراع مع النظام الحاكم في هذا العهد (منذ عام [[1970]] م)، وتسهيلاً للتقصي والبحث.. فإننا سنجزّئ هذه المرحلة من الصراع ما بين [[الإسلام]] والنظام الحاكم، إلى ثلاث مراحل:


المرحلة الأولى (1970-1979م): تكامل عوامل الصراع
المرحلة الأولى ([[1970]]-[[1979]] م): تكامل عوامل الصراع


2- المرحلة الثانية (1979-1982م): الانفجار الشامل
2- المرحلة الثانية ([[1979]]-[[1982]]م): الانفجار الشامل


3- المرحلة الثالثة (1983-2000م): الصراع السياسي والإعلامي والأمني
3- المرحلة الثالثة ([[1983]]-[[2000]] م): الصراع السياسي والإعلامي والأمني
== موضوعات ذات صلة ==
<div class="reflist4" style="height: 600px; overflow: auto; padding: 3px" >
'''الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين'''


*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان (الإخوان وتطبيق الشريعة)]]
{{روابط الإخوان في سوريا}}
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة الأولى)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة الثانية)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة الثالثة)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة الرابعة)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة الخامسة)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة السادسة)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة السابعة)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة التاسعة)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة العاشرة)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة الحادية عشرة)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة الثانية عشرة)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة الثالثة عشرة)]]
*[[الشجرة الطيبة دعوة الإخوان المسلمين (الحلقة الرابعة عشرة)]]
 
'''الإخوان المسلمون من النشأة إلي الحل'''
 
*[[الإخوان المسلمون من النشأة إلى الحل...الحلقة الأولى ]]
*[[الإخوان المسلمون من النشأة إلى الحل...الحلقة الثانية]]
*[[الإخوان المسلمون من النشأة إلى الحل...الحلقة الثالثة]]
*[[الإخوان المسلمون من النشأة إلى الحل...الحلقة الرابعة]]
*[[الإخوان المسلمون من النشأة إلى الحل...الحلقة الخامسة]]
*[[الإخوان المسلمون من النشأة إلى الحل...الحلقة السادسة]]
 
'''الإخوان المسلمون والأزهر الشريف'''
 
*[[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف (1) ]]
*[[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف (2)]]
*[[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف (3)]]
*[[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف (4)]]
*[[الإخوان المسلمون والأزهر الشريف (الحلقة الأخيرة)]]
 
'''الإخوان المسلمون والسياسة الحزبية'''
 
*[[الإخوان المسلمون والسياسة الحزبية (1)]]
*[[الإخوان المسلمون والسياسة الحزبية (2)]]
*[[الإخوان المسلمون والسياسة الحزبية (3)]]
*[[الإخوان المسلمون والسياسة الحزبية (4)]]
*[[الإخوان المسلمون والسياسة الحزبية (5)]]
*[[الإخوان المسلمون والسياسة الحزبية (6)]]
*[[الإخوان المسلمون والسياسة الحزبية (7)]]
 
'''الإخوان المسلمون والأقباط'''
 
*[[الإخوان المسلمون والأقباط (1)]]
*[[ الإخوان المسلمون والأقباط (2)]]
 
'''الإخوان المسلمون وأسباب الصدام مع الأنظمة المتعاقبة'''
 
*[[الإخوان المسلمون وأسباب الصدام مع الأنظمة المتعاقبة (1-2)]]
*[[الإخوان المسلمون وأسباب الصدام مع الأنظمة المتعاقبة (2-2)]]
 
'''الإخوان المسلمون واليهود'''
 
*[[الإخوان المسلمون واليهود (1)]]
*[[الإخوان المسلمون واليهود (2)]]
 
'''الإخوان المسلمون وعلاقتهم بجمعية الشبان المسلمين'''
 
*[[الإخوان المسلمون وعلاقتهم بجمعية الشبان المسلمين (1)]]
*[[الإخوان المسلمون وعلاقتهم بجمعية الشبان المسلمين (2)]]
 
'''الإخوان وإصلاح التعليم'''
 
*[[الإخوان وإصلاح التعليم (1)]]
*[[الإخوان وإصلاح التعليم.. مواجهة التبشير في المدارس الأجنبية (2)]]
*[[الإخوان وإصلاح التعليم المدني (3)]]
*[[الإخوان وإصلاح التعليم الأزهري (4)]]
 
'''الإخوان ونصرة فلسطين'''
 
*[[الإخوان ونصرة فلسطين المسلمة]]
*[[الإخوان ونصرة فلسطين.. البداية]]
*[[الإخوان ونصرة فلسطين.. الوسائل العملية]]
*[[الإخوان ونصرة فلسطين.. ماديًّا وإعلاميًّا]]
*[[الإخوان ونصرة فلسطين.. نشر القضية والمقاطعة]]
 
'''الظروف السائدة بمصر قبل نشأة جماعة الإخوان'''
 
*[[الظروف السائدة بمصر قبل نشأة جماعة الإخوان (1)]]
*[[الظروف السائدة بمصر قبل نشأة جماعة الإخوان (2)]]
 
'''جهود الإخوان نحو فلسطين'''
 
