أنشطة غير أخلاقية تستهدف إسلامية المغرب وسط صمت العلماء الرسميين
25/11/2007
عبدلاوي لخلافة- الرباط
في أقل من شهر تقريبًا شهد المغرب ثلاث غارات شاذَّة تريد المسَّ بعمقه الإسلامي والحضاري ودوره الإستراتيجي كبوَّابة للإسلام إلى أوروبا وإفريقيا.
الأولى كانت عزم شركة بلجيكية تنظيم رحلة للمثليين بمراكش، والثانية تنظيم يوم الخمور بمكناس، والثالثة تزويج شاذين بمدينة القصر الكبير على الطريقة المغربية.
ومن الملاحظ أن هذه المحاولات جاءت خلال شهر تقريبًا، وتشترك ثلاثتها في قيمة واحدة، هي المجاهرة بالمنكر والفاحشة، وهو ما يوحي بوجود مخطط صهيوني يستهدف المغرب، ويستثمر هامش الحرية والأمن الذي ينعم به.
وفتحت الأحداث الثلاثة شهية الإعلام المحلي والدولي للترويج لمعدل المبيعات وقياس نسبة المشاهدة أو التتبع في ظل ركود السوق الإعلامية وهيمنة البث الفضائي والإنترنت.
وتأكد هذا المسعى في حرص أغلب الصحف المغربية على إنجاز ملفات "جنسية" مثل "مافيا الدعارة في مواجهة مافيا البوليس"، "سحاقيات يبحثن عن الشرعية"، "الاستغلال الجنسي للأطفال"، "تفاصيل وصور خاصة بعرس الشاذين بالقصر الكبير".
ورغم التنديد الإعلامي المحتشم لحزب العدالة والتنمية، وتوجيه رسالة لحكومة "أمير المؤمنين" سياسيًّا من رئيس فريقه مصطفى الرميد، إلا أن التحركات المنددة بالمنكرات في مراكش والقصر الكبير وتركيزهما على التحرك الشعبي الجماعي نجحت في حفظ ماء وجه المغرب؛ حيث قام سكان مراكش بمظاهرة شارك فيها اليسار والإسلاميون، وقدمت مدينة القصر الكبير درسًا تاريخيًّا بخروجها الشعبي الغاضب عقب يوم الجمعة الأخير؛ لتؤشر على عمق التدين المغربي برفعها لشعار "اللطيف" الشهير في تاريخ المغرب: "اللهم يا لطيف الطف بنا فيما جرت به المقادير"، ولافتة تتضمن آية التشنيع عن إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا.
وقد لوحظ خفوت صوت العلماء والجهات الدينية بالمغرب، رغم اقتحام هذه التابوهات من جانب اللوبيات الصهيونية؛ خشيةَ أن تشنَّ حملة على المغرب بأنها تقيِّد "حقوق الإنسان" وتضيِّق على حريات الأفراد.
وذهبت كثير من التفاسير إلى اختزال الوقائع بأنها موجهةٌ إلى "الإسلاميين" بالمغرب في محاولة لتعجيزهم، والنَّيل من شعبيتهم السياسية، وبأنهم فقدوا حماسة التحرك والإقدام على أي رد قوي نحو هذه المخالفات، كما كان حالهم في سابق تحركهم لمناصرة قضايا فلسطين والعراق وباقي القضايا العادلة.