حادث المنشية ج2
بداية
عبد الكريم درويش - ضابط بوحدة أركان حرب وزارة الداخلية سابقاً:
أنا كنت أحد المكلفين بتأمين الرئيس وجاء الرئيس عبد الناصر استقبلنا وطلع الشرفة اللي سيلقي منها الخطاب بتاعه إلى الجماهير المحتشدين وبدأ في خطابه مش يمكن دقائق وسمعنا طلقات من سلاح سريع الطلقات، إحنا كنا في الدور الأول وده ارتفاعه طبعا المباني القديمة مش ثلاثة متر زي دلوقتي حوالي يمكن أربعة خمسة متر الارتفاع واللي يطلق النار واقف على الأرض في الميدان، فأنا في تقديري وأنا شايف مصدر الطلقات إنها بتاع خمسين ستين سبعين متر المسافة بيننا وبين اللي يطلق النار.
كمال أحمد - عضو مجلس الشعب المصري: أنا كنت في الفترة دي عندي 13 سنة كنت قاعد مكان العربية البترولي دي الطلق جاء من عند العلامة اللي موجودة اللي هي بعد المبنى الصغير ده الطلق الناري ده.
مراسل الجزيرة: أمام دار المعارف؟
كمال أحمد: آه بالضبط كده وحاول إنه يجري الغريب إنه حاول يجري في الاتجاه الأمامي لقيناه يجري والناس ورائه مجموعة من الناس وراءه كادت أن تفتك به مُسك عند الزاوية بتاع قمة الشارع كان يحاول يخرج كده رجعت ثاني يوم بقى في المدرسة عملنا أبطال إحنا رحنا وشفنا وكان حديث الإسكندرية فبقى إحنا قلنا لزملائنا إنه حصل كذا وكنا موجودين وبتاع قال يعني إحنا الأبطال يعني فزملائنا جاؤوا معنا فين الحكاية؟ فقعدنا نحكي لهم بقى كان مزار يعني فقلنا لهم كان فيه آثار طلقات تحت المكان اللي كان فيه جمال عبد الناصر يتكلم..
مراسل الجزيرة: تحته ولا وراءه؟
كمال أحمد: لا أمام يعني هو يخطب كده في الواجهة هو في الجزء اللي تحت كده يعني هو كان جاي الطلق جاي كده وهو كان يخطب في الطريق ده كده في المكان ده فالطلق جاء علامات يعني هو زي الجبس فالحفر بتاعه موجود أنا فاكرها كويس وقعدنا نتكلم وهنا بقى حصل وإحنا يعني المرشدين اللي نحكي..
مراسل الجزيرة: تتذكر رأيت كم حفر؟
كمال أحمد: رأيت اثنين حفرين..
خلافات الإخوان مع الثورة
في يناير 1954 حلت جماعة الإخوان المسلمين للمرة الثانية في تاريخها واعتقل الهضيبي وبعض قياديي الجماعة أصدر مجلس قيادة الثورة بيان عرض فيه تفاصيل مواقف الإخوان المسلمين تجاه الثورة منذ يومها الأول وانتقد محاولات الإخوان المسلمين فرض وصاية على قراراته خاصة بعد حل الأحزاب في يناير 1953 .
خالد محي الدين - عضو مجلس قيادة الثورة عام 1954 : كانوا مصر ين على أن كل شيء يعرض عليهم قبل أن يتم إذا كنت عايزني أبقى معك..
محمد فريد عبد الخالق - عضو الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين عام 1954 : كان المرشد يقول دي قرارات أساسية وإحنا حصل تأييد منا لكم على الأقل يحصل مشاركة في القرارات الجوهرية.
خالد محي الدين : إذا كنت عاوزني أبقى معك وأساندك وأقف معك تعرض عليّ كل حاجة وأنت إذا عرضت عليه كل حاجة يبقى كل شيء أصبح له حق فيه.
محمد فريد عبد الخالق : كان رد عبد الناصر واضح كاشف لما بعده وكاشف لما هو الآن قائم في هذه الفترة قال أنا لا أقبل وصاية من الإخوان المسلمين أنا قرارات الثورة تتخذها مجلس الثورة بحرية مطلقة ولن أرجع فيها لأحد.
قبل الحل بيومين كانت طلبة الإخوان المسلمين في جامعة القاهرة قد نظموا احتفال في ذكرى شهداء القنال خرجوا بعده يهتفون ضد الحكومة التي كانت تتفاوض مع الإنجليز حول الجلاء.
محمد المهدي عاكف - مسؤول التدريب بفصائل الإخوان المسلمين عام 1954 : في المركز العام دعا نواب صفوي رئيس الفدائيان إسلام بتاع إيران وقام نواب صفوي بإلقاء محاضرة في جامعة القاهرة في يوم الثلاثاء ده وحصل صدام شديد بين الإخوان المسلمين وبين هيئة التحرير وحرقت سيارة هيئة التحرير فأغلقت الجامعة.
برر مجلس قيادة الثورة حل جماعة الإخوان المسلمين المسلمين بتكوينهم منظمات سرية في الجيش والبوليس والجامعات وبتفاوضهم سرا مع الإنجليز حول الجلاء مما صعب موقف المفاوض الرسمي.
يونان لبيب رزق - مؤرخ: معروف أن في أول الثورة لما الإخوان المسلمين بدؤوا يتصلوا بموظف الإنجليز في السفارة البريطانية اسمه مستر إيفانز ده كان بعلم عبد الناصر وبعلم مجلس قيادة الثورة وكانوا عارفين.
جريدة الجمهورية لسان حال الثورة اتهمت حسن العشماوي أحد قياديي الجماعة بلقاء الوزير المفوض بالسفارة البريطانية مستر كريزويل في العاشر من يناير ويؤكد الإنجليز في برقية أرسلها سفيرهم إلى وزارة الخارجية البريطانية في الخامس عشر من ذات الشهر أن كريزويل لم يلتق العشماوي بل ولا يعرفه.