*[[جهود الإخوان نحو فلسطين (الحلقة الأولى)]]
*[[جهود الإخوان نحو فلسطين (الحلقة الثانية)]]
*[[جهود الإخوان نحو فلسطين (الحلقة الثالثة)]]
*[[جهود الإخوان نحو فلسطين (الحلقة الرابعة)]]
*[[جهود الإخوان نحو فلسطين (الحلقة الخامسة)]]
*[[جهود الإخوان نحو فلسطين (الحلقة السادسة)]]
*[[جهود الإخوان نحو فلسطين.. حرب 1948م]]
 
'''شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر'''
 
*[[شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر]]
*[[شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر ( 1 )]]
*[[شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر ( 2 )]]
*[[شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر ( 3 )]]
*[[شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر ( 4 )]]
*[[شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر ( 5 )]]
*[[شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر ( 7 )]]
*[[شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر ( 8 )]]
*[[شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية في مصر ( 9 )]]
 
'''شهداء (الإخوان) في معارك القناة'''
 
*[[شهداء (الإخوان) في معارك القناة 1951م=1954م (1)]]
*[[ شهداء (الإخوان) في معارك القناة (1951م-1954م) (2)]]
*[[شهداء (الإخوان) في معارك القناة (1951م-1954م) (3)]]
*[[شهداء الإخوان المسلمين في مصـر (1928م- 1981م)]]
 
'''كيف ساند الإخوان الثورة؟'''
 
*[[كيف ساند الإخوان الثورة؟ (1)]]
*[[كيف ساند الإخوان الثورة؟ (2)]]
 
'''ما قبل "الإخوان المسلمين"'''
 
*[[ ما قبل "الإخوان المسلمين"الظروف الاجتماعية]]
*[[ما قبل "الإخوان المسلمين"الظروف الاقتصادية]]
*[[ما قبل "الإخوان المسلمين"الظروف السياسية]]
*[[ما قبل "الإخوان المسلمين"الظروف الفكرية والثقافية]]
*[[ما قبل "الإخوان": نشأة أوجبتها حاجة المجتمع]]
 
'''مظاهر الإصلاح الاقتصادي عند الإخوان المسلمين'''
 
*[[مظاهر الإصلاح الاقتصادي عند الإخوان المسلمين (2)]]
*[[مظاهر الإصلاح الاقتصادي عند الإخوان المسلمين (3)]]
 
'''مواقف الإخوان'''
 
*[[موقف الإخوان من التوسل والصوفية ]]
*[[موقف الإخوان من العروبة]]
*[[موقف الإخوان من القومية والجامعة والوحدة العربية]]
*[[موقف الإخوان من المفاوضات مع الإنجليز]]
*[[موقف الإخوان من الوحدة الوطنية "الأقليات"]]
*[[موقف الإخوان من الوطنية]]
 
'''موضوعات متنوعة'''
 
*[[الإخوان المسلمون واسترداد التبة 86]]
*[[الإخوان المسلمون والأسلحة .. والإنجليز]]
*[[الإخوان المسلمون والاقتصاد الإسلامي]]
*[[الإخوان المسلمون والتعددية السياسية]]
*[[الإخوان المسلمون والجمعية الشرعية وأنصار السنة]]
*[[الإخوان المسلمون والجهاد ضد الإنجليز في القنال 1951م]]
*[[الإخوان المسلمون والصوفية]]
*[[الإخوان المسلمون والعمل السرى والعنف]]
*[[الإخوان المسلمون والمسرح الإسلامي]]
*[[الإخوان المسلمون والنشاط الرياضي]]
*[[الإخوان المسلمون وحرب القنال عام 1951م (1-2)]]
*[[الإخوان المسلمون ودورهم في حرب فلسطين 1948م]]
*[[الإخوان المسلمون وعلاقتهم بباكستان]]
*[[الإخوان المسلمون وقضية فلسطين]]
*[[الإخوان المسلمون وكلام الصحافة]]
*[[الإخوان المسلمون ونصرة العالم العربي والإسلامي]]
*[[الإخوان المسلمون يعودون لمركزهم العام]]
*[[الإخوان المسلمون.. بين سخط المؤيدين وغضب المعارضين]]
*[[الإخوان المسلمون.. ثمانون عامًا من الفهم العميق]]
*[[الإخوان المسلمون.. والإصلاح السياسي]]
*[[الإخوان المسلمين فى ليبيا]]
*[[الإخوان المسلمين فى مصر]]
*[[الإخوان في أوروبا ومسيرة المراجعات.. بريطانيا نموذجا]]
*[[الإخوان .. وفلسطين]]
*[[الإخوان من الإصلاح الاجتماعي إلى الإصلاح السياسي]]
*[[الإخوان و الحركة الطلابية]]
*[[الإخوان و الفلاح]]
*[[الإخوان والأعياد.. نماذج مضيئة]]
*[[الإخوان والتعليم ومحو الأمية]]
*[[الإخوان والخدمات الصحية]]
*[[الإخوان والعراق، المأساة الغامضة]]
*[[الإخوان والقضية الفلسطينية]]
*[[الإخوان وتحديات المستقبل]]
*[[الإخوان وقضية فلسطين]]
*[[الإخوان ومحاربة التبشير]]
*[[الإخوان...نماذج من وقوفهم مع العمال في قضاياهم]]
*[[الإخوان...ومحاربة التبشير في مطلع القرن العشرين]]
*[[الإستماع إلى الإخوان المسلمين إلى النهاية]]
*[[الاخوان المسلمون بين الحل والقانون]]
*[[البرنامج الانتخابي للإخوان المسلمين 2005]]
*[[الجماعة الإسلامية خيارات متعددة ومسؤولية واحدة مشتركة]]
*[[الحملة الإعلامية على الإخوان]]
*[[القادة العسكريون يتحدثون عن جهاد الإخوان في فلسطين]]
*[[القرضاوي:الإخوان أفضل جماعة]]
*[[القضاء يشهد بتعذيب الإخوان المسلمين]]
*[[الملوك والزعماء يشهدون ببسالة الإخوان في فلسطين]]
*[[الوجود القانوني للإخوان المسلمين]]
*[[انسحاب الإخوان من جبهة الخلاص الوطني]]
*[[اهتمام الإخوان بقضية فلسطين]]
*[[برنامج الإخوان المسلمين في مصر للإصلاح]]
*[[بيان الإخوان بمناسبة قيام الثورة]]
*[[بيان الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين عن أحداث فلسطين سنة 1948]]
*[[بيان من الإخوان بمناسبة إنعقاد القمة العربية في قطر]]
*[[تأسيس دعوة الإخوان بالإسماعيلية]]
*[[تاريخ الإخوان في سوريا]]
*[[تاريخ العمل الطلابي في الإخوان]]
*[[تغيير القيادة وحل الإخوان]]
*[[تفاصيل مذبحة الاخوان المسلمين في ليمان طره 1/6/1957]]
*[[تقرير عن عبدالناصر ومحاولته القضاء على الإخوان]]
*[[جريدة (الإخوان) الأسبوعية تقاوم التبشير]]
*[[جماعة الإخوان المسلمين تقاضي وزير الداخلية لاستمرار إغلاق مقرها بالقاهرة]]
*[[جماعة الاخوان المسلمين- حركه فى الماضى وامل فى المستقبل]]
*[[جهاد الإخوان المسلمين في القناه وفلسطين]]
*[[جهود قسم طلبة الإخوان في المجتمع]]
*[[حملة إعتقالات بمحافظة الشرقية ضد قيادات الإخوان]]
*[[حملة إعتقالات تطال 22 من قيادات الإخوان]]
*[[رأي الإخوان بالإعتقالات الأخيرة]]
*[[رؤية الجماعة للوضع الراهن والمستقبل]]
*[[ شاهد على تأسيس دعوة الإخوان في فلسطين]]
*[[شهادة صحفي مسيحي على مذبحة الإخوان في ليمان طرة]]
*[[شُعَب (الإخوان) تقاوم التبشير في كل أنحاء مصر]]
*[[صحافة الإخوان والدفاع عن العمال]]
*[[صراع الإخوان في سورية مع حزب البعث]]
*[[عاجل إلي الإخوان]]
*[[علاقة الإخوان المسلمين بألمانيا النازية]]
*[[قرار حل جماعة الإخوان المسلمين]]
*[[قصة الإخوان المسلمين في فلسطين]]
*[[كتلة الإخوان أربع سنوات من العطاء]]
*[[لماذا يعتقل الإخوان]]
*[[ماذا يعني انتمائي لجماعة الإخوان]]
*[[مذبحة الإخوان في ليمان طرة]]
*[[مذكرة (الإخوان المسلمون) إلى اللجنة التحضيرية لمؤتمر الوحدة العربية]]
*[[مصر تستهدف المعتدلين في جماعة الإخوان المسلمين]]
*[[مصر قبل ظهور دعوة الإخوان]]
*[[من مواقف الإخـوان في دعـم الثورة]]
*[[من هم الإخوان ؟ وماذا يريدون ؟]]
*[[منهج الإخوان في الإصلاح والتجديد]]
*[[موقف السلطات السورية من الإخوان المسلمين وإلغاء القانون 49]]
*[[نشأة دعوة الإخوان المسلمين ببورسعيد]]
*[[نشأة الجماعة واهتمامها بالقضية الفلسطينية]]
</div><noinclude> </noinclude>


[[تصنيف:أحداث صنعت التاريخ]]
[[تصنيف:أحداث صنعت التاريخ]]
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]
[[تصنيف:تصفح الويكيبيديا]]

المراجعة الحالية بتاريخ ١٧:٠٤، ٣٠ يونيو ٢٠١١


صراع الإخوان في سورية مع حزب البعث

سوريا.gif

المشكلة الكبرى التي واجهها الإخوان المسلمون ودفعوا ثمنها، هي أنهم لا يقبلون للجيش الذي يُبنى ليحمي الوطن، أن يكون وسيلةً للقفز إلى السلطة، وأنّ الدّبابة يمكن أن تحلّ محلّ صندوق الاقتراع!.. هذا التصوّر الذي عمل به الآخرون، فتمكّنوا من السيطرة على مقاليد الجيش والآلة العسكرية التي فرضوا من خلالها أنفسهم على الوطن والشعب، وأزاحوا عن الخريطة الوطنية كل القوى السياسية التي يمكن أن تنافسهم!..