محمد فريد عبد الخالق : الفترة دي فترة عصيبة حصل فيها ما لم يكن في الحسبان لا بالنسبة للإخوان ولا بالنسبة لحركة عبد الناصر وحركة الثورة.
في الرابع والعشرين من فبراير 1954 فاجأ اللواء محمد نجيب رئيس جمهورية مصر مجلس قيادة الثورة باستقالته.
خالد محي الدين : هو استقال لكن التعاون بينه وبين مجلس قيادة الثورة صعبة قوي.
نشرت الصحف في الأيام التالية اتهامات مجلس القيادة لنجيب على لسان صلاح سالم وتعقد الموقف.
خالد محي الدين : جزء كبير من القوات المسلحة أيده والضباط الأحرار وتنظيمهم وقف ضده.
عاد نجيب في استقالته في السابع والعشرين من فبراير 1954 وفي اليوم التالي خرجت مظاهرات تأييد له عرفت باسم مظاهرات عابدين.
علي عبد الفتاح نويتو - عضو التنظيم السري [[للإخوان المسلمين]] عام 1945: أنا حضرت مظاهرة عابدين.
سامي شرف – ضابط المخابرات الحربية عام 1945: أنا كنت في ميدان عابدين كضابط مخابرات في الميدان فعلا.
علي عبد الفتاح نويتو : وإحنا عندنا خبر بأن الساعة كذا هيبقى فيه واخد بالك كده محمد نجيب سيأتي وبتاع في قصر عابدين وكل واحد عارف هيروح فين بالضبط طبوغرافية المكان اللي عارفينها.
سامي شرف : وطلع نجيب يحيي الجمهور وفوجئنا بعدها نجيب دخل وطلع معه عبد القادر عودة .
علي عبد الفتاح نويتو : محمد نجيب يحاول.. انصرفوا خايف يحصل إيه؟ انقلاب، انصرفوا.. واخد بالك انصرفوا.. انصرفوا فاستنجد بعبد القادر عودة .
سامي شرف : لفتت نظرنا أنه دخل محمد نجيب جوه القصر أو جوه بعد البلكونة وطلع في يده عبد القادر عودة لما عبد القادر عودة طلع هدّأ الجماهير هدأت الجماهير.
علي عبد الفتاح نويتو : قال كلمتين ثلاثة كلمات انصرفوا دون هتاف.
سامي شرف : حركة اليد دي حركة اليد دي لها معنى يبقى فيه اتفاق يبقى عملية مرتبة.
علي عبد الفتاح نويتو : ده وكيل الجماعة بقى دون هتاف وشك قفاك الميدان انتهى زي ما بدأ.
سامي شرف : طبعا دي أعطتنا علامة أو مؤشر.
خالد عودة - ابن المستشار عبد القادر عودة : محمد نجيب كان باتصال بعبد القادر عودة وكان يتصل كنت أنا أرد على التليفونات أنا شخصيا وكان يقول لي ولد هات أبوك يا ولد مباشرة محمد نجيب أقول له مَن يا أفندم؟ يقول محمد نجيب ، ما كانش يقول اللواء ولا محمد نجيب خالص ولا الرئيس يقول لي قل له محمد نجيب وكنت أسعد جدا بأن أروح للوالد أقول له كلم الريس محمد نجيب على التليفون.
أمام محكمة الشعب اعترف هنداوي بأن الطيب أبلغه إن الرئيس محمد نجيب سيلقي خطابا بعد اغتيال عبد الناصر يطمئن فيه الشعب ثم تشكل حكومة جديدة، الطيب في اعترافاته أكد أن يوسف طلعت كان مَن أبلغه ذلك، في العشرين من مارس 1954 زار الملك سعود ملك المملكة العربية السعودية مصر وتوسط لدى عبد الناصر للإفراج عن الإخوان المسلمين بناء على طلبه وبالفعل أفرج عن الهضيبي وباقي قياديي الجماعة في الخامس والعشرين من ذات الشهر زار عبد الناصر الهضيبي في منزله ذات الليلة ونشرت صحيفة المصر ي في اليوم التالي أنهما اتفقا على أن تعود الجماعة لممارسة نشاطها بحرية كاملة وأن يفرج عن كل المعتقلين من أعضائها وأن يعلن مجلس قيادة الثورة أسباب حل الإخوان المسلمين وأكد الهضيبي إن الجماعة ستكون عونا للحكومة على طرد الإنجليز .
محمد فريد عبد الخالق : حصل اعتذار وحصل بيان بأن الثورة اعتذرت عن كل اللي حصل وأعادت للإخوان اعتبارهم.
في صباح يوم الإفراج عن الهضيبي كان مجلس قيادة الثورة قد أصدر قرارات الخامس والعشرين من مارس والتي تسمح بعودة الأحزاب والحياة النيابية وتحل مجلس قيادة الثورة في الرابع والعشرين من يوليو 1954 وفي السابع والعشرين من مارس أضرب عمال النقل وخرجت مظاهرات احتجاج ضد إنهاء الثورة وعودة الأحزاب .
" الهضيبي لا يرغب في عودة الديمقراطية لأن الوفديين سيكونون على رأسها وهم القوة الكبيرة المنافسة للإخوان المسلمين أمام الشعب"
محمد رياض - السكرتير الصحفي للرئيس محمد نجيب عام 1954 : نجيب أرسلني للهضيبي وقال قل ماذا أصنع إذا أصروا على إلغاء الديمقراطية والقرارات؟ الهضيبي قال لي بالحرف الواحد كل ظرف وله معالجته وكل موقف يحسم في حينه ولم يعطنِ جوابا شافيا، فعدت للرئيس نجيب ونقلت له ما قاله الهضيبي فقال لي أنا أعلم يا رياض أن الهضيبي وهو مرشد الإخوان المسلمين لا يرتاح ولا يرغب في عودة الديمقراطية لأن سيكون الوفديين على رأسها وهم القوة الكبيرة المنافسة أمام الإخوان المسلمين أمام الشعب.