إنّ أطيب ثمرات مرحلة الحرية في أجواء الوطن بشكلٍ عام، هي ظهور قدرة الإنسان السوري على أن يتحمّل مسؤولية الخيار الديمقراطي، وأن يعيش تجربته بنجاحٍ واقتدار، وأن يحقق تلاحماً وطنياً حقيقياً، يضم تعدّديةً عرقيةً ودينية ومذهبية وسياسية، تنصهر كلها في بوتقة عملٍ وطنيٍ شامل، تسدّده وتُغينه وتطوّره.

فالنسيج السكانيّ السوريّ يتشكّل من: عربٍ وأكراد وشركس وتركمان ومسلمين ومسيحيين (كاثوليك وأرثوذوكس وبروتستانت وأرمن)، وسنّة وشيعة وعلويين ودروز وإسماعيليين.. وليبراليين (حزب الشعب و الحزب الوطني).. وشيوعيين وبعثيين و إخوان مسلمين !.. وكان لكل حزبٍ أو تيارٍ صُحُفُه ومنتدياته ونوابه، وأحياناً وزراؤه!.. كان الوطن يموج بالحركة والحيوية والنشاط والأمن والأمان (ما عدا فتراتٍ محدودة تعرّضت فيها الحياة الديمقراطية لبعض الانقلابات العسكرية).. إلى أن جاءت صبيحة الثامن من آذار عام 1963 م، فوَأَدَ الانقلابُ العسكري كل ما كان، وأُدخِلَت البلاد في نفقٍ مظلمٍ، ما تزال تعاني من وطأته حتى الآن!..

أولاً: نُذُر الصراع وأسبابه

إنّ خلاف الإسلاميين مع النظام السوري الحاكم، كان في الأصل جزءاً من الخلاف بين الفكر العلماني والفكر الإسلامي، إلى أن استأثر حزب البعث بالسلطة عام 1963 م، واتبع أساليب القمع والإرهاب ضد خصومه السياسيين، وقام بخطواتٍ استئصاليةٍ ضد الحركات الإسلامية عامةً في سورية، وذلك تنفيذاً لمقرراتٍ حزبيةٍ بعثيةٍ اتخذت منذ عام 1965 م وما بعده، إذ صُنّفت بموجبها الحركات الإسلامية ضمن القوى الرجعية المضادة للثورة، فبدأت حملات التصفية، وفُتحت المعتقلات لأبناء الحركات الإسلامية والإسلاميين، وقد كانت حالة الطوارئ والأحكام العرفية المفروضة على البلاد منذ عام 1963 م، وأساليب القمع ومحاولات استئصال الآخر التي اتبعها النظام.. كانت الخطأ الأكبر والسبب الأول والأهم، الذي أسّس للصراع بين الطرفين، كما أنّ الحرب المعلنة على الحركات الإسلامية وعلى الإسلاميين وتهديدات النظام لهم بالتصفية، والشروع في تنفيذ تهديداته بحقهم، واتهامهم اتهاماتٍ باطلة، وتحميلهم مسؤولية أحداثٍ واعتداءاتٍ لا علاقة لهم بها، واستمرار الاعتقالات والتصفيات في السجون، والإعدامات الظالمة من غير محاكمات، وفرض القانون رقم (49) لعام 1980 م، الذي يحكم بالإعدام على كل مَن انتسب سابقاً وعلى كل من ينتسب حالياً أو مستقبلاً إلى جماعة الإخوان المسلمين (مجرد الانتماء)، واستمرار الملاحقات داخل الوطن وخارجه، وتنفيذ المجازر الجماعية العديدة التي باتت معروفةً للجميع، كـمجزرة سجن تدمر، و مجازر حماة، وحلب، وجسر الشغور، و.. كل ذلك قاد إلى حالة الاحتقان القصوى، ثم إلى تفجّر الصراع بين الطرفين!..

ثانياً: انقلاب البعث وبداية احتدام الصراع (في عام 1963 م)

لقد كان انقلاب الثامن من آذار عام 1963 م كارثةً حقيقيةً ما تزال سورية تعاني منها حتى اليوم، إذ دخلت البلاد في نفق حكم الحزب الواحد ، فقُمِعَ الإنسان السوريّ على نحوٍ لم يسبق له مثيل في تاريخه، وأُدخِلَت سورية في مرحلة تدمير البنية التحتية الأساسية للمجتمع، عبر صراعاتٍ طبقيةٍ اتخذت فيما بعد الصبغة الطائفية الواضحة، حين فتح حزب البعث الباب على مصراعيه أمام أبناء الطائفة العلوية، لتمسك بزمام الأمور ومفاصل القوّة الحقيقية والسلطة في البلاد، وبدأت تظهر الحالة العدائية الحزبية للإسلام، عبر تحدي قِيَمِه وعقيدته، وإكراه الناس على عقائد وسلوكياتٍ معاديةٍ لعقيدة الإسلام، وعبر منهجٍ تدميريٍ تمتعت به كل الحكومات المتعاقبة.. فمن أدبياتهم في تلك المرحلة:

آمنتُ بالبعثِ رباً لا شريكَ لهُ

وبالعروبةِ دِيناً ما لهُ ثانـي

كان وثوب حزب البعث إلى السلطة نقطة انعطافٍ خطيرةٍ في تاريخ سورية، فقد عمد إلى مصادرة الحريات العامة، وحلّ الأحزاب السياسية، وإغلاق الصحف والمجلات ومنابر الرأي، وفرض الأحكام العرفية، واحتكار وسائل الإعلام، وإلغاء كل دورٍ للمعارضة السياسية! فقد بدأ في سورية حكمٌ فرديّ، عطّل الحياة السياسية، ولاحق الأحرار وأصحاب الرأي المخالف وطاردهم، وأعلن قوائم طويلةً للإقصاء المدنيّ، كان ضحاياه مئات رجال الفكر والدين و السياسة، وتشبّث بالشعارات والأدبيّات الاستبدادية، وتبنّى عقيدة (العنف الثوري) لتصفية خصومه المخالفين له في الرأي، ولم ينجُ من عواقب هذا السلوك حتى رجال البعث أنفسهم، عبر التصفيات البينية، والانقلابات العسكرية التي وقعت من قِبَل بعضهم على بعضهم الآخر!..

أمام شدّة الهجمة القمعية، وتحت وطأة الاستبداد الدمويّ، التي بدأت بفرض قانون الطوارئ الصادر بالأمر العسكري رقم (2) وتاريخ (8/3/1963 م)، أمام ذلك كله.. أخلى كثير من القوى السياسية الساحةَ، وتُرك المجتمع السوريّ وحده يواجه البطش والتنكيل وعمليات التضليل الأيديولوجي والفكري!.. لكنّ جماعة (الإخوان المسلمين)، على الرغم من أنها كانت في رأس قائمة الاستئصال.. فقد وَعَتْ أنها دخلت مرحلةً صعبةً قاسيةً من التحدي الفكري والعقدي والنفسي، فقرّرت خوض الصراع الشامل المفروض: فكرياً ودعوياً وعقدياً وتربوياً، وذلك من منطلق أنّ الدعوة فرض عينٍ على كل مسلم، وأنّ الدفاع عن عقيدة المجتمع السوري وإسلامه واجب شرعيّ لا يمكن التخلي عنه، وهذا ما بدأ يطبع الفكر الإخواني وحركة الجماعة بطابعٍ مميّز، مختلفٍ عن سائر العهود الماضية السابقة لهذه المرحلة، كما فرض على الجماعة طابع التنظيم السرّي مع المحافظة على علنية الدعوة، وذلك لتحفظ أبناءها من شرّ الاستبداد، وتحافظ في نفس الوقت على مسيرة العمل الدعويّ الإسلاميّ.

ثالثاً: تسخين الصراع في المراحل الأولى من حكم البعث (حتى عام 1970 م)

تميزت هذه الفترة من حكم البعث بثلاث ميزات رئيسة:

الأولى: بطش السلطة بالقوى المعارضة لاسيما الناصريين والإسلاميين.

الثانية: وقوع سلسلةٍ من التصفيات والانقلابات الانشقاقية داخل حزب البعث نفسه، انتهت إلى إقصاء مؤسّسي الحزب الأصلاء وملاحقتهم، من مثل: (ميشيل عفلق، و صلاح البيطار، و شبلي العيسمي،..)!..

الثالثة: اشتداد زحف الأقلية العلوية باتجاه الحزب والجيش، والسيطرة عليهما، وقد تُوِّج ذلك بحركة الضابط العلوي (صلاح جديد) في 23 من شباط عام 1966 م، ثم بحركة الضابط العلوي وزير الدفاع (حافظ الأسد).

إنّ سيطرة شريحة طائفية على أهم مراكز القوة في الحزب والجيش السوري كان قد دُبِّر بليل، فمنذ عام 1959 م، تشكّلت اللجنة العسكرية للحزب (على الرغم من قرار حلّه في عهد الوحدة) من خمسة ضباط، ثلاثة منهم علويون، هم (محمد عمران وصلاح جديد وحافظ الأسد)، واثنان إسماعيليان، هما: (عبد الكريم الجندي و أحمد المير)!.. وبعد انقلاب آذار في عام 1963 م، تم توسيع تلك اللجنة العسكرية، ليصير عدد أعضائها خمسة عشر عضواً هم:

- خمسة علويون: (محمد عمران، و صلاح جديد، و حافظ الأسد، و عثمان كنعان، و سليمان حداد).

- اثنان إسماعيليان: (عبد الكريم الجندي، و أحمد المير).

- إثنان درزيّان: (سليم حاطوم، و حمد عبيد).

- ستة من السنّة: (موسى الزعبي، و مصطفى الحاج علي، و أحمد سويداني، و أمين الحافظ، و حسين ملحم، و محمد رباح الطويل).