مكتب إرشاد الإخوان المسلمين عقد اجتماعا في ذات يوم إضراب العمال طالب فيه بضمانات تجنب عودة الحياة النيابية مساوئ الماضي وفي ذات الليلة زار الهضيبي ناصر في منزله واجتمع به، في التاسع والعشرين من مارس أرجع تنفيذ قرارات الخامس والعشرين ونشرت جريدة الجمهورية بعدها على لسان الهضيبي في كلمته أمام مؤتمر الإخوان المسلمين إن الأحزاب كان عملها لوجه الشيطان.
جمال عبد الناصر - الرئيس المصر ي السابق - خطاب ميدان الجمهورية 29 أكتوبر 1954 : سنقضي على الإرهاب وسنقضي على الغدر وسنقضي على هذه الوسائل البغيضة التي لا تسمح بوجود الديمقراطية وعند هذا يا إخواني سنقيم في هذا الوطن كما وعدناكم ديمقراطية حقيقية ديمقراطية سليمة أنا لا أفهم مطلقا أن تقوم في هذا الوطن ديمقراطية وفيها إرهاب وفيها تنظيمات سرية وفيها رصاص يوجه إلى المواطنين باسم الدين وباسم الإسلام باسم الخداع وباسم التضليل.
قبل الحادث بين الحقيقة والسيناريوهات
في مايو 1954 هرب الضابط الإخوان المسلمين ي عبد المنعم عبد الرؤوف من محاكمته العسكرية واختبأ في إمبابة حيث التقى الطيب وهنداوي ويوسف طلعت وغيرهم ويروي في مذكراته أنه رسم للتنظيم السري خطة عسكرية وأقام لهم معسكر تدريب.
صلاح دسوقي - رئيس وحدة أركان حرب وزارة الداخلية عام 1954 : أذكر أنا قبل حادثة المنشية بحوالي أربع شهور المباحث العامة ومكتب كنا عاملينه مكتب لمكافحة الجاسوسية في حكمدارية القاهرة كان فيه أكفأ الضباط اللي اثنين جاؤوا لي وقالوا لي التنظيم السري نزل تحت الأرض كان اصطلاح في وزارة الداخلية ينزل تحت الأرض يعنى اختفى يعني إيه اختفى؟ يعني لا يبيت في بيته لا يقابل أصحابه ما بيروحش اجتماعات أخذوا تعليمات معينة واختفوا.
في يوليو 1954 سافر الهضيبي إلى السعودية ومنها إلى سوريا ولبنان والأردن كانت مفاوضات الجلاء التي يديرها عبد الناصر مع الإنجليز قد استأنفت بعد توقف وتم التوقيع على معاهدة الجلاء بالأحرف الأولى في يوليو 1954 عارض الإخوان المسلمين الاتفاقية وأصدر الهضيبي بيانا من سوريا ينتقدها ووزع الإخوان المسلمين في القاهرة منشورات ضدها تحت عنوان هذه الاتفاقية لن تمر.
محمد فريد عبد الخالق : إحنا نقدنا اتفاقية الجلاء الموقعة منه وقلنا دي فيها شروط مجحفة ولا تحقق الجلاء الناجز اللي إحنا من حقنا وتضمن لهم الرجوع ثانيا إلى القواعد لأي خلاف مع تركيا أو غيره وغيره وفتحت لهم باب ثاني.
في أغسطس غاب عبد الناصر لأداء فريضة الحج وعاد الهضيبي إلى القاهرة .
علي عبد الفتاح نويتو : الأستاذ المرشد حسن الهضيبي عليه رحمه الله كان في سوريا استقبلوه هناك استقبال الفاتحين ولما رجع قفلوا المطار.
محمد المهدي عاكف : وجدت المطار مملوء بسيارات الإخوان المسلمين من الأقاليم بقى معركة.
علي عبد الفتاح نويتو : كنا إحنا بتوع النظام الخاص الجديد سمعنا بأن الأستاذ المرشد مش لن يخرجوه من المطار.
محمد المهدي عاكف : كلفت أنا من مكتب الإرشاد عن استقبال حسن الهضيبي فأنا لوحدي أعمل إيه..
مراسل الجزيرة: تأمين استقباله..
محمد المهدي عاكف : تأمين استقباله فلا أكتمك أنا يعني عملت احتياطاتي فجبت إخواني وسلحتهم وعلى سيارة جيب قدامي وأنا راكب أنا وخميس وفضيلة المرشد بعدما استقبلناه في المطار راحوا قافلين باب المطار فتبين لي أن فعلا يريدون أن يفعلوا شيئا، فوقفت ونزلت من باب السيارة وقلت آخر سيارة ستخرج من المطار هي سيارة المرشد العام وأمامكم خمس دقائق.
في سبتمبر شن كل فريق حملة هجوم على الآخر فمن سوريا أشاع عبد الحكيم عابدين سكرتير الإخوان المسلمين في مصر أن ناصر التقى بإسرائيليين ووزعت في القاهرة منشورات تحمل هذا الاتهام من جانبها شنت جريدة الجمهورية التي كان يرأس تحريرها القائمقام أنور السادات حملة هجوم على الإخوان المسلمين والهضيبي شخصيا وفي ذات الشهر اختفى الهضيبي.
محمد فريد عبد الخالق : كان بدأ علامات تدل على أن التخلص منه وارد وكان رأي الإخوان المسلمين أن وجوده مهم وأن تغييبه من مصلحة الدعوة وأن الإبقاء على حياته يعني مهم تفويت الفرصة على اغتياله كما اغتيل حسن البنا من قبل من مصلحة الدعوة .
قيادات الإخوان المسلمين كانوا يعدون لمظاهرة ضد النظام تخرج في التاسع والعشرين من أكتوبر بحماية مسلحة كما وصفها في مذكراته حسن العشماوي والذي كان مختبئ مع الهضيبي بينما كان التنظيم السري بقيادة يوسف طلعت يجمع الأسلحة وملابس البوليس الحربي لمهاجمة مجلس الوزراء واعتقال أعضائه ورئيسه عبد الناصر وهي الخطة التي رسمها لهم عبد المنعم عبد الرؤوف .