إن التصفيات التي وقعت في صفوف الحزب ومراكز القوى، آلت أخيراً باللجنة العسكرية إلى ثلاثةٍ من الطائفيين العلويين، هم: (محمد عمران، و صلاح جديد، و حافظ الأسد)، وانتهت أخيراً في عام 1970 م، إلى (حافظ الأسد)، الذي كرّس نظاماً يوظف الطائفة، بعد أن تغلغل حشد غير مسبوق من أبناء الطائفة العلوية –فضلاً عن الحزب والجيش- في كل مفاصل الدولة السياسية والاقتصادية والأمنية.

من القضايا المهمة التي وقعت في هذه الفترة (1963-1970 م)، وكان لها الأثر الكبير في تحديد معالم الصراع بين الشعب السوري والنظام الحاكم، ما يلي:

أولاً: تصعيد السلطة لدرجة الصراع مع الإسلاميين و الإخوان، بتعرّضها الاستفزازيّ للمسلمين وعقيدة الإسلام، ومن الإجراءات والسلوكيات التي مارستها السلطة:

1- إلغاء كلمة (مسلم) من البطاقة الشخصية.

2- تحويل مالية وزارة الأوقاف (ذات الموارد الضخمة) إلى الموازنة العامة، وبيع ممتلكاتها بأسعارٍ زهيدة، استغلها أعضاء السلطة المتنفذة، وأصبحوا من كبار الأثرياء.

3- إلغاء علامة مادة التربية الإسلامية من مجموع علامات الشهادتين الإعدادية والثانوية.

4- تعديل مادتي التربية الإسلامية والتاريخ بشكلٍ ضارٍ سافر.

5- التحرك نحو إلغاء المدارس الشرعية.

6- الاعتداء على القرآن الكريم في بعض المحافظات، لاسيما في حماة ودمشق.

7- الاعتداء على بعض مدرّسي التربية الإسلامية، ونقل عددٍ منهم من مدارسهم نقلاً تعسّفياً.

8- طعن أحد مؤسّسي حزب البعث ، هو (زكي الأرسوزي).. ب الإسلام في مقالةٍ كتبها في مجلة (جيش الشعب)، التي تحدث فيها عما سمّاها بـ (أسطورة آدم)!..وفي مقال آخر ادعى أن العهد الجاهلي هو العهد الذهبي للعرب، وأن الانحطاط بدأ مع ظهور الإسلام !!

9- السخرية من الإسلام والمسلمين في مجلة (الفجر)، بنشر صورة حمارٍ على رأسه عمامة!..

10- نشر مقالةٍ استفزازيةٍ في مجلة (جيش الشعب) الصادرة عن إدارة التوجيه المعنوي للجيش والقوات المسلحة، بقلم (إبراهيم خلاص) بتاريخ (25/4/1967 م)، وفيها دعا إلى (وضع الله -جل جلاله- والأديان.. في متاحف التاريخ)!..

11- اعتقال مجموعةٍ كبيرةٍ من رموز الإخوان وقادتهم وأصدقائهم من الإسلاميين ورجال الدين والعلم، في عام 1966 م، من حلب: الأستاذ (عادل كنعان - مدير ثانوية الغزالي)، والصيدلي (أحمد بنقسلي)، والمحامي (عبد الرحمن قره حمود)، والشيخ (عبد الفتاح أبو غدة)، والدكتور الحقوقي (محمود بابلي)، ومن دمشق: الشيخ (حسن حبنكة الميداني). ومن دير الزور كل من: الدكتور حسن هويدي، والمدرس أمين شاكر، والمدرس إبراهيم الطه، والمحامي زكريا يحيى الجابر، والمدرس يوسف طلب، والمدرس صالح طعمة، والمهندس رمضان عبود، والصيدلي جابر طعمة.

12- اعتقال مجموعةٍ كبيرةٍ أيضاً من رموز الإخوان وقادتهم وأصدقائهم في عام 1967 م بعد فتنة (إبراهيم خلاص)، وعدم الإفراج عنهم إلا بعد انتهاء حرب حزيران، ومن الذين اعتقلوا وسجنوا:

- في حلب: المدرسون:محمد فاروق بطل، وعبد القادر الخطيب، ومحب الدين أبو صالح، وعمر الحلواني، وسعاد السمان، والدكتور فخر الدين قباوة، ومحمد الحسناوي، ومحمد ناشد، وعمر شوقي زين العابدين، ورياض كمال، والشيخ طاهر خير الله، والمحامي الشماع،...

- في إدلب: الشيخ نافع شامية، والدكتور عادل سفلو، والمحامي جلال حسون، والمدرس إبراهيم الديب، والمدرّس أحمد قطيع،...

- في حماة: الحاج ياسين كعيد، وشاهر خلوف، وعبد المعين حزواني، والحاج مصطفى دبيس، والشيخ عبد الحميد الأحدب، والحاج بديع عدي، والمهندس رامي علواني، والمدرس سعيد مشهور، والشيخ مروان حديد، وعبد الله السفاف، والحاج علي خير الله،...

- في الساحل: الشيخ مصطفى الأعسر...

- في حمص: تم اعتقال عشرين مواطناً في سجن (القلعة) الذي كان مسؤولاً عنه آنذاك (جمال طيارة) نذكر منهم: المدرس عبد الإله شربك، وعبد الوكيل صافي، وعبد القادر تدبير...

– في دير الزور: الدكتور حسن هويدي - المدرس أمين شاكر، المدرس إبراهيم الطه، المحامي زكريا الجابر، المدرس صالح طعمة، ثابت غريب، المدرس إبراهيم سلطان، المدرس حسين حسيني، المهندس رمضان عبود، مفتي الميادين العلامة محمود مشوح.


13- وقوع كارثة هزيمة حرب الخامس من حزيران في عام 1967 م، التي ضاعت فيها هضبة الجولان الجبهة المنيعة جداً، حين أمر وزير الدفاع (حافظ الأسد) الجيشَ بالانسحاب الكيفي من الخطوط الأمامية وجعل نقطة الازدلاف مدينة حمص، بما يعني التخلي عن العاصمة دمشق، بعد أن أعلن في الإذاعة ببلاغٍ عسكريٍ رسميٍ ممهورٍ باسمه (وزيراً للدفاع) وبتوقيعه.. سقوط عاصمة الجولان: (القنيطرة)، بيد الجيش الصهيوني، وذلك قبل سقوطها فعلياً بثمان وأربعين ساعة. أضف إلى ذلك نزوح كبار الضباط عن العاصمة إلى قراهم قبيل الحرب.

14- إسراع حكومة البعث بإعدام الجاسوس الصهيوني (إلياهو كوهين) 18/5/1965 م، بعد افتضاح علاقته برموز السلطة، وذلك تغطيةً لمن وراءه.

15- تنظيم الحزب الحاكم ميليشياتٍ عمالية وجمعيات فلاحية ومنظماتٍ طلابية مسلَّحة (سميت بالحرس القومي)، وشحنها بمبادئه وأهدافه المعادية للإسلام والمسلمين، وبأحقاده ضد أبناء الوطن المخالفين له بالرأي.. ومن شعاراتهم التي رفعوها: (هات سلاح وخذ سلاح.. دين محمّد ولّى وراح)!..

16- صدور قراراتٍ عن المؤتمر القطري الثامن ل حزب البعث المنعقد في عام 1965 م، التي (تعتبر الحركات الإسلامية وخاصةً حركة الإخوان المسلمين ظاهرةً خطيرة، وأنّ الموقف منها ينبغي ألا يكون مقتصراً على الأسلوب العادي الذي يُتَّبَع مع الحركات التقليدية)!..

17- تصريح الضابط (حافظ الأسد) من (ثكنة الشرفة) في حماة عام 1964 م، بأن نية الحزب تتجه باتجاه تصفية المعارضين جسدياً، حين قال: (سنصفّي خصومنا جسدياً)!..

18 – قتل العميد الدمشقي (كمال الدين مقصوصة) عام 1967 م، وذلك برميه من نافذة مكتبه في مديرية التجنيد العامة بدمشق وإشاعة انتحاره، لاعتراضه على حصر الدعوة للاحتياط في الجيش لأبناء مناطق محددة في سورية (جبل العلويين)، وصرف الدعوة عن أبناء مناطق أخرى بمنهج طائفي.

ثانياً: وقوع بعض الصدامات بين الإسلاميين من جهة.. وبين السلطات البعثية الحاكمة من جهةٍ ثانية، ومن هذه الصدامات:

1- اندلاع ثورة حماة الأولى (ثورة جامع السلطان) في نيسان عام 1964 م، التي استشهد فيها أكثر من خمسين شخصاً من الإسلاميين، من مثل: (عبد الله المصري، و منقذ صيادي، و توفيق مدني، و محمود نعيم، و..)، وخرج عدد كبير منهم إلى العراق، من مثل: (الشيخ سعيد حوى، و عثمان الأمين،..)، وحُكِمَ على بعضهم بالإعدام، من مثل: (مروان حديد، و عبد الجبار سعد الدين، و..)، وهُدِمَ جامع السلطان بالسلاح وقصف الدبابات فوق رؤوس المصلين!..

2- تصدي مجموعاتٍ من الإسلاميين (كتائب محمد) للسلطة في عام 1965 م، بعد اقتحام الحرس القومي الجامعَ الأمويَ في دمشق بالدبابات والسلاح، وسقوط العشرات من القتلى والجرحى داخل الجامع الأموي، من الذين كانوا فيه للصلاة، واعتقال المئات من وجوه البلد و الشباب المسلم، مثل المحامي محمد بن كمال الخطيب (حفيد بطل ميسلون يوسف العظمة) و عبد الرحيم الطباع، وخروج بعضهم إلى لبنان كضابط أمن جبهة الجولان: مصطفى خليل بريز مؤلف من (ملفات الجولان) و(سقوط الجولان)،الذي تعرض بدوره بعد ذلك بسنوات للاختطاف، والإيداع في سجن تدمر العسكري طوال ربع قرن.


3 – الاضطرابات والاحتجاجات الدامية التي وقعت في عدد من المدن السورية الكبرى، بسبب مقالة(إبراهيم خلاص) التي تتطاول على الذات الإلهية في نيسان 1967 م.