صلاح دسوقي : جمال عبد الناصر الحقيقة كان عارف أنه داخل في صدام مع الإخوان المسلمين وعارف التنظيم السري في غاية القوة ويتوقع حدوث أي شيء من التنظيم السري في أي وقت.
في ذات الوقت رسم إبراهيم الطيب رئيس التنظيم السري بالقاهرة وهنداوي دوير رئيس التنظيم بإمبابة خطة ثانية تقضي باغتيال عبد الناصر أولا ثم التخلص من الضباط الأحرار بالاعتقال أو الخطف واختار محمود عبد اللطيف عضو تنظيم إمبابة لتنفيذ المهمة.
صلاح دسوقي : إحنا لا نعرف محمود عبد اللطيف خالص قبل العملية دي ما حدش يعرف محمود عبد اللطيف يعني هي المهارة أنهم جابوا واحد غير معروف لنا هو معروف لجهاز المباحث العامة وسجله موجود لكن لا نعرف أنه مكلف بأنه يغتال رئيس الوزارة.
في التاسع عشر من أكتوبر 1954 تم التوقيع النهائي على اتفاقية الجلاء وبدأ عبد الناصر جولة في أنحاء مصر لشرح الاتفاقية للمواطنين كانت منشورات الإخوان المسلمين مستمرة وتتصاعد حدتها داعية لمواجهة الحكومة.
سامي شرف : إحنا كنا نبقى قاعدين متوقعين في أي لحظة انفجار مش انفجار بمعنى انفجار قنبلة لا يعني انفجار سياسي انفجار أمني.
هنداوي دوير شرح لعبد اللطيف موقف الإخوان المسلمين من الاتفاقية وأنها خيانة للبلد وأكد له إن أوامر قتل عبد الناصر صادرة من الهضيبي شخصيا وعرض عليه أن يرتدي الحزام الناسف الذي أرسله يوسف طلعت ويحتضن عبد الناصر فيموتا معا لكن عبد اللطيف رفض وفضل استخدام المسدس.
صلاح دسوقي : المسدس ده ماركة ماوزر ألماني وماسورته أطول من ماسورة المسدس العادي وميزاته الكبيرة أنه يرمي الرصاصة بتاعته لمسافة أبعد من المسدس العادي وقوة اختراقها شديدة جدا.
في العشرين من أكتوبر اجتمعت الهيئة التأسيسية للإخوان واعتبرت المرشد المختبئ في إجازة وأعفت مكتب الإرشاد .
محمد المهدي عاكف : كان هناك بعض الإخوان المسلمين وعدد لا بأس به يعني يؤيدون عبد الناصر يعني في حركته وفي أسلوبه وفي كذا ولكن مجموع الأغلبية من الإخوان المسلمين كانوا مع منهج الإخوان المسلمين ومع المرشد العام ومع كذا.
في الحادي والعشرين من أكتوبر كتب الهضيبي استقالته وحملها حسن العشماوي إلى يوسف طلعت الذي سلمها لعبد القادر عودة المتحفظ عليه في منزله منذ الجمعة الثاني والعشرين.
خالد عودة : المسؤول عن الإخوان المسلمين كاملا في هذا الوقت هو كان عبد القادر عوده لأن الناس يمكن لا تعرف حاجة غريبة أنه فضيلة المرشد الأستاذ محمد حسن الهضيبي قدم استقالته بالفعل يوم 21 أكتوبر وموقعة وموجودة هي عندي الأصل موجود واحتفظت به طوال هذه السنين.
في صباح السادس والعشرين من أكتوبر غادر محمود عبد اللطيف منزله في إمبابة متوجها إلى الإسكندرية حيث كان عبد الناصر سيلقي خطابا في ميدان المنشية، اعترف عبد اللطيف أنه وصل إلى الإسكندرية في الواحدة ظهرا تقريبا تمشى قليلا وأكل في مطعم ثم ذهب إلى لوكاندة دار السعادة.
مشارك أول: والدي الحاج عبد الرزاق صاحب الفندق فهو كان يحكي لي بالتفاصيل يعني أن محمود عبد اللطيف أجر هنا في اللوكاندة عندنا أوضه في الدور الثاني قاعد فوق شوية طبعا هو كان قاعد في أوضه على الشارع عشان لو فيه أي حاجة سيشعر بيها يعني يشعر بها وكده هو قعد شوية ونزل، هي دي نفس الغرفة اللي كان مقيم فيها وكان قاعد فيها لأن لازم اللي يعمل حاجة يبقى على مكان لازم يفكر يقعد أزاي ويتصرف إزاي بس هو بقى مسكوه على طول يعني.
اعترف عبد اللطيف بأنه غادر لوكاندة السعادة وتوجه إلى ميدان المحطة فوجد جماعة متظاهرين في طريقهم للمنشية فمشى وراءهم وحينما وصل عبد الناصر وبدأ خطابه أطلق عليه الرصاصات الثماني.
علي عبد الفتاح نويتو : الحقيقة إيه ما حصلش كده ده محمود هداف استحالة يسيء.. ده اللي يحصل ارجعوا لحسن التهامي واللي كتبه في الصحافة.
اليوزباشي حسن التهامي وهو واحد ممن كونوا نواة جهاز المخابرات العامة المصر ي بعد الثورة كان قد صرح في أكثر من وسيلة إعلام بأن حادث المنشية تمثيلية ليس إلا.
علي عبد الفتاح نويتو : قال إيه حسن التهامي؟ قال إن بتاع المخابرات الأميركية في جلسة عبد الناصر قاعد وهم قاعدين من ضباط الثورة عرض إن هو قال له شعبك فيه خصلتين عاطفي ومتدين سنعمل عملية يعبدوك بعدها، إيه هي؟ جاب صديري واقي وعبد الناصر قاسه طلع ثقيل عليه تضايق منه لأنه ثقيل عليه حسن كان يقول إيه؟ يقول أنا اعترضت لما قالوا كده خفت ليصاب بطلقة ولا بتاع زي كده فقال لا أنا مش مواقف على كده وقام ساب الجلسة وتمت بقية التمثلية.
إبراهيم بغدادي - ضابط المخابرات الحربية عام 1954 : طيب يا حسن إذا كان أنت بتقول إن دي عملية مدبرة طيب أنت كنت ساكت عليها من سنة 1954 ليه؟ لم تكتشف الكلام ده إلا في مجلة أكتوبر سنة ألف وتسعمائة وحاجة بعدها بثلاثين أربعين سنة؟ كلام غير مقبول.
يونان لبيب رزق : حسن التهامي مذكراته ينبغي أن تؤخذ بحذر شديد لأنه أعطى نفسه هالة للبطولة الحقيقة ما كانش حد يستطيع أن يفعلها مع عبد الناصر في ذلك الوقت مهما كان قريبا منه وحسن التهامي ما كانش من القريبين جدا لعبد الناصر .
إذا صدقنا رواية التهامي سنواجه سؤال جديد ما الذي ورط عبد اللطيف وهنداوي ضحية في هذه التمثيلية؟
محمد المهدي عاكف : أنا بقى لي تفسير هنداوي دوير كان من أشد المتحمسين ضد عبد الناصر كمحمود عبد اللطيف كان من أشد المتحمسين ضد عبد الناصر وكان يجعّر بهذا.
محمد فريد عبد الخالق : تم بين هنداوي دوير قبلها لقاء صدفة كنت أنا عند بيت الهضيبي يعني أتكلم معه في أمور الدعوة وكنت متجه إلى مسجد صلاح الدين والتقيت بهنداوي دوير وكنت على علم إنه هناك تحرك وتفكير عدواني بالنسبة ل[[جمال عبد الناصر ]]، فأنا كلمت هنداوي دوير من هذا المنطلق وقلت له أنا يا ابني سمعت كذا وكذا وعلمني كذا وكذا هذا كلام يخالف أوامر المرشد يخالف منهج الإخوان المسلمين يخالف مصلحة الدعوة فياريت تقول لإخوانك اللي يفكروا التفكير أنه يعملوا الاعتداء على جمال هذا خطأ بكل المقاييس.
إذا كان الإخوان المسلمين يقرون بأن هنداوي كانت لديه بالفعل خطة لقتل عبد الناصر فلماذا ينكرون مسؤوليتهم عن الحادث؟
محمد المهدي عاكف : أنا أقول لأن المخابرات لقطتهم بقى وهي اللي وجهتهم هذا التوجيه وهي اللي أرسلتهم الإسكندرية يعني استغلال لهذا الحماس وهم ما كانوش مدربين بدليل إن كان كل شيء معد.
محمد فريد عبد الخالق : وبعدين دلوقتي إحنا عاوزينكم بقى نروح إسكندرية سويا مع بعض وراح معهم حسن التهامي لغاية لما بس قال لهم دلوقت إحنا سنمثل العملية زي أي واحد مجرم النيابة تقبض عليه بتطلب منه إنه هو يمثل العملية إنما كان انتهى دورهم وحيل بينهم وبين التنفيذ.
إذا افترضنا صحة هذا الاحتمال فهل تواطأ عبد اللطيف وهنداوي طوال مدة المحاكمة العلنية ولم يبرئ الجماعة حتى لحظة إعدامهما بحضور الصحفيين وكاميرات وكالات الأنباء العالمية؟ وهل هذا يفسر عزلهم داخل السجن وحسن معاملة هنداوي؟
محمد المهدي عاكف : لم يكن عميل ولكن كان مهووس ومتهور واستغلوا هم ده.. ده يقول لك كان من أشد الناس عداء لعبد الناصر .
محمد نجيب راغب – عضو التنظيم السري [[للإخوان المسلمين]] عام 1954 : أنا شخصيا لا أشك في هنداوي دوير ولا أِشك حتى في الإخوان المسلمين لكن يعني مسألة القدرة والإمكانيات والعطاء الإلهي والعز الإلهي هنداوي ما كانش يحرم منه يعني هو شخصية قيادية على أعلى مستوى صالح تقي يعني دائما يرجو رضاء الله وكان دائما من ضمن كلامه الذي دائما على لسانه وعجلت إليك ربي لترضى.
إذا كانت أجهزة الأمن عرفت بالمخطط فعلا فلماذا تركت محمود حتى اندس وسط زحام الجماهير وأطلق الرصاص؟ لتلقي القبض عليه متلبسا؟
صلاح دسوقي : هذا الكلام اجتهادي وغير حقيقي ولو كان ده صحيح كان لازم أنا أكون عرفت فيه استحالة.
إبراهيم بغدادي : لو الجهات الأمنية عرفت واخد بالك كانت قبضت عليه قبل ما يضرب طلقة واحدة.
صلاح دسوقي : ولا يوجد إنسان يفهم في الأمن أنه يغامر هذه المغامرة استحالة غير واقعي الكلام ده خالص أن نعرف أن واحد سيغتال رئيس الدولة والناس تقول له روح عشان نمسكه كلام فارغ خالص غير حقيقي.
هناك مَن يفترض أن أجهزة الأمن عرفت بمخطط هنداوي فتتبعت عبد اللطيف حتى اتخذ مكانه وسط الزحام الشديد وقبل أن يطلق الرصاص أطلقه آخر نيابة عنه.
سامي شرف : جمال عامل تمثيلية عشان يموت جمال عبد الناصر كيف هذا؟ كيف هذا؟ مَن يعقل هذا؟
إبراهيم بغدادي : أنت ما تقدرش تضمن أنك أنت في التمثيلية واخد بالك إن الطلقة دي ما تجيش في جمال عبد الناصر ما هو احتمال لو حد هز يده أن الطلقة لو كانت جاءت كده كانت جاءت في جمال عبد الناصر بدل ما تجيء في اللي جنبه يعني هل معقول أنك أنت تدبر نفسك تمثيلية إنها تجيء هنا على بعد مثلا عشرين سنتيمتر منك تضمنها منين؟ تضمن منين أن الطلقة ما تجيش؟ أنت يعني أنت فكر فيها.