لقد أفرزت هذه الفترة من تاريخ سورية (1963-1970 م) وضعاً سياسياً شاذاً، فقد انتُهكَت الوحدة الوطنية بصورةٍ بشعة، وبدأ الطائفيون يتخندقون حول الحكم البعثي، إلى أن انتهت مقاليد الأمر إلى اللجنة العسكرية الطائفية الثلاثية (عمران وجديد والأسد)، فاستأثر أعضاؤها بحكم سورية -حقيقةً وواقعاً- من بابها إلى محرابها؟!.. ثم وقعت التصفيات بين رؤوس مثلث الطائفيين العلويين، فآلت الأمور أخيراً إلى (حافظ الأسد)، الذي حوّل الحكم في سورية إلى حُكمٍ عائليٍ وراثيٍ بشكلٍ مطلق، بعد أن أطاح ب محمد عمران و صلاح جديد، بعد انقلاب البعثيين على حلفائهم الناصريين وإحباط انقلاب تموز 1963 م، وشن حملات الإعدام والتسريح عليهم (أي على الناصريين)، ثم الإطاحة برئيس الجمهورية البعثي (أمين الحافظ) بالقوة في عام 1966 م!..

ثالثاً: تبلور الصراع واشتداده في عهد حافظ الأسد (1970-2000 م)

لقد بيّنا آنفاً، أنّ حزب البعث قفز إلى السلطة عن طريق تغلغله في الجيش، وأنّ شرائح من الأقليات تغلغلت في الحزب والجيش، ثم قفزت شريحة علوية، من الذين لا تتجاوز نسبة طائفتهم (8%) من عدد سكان سورية.. قفزوا إلى الحزب والجيش والسلطة، ثم قفز وزير الدفاع (حافظ الأسد) لاستلام الحكم، بعد أن قام بمجموعة تصفياتٍ ضد منافسيه وشركائه، منها:

1- قام بتاريخ (16/11/1970 م) بانقلابٍ عسكريٍ داخل السلطة الحاكمة، اعتقل بموجبها –بالتعاون مع مؤيديه- العناصر المناوئة له من كبار رجال السلطة، على رأسهم: رئيس الجمهورية (نور الدين الأتاسي)، واللواء (صلاح جديد)، ورئيس الوزراء (يوسف زعيّن)، ثم دعا الشعب (أي حافظ الأسد)، لانتخابه مرشحاً وحيداً لرئاسة الجمهورية!..

2- احتل الانقلابيون بقيادة (حافظ الأسد) مكاتب الحزب والمنظمات الشعبية.

3- أمر الأسد باعتقال قادة الحزب، خاصةً أعضاء المؤتمر القومي الاستثنائي، الذين كانوا قد أعفوه مع زميله رئيس الأركان (مصطفى طلاس) من منصبيهما، وقد هرب من استطاع الهرب من أعضاء المؤتمر المذكور إلى لبنان.

4- تخلّص من رئيس مخابرات الأمن القومي (عبد الكريم الجندي)، وادعى انتحاره.

5- دبّر بتاريخ (4/3/1972 م)، اغتيال شريكه في اللجنة العسكرية الثلاثية (محمد عمران)، في (طرابلس- لبنان).

منذ سيطرته على رأس هرم السلطة، بدأ (حافظ الأسد) بصياغة المجتمع السوري صياغةً مخالفةً لدين الشعب وعقيدته وتوجّهاته الفطرية الإسلامية، باتجاه التغريب والضلال والفساد والانحراف عن الإسلام، فكرياً وثقافياً وعقدياً وتعليمياً وإعلامياً وتربوياً واجتماعياً وأخلاقياً، وسخّر أجهزة الدولة وأجهزة الحزب كلها لسلخ الأمة عن قِيَمِها وإسلامها!.. ولفهم حقائق الصراع مع النظام الحاكم في هذا العهد (منذ عام 1970 م)، وتسهيلاً للتقصي والبحث.. فإننا سنجزّئ هذه المرحلة من الصراع ما بين الإسلام والنظام الحاكم، إلى ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى (1970-1979 م): تكامل عوامل الصراع

2- المرحلة الثانية (1979-1982م): الانفجار الشامل

3- المرحلة الثالثة (1983-2000 م): الصراع السياسي والإعلامي والأمني

للمزيد عن الإخوان في سوريا

مراقبو الإخوان في سوريا

1- الشيخ الدكتور مصطفي السباعي (1945-1964م) أول مراقباً عاماً للإخوان المسلمين بسوريا ولبنان.

2- الأستاذ عصام العطار (1964- 1973م).

3- الشيخ عبدالفتاح أبو غدة (1973-1975م).

4- الأستاذ عدنان سعد الدين (1975-1981م).

5- الدكتور حسن هويدي (1981- 1985م).

6- الدكتور منير الغضبان (لمدة ستة أشهر عام 1985م)

7- الأستاذ محمد ديب الجاجي (1985م لمدة ستة أشهر).

8- الشيخ عبدالفتاح أبو غدة (1986- 1991م)

9- د. حسن هويدي (1991- 1996م).

10- الأستاذ علي صدر الدين البيانوني (1996- أغسطس 2010م)

11- المهندس محمد رياض شقفة (أغسطس 2010)

.

من أعلام الإخوان في سوريا
أقرأ-أيضًا.png

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

وثائق ومتعلقات أخرى

وصلات خارجية

الموقع الرسمي لإخوان سوريا

وصلات فيديو

.