محمد المهدي عاكف : لا أدري ما كل الحكايات تدل على أنهم ما أطلقوش رصاص.
مراسل الجزيرة: ولكن هناك إصابات وقعت.
محمد المهدي عاكف : إصابات من مين على مين؟
مراسل الجزيرة: هناك إصابة.
محمد المهدي عاكف : اللمبة.
مراسل الجزيرة: لا ولدي أحمد بدر سكرتير هيئة التحرير.
سعد أبو السعود - محامي: أنا صلتي بأحمد بدر أنه كان زميل وكان صديق وكان جارا لأن مكتبه في نفس هذا البناء لما أصيب أذكر أن زرته ووجدت أن الإصابة التي حدثت به إصابة صغيرة لأنه لم يمكث في المستشفى وقتا طويلا ولم يكن من شأن الإصابة أن تعطله عن أداء عمله وبالتالي فالإصابة سطحية الإصابة التي حدثت له فيما قال لي هي إصابة من طلق ناري وكان يؤكد أن هذا الطلق حدث.
سامي شرف : إن الذي يصر على أن ما حدث في المنشية كان مفتعلا من جانب الرئيس جمال عبد الناصر فهو مخطئ فقط كنت أجلس في شرفة هيئة التحرير بميدان المنشية هذا الشيخ الباقوري وكنت أجلس بالقرب من الرئيس وبجواري الأستاذ مرغني حمزة وزير الزراعة السوداني ورفع يده بعد إطلاق الرصاص الباقوري ما يكدبش وإذا بيده غارقة في الدماء نتيجة تنافر شظايا الزجاج في يده أما الأخرى كان هناك سكرتير هيئة التحرير بالإسكندرية وأصيب برصاصة في بطنه ونقل إلى المستشفى وذهبنا لزيارته مع الرئيس جمال عبد الناصر في اليوم التالي، هل هذا كله تلفيق؟ ده كلام المرحوم الأستاذ الفاضل العظيم الشيخ أحمد حسن الباقوري الوزير السابق وعضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين المسلمين السابقة.
مصطفي ضيف - مدير عام مستشفى المواساة: من 1936 لحد دلوقتي يعني إحنا حوالي سبعين سنة والمستشفى محافظة على الأرشيف بتاعها كان عندي وثائق موجودة من الأربعينات والخمسينات موجودة يعني حضرتك لو سألت على أي مريض دخل المستشفى دخل متى وخرج متى وتشخيصه إيه كل ده موجود عندي في مكتب الإحصاء، أهو أستاذ أحد بدر المحامي 45 سنة طلق ناري وكسر السلمية الثانية لأيديه، مش موجود هنا اللي هو مرغني حمزة ده مش موجود عندي في السجل والحاجة الوحيدة أن هو يكون أصيب إصابة سطحية وخرج عن طريق الاستقبال أعتقد أن هو لو فيه تأثير حصل على المستشفي أو على أطباء المستشفي يا جماعة ضخموا الموضوع أو كبروه أعتقد أنه كان ممكن بعد فترة بعد سنة بعد عشرة بعدما الرئيس جمال عبد الناصر توفى وبعدين جاء الرئيس السادات كان ممكن أي حد يتكلم لكن إحنا ما سمعناش عن حاجة زي كده وأنا شخصيا ما سمعتش عن حاجة زي كده ولا العاملين في المستشفي سمعنا أن حصل ضغط عليهم في حاجة يعني.
صلاح دسوقي : كل دي سيناريو صحفي غير حقيقي اللي قبض على محمود عبد اللطيف اللي أطلق النار الناس واللي وجدوا المسدس على بعد ثلاثة أمتار منه الناس وكانت النتيجة لولا وجود المسدس ده ومواجهة محمود عبد اللطيف والمسدس ده يروح للطب الشرعي عشان يقول هل أطلق حديثا أم لا ونوع المسدس يختلف عن كل الكلام اللي قالته الصحافة.
يونان لبيب رزق : ربما كل هذا قيل في الصحف في ذلك الوقت وده شيء الحقيقة إحنا نعتبره عادي في التاريخ في الأحداث الكبيرة اللي زي دي.
صلاح دسوقي : لو الواحد ده جاء وقابل جمال عبد الناصر وسلمه كان لازم جاء لي أنا وعملت معه تحقيق وكملت به التحقيق.
يونان لبيب رزق : المنشغلين بالكتابة التاريخية يحاولون ينقوه من كل هذه الأحداث أو من كل هذه الروايات اللي حدثت في الموقع نفسه وهذه تنقية ما تبقاش بناء على موقف إنما تبقي بناء على رؤية إن فيه رؤية آه الإخوان المسلمين كان عندهم سبب إنهم يموتوا عبد الناصر وتبقي بناء على أخذ المعقول ورفض اللامعقول.
محمد المهدي عاكف : افرض أنه واحد ولا اثنين ولا ثلاثة ولا عشرة أرادوا يقتلوه مال الجماعة مال عشرات الآلاف يدخلوا السجن مال الناس اللي تقتل بغير ذنب مال الناس اللي يعذبون هذا العذاب الشديد.
صلاح دسوقي : كان لابد مواجهة العملية دي بالقبض على الإخوان المسلمين وإلا ننتظر لغاية ما واحد ثاني يقوم يعمل عملية ثانية.
خالد محي الدين : كون أن هو انتهزها فرصة لتصفية الإخوان المسلمين المسلمين آه وما ينكروش الحكم أصله ما ينكرش.
يونان لبيب رزق : حادث المنشية قدم الذريعة أو المبرر لمعاملة الجماعة بعنف أكبر.
خالد محي الدين : ما هو أنت رأيك يعمل إيه؟ يعني يطبطب عليهم؟
بعد إلقاء القبض عليه أرسل الهضيبي إلى ناصر رسالة نفى فيها علمه بالجريمة وطلب لقاءه لتوضيح الأمر أما عبد القادر عودة فقد أرسل لناصر رسالة طويلة وضع فيها خطة للإصلاح بين الثورة والإخوان المسلمين تقضي بقيامهم بحل التنظيم السري وتشكيلات الإخوان المسلمين في الجيش والشرطة وتسليم أسلحتهم وهو ما كان يطالب به ناصر قبل الحادث بأكثر من سنة.
المنشية.. قصة لم تنته مع الإخوان المسلمين
جمال عبد الناصر- الرئيس المصر ي السابق- من خطاب ميدان الجمهورية 29 أكتوبر 1954 : إذا كنا نمد أيدينا ونجد أن النتيجة هي الخيانة والغدر إذا كانت هذه هي النتيجة فإن التسامح وإن التآلف وإن الثورة البيضاء لم تكن أبدأ في مصلحة مصر وإنها ستكون ضد مصر وأنني إذا خيرت يا إخواني بين الثورة العرجاء وبين الثورة الحمراء فلن أقبل أبدأ ثورة عرجاء ولتكن ثورة حمراء.
في التاسع من نوفمبر بدأت محاكمة محمود عبد اللطيف أمام محكمة الشعب التي ترأسها جمال سالم بعضوية أنور السادات وحسين الشافعي وكانت وقائعها تبث إذاعيا، قرار المحكمة كان قد صدر في الأول من نوفمبر وقضى بأن تكون جلساتها علنية ومقرها مجلس قيادة الثورة وأن لا تقبل أحكامها النقض، استمرت محاكمة عبد اللطيف اثنتي عشرة جلسة وخلالها ووجه بقيادات وأعضاء الجماعة الذين اعتبروا شهودا ومنهم الهضيبي الذي نفى إصداره أوامر بقتل عبد الناصر ولحظتها بكى عبد اللطيف الهضيبي نفى أيضاً علمه بما يدور في التنظيم السري وأقر أن محمد فرغلي وخميس حميدة هما المسؤولان عنه كما ذكر إنه استقال من رئاسة الجماعة أكثر من مرة لقناعته بعدم صلاحيته بقياداتها.
يونان لبيب رزق : المحكمة التي تشكلت مثل محكمة الشعب برئاسة جمال سالم إنما كان الهدف منها التخلص من زعامات الإخوان المسلمين لأن وصل الأمر إلى يا ده يا ده، يا حياتي يا حياتكم.
بعد محاكمة عبد اللطيف حوكم الطيب وهنداوي وطلعت وفرغلي وعودة والهضيبي وآخرون في أيام معدودة وكانت أبلغ المرافعات التي شهدتها المحكمة هي مرافعة عبد القادر عودة المستشار السابق والمحامي عن نفسه فقد فند عودة الاتهامات مثبتاً أن الجميع بمن فيهم الشيخ فرغلي عضو المجلس الأعلى للنظام الخاص قد أجمعوا في التحقيقات التي اطلع عليها عودة قبل محاكمته بثمان ساعات فقط على انعدام صلته بالتنظيم السري وأقر عودة أنه حاول كثيراً تفكيك التنظيم ولكنه فشل.
" جمال عبد الناصر أراد التخلص من الإخوان المسلمين لذلك كان لابد من إدانتهم بمحاولة قلب نظام الحكم وقتل رئيس الجمهورية ليكون التخلص منهم بلا حرج " خالد محيي الدين: المحاكمة عملت عشان تعطي مبرر للخلاص وتصفية جماعة الإخوان المسلمين المسلمين؟ طبعاً ما هو عشان يخلص على جماعة لازم يعطيها إدانة ولازم يديها إدانة إن هي عايزه تقلب نظام الحكم وتقتل رئيس الجمهورية في ميدان عام بالرصاص في هذا الحال أنت معافى أنك تدافع عن النفس فهو بهذا الشكل شال عنه الحرج.
شهادات فرغلي وسيد قطب وإبراهيم الطيب أشارات إلى ما أعتبر تواطؤ من محمد نجيب رئيس الجمهورية وأكد فرغلي أن نجيب كان على اتصال مستمر بعبد القادر عودة منذ شهر مارس وأنه أرسل لهم بيان ضد اتفاقية الجلاء وزعوه ضمن منشوراتهم.
خالد محيي الدين: محمد نجيب همس في أذن صلاح سالم ونصحه إنه ما يورطش نفسه قوي مع مجلس قيادة الثورة لأنه البلد سترى أحداث مهم يعني ألمح له إنه فيه حاجات ستحصل ولذلك لما حصلت حادث المنشية مجلس قيادة الثورة توقع إنه دي المعلومة اللي أخذها صلاح سالم من محمد نجيب .
في الـ 14 نوفمبر أعفي نجيب من منصبه وتم التحفظ عليه في قصر بمنطقة معزولة في الرابع من ديسمبر صدر الحم بإعدام الهضيبي وعبد اللطيف وهنداوي والطيب وطلعت والشيخ فرغلي وعبد القادر عودة ، خفف الحكم على الهضيبي إلى ألأشغال الشاقة المؤبدة ونفذ في الستة الآخرين.
رفعت السعيد - أمين عام حزب التجمع: أول مَن رأيت كان الله يرحمه يوسف طلعت شهادتي إنه تقريباً مغمى عليه خوفاً يعني الأكثر شجاعة كان المرحوم عبد القادر عودة وكان موقفه مذهل بالنسبة لنا واحد نازل يموت وعمال يهتف بصوت جهوري يقول ولست أبالي حين أقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصر عي.
في تقرير سري من السفارة البريطانية إلى وزارة الخارجية بتاريخ الـ 29 ديسمبر ما يفيد بورود معلومات إن ناصر اختلف مع جمال سالم حول الأحكام إذ كان ناصر يميل نحو تخفيفها بينما أيد جمال سالم تثبيتها.
يونان لبيب رزق : عبد الناصر الحقيقة كان دائماً في صف عدم سفك الدماء ويمكن أكبر حادثة تدل على ذلك بعد خلع الملك فاروق عن العرش وكان بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة اثنين أو ثلاثة على رأسهم جمال سالم يقول لازم نعدم فاروق عبد الناصر وآخرون قالوا أبداً إحنا مش عايزين نبدأ الثورة بسفك الدماء.
توالت المحاكمات على لجان فرعية وعنها صدرت أحكام تراوحت بين الإعدام والبراءة ثم خففت أحكام الإعدام كلها إلى الأشغال الشاقة المؤبدة.
محمد المهدي عاكف : وبعد يوم واثنين من إعدامات الستة فوجئت بحمزة البسيوني جاي يقول لي تعالى كلم تليفون، تليفون؟! وأنا في غرفة الإعدام فرحت قلت لقيت صلاح الششتاوي وعلي صبري قاعدين مسكت التليفون ألو لقيت أحمد أنور قدامي هناك قال لي أنا أحمد أنور قلت له أهلاً وسهلاً يمكن يعني استهترت في الرد عليه لما زهق مني قال لي طيب خد والدتك ستقول لك أخبار سارة أنا والدتي بقالي ثلاثة أربع أشهر ما سمعتش صوتها لقيتها ومنفعلة جداً وبتقول لي ما فيش إعدام يا محمد فولان جاء وفولان جاء وقال ما فيش إعدام بتوع الثورة، طيب أنا الدموع فرت من عيني لأول مرة.
في مايو 1956 أعلن عبد الناصر في حوار أجرته معه جريدة الجمهورية أن إجمالي عدد المعتقلين في مصر 571 معتقلاً وأن الإفراج عنهم سيتم خلال ثلاثة أسابيع.
سامي شرف : أفرج عن كل مَن صدرت ضدهم أحكام وأعيدوا إلى مناصبهم وعوضوا عن إن الترقيات اللي فاتتهم ترقوها والعلاوات اللي فاتتهم أخذوها.
ما بين عام 1960 و1964 كان كل المحكوم عليهم من الإخوان المسلمين في قضية المنشية قد غادروا السجن بما فيهم الهضيبي وسيد قطب مفكرة الجماعة إلا خمسة لم يفرج عنهم حتى السادات عند توليه عام 1970 منهم محمد المهدي عاكف وعلي نويتو، قصة الإخوان المسلمين وناصر لم تنته عند المنشية ففي عام 1965 تم القبض على خلية جديدة كانت تخطط لقتل عبد الناصر والاستيلاء على السلطة.
هدى عبد الناصر - ابنة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر: أولاً اكتشفت إزاي؟ ما حدش بلغ ولا حاجة هو حس أولاً قرأ كتاب سيد قطب معالم على الطريق فأحس إن فيه تنظيم إن اللي كاتب الكتاب ده لازم يكون يعمل حاجة حس إن فيه حاجة فبدأ بلغ أجهزة الدولة للمخابرات تحاول تشوف فيه نشاط للإخوان المسلمين في البلد ولا لا، فبدؤوا وجدوا نشاط وبدؤوا ناس تبلغ عن ناس أنا فاكرة وقتها كنا في عملية سبق مَن اللي سيمسك الثاني الأول؟ وخاصة إنهم كانوا مجندين عساكر من الحرس الجمهوري كانوا يحرسوا بيتنا.
مراسل الجزيرة: قضية 1965 كانت قضية حقيقية؟
محمد نجيبراغب : آه.
مراسل الجزيرة: ما كانتش ملفقة.
محمد نجيبراغب : لا حقيقية 100% كمان وهم كلهم اعترفوا ولهم الشرف إنهم يعترفوا.
بالرغم من أن الإخوان المسلمين لا ينكرون قضية 1965 إلا أنهم لا يزالون حتى اليوم مؤمنين بأن حادثة المنشية ليس إلا تمثيلية.
محمد المهدي عاكف : والله أنا وجهت نظري إنها مسرحية إن أنا غرضي أقول إن عبد الناصر استمر في خطابه إلى النهاية أخذت بال حضرتك والإخوان المسلمين في ساعتها دخلوا استعفوا يوسف صديق يقول إيه؟ ساعة ما سمع طلقات الرصاص والإخوان المسلمين قال لي يا عاكف سيعلقوكم على المشانق.
إبراهيم بغدادي : الصدمة تولد شيء من الشجاعة في البني آدم وخصوصاً إذا كان هو عنده نوع من الشجاعة الداخلية.
عبد الكريم درويش: رد فعله إنه كان يعني عايز يثبت هذا كله إنه مش عايز يتنحى عن المنصة الشرفة ومش عايز يدخل جوه ويعاند معنا.
هدى عبد الناصر : يوم الاعتداء ده حصلت مفارقة غريبة جداً إن والدي كان دائماً يستعمل قلم أحمر حتى إمضاءاته على قرارات مجلس قيادة الثورة كانت بالقلم الأحمر فالقلم كسر الظاهر وهم يشدوه عشان يحموه ويبعدوه عن مرمى الرصاص فالقلم كسر فافتكروا إنه أصيب.
عبد الكريم درويش: أرغمناه على الدخول وهو يقاوم يعني دفعناه جوه في الصالة الغرفة التجارية بص لقى والده الحج حسين عبد الناصر شبه مغمى عليه على الكنبة في الصالحة بتاعة غرفة التجارة وهنا كانت نقطة فارقة الرجل الجبار ده اللي صنع ثورة انقلب إلى شخص آخر 180 درجة ابن حنون عطوف اهتم أشد الاهتمام بحالة والده لغاية ما اطمأن عليه في دقائق بسيطة نهض وطلع ثاني عشان يؤكد أن عبد الناصر لن يهزم.
جمال عبد الناصر - الرئيس المصر ي الأسبق: إذا مات جمال عبد الناصر فأنا الآن أموت وأنا مطمئن فكلكم جمال عبد الناصر تدافعون عن العزة وتدافعون عن الحرية وتدافعون عن الكرامة.
- المصدر:حادث المنشية ج2 ،الجزيرة نت